كعادة سياحية طريفة، لم أتوانَ أن أترك لي قفلاً أعلقه على جسر تشارلز الشهير في العاصمة التشيكية براغ، لكني تخلفت عن الآخرين في أني قد وضعت ذلك القفل وحدي، ولم ألقِ بمفتاح ذلك القفل في البحر وقررت الاحتفاظ به، فهناك من يستحقه أكثر..!! يتساءل كثيرون وأنا منهم عن سر تعليق الأقفال على الجسور أو السياجات القديمة، وتشير بعض المراجع إلى رمزية الحب، حيث يحفر العشاق اسميهما على القفل قبل تعليقه والإلقاء بمفتاحه في البحر في إشارة لأبدية ذلك الحب.
يستحضرني هنا قول الشاعر نزار قباني «فلست أنا الذي يهتم بالأبد»، ليقرع في رأسي جدلية أيهما أهم، نوع الحب أم أبديته؟ وهل أصبحنا في هذا الزمان نبحث عن الأبديات في حياتنا؟ أبدية الحب، أبدية النجاح، أبدية الشهرة، أبدية السعادة..!! لست أدري.. غير أن تلك المدينة «أي براغ» لم تكف عن الإلقاء بتعويذة جمالها الساحر على مرتاديها، حتى هتلر وهو أكثر الشخصيات دموية في التاريخ الحديث، قد تحركت مشاعره تجاه جمال براغ، فأمر استثنائها من الغارات النازية وألاَّ يمسها إلاَّ أقل الضرر لأنه أرادها أن تكون المدينة التي يحتفل فيها بالنصر لاحتلاله أوروبا.
ترى.. هل ما أبهر هتلر هم العرب؟ يقال إن الساعة الفلكية في وسط ساحة البلدة القديمة، والتي يجاوز عمرها الستمائة عام، أنشأها العرب، هو ما يتضح من دمية معلقة بهيئة عربية..!! فإن كان كذلك.. فنحمد الله على أن بقي لدى العرب ما يمكن أن يذهل العالم.. وطغاته كذلك. غير أن الدمية العربية قد لا تشير لمن أنشأ تلك الآلة الفلكية التي تعود للحضارات القديمة، فعند كل تفتح للأبواب نجد خلفها حواريي السيد المسيح الاثني عشر، غير أن هناك أربعة تماثيل ذات مغزى، فالأول يحمل مرآة في إشارة إلى الأناقة والجمال، والثاني يهودي يميزه ملابسه وأنفه الأعقف في إشارة إلى المال، بينما يشير التمثال الثالث إلى متعة الحياة -وهو ما أحسب أن قيل عنه عربي- فقد جاء على شكل تركي عثماني، وربما كان في ذلك خلط بين العثمانية وبين العرب بدرجة ما، أما الرابع فهو هيكل عظمي يدق الجرس مؤكداً حتمية الموت للبشر. ولا أدري إن كانت تلك التماثيل الأربعة قد أرادت اختزال الحياة المثالية بالاستمتاع بالمال والأناقة وهكذا حتى تحين ساعة الموت، ليقال عن أحدهم «فلان عاش سعيداً»..!!
* اختلاج النبض:
من الساحة التي توسطتها تلك الساعة، ومن أكثر البقع السياحية الأوروبية التي تدب فيها الحياة، وفي زاوية مقهى يطل على ساحة البلدة القديمة تلك، كتبت هذا المقال. لم يكن هدفي للمجيء إلى تلك البلدة، كهدف الآخرين، سياحياً بحتاً، فقد أصبحت هموم الخليج العربي تطاردني أينما ذهبت، ومن أجلها يبدو أنني نذرت حياة مهنية مقبلة، ما دعاني لفتح آفاق بحث ومناقشة أوسع عبر زيارتي لبراغ، لمشاركة كبار المحللين والباحثين السياسيين الدوليين في قضايا الأمن الإقليمي، اجتماعات فكرية واستراتيجية اتخذ الخليج العربي منها محاوراً غاية في الأهمية، ليتبين لي فيما بعد، أن هموم الخليج وأمنه تطارد الأوروبيين كذلك.
يستحضرني هنا قول الشاعر نزار قباني «فلست أنا الذي يهتم بالأبد»، ليقرع في رأسي جدلية أيهما أهم، نوع الحب أم أبديته؟ وهل أصبحنا في هذا الزمان نبحث عن الأبديات في حياتنا؟ أبدية الحب، أبدية النجاح، أبدية الشهرة، أبدية السعادة..!! لست أدري.. غير أن تلك المدينة «أي براغ» لم تكف عن الإلقاء بتعويذة جمالها الساحر على مرتاديها، حتى هتلر وهو أكثر الشخصيات دموية في التاريخ الحديث، قد تحركت مشاعره تجاه جمال براغ، فأمر استثنائها من الغارات النازية وألاَّ يمسها إلاَّ أقل الضرر لأنه أرادها أن تكون المدينة التي يحتفل فيها بالنصر لاحتلاله أوروبا.
ترى.. هل ما أبهر هتلر هم العرب؟ يقال إن الساعة الفلكية في وسط ساحة البلدة القديمة، والتي يجاوز عمرها الستمائة عام، أنشأها العرب، هو ما يتضح من دمية معلقة بهيئة عربية..!! فإن كان كذلك.. فنحمد الله على أن بقي لدى العرب ما يمكن أن يذهل العالم.. وطغاته كذلك. غير أن الدمية العربية قد لا تشير لمن أنشأ تلك الآلة الفلكية التي تعود للحضارات القديمة، فعند كل تفتح للأبواب نجد خلفها حواريي السيد المسيح الاثني عشر، غير أن هناك أربعة تماثيل ذات مغزى، فالأول يحمل مرآة في إشارة إلى الأناقة والجمال، والثاني يهودي يميزه ملابسه وأنفه الأعقف في إشارة إلى المال، بينما يشير التمثال الثالث إلى متعة الحياة -وهو ما أحسب أن قيل عنه عربي- فقد جاء على شكل تركي عثماني، وربما كان في ذلك خلط بين العثمانية وبين العرب بدرجة ما، أما الرابع فهو هيكل عظمي يدق الجرس مؤكداً حتمية الموت للبشر. ولا أدري إن كانت تلك التماثيل الأربعة قد أرادت اختزال الحياة المثالية بالاستمتاع بالمال والأناقة وهكذا حتى تحين ساعة الموت، ليقال عن أحدهم «فلان عاش سعيداً»..!!
* اختلاج النبض:
من الساحة التي توسطتها تلك الساعة، ومن أكثر البقع السياحية الأوروبية التي تدب فيها الحياة، وفي زاوية مقهى يطل على ساحة البلدة القديمة تلك، كتبت هذا المقال. لم يكن هدفي للمجيء إلى تلك البلدة، كهدف الآخرين، سياحياً بحتاً، فقد أصبحت هموم الخليج العربي تطاردني أينما ذهبت، ومن أجلها يبدو أنني نذرت حياة مهنية مقبلة، ما دعاني لفتح آفاق بحث ومناقشة أوسع عبر زيارتي لبراغ، لمشاركة كبار المحللين والباحثين السياسيين الدوليين في قضايا الأمن الإقليمي، اجتماعات فكرية واستراتيجية اتخذ الخليج العربي منها محاوراً غاية في الأهمية، ليتبين لي فيما بعد، أن هموم الخليج وأمنه تطارد الأوروبيين كذلك.