عندما يقولون «لو دامت لغيرك ما وصلت إليك» فتلك حقيقة، وكل شيء في هذه الحياة لا يدوم، لا العمر ولا الجمال ولا الصحة ولا المنصب، فلا يغتر الإنسان بنفسه كثيراً ولا يتفاخر أمام من لا يملك إلا القليل، فما دامت حياة المرء قصيرة يبقى الأثر الطيب والعمل الصالح والأخلاق الحميدة ترفع من مقامه وشأنه في الحياة وبعد الممات، وعليه دائماً أن يردد أنه «ما راح نطلع من الدنيا إلا بقطعة قماش بيضة، والحكومة دافعة ثمنها بعد».
لا شك في أن المنصب يعطي صاحبه هيبة وسلطة وقوة، خصوصاً عندما ينفذ صغار النفوس أوامر صاحب الكرسي، ولكن لا يعني أنه من أجل الكرسي الذي لا يدوم طويلاً أن ينسلخ المرء من مبادئه وأخلاقه ومن أصحابه أو حتى من أسرته، فإذا وثق المرء بالكرسي عليه ألا يثق بالأرض التي تحمل هذا الكرسي، فالمتغيرات كثيرة، ويمكن أن تخلع صاحب المنصب من كرسيه كما يخلع المسمار من الخشب، والأمثلة كثيرة، نراها دائماً لأصحاب المناصب، فهناك من عزل عن منصبه بسبب أو من دون سبب، وهناك من تقاعد عن العمل بحكم عمره، وهناك من فارق الحياة وترك منصبه، ومع ذلك تمر بنا الأيام ونشاهد جميع هذه الأمثلة رأي العين لأشخاص عملنا معهم أو تعاملنا معهم أو عشنا معهم، لذلك هناك أشخاص معدنهم مثل الذهب لا يتغيرون ولا تتبدل أخلاقهم بل تزداد طيبة ومروءة وحسن معاملة، وهناك بعض آخر، حدث ولا حرج، من سوء أخلاقهم وتعاملهم واستعباد الموظفين لخدمتهم.
الإنسان المزيف والمنافق هو من تتبدل أخلاقه مع المنصب، أما الإنسان الذي لديه قناعاته الخاصة بأن الأخلاق والمعاملة الطيبة والأثر الجميل الذي يتركه صاحبه هو الحكم، وهو المحرك القوي والدافع ليكون من حوله الأفضل والأحسن، بل إن أصحاب المعادن الأصيلة يجذبون القيادات العليا لتنصيبهم في مناصب عالية ومرموقة، فالمتلون يتلون حسب ما يهوى غيره معه وأحياناً ضده، أما الثابت من الداخل والخارج بأخلاقه وبتعامله فهو بالتأكيد سيكون طريقه ثابتاً وواضحاً، لذلك المنصب، تكليف وليس تشريفاً، كما أنه أمانة، وهو وظيفة كسائر الوظائف، فعلى صاحبنا هذا أن يعي بأنه يتقاضى أجره من عمله ووظيفته فلا يتكبر ولا يتلون ولا ينافق لأن الرزاق هو رب الناس.
هناك من يحارب الآخرين ويكيد لهم من أجل الوصول إلى منصب ما، حتى وإن كان بالباطل، وعلى حساب الآخرين زملائه ومجتمعه، ينافق ويتملق ويمثل على أنه أعرف العارفين من أجل هذا المنصب، وربما يكذب ويخون ويلتوي من أجل أن يصل إلى غايته، لا ضير من أن يسعى الإنسان ويكافح من أجل الارتقاء، ولكن ليس على حساب الآخرين، من يتخذ ذلك طريقاً فلربما سيصل إلى مبتغاه، ولكن لن يدوم طويلاً، فمثلما الروائح الجميلة نشمها فإن الروائح القبيحة لها رائحة أيضاً ولكن لن يتحملها المجتمع طويلاً، وسيعمل الجميع على طردها، لذلك لا يبقى إلا الصحيح، «ولو جريت جري الوحوش غير رزقك ما تحوش».
{{ article.visit_count }}
لا شك في أن المنصب يعطي صاحبه هيبة وسلطة وقوة، خصوصاً عندما ينفذ صغار النفوس أوامر صاحب الكرسي، ولكن لا يعني أنه من أجل الكرسي الذي لا يدوم طويلاً أن ينسلخ المرء من مبادئه وأخلاقه ومن أصحابه أو حتى من أسرته، فإذا وثق المرء بالكرسي عليه ألا يثق بالأرض التي تحمل هذا الكرسي، فالمتغيرات كثيرة، ويمكن أن تخلع صاحب المنصب من كرسيه كما يخلع المسمار من الخشب، والأمثلة كثيرة، نراها دائماً لأصحاب المناصب، فهناك من عزل عن منصبه بسبب أو من دون سبب، وهناك من تقاعد عن العمل بحكم عمره، وهناك من فارق الحياة وترك منصبه، ومع ذلك تمر بنا الأيام ونشاهد جميع هذه الأمثلة رأي العين لأشخاص عملنا معهم أو تعاملنا معهم أو عشنا معهم، لذلك هناك أشخاص معدنهم مثل الذهب لا يتغيرون ولا تتبدل أخلاقهم بل تزداد طيبة ومروءة وحسن معاملة، وهناك بعض آخر، حدث ولا حرج، من سوء أخلاقهم وتعاملهم واستعباد الموظفين لخدمتهم.
الإنسان المزيف والمنافق هو من تتبدل أخلاقه مع المنصب، أما الإنسان الذي لديه قناعاته الخاصة بأن الأخلاق والمعاملة الطيبة والأثر الجميل الذي يتركه صاحبه هو الحكم، وهو المحرك القوي والدافع ليكون من حوله الأفضل والأحسن، بل إن أصحاب المعادن الأصيلة يجذبون القيادات العليا لتنصيبهم في مناصب عالية ومرموقة، فالمتلون يتلون حسب ما يهوى غيره معه وأحياناً ضده، أما الثابت من الداخل والخارج بأخلاقه وبتعامله فهو بالتأكيد سيكون طريقه ثابتاً وواضحاً، لذلك المنصب، تكليف وليس تشريفاً، كما أنه أمانة، وهو وظيفة كسائر الوظائف، فعلى صاحبنا هذا أن يعي بأنه يتقاضى أجره من عمله ووظيفته فلا يتكبر ولا يتلون ولا ينافق لأن الرزاق هو رب الناس.
هناك من يحارب الآخرين ويكيد لهم من أجل الوصول إلى منصب ما، حتى وإن كان بالباطل، وعلى حساب الآخرين زملائه ومجتمعه، ينافق ويتملق ويمثل على أنه أعرف العارفين من أجل هذا المنصب، وربما يكذب ويخون ويلتوي من أجل أن يصل إلى غايته، لا ضير من أن يسعى الإنسان ويكافح من أجل الارتقاء، ولكن ليس على حساب الآخرين، من يتخذ ذلك طريقاً فلربما سيصل إلى مبتغاه، ولكن لن يدوم طويلاً، فمثلما الروائح الجميلة نشمها فإن الروائح القبيحة لها رائحة أيضاً ولكن لن يتحملها المجتمع طويلاً، وسيعمل الجميع على طردها، لذلك لا يبقى إلا الصحيح، «ولو جريت جري الوحوش غير رزقك ما تحوش».