الإنصاف الحقيقي للأزمة القطرية هو أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب والتي قامت بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر قد أغرقت الدوحة بسيل من الأدلة والوقائع التي تؤكد تورطها بالإرهاب، وهي مدركة تماماً أن تلك الأدلة جميعها لا تمثل إلا جزءاً بسيطاً من مجمل الأدلة لدى بعض الدول.
التحركات الدبلوماسية القطرية كانت متذبذبة وغير واعية للمحيط السياسي الذي يتجه نحو النفور من الدول ذات السمعة السيئة في الملف الإرهابي، حيث لا يمكن لقطر أن تنكر تعاونها الوثيق مع الكيان الصهيوني وإيران أو الكيانات الإرهابية كالأخوان المسلمين و«حزب الله»، والدليل على ذلك بأنها لم تنفِ أو تستنكر ذلك عبر وسائل الإعلام وعلى رأسها ذراعها الإعلامي الإرهابي وهي قناة «الجزيرة».
بعد أن قامت قطر بتدويل الحج وذلك تنفيذاً للأوامر الصادرة بقم وتفاجأت بردود الفعل ولعلها أقواها تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن تدويل الحج من قبل قطر تعتبره المملكة العربية السعودية «إعلان حرب»، فباتت النوايا القطرية تتجه نحو التصعيد، فالضمانة التي تتكل عليها الدوحة اليوم ليست كما يظن البعض، إيران أو تركيا، فقط، بل هي قاعدة «العديد» الأمريكية التي يعتبرها تنظيم الحمدين الدرع الواقي الرئيس لهم في هذه الأزمة، ولعل زيارة مبعوثين من أمريكا لدعم الوساطة الكويتية للأزمة ستحدد مدى بقاء تلك القاعدة من عدمها لأن التصريحات الأمريكية من قبل رئيسها دونالد ترامب تذهب نحو نقلها ولكن لا نجد هذا على أرض الواقع.
من جهة أخرى، في ظل صمت أمريكا عن التحالف القطري الإيراني في الأزمة واستغراب العديد من القوى السياسية بعدم وجود تصريح صارم بضرورة عدم تأييد هذا التحالف هو أمر يدعو للاستغراب وكأن الإدارة الأمريكية مقتنعة جداً بأن الحل لن يكون عن طريقها وأن الحل مفاتيحه معروفة، أما القبول بمطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب من قبل القادة بقطر أو اتخاذ مسار التصعيد، لأن الإدارة الأمريكية ترى بأنها لعبة مصالح استراتيجية وليست لحظية.
وبالتالي فإن النظام القطري وجد أن الحضن الإيراني الذي اعتاد عليه هو أنسب مكان يضع بيده مفاتيح إدارة الملف، غير أنه من الغباء أن تسلم تلك المفاتيح لدولة تملك ملفاً لامعاً من الأزمات وتاريخاً ملطخاً بدماء الإبرياء، ووجدت إيران بأنها قد احتلت الأراضي القطرية من دون عناء أو إقناع الشعب بوجودهم داخل أسوار الدوحة بل تم الترحيب بهم كسفينة إنقاذ ولكن سرعان ما ستكون كارثة ستندم عليها قطر.
ومع مرور أكثر من شهرين على الأزمة قد تشكلت الولاية الإيرانية بشكلها الرسمي كناطقة باسم السياسة الخارجية الإيرانية على شاطئ الخليج العربي فتحول اسمها من دولة قطر إلى ولاية «قطهران» الإيرانية وهي ولاية تملك أضخم انتاج غاز بالعالم، لكي يتم استنزاف ذلك لتحقيق الخطط التوسعية لمشروع «ولاية الفقية» في المنطقة، وتحارب من أجل ذلك، إلا أن قطع العلاقات مع قطر هو المعضلة التي تريد أن تتخلص منها إيران، فانتهجت سياستها المعروفة بتشويه الأنظمة في المحافل الدولية واستخدام الإعلام كجزء رئيس لإقناع الشعب القطري أولاً لعزله عن الخليج ولإقناع العالم بأن قطر لا تنتمي لدول مجلس التعاون أن فصلها عن تلك المنظومة أفضل حل والدفع به أكثر في المباحثات الدولية.
خلاصة القول، إن النظام القطري يتجه نحو طهران وليس نحو الرياض لحل الأزمة، فالوساطة ستصل لمرحلة الجمود وعدم التوفيق والنجاح إذا ارتأت أن الدوحة تتعنت وتنحرف عن مسار المنظومة الخليجية التي أسس عليها، فالدول الداعية لمكافحة الإرهاب تملك مفاتيح الأزمة وليست إيران.
