استكمالاً لحديثنا في مقال سابق عن محاضرة الشيخ وسيم يوسف التي أقيمت بمركز عيسى الثقافي تحت عنوان «هي الوطن» وفلسفة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام في التعامل مع نسائه وما دعا إليه الإسلام الحنيف في حفظ المرأة وصونها ورعايتها، فإننا نأتي إلى نقطة مهمة غفل عنها كثيرون في مجتمعاتنا ولم يركز عليها الإعلام وعلماء التربية والسلوك وهو سوء اختيار الرجل لأم أطفاله ومحاولته للظفر بالمرأة التي يعجب بها سطحياً وقد يختارها بناء على القصة الغرامية التي بينه وبينها دون الاهتمام بعقليتها وشخصيتها ودون مراعاة أنها قد تصلح زوجة له، لكنها قد لا تصلح أن تكون أماً لأطفاله.
فقد تكون هذه الفتاة جاهلة في الكثير من النواحي وصفراً على الشمال فيما يتعلق بكيفية تربية الأبناء، والأعظم أن تكون جاهلة من الناحية الدينية، وبذلك الرجل هنا لا يظلم نفسه فحسب، بل يظلم حتى أبناءه، فقد اختارها دون أن ينتبه إلى تبعات هذا الاختيار مستقبلاً، مما أوجد لنا الكثير من الأجيال الذين هم بعيدون عن مبادئ الإسلام والأخلاق و»السنع»، بل يسهل اختراقهم من قبل أعداء الأمة، فنرى الأبناء نشؤوا على أخلاق وعادات وتصرفات لم تكن موجودة قبل ذلك، أمام هذه الأم الجاهلة والمهملة بتطوير شخصيتها وشخصية أبنائها وغرس الأخلاق الدينية فيهم، لذا وصلنا إلى حال أن نرى في مجتمعنا الكثير من هؤلاء الأبناء ينشؤون مسلمين بالاسم فقط.
لذا فالرجل أيضاً ومن حقوق أبنائه عليه مطالب بأن يحسن اختيار شريكة حياته، وقد أوصى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بذلك «اظفر بذات الدين» ولنتابع ما يجري على ساحة التواصل الاجتماعي وبعض الأشكال الغريبة التي تظهر لنا لنفطن إلى عبارة «هذا ما جناه أبي علي!!»، كل ما نراه اليوم من سلوكيات منحطة وأجيال فوضوية الأخلاق والتعامل، سببها الزيجات الخاطئة، ولاحظوا عند التدقيق بالذات في الكثير من الفتيات اللواتي يمارسن الفساد الأخلاقي في هذه الساحة الإلكترونية، نكتشف أن الأمر يتعلق بأم مطلقة، وعند التدقيق أكثر نكتشف أنه إما أن يكون الأب غير سوي أو أن تكون الأم جاهلة وندم الأب على اختياره لها فطلقها وانقطع عنهم وأصبح أبناؤها منه هم ضحية تربيتها السيئة والمجتمع بالنهاية هو من يدفع الثمن!
هذا النوع من الفتيات بالذات، أي جيل صالح ستنشئه؟! وأي جيل ينتظره وطنها منها وهي بالأصل شوهت سمعة وطنها ومجتمعها قبل عائلتها إلكترونياً؟! «المسألة هنا تكبر ككرة الثلج» أجيال وراءهم أجيال «إلا من رحم ربي!».
تحدث الشيخ وسيم يوسف عن أن المرأة خلقت من ضلع أعوج وتلك فطرتها التي أوجدها الله لها كي تستند في حياتها على الرجل، والمرأة تبحث دائماً في الرجل عن السند، لكي تتكئ عليه، لذا في طفولتها وشبابها يكون الأب هو سندها أو العم أو الشقيق عند وفاة الأب، وعند زواجها يكون الزوج، وفي كبرها يكون الابن، ولذا نقول عندما لا تجد المرأة في الرجل الذي أمامها السند سواء عند الأب في نشأتها بالمنزل فتجد رجلاً مهملاً فظ التعامل مع الأم غير قوّام على منزله، أو عندما ترى الزوج المهمل الأناني، فطبيعي أن ينعكس كل ذلك على تنشئتها لأبنائها، وطبيعي أن تغرس الكثير من المساوئ في نفسية أبنائها «هل زرعت يوماً بذور الليمون على سبيل المثال وطرحت لك تفاحاً؟!».
