أصبح العبء كبيراً ومرهقاً على الشعب القطري، بعدما أعلن النظام الحاكم في قطر محاصرة شعبه، بالجيش التركي والجيش الإيراني، في محاولة ساذجة ومسرحية هزيلة لإيهام الشعب القطري بأن الجيوش الغفيرة المتواجدة على أرض قطر هي حماية لهم من دول الخليج، وأنها خطوة استباقية لإبراز قوة قطر من خلال حشد عسكري أجنبي «طبعاً بفلوسهم» لإخافة الشعوب الخليجية من هذا الحشد، وفرض السيطرة بالقوة العسكرية على دول الخليج، بالطبع الكثير من أصحاب العقول النيرة القطرية يدرك أن ذلك لا يخدم الأزمة القطرية والمقاطعة الخليجية لإيجاد حلول مناسبة للأطراف المتضررة من الإرهاب، فهم يعلمون تماماً بأن حصار النظام القطري لشعبه من الداخل ليس من أجل حمايتهم بل من أجل حمايته هو من الشعب، فدول الخليج المقاطعة لدولة قطر أبداً لا تشكل خطراً على الشعب القطري والدليل بأنها -أي الدول المقاطعة- لم تبادر بحشد قواتها العسكرية على الحدود مع قطر، ولم تعلن عن حرب عسكرية ضده، ولا تريد أبداً أن ترعب الشعب القطري حتى إعلامياً بالإعلان عن نوايا حرب، ولكن يبدو أن النظام القطري بات مفلساً في إقناع العالم بالسبب الحقيقي وراء هذا الحشد العسكري الأجنبي في قطر.

كذب النظام القطري عندما أوهم الشعب بأن مقاطعة دول الخليج الدبلوماسية هو حصار، فالحصار الحقيقي لقطر بدأ منذ أن دخل الجيش التركي والإيراني أراضي قطر، وسوف يدرك الشعب القطري بعد حين المعنى الحقيقي للحصار بعدما يذوق ويلات هذا الحصار، والتعدي الصارخ، وتجاوز الخطوط الحمراء، والتدخل في شؤون قطر الداخلية، والتعدي على العادات والتقاليد والأعراف، وكبت الحريات، من خلال صعوبة التنقل خلال نقاط التفتيش التي ستتمركز في جميع مناطق قطر، ناهيك عن نهب خيرات قطر على مرأى ومسمع من الشعب الذي سيلزم الصمت مرغماً، وهذه حقيقة، فالجيوش المرتزقة تعلم تماماً من أين تؤكل الكتف وكيف يستفاد من الفرص التي سنحت لهم على أراضي قطر.

النظام القطري يحاصر شعبه بأفكار لم يعتد عليها الشعب، القلق والخوف على المستقبل، وعلى أساسيات الحياة والرفاهية. الشعب القطري محاصر بتدني اقتصاد البلد وهبوط سعر الريال القطري، وبتبني النظام القطري للإرهاب وقيام دولة هشة أركانها الخيانة والفوضى، كما فعل تماماً بشار الأسد مع الشعب السوري.

الملصقات والرقص و»كلنا فلان» لا تجدي ولا تقنع العالم بأن النظام القطري لا يدعم الإرهاب، فكل الشواهد بالصوت والصورة تؤكد تورط النظام الحاكم في دعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة، ولم يثبت النظام القطري «لحد الآن» عكس ذلك، ومع ذلك نريد لدولة قطر أن ترجع إلى الكيان الخليجي عزيزة وكريمة عندما تبتعد عن عناصر الإرهاب التي تريد هلاك الجميع.

* كلمة من القلب:

تعلم شرفاء البحرين من أحداث 2011 -المؤامرة الكبرى على البحرين- أموراً كثيرة كشفت لهم قسوة المؤامرة ومرارتها، تعلموا أن الوطن غالٍ لا يمكن أبداً أن يزايد أحد على ترابه، تعلموا الدفاع عن أرضه وعرضه بأنفسهم، هذه التجربة كانت قاسية جداً على شرفاء البحرين لكنها صقلتنا تماماً لنكون أقوياء في الكلمة والحجة بعيدين عن الكذب والافتراء وخيانة الدين والوطن وولاة أمرنا، من خلال هذه التجربة المريرة أصبحنا اليوم ندافع عن وطننا وكياننا الخليجي خير دفاع، مترفعين عن الكذب والفبركات وعن التغريدات غير المجدية، ذلك لأن الشعب البحريني شعب راقٍ متعلم ومتحضر.