لم تنفك إيران من التدخل في الشؤون الداخلية لمملكتنا، حتى تنتهز كل الفرص لحشر نفسها في شؤون البحرين، لتخالف برعونتها كل ما يصرح به مسؤولوها من رغبة إيران في التقارب مع دول الجوار الخليجي وتغليب لغة الحوار والسلام.
ولعل تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني قبل أيام، والذي طالب من خلاله البحرين أن «تحترم آراء» شعبها، وقال إنه يريد حدوث ذلك، أي أن يكون هناك احترام من البحرين لآراء شعبها، وهو تصريح غريب أن يصدر من نظام لا يعرف أي شيء عن «احترام آراء» الآخرين، ولقد كتبنا من قبل أن النظام الإيراني لن يغير سلوكه تجاه دول الخليج العربي وبالذات البحرين، مهما ارتفع سقف رغباته في التقارب والسلام، فهو نظام لا يعرف السلام أصلاً، وفاشل في الحوار مع الآخرين خاصة معنا، فلنا معه تاريخ طويل منذ توليه حكم إيران في 1979.
إن النظام الإيراني من أكثر أنظمة الحكم ازدراء وإقصاء لآراء الآخرين، فهو لا يحترم أي رأي يخالفه أو لا يسير على هواه، ويعمل على إخراس تلك الآراء ولجمها باستخدام العنف، ولا يحتمل مخالفيه ولا يصبر عليهم أبداً، وينكل بهم بالقوة والبطش والسجن والتعذيب والقتل، ولنا فيما يحدث في الأحوازيين والبلوشيين والأكراد خير مثال على ذلك.
إن سعي إيران لفرض آرائها على الآخرين لم يقف عند حدود الجمهورية فقط، بل تعدى ذلك إلى دول أخرى في الجوار، وبأشكال متعددة، فأحياناً يفرض النظام الإيراني سياسته من خلال تدخله وبشكل مباشر في شؤون بعض الدول مثل سوريا والعراق، وأحياناً من خلال تأسيس ودعم إيران لميليشيات تخدم أهدافها وتنفذ سياستها وتفرضها فرضاً على شعوب تلك الدول مثل ما يسمى بـ«حزب الله» في لبنان، والحوثي في اليمن، وشكل ثالث متمثل في «الطابور الخامس» الذي ينتظر التوجيه المباشر من إيران للقيام بأعمال تخريبية ويعطل مصالح الناس ويربك الأمن، وهذا النوع الأخير ابتلينا نحن بهم في البحرين وأيضاً في مناطق شرق السعودية.
وروحاني يعلم جيداً أن البحرين بلاداً منفحتة على الجميع وتقبل الجميع، فهذه طباع متأصلة في شعبها الوفي وفي قيادتها الرشيدة، ومتوارثة أباً عن جد، ومن عقود طويلة، حتى من قبل نظام إيران، فلقاءات الشعب بالقيادة دائمة وشبه يومية وفي مناسبات مختلفة، تستمع القيادة للشعب، والعكس صحيح بكل برحابة صدر، فلغة الحوار والمشورة وتبادل الأفكار والمقترحات من الأمور التي لا نستغني عنها في بلادنا لأنها تسهم في ارتقاء مملكتنا وتطويرها للأفضل، وهذا أمر لن تستطيع إيران ونظامها فهمه أو استيعابه لأنه نظام منغلق على نفسه وعلى طائفة دون سواها ويزدري كل من يخالفه.
لذلك لا يأتي حسن روحاني ليتحدث عن «احترام الآراء»، فعليه أولاً أن يصلح نظامه المشهور بإقصاء آراء الإيرانيين، خاصة الذين لا يتبعون مذهب النظام، حيث إن الشعب الإيراني محروم من وسائل التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«فيسبوك» و«إنستغرام» وغيرها منذ 2009، إلى جانب أن هذا النظام حجب أكثر من 50 موقعاً وقناة وحساب خلال السنوات القليلة الماضية، وكما قالت الأمم المتحدة في تقريرها الصادر هذا العام وأقتبس منه التالي: «أن فضاء حرية التعبير والمعارضة عند السلطات الإيرانية مقيد للغاية، واستمرت السلطات في اعتقال الصحافيين والمدونين والناشطين الإعلاميين على الإنترنت لممارسة حقهم في حرية التعبير. وتم استدعاء واعتقال المئات من مستخدمي تطبيقات «تلغرام» للرسائل و«إنستغرام»»، انتهى.
النظام الإيراني إن أراد احترام آراء شعبه -ولا أظنه يفعل- فيمكنه الاستفادة من البحرين أو من بقية دول الخليج العربي فهي نموذج في احترام آراء شعوبها وتسامحها وانفتاحها وقبولها للآخرين بكل ود وحب، فهذا ما يميز مجتمعنا الخليجي الذي لن يصل لمستواه نظام إقصائي مثل النظام في إيران.