عندما لا يكون هناك سند يساندها في رعايتها لأبنائها بل ويزيد الطين بله عليها بسبب سوء معاملته لها، هنا فطرة المرأة قد تغلب على كل قدراتها في التربية مهما كان، ولذا نرى في المجتمعات التي يكثر فيها فساد الرجال وسوء معاملتهم لزوجاتهم أجيالاً يحملون العقد النفسية وسيئي الأخلاق والتعامل ولا يعرفون للعلم قيمة ولا لحب الوطن معنى ويحملون حقداً وكراهية على مجتمعاتهم! المرأة الجاهلة فعلاً عدو للأوطان لأنها تنشئ أجيالاً فاسدة هدامة بل أجيالاً إرهابية، فالابن الذي لم يجد في الأم وطناً كيف سيجد في المجتمع الذي يعيش فيه وطناً؟!
تاريخياً، كيف وصل العرب إلى الأندلس وفتح المسلمون الكثير من الدول؟ وقد استشهد الشيخ وسيم يوسف بسيرة عدد من النساء البارزات في زمن النبوة وما بعدها، واستشهد بقصص ومواقف تعكس معاملة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لزوجاته وكيفية احتوائه لهن خاصة في أوقات الغضب والمنازعات الزوجية، وبذكائه العاطفي وحكمته في تفادي أي ضرر يقع على محيطه العائلي، وكيفية إدارته للأزمات وتحويل الخلافات لذكريات جميلة، وكذلك الصحابة رضي الله عنهم ومن جاؤوا بعدهم من الصالحين، هؤلاء نهضت بهم الأمة الإسلامية لأنهم وفروا للمرأة البيئة الصالحة للتربية كي تزرع وتثمر «لزراعة القيم والأخلاق والتربية الصالحة في نفوس الأبناء»، رسولنا الكريم فهم فحوى النساء وفهم أن المرأة دائماً تعطي الشيء مضاعفاً فإن أعطيتها حباً منحتك أضعاف هذا الحب في بيتك ولأبنائك وإن أعطيتها الإهمال والإجحاف وسوء التعامل منحتك ذلك أضعافاً مضاعفة أيضاً!
المرأة هي وطن الرجل فعلاً، ومن يود تعمير منزله ومجتمعه ووطنه فليحسن إلى وطنه الروحي أي امرأته ويقتدي برسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، فظلم المرأة ظلمات له ولأبنائه ولمجتمعه ووطنه!
* إحساس عابر:
الشيخ وسيم يوسف من دولة الإمارات العربية المتحدة يحظى بجماهيرية في الوطن العربي وبثقل وحضور، وهو من الشخصيات الدينية العامة المؤثرة على فكر الشباب، ويكشف زيف التنظيمات الإرهابية ودعاتها، ويركز في منهجيته الدينية على الولاء للأوطان وطاعة ولي الأمر. شكراً لمركز عيسى الثقافي وإدارة شؤون الشباب في وزارة الشباب والرياضة ولجنة الشباب بالمجلس الأعلى للمرأة، ونتمنى أن تتكرر مثل هذه الاستضافة له في مملكة البحرين قريباً.
{{ article.visit_count }}
فقد تكون هذه الفتاة جاهلة في الكثير من النواحي وصفراً على الشمال فيما يتعلق بكيفية تربية الأبناء، والأعظم أن تكون جاهلة من الناحية الدينية، وبذلك الرجل هنا لا يظلم نفسه فحسب، بل يظلم حتى أبناءه، فقد اختارها دون أن ينتبه إلى تبعات هذا الاختيار مستقبلاً، مما أوجد لنا الكثير من الأجيال الذين هم بعيدون عن مبادئ الإسلام والأخلاق و»السنع»، بل يسهل اختراقهم من قبل أعداء الأمة، فنرى الأبناء نشؤوا على أخلاق وعادات وتصرفات لم تكن موجودة قبل ذلك، أمام هذه الأم الجاهلة والمهملة بتطوير شخصيتها وشخصية أبنائها وغرس الأخلاق الدينية فيهم، لذا وصلنا إلى حال أن نرى في مجتمعنا الكثير من هؤلاء الأبناء ينشؤون مسلمين بالاسم فقط.
لذا فالرجل أيضاً ومن حقوق أبنائه عليه مطالب بأن يحسن اختيار شريكة حياته، وقد أوصى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بذلك «اظفر بذات الدين» ولنتابع ما يجري على ساحة التواصل الاجتماعي وبعض الأشكال الغريبة التي تظهر لنا لنفطن إلى عبارة «هذا ما جناه أبي علي!!»، كل ما نراه اليوم من سلوكيات منحطة وأجيال فوضوية الأخلاق والتعامل، سببها الزيجات الخاطئة، ولاحظوا عند التدقيق بالذات في الكثير من الفتيات اللواتي يمارسن الفساد الأخلاقي في هذه الساحة الإلكترونية، نكتشف أن الأمر يتعلق بأم مطلقة، وعند التدقيق أكثر نكتشف أنه إما أن يكون الأب غير سوي أو أن تكون الأم جاهلة وندم الأب على اختياره لها فطلقها وانقطع عنهم وأصبح أبناؤها منه هم ضحية تربيتها السيئة والمجتمع بالنهاية هو من يدفع الثمن!
