ذكرت في المقالين السابقين أن عملية التعليم والتعلم عملية معقدة بعض الشيء، ويجب على كل منتسبي القطاع الأكاديمي وكذلك أولياء أمور الطلبة فهم هذه العملية لما لها من تأثير بالغ الأهمية على الطلبة وتلقيهم للعلم بطريقة إيجابية وتحديد مستويات تحصيلهم.
في المقالين السابقين تناولت مفهوم عملية التعليم والتعلم من وجهة نظر الباحث في مجال التربية «مارزانو»، حيث قسم هذه العملية إلى 3 نظم تم شرح نظامين منها مسبقاً. تطرقت أولاً إلى النظام النفسي «Self-System» وهو معني بكل ما يحتاجه الطالب ليسهل عليه عملية الشروع بالتعلم والتي تعتمد عليها العملية التعليمية اعتماداً أساسياً، بينما النظام الثاني وهو النظام ما وراء المعرفي «Metacognitive System» يخطط فيه الطالب ويحدد الطرق المثلى التي تناسبه للتعلم والتحصيل، وهذه المرحلة تتطلب من المتعلم فهم أسلوبه في التعلم لاختلاف الأساليب من شخص لآخر.
اليوم سنتعرف على النظام الثالث والأخير، وهو النظام المعرفي «Cognitive System»، والذي وصفه الباحث بالنظام الذي يعتمد على استخدام المعلومات والمعرفة المخزنة في الذاكرة، وذلك عن طريق الاسترداد ومن ثم التعامل مع هذه المعلومات المكتسبة من خلال عمليات ذهنية. وتتفاوت هذه العمليات في درجات التعقيد الذهني، فمنها سهل كمجرد تذكر المعلومة، ومثال على ذلك تسميع الطالب لبيت من الشعر تم حفظه منذ مدة، إلى عمليات متوسطة في التعقيد مثل فهم معلومة معينة وشرحها بالطريقة التي فهمها الطالب، وعمليات معقدة كتحليل ظاهرة أو حدث معين ومن ثم التوصل إلى استنتاج معرفي جديد.
وبما أن هذا النظام يتناول طرق استخدام الذهن للمعلومات، فيجب أن نشير إلى أهمية جميع العمليات الذهنية بغض النظر عن درجة تعقيدها. فهناك الكثير من المعتقدات الدارجة في مجتمعنا خاطئة، وتحث على تفضيل بعض العمليات الذهنية والتقليل من أهمية البعض الآخر. فمثلاً هناك فئة من الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور من يهتم بعملية الحفظ والتسميع فقط عند المذاكرة ويشجع عليها، وقد لا يتجاوزون هذه العملية ضناً منهم أنها كافية للنجاح، بينما هناك فئة أخرى ممن يعتقدون بأهمية الفهم والتحليل فقط، متجاهلين أهمية تخزين المعلومات والحقائق والنظريات. إن كلا الأمرين لا يجب أن ينفصلا عن بعضهما بعضاً، مؤكدين أن العملية الذهنية السهلة مثل عملية استرجاع المعلومات من الذاكرة هي أساس للعمليات الأكثر تعقيداً كالتحليل والتقييم والمقارنة.
لذلك على جميع المعنيين من العاملين في قطاع التربية والتعليم الحرص على توفير مناهج تحفز على استخدام النظام المعرفي بطريقة شاملة، وذلك بهدف تنمية المهارات والعمليات الذهنية المتعددة لدى أبنائنا، وألا نقلل من أهمية دور أولياء الأمور الفعال في غرس هذه المهارات منذ الصغر لدى الأطفال ومتابعة تطورها من خلال احتكاكهم اليومي معهم في سبيل تأهيلهم للتعامل مع مختلف متطلبات الحياة.
وفي النهاية نستخلص أن عملية التعليم والتعلم تعتمد على فهم الطالب بشكل جذري من قبل الجميع. ففي البداية يجب معرفة ميول الطالب واستعداده النفسي للمادة المتلقاة، ثم فهم أساليب التعلم لدى الطالب لتوفير البيئة المحفزة والمناسبة له لكي يضع لنفسه الأهداف والسبل التي تساعده على التعلم، وأخيراً فهم معتقداته حول أهمية العمليات الذهنية لكي يتسنى للمعلم أو المعني تنمية تلك المهارات وخلق البيئة المناسبة لتحفيز الطالب.
أتوقف هنا لتدبر وإعادة النظر في منهجية التعليم والتعلم الممارسة في الصفوف والبيوت والمعاهد، والتفكير في الوقت الحقيقي الذي نستقطعه كآباء وأمهات وحتى عاملين في قطاع التربية والتعليم لفهم أبنائنا بشكل أفضل، وتوفير ما يحتاجونه لتسهيل عملية التعلم بالنسبة لهم، حيث إننا جميعاً نتفق على هدف واحد وهو توفير الأفضل لأبنائنا وتهيئتهم بكل ما هو ممكن لمواجهة تحديات المستقبل ليساهموا في عجلة بناء وطنهم، وخلق مستقبل الأجيال القادمة، ونعود قريباً بمقال جديد.
