المقابلة التي أجراها حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق لدولة قطر في برنامج «الحقيقة» بقناة قطر، جاءت بتوقيت قد انتهت فيه الدول الداعية لمكافحة الإرهاب من اعتبار الأزمة القطرية أنها «قضية صغيرة جداً جداً جداً»، حسب تعبير ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وما لفت انتباهي في المقابلة أنه قال «أنا الآن لست دبلوماسياً وسأجيب بالطريقة التي أريدها»، وعندما تستمع إلى جميع إجاباته عن الأسئلة جميعها، فقد جاءت ردوده دبلوماسية وبحرفية عالية جداً، فيمتدح بعض الشخصيات وفي المقابل يقوم بانتقادهم ولتقريب المعنى «يدس السم في العسل».
حمد بن جاسم هو جزء من الأزمة القطرية، وقد اتفق المراقبون على أن قطر لا يوجد لديها دبلوماسي محترف أو له الثقافة العالية في التعاطي مع الأحداث، حيث تساءل الشعب القطري بينه وبين نفسه إلى متى ستستمر هذه الأزمة، فكانت التحركات القطرية بضرورة أن تظهر شخصية كحمد بن جاسم ليصنع مسرحية تقدم معلومات مغلوطة ومفبركة بطريقته المشهود لها بالكذب والدجل ليصدقها الجمهور.
من هنا ظهرت هذه الشخصية بالتوقيت الذي تشهد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب المضي في العمل على ملفات أكثر أهمية ومنها الملف العراقي والسوري وكذلك الملف الأبرز وهو تشديد الخناق على إمبراطورية الإرهاب وتصدير الثروات، إيران، ولعل ظهور حمد بن جاسم قد جعل الشارع القطري يقارن بين زيادة حدة التشكيك بالنظام وما طرحته وسائل إعلام الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، باعترافه شخصياً بأن جميع التسجيلات حقيقية وليست من صنع معامل هوليود التي تخصصت في «الجزيرة».
كما أن النقطة الأكثر أهمية أنه اعترف بأن قناة الجزيرة قد أخطأت في تغطية بعض الأحداث، وأنها قد أحرجت الخارجية القطرية في العديد من المواقف، ومن هنا نتساءل، أين هي سيادة دولة قطر من هذا الموضوع؟ إذا جاء الاعتراف بأنها أخطأت يجب أن تكون هناك معاقبة، فلا يمكن أن تخطئ اليوم أي قناة فضائية يقع مقرها في حدود الدولة من دون أن تخضع لقوانينها، وبالتالي فإن رئيس الوزراء القطري الأسبق قد أخفق في حفظ سيادة بلاده.
المقابلة لم تخلُ من التناقضات، خاصة حينما قال إن بلاده «شاركت مع قوات التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن من دون معرفة الأسباب»، وبعد دقائق يقول إن «المملكة العربية السعودية شهدت تهديداً من قبل الحوثيين وبات لزاماً عليها أن تتحرك لوقف هذه التهديدات ودعم الشرعية باليمن»، وهنا يظهر التناقض بأن قطر لا تعلم ذلك وبعدها ينفي ويقول السبب الرئيس لتحرك التحالف لحفظ استقرار وأمن المنطقة من خطر الحوثيين!
حمد بن جاسم أخطأ كذلك بحق البحرين كثيراً وتآمر ضدها، فقضية جزيرة حوار كانت جزءاً من الخبث السياسي لدى تنظيم الحمدين، فقد قدمت دولته أوراقاً مزورة لمحكمة العدل الدولية للحصول على جزيرة حوار، كما أن البحرين كان موقفها واضحاً من الأزمة بألا يكون هناك أي حوار مع الإرهابيين والانقلابيين وأن التسجيلات أثبتت تورط حمد بن جاسم في تلك الأحداث، فالوساطة التي تحدث عنها هي من أجل تمكين الانقلابيين للوصول لأهدافهم لسدة الحكم وليس لدعم الاستقرار في البحرين.
