صنف العالم البريطاني والمتخصص في العلاقات الدولية «جيمس مارتن وايت» الأنماط الفلسفية للعلاقات الدولية 3 أصناف، هي الواقعية والعقلانية والثورية، وبحسب كونستانز فيلار أستاذة العلوم السياسية وسيميائية الخطاب السياسي والمنظومة السياسية الألمانية في كتابها «الخطاب الدبلوماسي»، فقد أكدت أن «تلك الأنماط تؤثر على الإدراك والتحليل والتقويم وعلى استراتيجية الممثلين الدوليين، وتتكون من قيم فلسفية خاصة بالإنسان وطبيعة العلاقات الدولية، سواء أكانت على شكل أفعال أم على شكل كلام «مخرجات»».
إلا أن هناك صنفاً كان الخطاب الدبلوماسي القطري أقرب إلى ما سبق، بعد اتخاذ قرار الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، ألا وهو نمط «الثورية»، والذي تخصص فيه الفيلسوف الألماني «ايمانويل كانت» في الهجوم على سياسة الدول ولم يأخذ في الاعتبار المسؤولية الوطنية في تلك الكتابات، ولعل القصة الأبرز لهذا الأمر ما يذكره المؤرخون أنه في عام 1786 تسلم ابن أخيه فردريك فلهام الثاني العرش ببرلين، إلا أنه استمر على ذلك الخط حتى جاء له التنبيه من قبل مجلس الوزراء في سنة 1793 بهذه الكلمات المقتبسة حسب ما ذكر موقع المعرفة الإلكتروني «الموسوعة العربية»: «إنك لابد أن تدرك كم أنت مسؤول بوصفك معلماً للشباب وأمام واجباتنا وأغراضنا الوطنية المعروفة جداً، نرجو من سيادتك الشريفة أن تتحلى بالمسؤولية الواعية، وأن تستخدم موهبتك وفقاً لما يمليه عليك واجبك في تحقيق نوايانا الوطنية».
ويتضح مما سبق أن فكرة الفلسفة الثورية لـ «كانت» قد انتقلت من جيل إلى جيل، وهذا ما تثبته الأحداث الحالية فالخطاب الدبلوماسي القطري الثوري الطابع لا يعي حجم المسؤولية ولا يخدم المصالح الوطنية القطرية في تحقيق المساعي الدولية في مكافحة الإرهاب والتطرف وتجفيف منابعه، بل على العكس اعترفت قطر على لسان وزير خارجيتها أنها تدعم الإرهاب، إضافة إلى تصريحاته عندما قال «هذه ليست أسس العلاقات الدولية بأن تقدم قوائم ولا تُفاوض عليها»، وهو يعلم أن العلاقات الدولية قائمة على مبادئ وقيم وبروتوكولات، وأن تلك المطالب ليست جديدة بل هي اتفاقيات وقعتها قطر في عام 2013 والاتفاق التكميلي في 2014 وقد تخاذلت عن تنفيذها مما أسهم في زيادة الفوضى بالعالم العربي وبالخليج، واللافت هنا عندما قال مصطلح «أسس العلاقات الدولية» وهو نسي بأنه خالف الأسس وأخلاقيات التعامل الدولي والدبلوماسي عندما قام نظامه بنشر تلك المطالب عبر وسائل الإعلام قبل أن يقوم بالرد عليها فعن أي أسس يتحدث ويخدع الرأي العام الأجنبي بها؟!
لعل الفلسفة الثورية في الخطاب الدبلوماسي القطري أثرت بشكل كبير على مستوى التعاطي مع مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، والذي جاء الرد القطري عليها بالسلب، ومن هنا أصدرت الدول الأربع بياناً شديد اللهجة للرد على هذا الرفض بشكل يؤكد موقفها القانوني وما تمليه عليها الظروف من مسؤوليات وطنية تجاه المجتمع الدولي.
قد تكون القرارات القادمة للدول الداعمة لمكافحة الإرهاب بمثابة «صدمة كبرى» للدوحة، وستجعل النظام القطري في حرج أمام العالم لاحتضانه الكيانات والتنظيمات الإرهابية التي للأسف تؤكد يوماً بعد يوم بأنها تقاد من قبل «شرذمة» من البشر باعت أوطانها ودينها وعروبتها إلى إيران، وتحالفت معها، بل جاءت هذه «الشرذمة» من أجل أن تحتضن الأفكار العقائدية المرضية ومشروع «الخلافة» الذي يسعى إليه «الإخوان المسلمون».
السياسات الدولية أنهكتها الحروب والصراعات بين الدول والشعوب، فمصالح الدول الكبرى تجد نفسها بأن الثقل الدولي العربي في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، اللتين أثبتتا قوتهما عبر الأزمات التي مرت بمنطقة الشرق الأوسط، ولا يمكن بأي حال من الأحوال نقل هذا الثقل إلى الدوحة التي تتبنى وتحتضن الإرهاب بجميع أشكاله وفئاته، وعلى النظام القطري أن يستوعب أن الاستعانة بتركيا لن يكون حماية بل تأزيماً، وأن الجيش التركي سيغادر الدوحة بأول تنبيه من قبل الدول الأربع لأن تركيا تعلم أنها ستكون الخاسر الأكبر في التحالف مع الإرهابيين بعد قطر.
