نواصل في الجزء الرابع والأخير حديثنا عن تناقضات خطاب أمير قطر. لعل المثير للدهشة في خطاب أمير قطر ما قاله «نحن نختلف مع البعض بشأن مصادر الإرهاب فنحن مثلاً نقول إن الدين وازع أخلاقي وهو ليس مصدر الإرهاب» وهنا هو بالطبع يتطرق لتنظيم الإخوان المسلمين بشكل غير مباشر ويرمي الكرة في ملعب الضمير الإنساني «الإرهاب شيء بين الفرد وربه يعني؟».
ابتعد أمير قطر عن منطق أن حرية الفرد تقف عند التعدي على حريات الآخرين والأدهى تبريره للإرهاب بالقول «حتى هذه الأيديولوجيات المتطرفة تصبح مصدراً للإرهاب فقط في بيئة سياسية اجتماعية تنتج اليأس والإحباط!!»، بمعنى أن الإرهاب يأتي بسبب الإحباط واليأس! يبدو أنه غابت عنه أن الأسباب المتنوعة لنشأة الإرهاب من أهمها ضعف الوازع الديني وتسييس الدين وتحريف مبادئه وتعاليمه وخلط مفاهيم الدين بالإرهاب!
أبدى أمير قطر تطلعاته بـ«حل الخلافات بالحوار والتفاوض» وكأنه بذلك يود التفاوض على تنفيذ ما وقع عليه بيده في اتفاقية الرياض غير مدرك أن الحوار لم يعد يجدي مقابل تملصه وعدم التزامه على الوفاء بعهوده ووعوده، فالثقة اهتزت وما قام به ينطبق على ما قاله «فقد أساء هذا الأسلوب لقطر وهز صورتها أمام العالم!».
أمير قطر حاول استعطاف الشعب القطري بكلام مفاده «قد آن الأوان لوقف تحميل الشعوب ثمن الخلافات السياسية بين الحكومات» وهو أكثر من يدرك أن ما قاموا به من تمويل للإرهاب ودعمه كان نتيجته تشويه صورة المواطن القطري وخلق عداوات له لا ذنب له فيها عند الشعوب العربية بسبب سياسات وطنه البعيدة عن الديمقراطية وحرية التعبير، كما أن الشعب القطري أكثر من يدفع الثمن غالياً اليوم أمام انزواء قطر وانعزالها وعزلتها عن محيطها الخليجي والعربي وعدم مراعاة النظام القطري لمصالح شعبه وروابطه الأسرية وحاجاته!
يوجه أمير قطر كلمة لشعبه بالقول «لأقول لكم إن قطر بحاجة لكل منكم في بناء اقتصادها وحماية أمنها»، وفي الحقيقة لو كانت قطر بحاجة إلى حماية أمنها على يد شعبها فعلاً لما وجدنا الأتراك يتقدمون الصفوف وينتشرون في كل بقعة على أرض قطر!
أمير قطر وجه الشكر لتركيا بشكل مباشر ولإيران بشكل غير مباشر وكأنه بذلك يراعي عدم كشف جميع أوراقه أو تأكيدها أمام الرأي العام العربي الذي يتخذ مواقف عدائية تجاه النظام الإيراني، خاصة عندما قال «كما أشكر كل من فتح لنا أجواءه ومياهه الإقليمية حين أغلقها الأشقاء».
هناك من راح يقول من «المطبلين» لنظام قطر إن «أمير قطر منح دول الخليج العربي درساً في كلمته عن الأخلاق»، وبالواقع فإن شعوب دول الخليج بعد خطاب أمير قطر زاد صدق قناعاتهم أن قطر ستستمر في دعم الإرهاب وأنه لا بد من وجود مراقبة دولية تجبر قطر على تنفيذ تعهداتها ووقف تمويل الإرهاب أمام مسلسل مراوغاتها المستمرة.
لربما صدق أمير قطر في كلمة واحدة، عندما قال إن هناك «حصاراً»، ففعلاً هناك «حصار»، ولكن ليس بالمعنى الذي يشير إليه بل هو من حاصر نفسه بنفسه أمام العالم عندما أخذ يقول إن «الحياة طبيعية في قطر»، ثم أخذ في مقطع لاحق يتكلم عن «حجم الألم والمعاناة الذي خلفه الحصار» كما يدعي.
هناك كلمة سقطت سهواً في خطاب تميم وهي أن «قطر تكافح الإرهاب» والأصح أن قطر تواجه «مكافحي» الإرهاب والدليل رفضها تسليم الإرهابيين المطلوبين أمنياً بدولنا!
خطاب أمير قطر كان خطاباً عاطفياً بعيداً عن لغة الواقع وتداول سبب الأزمة الخليجية الحاصلة وكان من الأولى التطرق إلى أحد أسباب المقاطعة أقله والرد عليها، أمير قطر مطالب اليوم أن يسأل نفسه أو لمن يعد خطاباته له، ما سبب المقاطعة؟ انظروا إلى أفعالكم المدمرة لا إلى ردة الفعل من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وعلى هذا الأساس تصاغ البيانات والتصريحات الرسمية لأن ما عدا ذلك يعني مضيعة لوقت المتابع لكلام أمير قطر وفتح باب جديد له للمناوشات يزيد من دعم فكرة مدى تورط قطر وعدم قدرتها على مواجهة ما قامت به أو حتى الخروج بقرار متزن متعقل يعزز من مصداقيتها، فما حدث نخر في مصداقية قطر بالكامل وجعلها دولة لا تحترم نفسها ولا عقلية من يتابعها!
