تبهرك البحرين بجمالها ودقة تنظيمها وعبقرية مكانها وهو ما جعلها هدفاً لسياحة الأفراد والعوائل الخليجية، حيث يجدون فيها المتعة والهدوء والمجمعات التجارية التي تعكس جميعها مظاهر المدنية والحداثة المغلفة بعبق الماضي وخصوصية الذات الحضارية، إلا أن المدقق في هذه اللوحة الجمالية يرصد بعض المظاهر التي ارتبطت بسلوكيات العامة في الشارع البحريني والتي وجب الوقوف أمامها حتى يتم تجنبها.. تلك الملاحظات نرصدها في هذه اليوميات، ذلك النوع من أنواع المقالات التي تهتم بها الصحافة العالمية والتي تتميز «الوطن» بها مقارنة بالصحف الأخرى بالمنطقة.
* الأحد: اسم الديرة خلف السيارة: إن كثيراً من الشباب قد أعجبهم لصق اسم الديرة أو المدينة أو المحافظة التي يسكنونها على مؤخرة سياراتهم، فهناك من يلصق المحرق وآخر البديع وثالث الرفاع ورابع الحد..إلخ، من باب الاعتزاز بها.. إلا أن ذلك الفعل يكرس الجهوية حيث يعلي من شأن المكان الصغير على حساب الانتماء الأكبر وهو البحرين بما يضر على المدى البعيد بفكرة المواطنة والوحدة والانسجام الاجتماعي.. ذلك الهدف الأسمى الذي تعمل البحرين على تحقيقه، ولذا يمكن استبدال هذه الشعارات الجهوية بشعارات قومية مثل «كبيرة يا البحرين - البحرين أولاً - بحريني وافتخر» لأنها تقوي روح المواطنة والانتماء وتؤدي لانصهار الجميع في إحساس وطني واحد يمكن أن يكون إحدى آليات التقارب والبعد عن الخلاف.
* الإثنين: الأطباء كموديلات إعلانات: اهتمت كثير من المستشفيات الخاصة في المملكة بتعليق صور أطبائها على لوحات كبيرة في الشوارع الرئيسة وإشارات المرور كجزء من الإعلان عن المستشفي واهتم مصممو هذه اللوحات بتقديمهم في صور جذابة تشبههم بالمعلنين عن السلع والخدمات.. إلا أن ذلك يحول هؤلاء الأطباء إلى رجال وفتيات إعلانات، وهذه الظاهرة تزيد من إحساس المواطن بتسليع مهنة الطب والتعامل معها باعتبارها سلعة أو خدمة يتم الترويج لها، وهو ما يبعدها عن صورتها الإيجابية التي ارتبطت بالرحمة والراحة الإنسانية.
* الثلاثاء: التحايل على الكاميرات الذكية: يسعى بعض قائدي السيارات إلى التحايل والمراوغة في التعامل مع الكاميرات الذكية في الشوارع والتي ساهمت في تقليل السرعات والحوادث بشكل ملحوظ.. إلا أن قائدي هذه السيارات قد حفظوا أماكن الكاميرات فيخفضون السرعة عند الاقتراب منها ثم الإسراع بمجرد العبور من أمامها ويكررون ذلك طول الطريق.. والأمر يحتاج لمصداقية وشفافية مع الذات تدفعنا لضرورة احترام إشارة المرور طالما تحافظ على حياة الكثيرين ويكون السلوك مبنياً على قناعة ذاتية وثقافة عامة وجب أن تنتشر بيننا.
* الأربعاء: «باركات» فوق الأرصفة: إن ما يثير استفزاز الملتزمين والخائفين على المال العام هو أن كثيراً من أصحاب السيارات الكبيرة «الجيب» يقفزون بسياراتهم فوق الأرصفة ويتركون سيارتهم فوقها وأحياناً ليس لعدم وجود مواقف إنما «لحاجة في نفس يعقوب»، أي شعور نفسي بالقوة والقدرة على الصعود على الرصيف بما يحقق له التميز والتفرد وهذا السلوك يؤدي لانهيار الأرصفة ويقلل عمرها الافتراضي لأنها شيدت لمرور البشر وليس للسيارات.