التحركات الدبلوماسية القطرية كانت متذبذبة وغير واعية للمحيط السياسي الذي يتجه نحو النفور من الدول ذات السمعة السيئة في الملف الإرهابي، حيث لا يمكن لقطر أن تنكر تعاونها الوثيق مع الكيان الصهيوني وإيران أو الكيانات الإرهابية كالأخوان المسلمين و«حزب الله»، والدليل على ذلك بأنها لم تنفِ أو تستنكر ذلك عبر وسائل الإعلام وعلى رأسها ذراعها الإعلامي الإرهابي وهي قناة «الجزيرة».
بعد أن قامت قطر بتدويل الحج وذلك تنفيذاً للأوامر الصادرة بقم وتفاجأت بردود الفعل ولعلها أقواها تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن تدويل الحج من قبل قطر تعتبره المملكة العربية السعودية «إعلان حرب»، فباتت النوايا القطرية تتجه نحو التصعيد، فالضمانة التي تتكل عليها الدوحة اليوم ليست كما يظن البعض، إيران أو تركيا، فقط، بل هي قاعدة «العديد» الأمريكية التي يعتبرها تنظيم الحمدين الدرع الواقي الرئيس لهم في هذه الأزمة، ولعل زيارة مبعوثين من أمريكا لدعم الوساطة الكويتية للأزمة ستحدد مدى بقاء تلك القاعدة من عدمها لأن التصريحات الأمريكية من قبل رئيسها دونالد ترامب تذهب نحو نقلها ولكن لا نجد هذا على أرض الواقع.
من جهة أخرى، في ظل صمت أمريكا عن التحالف القطري الإيراني في الأزمة واستغراب العديد من القوى السياسية بعدم وجود تصريح صارم بضرورة عدم تأييد هذا التحالف هو أمر يدعو للاستغراب وكأن الإدارة الأمريكية مقتنعة جداً بأن الحل لن يكون عن طريقها وأن الحل مفاتيحه معروفة، أما القبول بمطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب من قبل القادة بقطر أو اتخاذ مسار التصعيد، لأن الإدارة الأمريكية ترى بأنها لعبة مصالح استراتيجية وليست لحظية.
وبالتالي فإن النظام القطري وجد أن الحضن الإيراني الذي اعتاد عليه هو أنسب مكان يضع بيده مفاتيح إدارة الملف، غير أنه من الغباء أن تسلم تلك المفاتيح لدولة تملك ملفاً لامعاً من الأزمات وتاريخاً ملطخاً بدماء الإبرياء، ووجدت إيران بأنها قد احتلت الأراضي القطرية من دون عناء أو إقناع الشعب بوجودهم داخل أسوار الدوحة بل تم الترحيب بهم كسفينة إنقاذ ولكن سرعان ما ستكون كارثة ستندم عليها قطر.
ومع مرور أكثر من شهرين على الأزمة قد تشكلت الولاية الإيرانية بشكلها الرسمي كناطقة باسم السياسة الخارجية الإيرانية على شاطئ الخليج العربي فتحول اسمها من دولة قطر إلى ولاية «قطهران» الإيرانية وهي ولاية تملك أضخم انتاج غاز بالعالم، لكي يتم استنزاف ذلك لتحقيق الخطط التوسعية لمشروع «ولاية الفقية» في المنطقة، وتحارب من أجل ذلك، إلا أن قطع العلاقات مع قطر هو المعضلة التي تريد أن تتخلص منها إيران، فانتهجت سياستها المعروفة بتشويه الأنظمة في المحافل الدولية واستخدام الإعلام كجزء رئيس لإقناع الشعب القطري أولاً لعزله عن الخليج ولإقناع العالم بأن قطر لا تنتمي لدول مجلس التعاون أن فصلها عن تلك المنظومة أفضل حل والدفع به أكثر في المباحثات الدولية.
خلاصة القول، إن النظام القطري يتجه نحو طهران وليس نحو الرياض لحل الأزمة، فالوساطة ستصل لمرحلة الجمود وعدم التوفيق والنجاح إذا ارتأت أن الدوحة تتعنت وتنحرف عن مسار المنظومة الخليجية التي أسس عليها، فالدول الداعية لمكافحة الإرهاب تملك مفاتيح الأزمة وليست إيران.