إلا أن هناك صنفاً كان الخطاب الدبلوماسي القطري أقرب إلى ما سبق، بعد اتخاذ قرار الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، ألا وهو نمط «الثورية»، والذي تخصص فيه الفيلسوف الألماني «ايمانويل كانت» في الهجوم على سياسة الدول ولم يأخذ في الاعتبار المسؤولية الوطنية في تلك الكتابات، ولعل القصة الأبرز لهذا الأمر ما يذكره المؤرخون أنه في عام 1786 تسلم ابن أخيه فردريك فلهام الثاني العرش ببرلين، إلا أنه استمر على ذلك الخط حتى جاء له التنبيه من قبل مجلس الوزراء في سنة 1793 بهذه الكلمات المقتبسة حسب ما ذكر موقع المعرفة الإلكتروني «الموسوعة العربية»: «إنك لابد أن تدرك كم أنت مسؤول بوصفك معلماً للشباب وأمام واجباتنا وأغراضنا الوطنية المعروفة جداً، نرجو من سيادتك الشريفة أن تتحلى بالمسؤولية الواعية، وأن تستخدم موهبتك وفقاً لما يمليه عليك واجبك في تحقيق نوايانا الوطنية».
ويتضح مما سبق أن فكرة الفلسفة الثورية لـ «كانت» قد انتقلت من جيل إلى جيل، وهذا ما تثبته الأحداث الحالية فالخطاب الدبلوماسي القطري الثوري الطابع لا يعي حجم المسؤولية ولا يخدم المصالح الوطنية القطرية في تحقيق المساعي الدولية في مكافحة الإرهاب والتطرف وتجفيف منابعه، بل على العكس اعترفت قطر على لسان وزير خارجيتها أنها تدعم الإرهاب، إضافة إلى تصريحاته عندما قال «هذه ليست أسس العلاقات الدولية بأن تقدم قوائم ولا تُفاوض عليها»، وهو يعلم أن العلاقات الدولية قائمة على مبادئ وقيم وبروتوكولات، وأن تلك المطالب ليست جديدة بل هي اتفاقيات وقعتها قطر في عام 2013 والاتفاق التكميلي في 2014 وقد تخاذلت عن تنفيذها مما أسهم في زيادة الفوضى بالعالم العربي وبالخليج، واللافت هنا عندما قال مصطلح «أسس العلاقات الدولية» وهو نسي بأنه خالف الأسس وأخلاقيات التعامل الدولي والدبلوماسي عندما قام نظامه بنشر تلك المطالب عبر وسائل الإعلام قبل أن يقوم بالرد عليها فعن أي أسس يتحدث ويخدع الرأي العام الأجنبي بها؟!
لعل الفلسفة الثورية في الخطاب الدبلوماسي القطري أثرت بشكل كبير على مستوى التعاطي مع مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، والذي جاء الرد القطري عليها بالسلب، ومن هنا أصدرت الدول الأربع بياناً شديد اللهجة للرد على هذا الرفض بشكل يؤكد موقفها القانوني وما تمليه عليها الظروف من مسؤوليات وطنية تجاه المجتمع الدولي.
قد تكون القرارات القادمة للدول الداعمة لمكافحة الإرهاب بمثابة «صدمة كبرى» للدوحة، وستجعل النظام القطري في حرج أمام العالم لاحتضانه الكيانات والتنظيمات الإرهابية التي للأسف تؤكد يوماً بعد يوم بأنها تقاد من قبل «شرذمة» من البشر باعت أوطانها ودينها وعروبتها إلى إيران، وتحالفت معها، بل جاءت هذه «الشرذمة» من أجل أن تحتضن الأفكار العقائدية المرضية ومشروع «الخلافة» الذي يسعى إليه «الإخوان المسلمون».
السياسات الدولية أنهكتها الحروب والصراعات بين الدول والشعوب، فمصالح الدول الكبرى تجد نفسها بأن الثقل الدولي العربي في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، اللتين أثبتتا قوتهما عبر الأزمات التي مرت بمنطقة الشرق الأوسط، ولا يمكن بأي حال من الأحوال نقل هذا الثقل إلى الدوحة التي تتبنى وتحتضن الإرهاب بجميع أشكاله وفئاته، وعلى النظام القطري أن يستوعب أن الاستعانة بتركيا لن يكون حماية بل تأزيماً، وأن الجيش التركي سيغادر الدوحة بأول تنبيه من قبل الدول الأربع لأن تركيا تعلم أنها ستكون الخاسر الأكبر في التحالف مع الإرهابيين بعد قطر.