* الخميس: سيارات تعوق المرور: ظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة في الشوارع ذات الازدحام الليلي كشارع المعارض والشباب والبديع والعدلية والقصر بجوار فندق الخليج وغيرها، وهي رغبة البعض في التنزه بالسيارة ليلاً في هذه الشوارع حيث يظلون لساعات يمرون في هذه الشوارع فما إن ينتهون من الشارع حتى يعودوا مرات أخرى وهو ما يحول دون المرور السريع لمن يريد إنجاز عمل أو إسعاف مريض ويمثل عبئاً على رجال المرور بجانب إزعاج السكان ليلاً.
* الجمعة: الحدائق العامة: تعد الحدائق أحد مظاهر التحضر ومتنفساً مهاً للعامة.. وقد انتشرت هذه الحدائق كمشروع عملاق في كل البحرين فكل المناطق بها حديقة عامة مزودة بالألعاب وأدوات الرياضة والمشي وغيرها، ولذا باتت هدفاً أسبوعياً لكثير من المواطنين والمقيمين.. إلا أن سلوكيات البعض تضر بهذه المساحات الخضراء حيث يجلسون عليها ويلعبون ويفترشون ويشوون ويطهون الأطعمة ويتركون علب وبقايا أطعمة بما يسيء لهذا المكان الحضاري.. إننا بحاجة لتعامل مختلف من الجمهور مع هذه المساحات الخضراء حتى تظل في رونقها ونضارتها والالتزام بالجلوس في الأماكن المخصصة.
* السبت: هوس الشراء: رغم أن إقبال الجمهور على الشراء ظاهرة اقتصادية مهمة تنعش المحال التجارية إلا «أن الأمر إذا زاد عن حده انقلب ضده»، فالبعض يصاب بهوس الشراء للسلع والبضائع ربما دون حاجة إليها ودون مراعاة للظروف الاقتصادية التي أصابت كل دول العالم كبيرها وصغيرها، ولذا الأمر يحتاج لرشد في قرارات الشراء وتوظيف ميزانية المنزل وتوجيهها في أماكنها السليمة.
إنها مظاهر وسلوكيات وجب توقف الجماهير أمامها لدراستها والتفكير فيها سعياً لعلاجها حتى تظل البحرين في ثوبها الجميل ليس فيه ما يشوه هذا الوجه الحضاري الذي يعجب كل من يزور البحرين ويتجول في شوارعها.
* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال - جامعة البحرين
* الأحد: اسم الديرة خلف السيارة: إن كثيراً من الشباب قد أعجبهم لصق اسم الديرة أو المدينة أو المحافظة التي يسكنونها على مؤخرة سياراتهم، فهناك من يلصق المحرق وآخر البديع وثالث الرفاع ورابع الحد..إلخ، من باب الاعتزاز بها.. إلا أن ذلك الفعل يكرس الجهوية حيث يعلي من شأن المكان الصغير على حساب الانتماء الأكبر وهو البحرين بما يضر على المدى البعيد بفكرة المواطنة والوحدة والانسجام الاجتماعي.. ذلك الهدف الأسمى الذي تعمل البحرين على تحقيقه، ولذا يمكن استبدال هذه الشعارات الجهوية بشعارات قومية مثل «كبيرة يا البحرين - البحرين أولاً - بحريني وافتخر» لأنها تقوي روح المواطنة والانتماء وتؤدي لانصهار الجميع في إحساس وطني واحد يمكن أن يكون إحدى آليات التقارب والبعد عن الخلاف.
* الإثنين: الأطباء كموديلات إعلانات: اهتمت كثير من المستشفيات الخاصة في المملكة بتعليق صور أطبائها على لوحات كبيرة في الشوارع الرئيسة وإشارات المرور كجزء من الإعلان عن المستشفي واهتم مصممو هذه اللوحات بتقديمهم في صور جذابة تشبههم بالمعلنين عن السلع والخدمات.. إلا أن ذلك يحول هؤلاء الأطباء إلى رجال وفتيات إعلانات، وهذه الظاهرة تزيد من إحساس المواطن بتسليع مهنة الطب والتعامل معها باعتبارها سلعة أو خدمة يتم الترويج لها، وهو ما يبعدها عن صورتها الإيجابية التي ارتبطت بالرحمة والراحة الإنسانية.
