عندما شدد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، في مقاله المنشور بصحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية مؤخراً على أنه من المهم أن يتعرف العالم كما تعرفت البحرين على جمال الاختلافات بين البشر والعالم سيكون أكثر أمناً وازدهاراً إذا تعلم كيف يستوعب التمايزات بين الأفراد، فهو بالتأكيد حريص على نقل التجربة البحرينية يما يخص الانفتاح الديني والتسامح عالمياً، فالحرية الدينية محال أن تحمل مشكلة إنما المشكلة الحقيقية في أولئك الذين يحاولون تضليل القيم والمبادئ والمسميات بتسمية الإرهاب الذي يهدد جسور السلام تحت غطاء الدين ومصطلح الحرية الدينية.
جلالة الملك عندما أكد أنه لا مجال للتمييز الديني إزاء أي طائفة وأنه من مسؤولية الحكومات احترام وحماية الأقليات الدينية والأغلبية الدينية على حد سواء فهو في موقف قوي يسمح له بذلك، خاصة وأن تجربة مملكة البحرين الدينية خير سفير على مدى السلام الديني الذي تنعم به الدول العربية، وما يقوم عليه نهج الإسلام المعروف أنه دين السلام، وخير دليل على ذلك أن حكومة البحرين بمختلف توجهاتها، تعمل على أحياء مناسبة عاشوراء الدينية، الأمر الذي يعكس مدى احترام مختلف جهات الدولة لخصوصية الطائفة الشيعية، وهو يعد دليلاً يلجم أولئك الذين مارسوا التضليل الإعلامي والحقوقي على المستوى الدولي فيما يخص الحريات الدينية في مملكة البحرين. فالبحرين في سياستها الحكومية لم تعرف يوماً التمييز الطائفي ومن مارسه فهو غير محتسب على سياسة البحرين وشعبها إنما على توجهه الحزبي أو الفكري المضلل!
جلالة الملك حينما قال إن «جاليتنا اليهودية تلعب دوراً نشطاً جداً على أعلى المستويات في المجتمع، بما في ذلك سفيرة البحرين لدى واشنطن في عام 2008 وهي أول دبلوماسي يهودي إلى الولايات المتحدة من دولة عربية» هذا الكلام يؤكد أن البحرين رائدة على مستوى التسامح الديني إقليمياً وقد سعت لكي تتبوأ المراكز المتقدمة في مسألة الانفتاح الديني على مستوى دول المنطقة، وهذا تاريخ يجب أن يحسب للبحرين ومنجزاتها، كونها من أوائل الدول العربية تحضراً وتقدماً، والتي مارست التعددية الدينية حتى في تمثيلها خارجياً.
وعندما تطرق جلالة الملك في مقاله إلى عبارة أن «الجهل عدو السلام» ثم تبعها بالقول «بادرت المملكة بإنشاء إعلان مملكة البحرين الذي يدعو إلى التسامح الديني والتعايش السلمي في جميع أنحاء العالم»، هو هنا يلفت النظر إلى مخاطر الجهل الذي يخلف الحروب الطائفية والنزاعات الدينية المتطرفة، والتي بدورها تحيق الخراب على كل أرض، ففي البحرين هناك من استغل الجهل لقطع الطريق أمام منجزات البحرين في تحقيق السلام العالمي والتعايش الديني، إلا أن مساعيه خابت أمام إصرار شعب البحرين على الاحتفاظ بتجربته الدينية المتميزة، وقد جاءت المبادرة البحرينية للتسامح لأجل الاستشهاد بها أمام المحافل الدينية أن البحرين بلد السلام بالأفعال قبل الأقوال وأنها تبني أسس السلام على أرضها، قبل أن تعلنه ببياناتها وإعلامها أو تبديه كرغبة مثلما تفعل بعض الدول دون تجسيد هذه الرغبة على أرض الواقع.
وعندما اختتم جلالته مقاله بقوله «ولعلنا سنجد طريق السلام الذي نسعى إليه»، فنحن متأكدون أن هناك طريقاً للسلام نحن من سنفرضه ويستشهد باسم البحرين عند ذكره، قبل أن يفرض نفسه علينا وأن البحرين ستظل بلداً حاضناً للسلام وقاطباً للتسامح والتصالح الديني مهما عمل أعداؤها وخططوا على استغلال تعدديتها الدينية في إثارة النعرات الطائفية والتطرف الديني، ستظل البحرين بلداً مصدراً للسلام والتسامح والتعايش الديني.
