المصابون بجنون العظمة بدؤوا يتزايدون في مجتمعنا وبلغت درجة جنونهم إلى تنصيب أنفسهم أبطالاً لا يشق لهم غبار مستغلين طيبة الناس في الترويج لأنفسهم من دون أن يدركوا بأن هذه الطيبة لا تعني إطلاقاً السذاجة، فالناس يعرفون جيداً التفريق بين الغث والسمين!

على الورق يصور أولئك النفر أنفسهم بأنهم أصحاب إنجازات لا مثيل لها وأن لهم علاقات لا مثيل لها وأن لهم صولات وجولات لا مثيل لها ويحاولون طمس كل من سبقهم ويتجاهلون كل سلبياتهم المكشوفة على الملأ!

أمثال هؤلاء المصابين بجنون العظمة كثيراً ما يتشدقون بعبارة العمل من أجل المصلحة العامة وبأنهم ليسوا من عشاق الكراسي والمناصب بينما واقعهم عكس ذلك تماماً وتاريخهم يكشف أكاذيبهم ونفاقهم، فهم دائماً يقدمون مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة وهم لا يعشقون الكراسي والمناصب بل يعبدونها شر عبادة والعياذ بالله!

هذه العدوى تسللت إلى وسطنا الرياضي وبدأنا نرى أناساً يستغلون هذا الوسط للترويج إلى أنفسهم بأساليب رخيصة مستغلين اجتهاداتهم في التسلق إلى بعض من يمتلكون صناعة القرار من أجل تحقيق مطامعهم الشخصية ومن ثم التأثير على البعض بحفنة من العطايا الرخيصة والوعود الوهمية، وما أكثر أصحاب النفوس الضعيفة ممن لا يستطيعون الصمود أمام المغريات مهما بلغ رخصها!

الغريب في هذا النموذج من البشر أنهم لا حياء لهم (ما يستحون) و(لا يخجلون) من أفعالهم المسيئة المكشوفة للملأ، بل يصرون على إخفائها وإبراز كل ما يعتقدون بأنه إيجابي وخارق للعادة، معتقدين بأن مثل هذا النهج قد ينطلي على العقلاء من الناس، متناسين أن عالم اليوم أصبح كالقرية الصغيرة يعلم سكانها كل شاردة وواردة ولم تعد تنطلي عليهم محاولات الكذب اليائسة!

أبطال الورق لا يمكن أن تخلد ذكراهم لأنهم سرعان ما تتلاعب بهم الريح وتقذف بهم إلى مكان سحيق!