* الثلاثاء: التحايل على الكاميرات الذكية: يسعى بعض قائدي السيارات إلى التحايل والمراوغة في التعامل مع الكاميرات الذكية في الشوارع والتي ساهمت في تقليل السرعات والحوادث بشكل ملحوظ.. إلا أن قائدي هذه السيارات قد حفظوا أماكن الكاميرات فيخفضون السرعة عند الاقتراب منها ثم الإسراع بمجرد العبور من أمامها ويكررون ذلك طول الطريق.. والأمر يحتاج لمصداقية وشفافية مع الذات تدفعنا لضرورة احترام إشارة المرور طالما تحافظ على حياة الكثيرين ويكون السلوك مبنياً على قناعة ذاتية وثقافة عامة وجب أن تنتشر بيننا.
* الأربعاء: «باركات» فوق الأرصفة: إن ما يثير استفزاز الملتزمين والخائفين على المال العام هو أن كثيراً من أصحاب السيارات الكبيرة «الجيب» يقفزون بسياراتهم فوق الأرصفة ويتركون سيارتهم فوقها وأحياناً ليس لعدم وجود مواقف إنما «لحاجة في نفس يعقوب»، أي شعور نفسي بالقوة والقدرة على الصعود على الرصيف بما يحقق له التميز والتفرد وهذا السلوك يؤدي لانهيار الأرصفة ويقلل عمرها الافتراضي لأنها شيدت لمرور البشر وليس للسيارات.
* الخميس: سيارات تعوق المرور: ظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة في الشوارع ذات الازدحام الليلي كشارع المعارض والشباب والبديع والعدلية والقصر بجوار فندق الخليج وغيرها، وهي رغبة البعض في التنزه بالسيارة ليلاً في هذه الشوارع حيث يظلون لساعات يمرون في هذه الشوارع فما إن ينتهون من الشارع حتى يعودوا مرات أخرى وهو ما يحول دون المرور السريع لمن يريد إنجاز عمل أو إسعاف مريض ويمثل عبئاً على رجال المرور بجانب إزعاج السكان ليلاً.
* الجمعة: الحدائق العامة: تعد الحدائق أحد مظاهر التحضر ومتنفساً مهاً للعامة.. وقد انتشرت هذه الحدائق كمشروع عملاق في كل البحرين فكل المناطق بها حديقة عامة مزودة بالألعاب وأدوات الرياضة والمشي وغيرها، ولذا باتت هدفاً أسبوعياً لكثير من المواطنين والمقيمين.. إلا أن سلوكيات البعض تضر بهذه المساحات الخضراء حيث يجلسون عليها ويلعبون ويفترشون ويشوون ويطهون الأطعمة ويتركون علب وبقايا أطعمة بما يسيء لهذا المكان الحضاري.. إننا بحاجة لتعامل مختلف من الجمهور مع هذه المساحات الخضراء حتى تظل في رونقها ونضارتها والالتزام بالجلوس في الأماكن المخصصة.
* السبت: هوس الشراء: رغم أن إقبال الجمهور على الشراء ظاهرة اقتصادية مهمة تنعش المحال التجارية إلا «أن الأمر إذا زاد عن حده انقلب ضده»، فالبعض يصاب بهوس الشراء للسلع والبضائع ربما دون حاجة إليها ودون مراعاة للظروف الاقتصادية التي أصابت كل دول العالم كبيرها وصغيرها، ولذا الأمر يحتاج لرشد في قرارات الشراء وتوظيف ميزانية المنزل وتوجيهها في أماكنها السليمة.
إنها مظاهر وسلوكيات وجب توقف الجماهير أمامها لدراستها والتفكير فيها سعياً لعلاجها حتى تظل البحرين في ثوبها الجميل ليس فيه ما يشوه هذا الوجه الحضاري الذي يعجب كل من يزور البحرين ويتجول في شوارعها.
* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال - جامعة البحرين