إن إطلاق «إعلان مملكة البحرين» كوثيقة لتعزيز الحرية الدينية وتدشين «مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي» الذي تم تحت رعاية كريمة من جلالة الملك عن طريق جمعية «هذه هي البحرين» في مدينة لوس أنجلوس بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب تخصيص كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي، لدارسة هذه العلوم في إحدى أعرق الجامعات الأوروبية وهي جامعة «سابينزا»، في روما، كلها بصمات تاريخية خالدة تسجل باسم البحرين والعرب والمسلمين أجمع وتعكس مدى الأولوية التي تتحرك باتجاهها قيادة البحرين في حماية الحريات الدينية ورعايتها وتأسيس لعهد إصلاحي ديني جديد ولكن هذه المرة لن يطلق على مستوى مملكة البحرين ويختص به شعب البحرين لوحده، إنما على مستوى دول المنطقة العربية والعالم أجمع، فالبحرين اليوم مركز عالمي وأرض رائدة في مشروعها الإصلاحي الديني وفي تحقيق السلام الديني لدى شعوب العالم، وباتت جامعة قاطبة لتدريس مناهج هذا العلم الذي تحتاجه الدول أجمع اليوم، أمام معاناتها من ويلات الإرهاب الذي يأتي باسم التطرف الديني!
جلالة الملك، ملك طموح دائماً، وعرف بتبنيه لفكر إصلاحي فريد، لذا فشعب البحرين طموح كذلك، في أن يكون يوماً موضعاً للاستلهام من تجربته المتميزة بين دول العالم، خاصة وأن البحرين بلداً قاطباً للوافدين والأجانب وكثير منهم يفضل الإقامة والعيش على هذه الأرض المليئة بالخير «ألم تكن البحرين قديماً قبلة الخليجيين أجمع في مرحلة تجارة اللؤلؤ وما قبل ظهور النفط؟».
مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي الذي سيؤسس قريباً سيؤكد ويجسد حقيقة أن البحرين مملكة التنوع الديني على المستوى العالمي، وهي منارة من منارات التصالح الديني، بين أطياف المجتمع، الذي يحترم كل فيه الآخر، وفق النظم القانونية، التي نظمت مبادئ التعامل فيما بينهم، ووجوب احترام المختلف عنهم دينياً وفكرياً، كما أن هذا المزيج المتفرد بين أديان البحرين المختلفة، والذي ساهم في تشكيل حضارتها وثقافتها التي تتميز بها على مستوى دول المنطقة، ولا يمكن إنكار كذلك أنه يعتبر جزءاً من تراثها وتاريخها، الذي تقدمه لشعوب دول العالم الأخرى، سيكون عنوان مناهج هذا المركز، الذي يمثل نقطة مضيئة للسلام العالمي.
كلنا أمل أن يكون هذا المركز واحة لبناء المجتمعيات الإنسانية والدينية المعتدلة في المنطقة والعالم ومرجعاً لكل من ينشد السلام الديني.
{{ article.visit_count }}
جلالة الملك عندما أكد أنه لا مجال للتمييز الديني إزاء أي طائفة وأنه من مسؤولية الحكومات احترام وحماية الأقليات الدينية والأغلبية الدينية على حد سواء فهو في موقف قوي يسمح له بذلك، خاصة وأن تجربة مملكة البحرين الدينية خير سفير على مدى السلام الديني الذي تنعم به الدول العربية، وما يقوم عليه نهج الإسلام المعروف أنه دين السلام، وخير دليل على ذلك أن حكومة البحرين بمختلف توجهاتها، تعمل على أحياء مناسبة عاشوراء الدينية، الأمر الذي يعكس مدى احترام مختلف جهات الدولة لخصوصية الطائفة الشيعية، وهو يعد دليلاً يلجم أولئك الذين مارسوا التضليل الإعلامي والحقوقي على المستوى الدولي فيما يخص الحريات الدينية في مملكة البحرين. فالبحرين في سياستها الحكومية لم تعرف يوماً التمييز الطائفي ومن مارسه فهو غير محتسب على سياسة البحرين وشعبها إنما على توجهه الحزبي أو الفكري المضلل!
جلالة الملك حينما قال إن «جاليتنا اليهودية تلعب دوراً نشطاً جداً على أعلى المستويات في المجتمع، بما في ذلك سفيرة البحرين لدى واشنطن في عام 2008 وهي أول دبلوماسي يهودي إلى الولايات المتحدة من دولة عربية» هذا الكلام يؤكد أن البحرين رائدة على مستوى التسامح الديني إقليمياً وقد سعت لكي تتبوأ المراكز المتقدمة في مسألة الانفتاح الديني على مستوى دول المنطقة، وهذا تاريخ يجب أن يحسب للبحرين ومنجزاتها، كونها من أوائل الدول العربية تحضراً وتقدماً، والتي مارست التعددية الدينية حتى في تمثيلها خارجياً.