هذا النوع من الفتيات بالذات، أي جيل صالح ستنشئه؟! وأي جيل ينتظره وطنها منها وهي بالأصل شوهت سمعة وطنها ومجتمعها قبل عائلتها إلكترونياً؟! «المسألة هنا تكبر ككرة الثلج» أجيال وراءهم أجيال «إلا من رحم ربي!».
تحدث الشيخ وسيم يوسف عن أن المرأة خلقت من ضلع أعوج وتلك فطرتها التي أوجدها الله لها كي تستند في حياتها على الرجل، والمرأة تبحث دائماً في الرجل عن السند، لكي تتكئ عليه، لذا في طفولتها وشبابها يكون الأب هو سندها أو العم أو الشقيق عند وفاة الأب، وعند زواجها يكون الزوج، وفي كبرها يكون الابن، ولذا نقول عندما لا تجد المرأة في الرجل الذي أمامها السند سواء عند الأب في نشأتها بالمنزل فتجد رجلاً مهملاً فظ التعامل مع الأم غير قوّام على منزله، أو عندما ترى الزوج المهمل الأناني، فطبيعي أن ينعكس كل ذلك على تنشئتها لأبنائها، وطبيعي أن تغرس الكثير من المساوئ في نفسية أبنائها «هل زرعت يوماً بذور الليمون على سبيل المثال وطرحت لك تفاحاً؟!».
عندما لا يكون هناك سند يساندها في رعايتها لأبنائها بل ويزيد الطين بله عليها بسبب سوء معاملته لها، هنا فطرة المرأة قد تغلب على كل قدراتها في التربية مهما كان، ولذا نرى في المجتمعات التي يكثر فيها فساد الرجال وسوء معاملتهم لزوجاتهم أجيالاً يحملون العقد النفسية وسيئي الأخلاق والتعامل ولا يعرفون للعلم قيمة ولا لحب الوطن معنى ويحملون حقداً وكراهية على مجتمعاتهم! المرأة الجاهلة فعلاً عدو للأوطان لأنها تنشئ أجيالاً فاسدة هدامة بل أجيالاً إرهابية، فالابن الذي لم يجد في الأم وطناً كيف سيجد في المجتمع الذي يعيش فيه وطناً؟!
تاريخياً، كيف وصل العرب إلى الأندلس وفتح المسلمون الكثير من الدول؟ وقد استشهد الشيخ وسيم يوسف بسيرة عدد من النساء البارزات في زمن النبوة وما بعدها، واستشهد بقصص ومواقف تعكس معاملة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لزوجاته وكيفية احتوائه لهن خاصة في أوقات الغضب والمنازعات الزوجية، وبذكائه العاطفي وحكمته في تفادي أي ضرر يقع على محيطه العائلي، وكيفية إدارته للأزمات وتحويل الخلافات لذكريات جميلة، وكذلك الصحابة رضي الله عنهم ومن جاؤوا بعدهم من الصالحين، هؤلاء نهضت بهم الأمة الإسلامية لأنهم وفروا للمرأة البيئة الصالحة للتربية كي تزرع وتثمر «لزراعة القيم والأخلاق والتربية الصالحة في نفوس الأبناء»، رسولنا الكريم فهم فحوى النساء وفهم أن المرأة دائماً تعطي الشيء مضاعفاً فإن أعطيتها حباً منحتك أضعاف هذا الحب في بيتك ولأبنائك وإن أعطيتها الإهمال والإجحاف وسوء التعامل منحتك ذلك أضعافاً مضاعفة أيضاً!
المرأة هي وطن الرجل فعلاً، ومن يود تعمير منزله ومجتمعه ووطنه فليحسن إلى وطنه الروحي أي امرأته ويقتدي برسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، فظلم المرأة ظلمات له ولأبنائه ولمجتمعه ووطنه!
* إحساس عابر:
الشيخ وسيم يوسف من دولة الإمارات العربية المتحدة يحظى بجماهيرية في الوطن العربي وبثقل وحضور، وهو من الشخصيات الدينية العامة المؤثرة على فكر الشباب، ويكشف زيف التنظيمات الإرهابية ودعاتها، ويركز في منهجيته الدينية على الولاء للأوطان وطاعة ولي الأمر. شكراً لمركز عيسى الثقافي وإدارة شؤون الشباب في وزارة الشباب والرياضة ولجنة الشباب بالمجلس الأعلى للمرأة، ونتمنى أن تتكرر مثل هذه الاستضافة له في مملكة البحرين قريباً.