صراع الطغاة والأقوياء غالباً ما تدفع ثمنه الشعوب المغلوبة على أمرها. ومن صفحات الصراع هو الخداع الذي يمارسه أولئك الطغاة ومن يتعاون معهم في تقمصهم لأداء دور المنقذ الرحيم للضحية وخداع الدول المساندة لهم مرة أخرى بعد أن حلبوها بحجة محاربة الإرهاب في استنزافهم تحت مسمى الإغاثة ودعم صندوق الإغاثة الذي يسير بأجندتهم ويدار من حيتان السراق والمتنفذين ويذهب لجيوبهم ويصرف منه الفتات مما لا يصلح حتى -أجلكم الله- لكلابهم المدللة كما هو حاصل لمشردي ولاجئي العراق وسوريا اللتين طحنتهما الحروب طحناً.
فكما أن هيئة حقوق الإنسان الأممية مسيسة وغير حيادية في تقصيها وقراراتها وقد اتضح زيفها وعدم حياديتها في تعاملها المجحف مع ملف البحرين لحقوق الإنسان وتغافلها عمداً كل انتهاكات حقوق الإنسان في إيران والعراق وسوريا وغيرها من البلدان، فكذلك فإن منظمات الإغاثة التابعة لها وفروعها المنتشرة في أماكن الصراع ما كانت نظيفة اليد أبداً في تعاطيها مع ملف اللاجئين والمشردين خصوصاً في العراق وسوريا!!
ولا أدعي ذلك جزافاً بل هو أمر مرير وواقع أليم يعيشه أولئك المغلوبون على أمرهم الذين تم وضعهم بين خيارين لا ثالث لهما، إما الموت بسيف الإرهاب وبصواريخ وقنابل، أو الرضا بالذل والهوان في مخيمات مهلهلة هي من أردأ الأنواع قاطبة ولا تصلح أن يتفيأ بظلالها حتى الأنعام، فلا هي تقيهم البرد ولا تظلهم من قيظ الصيف وهي ذات مواصفات رديئة جداً إضافة إلى غياب أبسط مقومات الحياة من ملبس أو مأكل أو مشرب وكذلك الغياب التام للعناية الصحية لبعضها وهي أشبه بمعتقلات تحت مسمى مخيمات!!
ولو تتبعنا الأموال المتدفقة للدول المقامة فيها تلك المخيمات مثل سوريا والعراق سواء الذاهبة مباشرة كمنح للدول أو المعونات إلى صندوق الإغاثة الأممي أو تلك التي تحولها الجمعيات الخيرية عبر منظماتها المنتشرة هناك أو عن طريق شخصي من أموال الزكاة والصدقات والمحسنين من الداخل والخارج فهي تعادل ميزانية دولة!!!
لكن حقيقة الحال فإن ما يكابده المشردون واللاجئون من جوع ومرض وتشرذم ما يكاد يفطر الحجر ويضع ألف علامة استفهام عن مصير تلك الأموال!!
وعند زيارتنا إلى بعض تلك المخيمات شاهدنا مئات الحالات المؤسفة ووقفنا مكتوفي الأيدي حيالها وعجز اللسان والقلم عن توصيف أحوالهم من بؤس وجوع ومرض وحالات هزال!!
فلقد التقينا بعوائل لعشرات الأطفال ممن فقد سمعهم بسبب شدة الانفجارات التي وقعت بقربهم ومزقت طبلات آذانهم ومنهم من فقد بعدها النطق وخاصة الأطفال دون الـ3 أعوام وهم بحاجة لزرع قوقعة الأذن أو تدخل جراحي لإعادة سمعه ومنهم من يعاني من التهاب شديد في أطرافه بسبب إصابته سابقاً بكسور نتيجة القصف أو المفخخات تم معالجته بوضع قضبان معدنية لإعادة لحام الكسر ومضى عليهم أشهر دون متابعة مما أتلف معها العظم والعضلات المحيطة به ولا ينفع معها إلا البتر!!
أما الأمراض الجلدية نتيجة القذارة وعدم توفر بيئة صحية فوصلت إلى حد خطير وانتشرت بينهم حتى ما يسمى بـ«حبة بغداد» وكذلك حالات الأسهال الخطيرة متفشية بينهم!! وأصحاب الأمراض المزمنة تتقطع لحالهم القلوب لنفاد أدويتهم!!
وإن سألتني عن أكلهم فهو لا يتعدى مرقة بالمعجون مع قليل من الزيت يتكرر مع كل الوجبات!! أما الأطفال الرضع فتم الاستعاضة بتغذيتهم عن الحليب لشحته بالماء ومسحوق الأرز أو الطحين!
أما لباسهم فهي رثة وهي نفس الملابس التي نزحوا بها من منازلهم وهي عليهم منذ أشهر ولا تكاد تميز لونها من اتساخها!!
بعد كل ما شاهدته وما رويته لكم وهو نزر يسير، فلا تأمنوا أيها المانحون على أموالكم بإيداعها لدى ذلك الصندوق المنخور، كذلك تحروا أيها المحسنون على أموالكم ولا تودعوها دون تبصر أو تحرٍّ في حسابات بعض الجمعيات والمنظمات التي تدعي الصلاح، فإنها سرعان ما تتحول إلى أرصدة بجيوب مافيات الحروب. والأفضل لكم ولهم إن كنتم تريدون مساعدة أولئك البؤساء أن تحولوها إلى مشاريع قرب مخيماتهم بإشراف من جهات رصينة كمشاريع خيرية كمعامل الألبسة الجاهزة أو المخابز أو مصانع أغذية جاهزة أو إنشاء محطات تحلية وتعبئة المياه أو إقامة مراكز صحية ومستشفيات ميدانية وتزويدهم بشحنات الأدوية.. ونحن مقبلون على أبواب شهر فضيل كريم، فشدوا الرحال إليهم فعند مخيماتهم تمطر الرحمات والحسنات.