وعندما تطرق جلالة الملك في مقاله إلى عبارة أن «الجهل عدو السلام» ثم تبعها بالقول «بادرت المملكة بإنشاء إعلان مملكة البحرين الذي يدعو إلى التسامح الديني والتعايش السلمي في جميع أنحاء العالم»، هو هنا يلفت النظر إلى مخاطر الجهل الذي يخلف الحروب الطائفية والنزاعات الدينية المتطرفة، والتي بدورها تحيق الخراب على كل أرض، ففي البحرين هناك من استغل الجهل لقطع الطريق أمام منجزات البحرين في تحقيق السلام العالمي والتعايش الديني، إلا أن مساعيه خابت أمام إصرار شعب البحرين على الاحتفاظ بتجربته الدينية المتميزة، وقد جاءت المبادرة البحرينية للتسامح لأجل الاستشهاد بها أمام المحافل الدينية أن البحرين بلد السلام بالأفعال قبل الأقوال وأنها تبني أسس السلام على أرضها، قبل أن تعلنه ببياناتها وإعلامها أو تبديه كرغبة مثلما تفعل بعض الدول دون تجسيد هذه الرغبة على أرض الواقع.
وعندما اختتم جلالته مقاله بقوله «ولعلنا سنجد طريق السلام الذي نسعى إليه»، فنحن متأكدون أن هناك طريقاً للسلام نحن من سنفرضه ويستشهد باسم البحرين عند ذكره، قبل أن يفرض نفسه علينا وأن البحرين ستظل بلداً حاضناً للسلام وقاطباً للتسامح والتصالح الديني مهما عمل أعداؤها وخططوا على استغلال تعدديتها الدينية في إثارة النعرات الطائفية والتطرف الديني، ستظل البحرين بلداً مصدراً للسلام والتسامح والتعايش الديني.
إن إطلاق «إعلان مملكة البحرين» كوثيقة لتعزيز الحرية الدينية وتدشين «مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي» الذي تم تحت رعاية كريمة من جلالة الملك عن طريق جمعية «هذه هي البحرين» في مدينة لوس أنجلوس بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب تخصيص كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي، لدارسة هذه العلوم في إحدى أعرق الجامعات الأوروبية وهي جامعة «سابينزا»، في روما، كلها بصمات تاريخية خالدة تسجل باسم البحرين والعرب والمسلمين أجمع وتعكس مدى الأولوية التي تتحرك باتجاهها قيادة البحرين في حماية الحريات الدينية ورعايتها وتأسيس لعهد إصلاحي ديني جديد ولكن هذه المرة لن يطلق على مستوى مملكة البحرين ويختص به شعب البحرين لوحده، إنما على مستوى دول المنطقة العربية والعالم أجمع، فالبحرين اليوم مركز عالمي وأرض رائدة في مشروعها الإصلاحي الديني وفي تحقيق السلام الديني لدى شعوب العالم، وباتت جامعة قاطبة لتدريس مناهج هذا العلم الذي تحتاجه الدول أجمع اليوم، أمام معاناتها من ويلات الإرهاب الذي يأتي باسم التطرف الديني!
جلالة الملك، ملك طموح دائماً، وعرف بتبنيه لفكر إصلاحي فريد، لذا فشعب البحرين طموح كذلك، في أن يكون يوماً موضعاً للاستلهام من تجربته المتميزة بين دول العالم، خاصة وأن البحرين بلداً قاطباً للوافدين والأجانب وكثير منهم يفضل الإقامة والعيش على هذه الأرض المليئة بالخير «ألم تكن البحرين قديماً قبلة الخليجيين أجمع في مرحلة تجارة اللؤلؤ وما قبل ظهور النفط؟».
مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي الذي سيؤسس قريباً سيؤكد ويجسد حقيقة أن البحرين مملكة التنوع الديني على المستوى العالمي، وهي منارة من منارات التصالح الديني، بين أطياف المجتمع، الذي يحترم كل فيه الآخر، وفق النظم القانونية، التي نظمت مبادئ التعامل فيما بينهم، ووجوب احترام المختلف عنهم دينياً وفكرياً، كما أن هذا المزيج المتفرد بين أديان البحرين المختلفة، والذي ساهم في تشكيل حضارتها وثقافتها التي تتميز بها على مستوى دول المنطقة، ولا يمكن إنكار كذلك أنه يعتبر جزءاً من تراثها وتاريخها، الذي تقدمه لشعوب دول العالم الأخرى، سيكون عنوان مناهج هذا المركز، الذي يمثل نقطة مضيئة للسلام العالمي.
كلنا أمل أن يكون هذا المركز واحة لبناء المجتمعيات الإنسانية والدينية المعتدلة في المنطقة والعالم ومرجعاً لكل من ينشد السلام الديني.