ابتعد أمير قطر عن منطق أن حرية الفرد تقف عند التعدي على حريات الآخرين والأدهى تبريره للإرهاب بالقول «حتى هذه الأيديولوجيات المتطرفة تصبح مصدراً للإرهاب فقط في بيئة سياسية اجتماعية تنتج اليأس والإحباط!!»، بمعنى أن الإرهاب يأتي بسبب الإحباط واليأس! يبدو أنه غابت عنه أن الأسباب المتنوعة لنشأة الإرهاب من أهمها ضعف الوازع الديني وتسييس الدين وتحريف مبادئه وتعاليمه وخلط مفاهيم الدين بالإرهاب!
أبدى أمير قطر تطلعاته بـ«حل الخلافات بالحوار والتفاوض» وكأنه بذلك يود التفاوض على تنفيذ ما وقع عليه بيده في اتفاقية الرياض غير مدرك أن الحوار لم يعد يجدي مقابل تملصه وعدم التزامه على الوفاء بعهوده ووعوده، فالثقة اهتزت وما قام به ينطبق على ما قاله «فقد أساء هذا الأسلوب لقطر وهز صورتها أمام العالم!».
أمير قطر حاول استعطاف الشعب القطري بكلام مفاده «قد آن الأوان لوقف تحميل الشعوب ثمن الخلافات السياسية بين الحكومات» وهو أكثر من يدرك أن ما قاموا به من تمويل للإرهاب ودعمه كان نتيجته تشويه صورة المواطن القطري وخلق عداوات له لا ذنب له فيها عند الشعوب العربية بسبب سياسات وطنه البعيدة عن الديمقراطية وحرية التعبير، كما أن الشعب القطري أكثر من يدفع الثمن غالياً اليوم أمام انزواء قطر وانعزالها وعزلتها عن محيطها الخليجي والعربي وعدم مراعاة النظام القطري لمصالح شعبه وروابطه الأسرية وحاجاته!
يوجه أمير قطر كلمة لشعبه بالقول «لأقول لكم إن قطر بحاجة لكل منكم في بناء اقتصادها وحماية أمنها»، وفي الحقيقة لو كانت قطر بحاجة إلى حماية أمنها على يد شعبها فعلاً لما وجدنا الأتراك يتقدمون الصفوف وينتشرون في كل بقعة على أرض قطر!
أمير قطر وجه الشكر لتركيا بشكل مباشر ولإيران بشكل غير مباشر وكأنه بذلك يراعي عدم كشف جميع أوراقه أو تأكيدها أمام الرأي العام العربي الذي يتخذ مواقف عدائية تجاه النظام الإيراني، خاصة عندما قال «كما أشكر كل من فتح لنا أجواءه ومياهه الإقليمية حين أغلقها الأشقاء».
هناك من راح يقول من «المطبلين» لنظام قطر إن «أمير قطر منح دول الخليج العربي درساً في كلمته عن الأخلاق»، وبالواقع فإن شعوب دول الخليج بعد خطاب أمير قطر زاد صدق قناعاتهم أن قطر ستستمر في دعم الإرهاب وأنه لا بد من وجود مراقبة دولية تجبر قطر على تنفيذ تعهداتها ووقف تمويل الإرهاب أمام مسلسل مراوغاتها المستمرة.
لربما صدق أمير قطر في كلمة واحدة، عندما قال إن هناك «حصاراً»، ففعلاً هناك «حصار»، ولكن ليس بالمعنى الذي يشير إليه بل هو من حاصر نفسه بنفسه أمام العالم عندما أخذ يقول إن «الحياة طبيعية في قطر»، ثم أخذ في مقطع لاحق يتكلم عن «حجم الألم والمعاناة الذي خلفه الحصار» كما يدعي.
هناك كلمة سقطت سهواً في خطاب تميم وهي أن «قطر تكافح الإرهاب» والأصح أن قطر تواجه «مكافحي» الإرهاب والدليل رفضها تسليم الإرهابيين المطلوبين أمنياً بدولنا!
خطاب أمير قطر كان خطاباً عاطفياً بعيداً عن لغة الواقع وتداول سبب الأزمة الخليجية الحاصلة وكان من الأولى التطرق إلى أحد أسباب المقاطعة أقله والرد عليها، أمير قطر مطالب اليوم أن يسأل نفسه أو لمن يعد خطاباته له، ما سبب المقاطعة؟ انظروا إلى أفعالكم المدمرة لا إلى ردة الفعل من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وعلى هذا الأساس تصاغ البيانات والتصريحات الرسمية لأن ما عدا ذلك يعني مضيعة لوقت المتابع لكلام أمير قطر وفتح باب جديد له للمناوشات يزيد من دعم فكرة مدى تورط قطر وعدم قدرتها على مواجهة ما قامت به أو حتى الخروج بقرار متزن متعقل يعزز من مصداقيتها، فما حدث نخر في مصداقية قطر بالكامل وجعلها دولة لا تحترم نفسها ولا عقلية من يتابعها!