في المقالين السابقين تناولت مفهوم عملية التعليم والتعلم من وجهة نظر الباحث في مجال التربية «مارزانو»، حيث قسم هذه العملية إلى 3 نظم تم شرح نظامين منها مسبقاً. تطرقت أولاً إلى النظام النفسي «Self-System» وهو معني بكل ما يحتاجه الطالب ليسهل عليه عملية الشروع بالتعلم والتي تعتمد عليها العملية التعليمية اعتماداً أساسياً، بينما النظام الثاني وهو النظام ما وراء المعرفي «Metacognitive System» يخطط فيه الطالب ويحدد الطرق المثلى التي تناسبه للتعلم والتحصيل، وهذه المرحلة تتطلب من المتعلم فهم أسلوبه في التعلم لاختلاف الأساليب من شخص لآخر.
اليوم سنتعرف على النظام الثالث والأخير، وهو النظام المعرفي «Cognitive System»، والذي وصفه الباحث بالنظام الذي يعتمد على استخدام المعلومات والمعرفة المخزنة في الذاكرة، وذلك عن طريق الاسترداد ومن ثم التعامل مع هذه المعلومات المكتسبة من خلال عمليات ذهنية. وتتفاوت هذه العمليات في درجات التعقيد الذهني، فمنها سهل كمجرد تذكر المعلومة، ومثال على ذلك تسميع الطالب لبيت من الشعر تم حفظه منذ مدة، إلى عمليات متوسطة في التعقيد مثل فهم معلومة معينة وشرحها بالطريقة التي فهمها الطالب، وعمليات معقدة كتحليل ظاهرة أو حدث معين ومن ثم التوصل إلى استنتاج معرفي جديد.
وبما أن هذا النظام يتناول طرق استخدام الذهن للمعلومات، فيجب أن نشير إلى أهمية جميع العمليات الذهنية بغض النظر عن درجة تعقيدها. فهناك الكثير من المعتقدات الدارجة في مجتمعنا خاطئة، وتحث على تفضيل بعض العمليات الذهنية والتقليل من أهمية البعض الآخر. فمثلاً هناك فئة من الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور من يهتم بعملية الحفظ والتسميع فقط عند المذاكرة ويشجع عليها، وقد لا يتجاوزون هذه العملية ضناً منهم أنها كافية للنجاح، بينما هناك فئة أخرى ممن يعتقدون بأهمية الفهم والتحليل فقط، متجاهلين أهمية تخزين المعلومات والحقائق والنظريات. إن كلا الأمرين لا يجب أن ينفصلا عن بعضهما بعضاً، مؤكدين أن العملية الذهنية السهلة مثل عملية استرجاع المعلومات من الذاكرة هي أساس للعمليات الأكثر تعقيداً كالتحليل والتقييم والمقارنة.
لذلك على جميع المعنيين من العاملين في قطاع التربية والتعليم الحرص على توفير مناهج تحفز على استخدام النظام المعرفي بطريقة شاملة، وذلك بهدف تنمية المهارات والعمليات الذهنية المتعددة لدى أبنائنا، وألا نقلل من أهمية دور أولياء الأمور الفعال في غرس هذه المهارات منذ الصغر لدى الأطفال ومتابعة تطورها من خلال احتكاكهم اليومي معهم في سبيل تأهيلهم للتعامل مع مختلف متطلبات الحياة.
وفي النهاية نستخلص أن عملية التعليم والتعلم تعتمد على فهم الطالب بشكل جذري من قبل الجميع. ففي البداية يجب معرفة ميول الطالب واستعداده النفسي للمادة المتلقاة، ثم فهم أساليب التعلم لدى الطالب لتوفير البيئة المحفزة والمناسبة له لكي يضع لنفسه الأهداف والسبل التي تساعده على التعلم، وأخيراً فهم معتقداته حول أهمية العمليات الذهنية لكي يتسنى للمعلم أو المعني تنمية تلك المهارات وخلق البيئة المناسبة لتحفيز الطالب.
أتوقف هنا لتدبر وإعادة النظر في منهجية التعليم والتعلم الممارسة في الصفوف والبيوت والمعاهد، والتفكير في الوقت الحقيقي الذي نستقطعه كآباء وأمهات وحتى عاملين في قطاع التربية والتعليم لفهم أبنائنا بشكل أفضل، وتوفير ما يحتاجونه لتسهيل عملية التعلم بالنسبة لهم، حيث إننا جميعاً نتفق على هدف واحد وهو توفير الأفضل لأبنائنا وتهيئتهم بكل ما هو ممكن لمواجهة تحديات المستقبل ليساهموا في عجلة بناء وطنهم، وخلق مستقبل الأجيال القادمة، ونعود قريباً بمقال جديد.