هل بالفعل لا يشعر بالمرأة إلا المرأة؟ وهل المرأة عدو المرأة؟ وهل الرجل يقف ما بين التساؤلين؟ ربما، ولكن هناك حقائق قد تصدمنا بالإيجاب أو بالسلب، ومع ذلك فإن هناك رجال على مر العصور وقفوا مع المرأة بل ناضلوا من أجلها حتى تتساوى مع الرجل في الحقوق والحريات، كما أن هناك نساء وقفن ضد هذه الحقوق وكن حاجزاً في تحقيقها، لأسباب قد تكون صحيحة أو قد تكون مفروضة أو قد تكون غير صحيحة، ومع ذلك كله فأنا سعيدة جداً بأن المرأة السعودية استطاعت أن تنال حقها في قيادة السيارة أسوة بجميع نساء العالم وفي كل بلاد العالم، أنا سعيدة للمرأة السعودية كثيراً لأنني أعلم جيداً حاجة المرأة لقيادة السيارة، وأعلم بأن بعض السيدات السعوديات بحاجة ماسة لذلك مثلنا تماماً لتقضي حوائجها وحوائج أسرتها، أنا لا أتكلم عن العوائل التي باستطاعتها أن توفر سائقاً وسيارة أو أكثر من سائق لبناتها وأسرها، فالجميع حر مع أسرته يسمح أو لا يسمح بقيادة أحد أفراد أسرته للسيارة، أو يجلب سائقاً أو سائقين، فهذه خصوصية كل أسرة، وإنما أتكلم عن العديد من العوائل التي لا تستطيع توفير سائق لأسباب كثيرة، وقد تكون خاصة، أو لا تجد أحداً يلبي حاجاتها، ولكن أن تسمح الحكومة السعودية بقيادة المرأة للسيارة فهذا شأن آخر جميل أثلج صدور الجميع، فالمرأة السعودية متميزة في كل مجال ولا ينقصها شيء، هي فخر للمجتمع السعودي والخليجي والعربي وفخر للمرأة في كل بلد ووطن.

الحكومة البحرينية في السابق كانت لا تسمح للمرأة بقيادة السيارة ولكنها بعد ذلك وجدت بأن بعض المهن تحتاج فيها المرأة إلى أن تقود سيارتها حتى تصل إلى مكان عملها، هذه الخطوة مهدت لنساء البحرين والمقيمات فيها قيادة السيارة بعد ذلك، وكذلك الحال في بعض الدول الغربية التي كانت قيادة السيارة يحتكرها الرجل إلى أن تفهم المجتمع الحاجة الماسة إلى أن تتساوى المرأة مع الرجل في قيادة السيارة، وهذا مهم جداً أن يعي المجتمع بأهمية مثل هذه الأمور التي بالتأكيد سوف تحل مشاكل كثيرة وتبسط الأمور بشكل سلس ومريح ومرن متى ما تعود المجتمع على ذلك.

هناك من ينشر بعض الأكاذيب عن حوادث سيارات قمن بها بعض السيدات أو «النكت» حول قيادة المرأة السعودية للسيارة في محاولة للتقليل من شأنهن وبعض الرسائل التي تحبطهن ولا تشجعهن، ولكني أرى أن ذلك ليس مهماً وليس بالشيء الذي يكدر النساء ما دامت الحكومة سمحت بقيادة المرأة للسيارة فكل شيء يهون بعد ذلك، دائماً وفي بداية أي مشروع لا بد من أن تكون هناك تحديات كثيرة وعراقيل جمة تحد من الوصول إلى المبتغى، ولكن كل ذلك سيزول وسيعترف المجتمع بأهمية هذه الخطوة، وعلى المرأة أيضاً أن تتحمل كل العواقب ما دام سعيها قد تحقق، وليكن طموح قيادة السيارة مثل طموح العمل في تخصصات عديدة متميزة، فالمرأة السعودية وصلت إلى وكالة علوم الفضاء، قادت طائرات، واخترعت أشياء وعملت في مجالات أخرى عديدة، أظن أن مفتاح السيارة لا يوازي طموح المرأة السعودية وجدارتها وكفاءتها في العمل وخدمة مجتمعها.