فكما أن هيئة حقوق الإنسان الأممية مسيسة وغير حيادية في تقصيها وقراراتها وقد اتضح زيفها وعدم حياديتها في تعاملها المجحف مع ملف البحرين لحقوق الإنسان وتغافلها عمداً كل انتهاكات حقوق الإنسان في إيران والعراق وسوريا وغيرها من البلدان، فكذلك فإن منظمات الإغاثة التابعة لها وفروعها المنتشرة في أماكن الصراع ما كانت نظيفة اليد أبداً في تعاطيها مع ملف اللاجئين والمشردين خصوصاً في العراق وسوريا!!
ولا أدعي ذلك جزافاً بل هو أمر مرير وواقع أليم يعيشه أولئك المغلوبون على أمرهم الذين تم وضعهم بين خيارين لا ثالث لهما، إما الموت بسيف الإرهاب وبصواريخ وقنابل، أو الرضا بالذل والهوان في مخيمات مهلهلة هي من أردأ الأنواع قاطبة ولا تصلح أن يتفيأ بظلالها حتى الأنعام، فلا هي تقيهم البرد ولا تظلهم من قيظ الصيف وهي ذات مواصفات رديئة جداً إضافة إلى غياب أبسط مقومات الحياة من ملبس أو مأكل أو مشرب وكذلك الغياب التام للعناية الصحية لبعضها وهي أشبه بمعتقلات تحت مسمى مخيمات!!
ولو تتبعنا الأموال المتدفقة للدول المقامة فيها تلك المخيمات مثل سوريا والعراق سواء الذاهبة مباشرة كمنح للدول أو المعونات إلى صندوق الإغاثة الأممي أو تلك التي تحولها الجمعيات الخيرية عبر منظماتها المنتشرة هناك أو عن طريق شخصي من أموال الزكاة والصدقات والمحسنين من الداخل والخارج فهي تعادل ميزانية دولة!!!
لكن حقيقة الحال فإن ما يكابده المشردون واللاجئون من جوع ومرض وتشرذم ما يكاد يفطر الحجر ويضع ألف علامة استفهام عن مصير تلك الأموال!!
وعند زيارتنا إلى بعض تلك المخيمات شاهدنا مئات الحالات المؤسفة ووقفنا مكتوفي الأيدي حيالها وعجز اللسان والقلم عن توصيف أحوالهم من بؤس وجوع ومرض وحالات هزال!!
فلقد التقينا بعوائل لعشرات الأطفال ممن فقد سمعهم بسبب شدة الانفجارات التي وقعت بقربهم ومزقت طبلات آذانهم ومنهم من فقد بعدها النطق وخاصة الأطفال دون الـ3 أعوام وهم بحاجة لزرع قوقعة الأذن أو تدخل جراحي لإعادة سمعه ومنهم من يعاني من التهاب شديد في أطرافه بسبب إصابته سابقاً بكسور نتيجة القصف أو المفخخات تم معالجته بوضع قضبان معدنية لإعادة لحام الكسر ومضى عليهم أشهر دون متابعة مما أتلف معها العظم والعضلات المحيطة به ولا ينفع معها إلا البتر!!
أما الأمراض الجلدية نتيجة القذارة وعدم توفر بيئة صحية فوصلت إلى حد خطير وانتشرت بينهم حتى ما يسمى بـ«حبة بغداد» وكذلك حالات الأسهال الخطيرة متفشية بينهم!! وأصحاب الأمراض المزمنة تتقطع لحالهم القلوب لنفاد أدويتهم!!
وإن سألتني عن أكلهم فهو لا يتعدى مرقة بالمعجون مع قليل من الزيت يتكرر مع كل الوجبات!! أما الأطفال الرضع فتم الاستعاضة بتغذيتهم عن الحليب لشحته بالماء ومسحوق الأرز أو الطحين!
أما لباسهم فهي رثة وهي نفس الملابس التي نزحوا بها من منازلهم وهي عليهم منذ أشهر ولا تكاد تميز لونها من اتساخها!!
بعد كل ما شاهدته وما رويته لكم وهو نزر يسير، فلا تأمنوا أيها المانحون على أموالكم بإيداعها لدى ذلك الصندوق المنخور، كذلك تحروا أيها المحسنون على أموالكم ولا تودعوها دون تبصر أو تحرٍّ في حسابات بعض الجمعيات والمنظمات التي تدعي الصلاح، فإنها سرعان ما تتحول إلى أرصدة بجيوب مافيات الحروب. والأفضل لكم ولهم إن كنتم تريدون مساعدة أولئك البؤساء أن تحولوها إلى مشاريع قرب مخيماتهم بإشراف من جهات رصينة كمشاريع خيرية كمعامل الألبسة الجاهزة أو المخابز أو مصانع أغذية جاهزة أو إنشاء محطات تحلية وتعبئة المياه أو إقامة مراكز صحية ومستشفيات ميدانية وتزويدهم بشحنات الأدوية.. ونحن مقبلون على أبواب شهر فضيل كريم، فشدوا الرحال إليهم فعند مخيماتهم تمطر الرحمات والحسنات.