«منذ 30 عاماً لم يتغير».. نعم يا ابنتي، مثل ما أقول ومن دون أن أحلف لك، لم يتغير منذ اللحظة الأولى التي رأيته فيها عندما قدِمتُ من الهند وأنا شابٌ يافعٌ. شوفي شكلي، فقد شاب شعري وهرم حالي، وهو بقي على ما عهدته عليه. مرّ الزمان وتبدّلت الظروف والأحوال، تغيرت أطباع ناس وتبدلت عادات، رُصفت شوارع وبنيت عمارات ومحال ومجمعات. ومع كل هذا فهو لايزال محافظاً على قيمته وجودته. قاطعته: أهذا سر أم أحجية يا عم عبدالصمد؟ هل يوجد شيء لم يتغير منذ 30 عاماً.. من هو هذا الوفي الذي بقي على حاله منذ زمن؟!
قال العم عبدالصمد «لا إنها ليست بأحجية وإنما حقيقة.. أتكلم عن رغيف الخبز سعره الذي بقي وفياً لنا ولم يتغير سعره منذ 20 فلساً أي 5 أرغفة بـ«100» فلس. هذا كان سعره يوم وطأت قدماي مملكة البحرين منذ 30 عاماً.. والحال كما هو لم يتغير بل إن جودته من وجهة نظري تحسنت وأصبح ألذ وأطعم. في حين أنه بالهند ندفع ما يعادل 120 فلساً للرغيف الواحد»، سألته بدهشة: حقاً؟!
قال «نعم.. أنا لست بعالم أو محلل ولا دخلت المدارس سوى الابتدائية، أقرأ وأكتب القليل ولكن أملك من فضل الله القدرة على التحليل الكثير. انتبهي يا ابنتي، 30 سنة ويزيد ورغيف الخبز عن سعره لا يزيد، أتعلمين ماذا يعني هذا؟»، تنهدت من أعماقي وقلت له: «كلامك جميل وأرجو أن تشرح لي المزيد، لعلّي منك أستفيد».
قال «هذا يدل على أن مملكة البحرين تملك قوة عظمى وهي قلب الحاكم الإنسان، وحكمة وتوازن في العقل تشهد لها الأجيال. وهذا ليس وليد الساعة وإنما مبدأ بنيت عليه المملكة من سالف العصر والزمان. فالحاكم الذي يفكر بشعبه ويخاف على لقمة عيشهم وأبسطها رغيف الخبز فإنه يعي أمورهم ويعتني بهم وتهمه مصلحتهم فوق كل الاعتبارات. وهذا يعني أن اقتصاد البلد في أمان، وإن حلّت به بعض الأزمات فلا ننسى أننا جزء من التركيبة السياسية والاقتصادية الكبرى التي تُحاك في العالم أجمع. ووجود الأمن هو ركيزة كل تقدم والذي أصبحَ كنزاً مفقوداً لكثير من الناس».
لعلنا نأخذ بكلام العم عبدالصمد ونكفُّ ألسنتنا عن التذمّر والاستياء، ولكن ماذا نقول لأناس ترى العتمة في سماء صافية الألوان؟!
قال العم عبدالصمد «لا إنها ليست بأحجية وإنما حقيقة.. أتكلم عن رغيف الخبز سعره الذي بقي وفياً لنا ولم يتغير سعره منذ 20 فلساً أي 5 أرغفة بـ«100» فلس. هذا كان سعره يوم وطأت قدماي مملكة البحرين منذ 30 عاماً.. والحال كما هو لم يتغير بل إن جودته من وجهة نظري تحسنت وأصبح ألذ وأطعم. في حين أنه بالهند ندفع ما يعادل 120 فلساً للرغيف الواحد»، سألته بدهشة: حقاً؟!
قال «نعم.. أنا لست بعالم أو محلل ولا دخلت المدارس سوى الابتدائية، أقرأ وأكتب القليل ولكن أملك من فضل الله القدرة على التحليل الكثير. انتبهي يا ابنتي، 30 سنة ويزيد ورغيف الخبز عن سعره لا يزيد، أتعلمين ماذا يعني هذا؟»، تنهدت من أعماقي وقلت له: «كلامك جميل وأرجو أن تشرح لي المزيد، لعلّي منك أستفيد».
قال «هذا يدل على أن مملكة البحرين تملك قوة عظمى وهي قلب الحاكم الإنسان، وحكمة وتوازن في العقل تشهد لها الأجيال. وهذا ليس وليد الساعة وإنما مبدأ بنيت عليه المملكة من سالف العصر والزمان. فالحاكم الذي يفكر بشعبه ويخاف على لقمة عيشهم وأبسطها رغيف الخبز فإنه يعي أمورهم ويعتني بهم وتهمه مصلحتهم فوق كل الاعتبارات. وهذا يعني أن اقتصاد البلد في أمان، وإن حلّت به بعض الأزمات فلا ننسى أننا جزء من التركيبة السياسية والاقتصادية الكبرى التي تُحاك في العالم أجمع. ووجود الأمن هو ركيزة كل تقدم والذي أصبحَ كنزاً مفقوداً لكثير من الناس».
لعلنا نأخذ بكلام العم عبدالصمد ونكفُّ ألسنتنا عن التذمّر والاستياء، ولكن ماذا نقول لأناس ترى العتمة في سماء صافية الألوان؟!