{{ article.visit_count }}
ولعل تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني قبل أيام، والذي طالب من خلاله البحرين أن «تحترم آراء» شعبها، وقال إنه يريد حدوث ذلك، أي أن يكون هناك احترام من البحرين لآراء شعبها، وهو تصريح غريب أن يصدر من نظام لا يعرف أي شيء عن «احترام آراء» الآخرين، ولقد كتبنا من قبل أن النظام الإيراني لن يغير سلوكه تجاه دول الخليج العربي وبالذات البحرين، مهما ارتفع سقف رغباته في التقارب والسلام، فهو نظام لا يعرف السلام أصلاً، وفاشل في الحوار مع الآخرين خاصة معنا، فلنا معه تاريخ طويل منذ توليه حكم إيران في 1979.
إن النظام الإيراني من أكثر أنظمة الحكم ازدراء وإقصاء لآراء الآخرين، فهو لا يحترم أي رأي يخالفه أو لا يسير على هواه، ويعمل على إخراس تلك الآراء ولجمها باستخدام العنف، ولا يحتمل مخالفيه ولا يصبر عليهم أبداً، وينكل بهم بالقوة والبطش والسجن والتعذيب والقتل، ولنا فيما يحدث في الأحوازيين والبلوشيين والأكراد خير مثال على ذلك.
إن سعي إيران لفرض آرائها على الآخرين لم يقف عند حدود الجمهورية فقط، بل تعدى ذلك إلى دول أخرى في الجوار، وبأشكال متعددة، فأحياناً يفرض النظام الإيراني سياسته من خلال تدخله وبشكل مباشر في شؤون بعض الدول مثل سوريا والعراق، وأحياناً من خلال تأسيس ودعم إيران لميليشيات تخدم أهدافها وتنفذ سياستها وتفرضها فرضاً على شعوب تلك الدول مثل ما يسمى بـ«حزب الله» في لبنان، والحوثي في اليمن، وشكل ثالث متمثل في «الطابور الخامس» الذي ينتظر التوجيه المباشر من إيران للقيام بأعمال تخريبية ويعطل مصالح الناس ويربك الأمن، وهذا النوع الأخير ابتلينا نحن بهم في البحرين وأيضاً في مناطق شرق السعودية.
وروحاني يعلم جيداً أن البحرين بلاداً منفحتة على الجميع وتقبل الجميع، فهذه طباع متأصلة في شعبها الوفي وفي قيادتها الرشيدة، ومتوارثة أباً عن جد، ومن عقود طويلة، حتى من قبل نظام إيران، فلقاءات الشعب بالقيادة دائمة وشبه يومية وفي مناسبات مختلفة، تستمع القيادة للشعب، والعكس صحيح بكل برحابة صدر، فلغة الحوار والمشورة وتبادل الأفكار والمقترحات من الأمور التي لا نستغني عنها في بلادنا لأنها تسهم في ارتقاء مملكتنا وتطويرها للأفضل، وهذا أمر لن تستطيع إيران ونظامها فهمه أو استيعابه لأنه نظام منغلق على نفسه وعلى طائفة دون سواها ويزدري كل من يخالفه.
لذلك لا يأتي حسن روحاني ليتحدث عن «احترام الآراء»، فعليه أولاً أن يصلح نظامه المشهور بإقصاء آراء الإيرانيين، خاصة الذين لا يتبعون مذهب النظام، حيث إن الشعب الإيراني محروم من وسائل التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«فيسبوك» و«إنستغرام» وغيرها منذ 2009، إلى جانب أن هذا النظام حجب أكثر من 50 موقعاً وقناة وحساب خلال السنوات القليلة الماضية، وكما قالت الأمم المتحدة في تقريرها الصادر هذا العام وأقتبس منه التالي: «أن فضاء حرية التعبير والمعارضة عند السلطات الإيرانية مقيد للغاية، واستمرت السلطات في اعتقال الصحافيين والمدونين والناشطين الإعلاميين على الإنترنت لممارسة حقهم في حرية التعبير. وتم استدعاء واعتقال المئات من مستخدمي تطبيقات «تلغرام» للرسائل و«إنستغرام»»، انتهى.
النظام الإيراني إن أراد احترام آراء شعبه -ولا أظنه يفعل- فيمكنه الاستفادة من البحرين أو من بقية دول الخليج العربي فهي نموذج في احترام آراء شعوبها وتسامحها وانفتاحها وقبولها للآخرين بكل ود وحب، فهذا ما يميز مجتمعنا الخليجي الذي لن يصل لمستواه نظام إقصائي مثل النظام في إيران.