الحديث عن مقابلة حمد بن جاسم وما تحمله من تناقضات لا ينتهي، ولتحليل المقابلة التي امتدت على مدار ساعتين على الصعيد السياسي فقد كان تركيز البرنامج على محور المملكة العربية السعودية أكثر من أي دولة أخرى، وأصر على أن إيران دولة صديقة، واستصغر العقول في خليجنا العربي، وفي نهاية المطاف المقابلة لم تضف أي جديد للأزمة بل على العكس أكدت أن النظام القطري مستمر في أيديولوجيته في تحريف المواقف وتأزيمها وليس هناك نية لحل أزمته مع الأشقاء، فحمد بن جاسم «زاد الطين بلة».
وما لفت انتباهي في المقابلة أنه قال «أنا الآن لست دبلوماسياً وسأجيب بالطريقة التي أريدها»، وعندما تستمع إلى جميع إجاباته عن الأسئلة جميعها، فقد جاءت ردوده دبلوماسية وبحرفية عالية جداً، فيمتدح بعض الشخصيات وفي المقابل يقوم بانتقادهم ولتقريب المعنى «يدس السم في العسل».
حمد بن جاسم هو جزء من الأزمة القطرية، وقد اتفق المراقبون على أن قطر لا يوجد لديها دبلوماسي محترف أو له الثقافة العالية في التعاطي مع الأحداث، حيث تساءل الشعب القطري بينه وبين نفسه إلى متى ستستمر هذه الأزمة، فكانت التحركات القطرية بضرورة أن تظهر شخصية كحمد بن جاسم ليصنع مسرحية تقدم معلومات مغلوطة ومفبركة بطريقته المشهود لها بالكذب والدجل ليصدقها الجمهور.
من هنا ظهرت هذه الشخصية بالتوقيت الذي تشهد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب المضي في العمل على ملفات أكثر أهمية ومنها الملف العراقي والسوري وكذلك الملف الأبرز وهو تشديد الخناق على إمبراطورية الإرهاب وتصدير الثروات، إيران، ولعل ظهور حمد بن جاسم قد جعل الشارع القطري يقارن بين زيادة حدة التشكيك بالنظام وما طرحته وسائل إعلام الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، باعترافه شخصياً بأن جميع التسجيلات حقيقية وليست من صنع معامل هوليود التي تخصصت في «الجزيرة».
كما أن النقطة الأكثر أهمية أنه اعترف بأن قناة الجزيرة قد أخطأت في تغطية بعض الأحداث، وأنها قد أحرجت الخارجية القطرية في العديد من المواقف، ومن هنا نتساءل، أين هي سيادة دولة قطر من هذا الموضوع؟ إذا جاء الاعتراف بأنها أخطأت يجب أن تكون هناك معاقبة، فلا يمكن أن تخطئ اليوم أي قناة فضائية يقع مقرها في حدود الدولة من دون أن تخضع لقوانينها، وبالتالي فإن رئيس الوزراء القطري الأسبق قد أخفق في حفظ سيادة بلاده.
المقابلة لم تخلُ من التناقضات، خاصة حينما قال إن بلاده «شاركت مع قوات التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن من دون معرفة الأسباب»، وبعد دقائق يقول إن «المملكة العربية السعودية شهدت تهديداً من قبل الحوثيين وبات لزاماً عليها أن تتحرك لوقف هذه التهديدات ودعم الشرعية باليمن»، وهنا يظهر التناقض بأن قطر لا تعلم ذلك وبعدها ينفي ويقول السبب الرئيس لتحرك التحالف لحفظ استقرار وأمن المنطقة من خطر الحوثيين!
حمد بن جاسم أخطأ كذلك بحق البحرين كثيراً وتآمر ضدها، فقضية جزيرة حوار كانت جزءاً من الخبث السياسي لدى تنظيم الحمدين، فقد قدمت دولته أوراقاً مزورة لمحكمة العدل الدولية للحصول على جزيرة حوار، كما أن البحرين كان موقفها واضحاً من الأزمة بألا يكون هناك أي حوار مع الإرهابيين والانقلابيين وأن التسجيلات أثبتت تورط حمد بن جاسم في تلك الأحداث، فالوساطة التي تحدث عنها هي من أجل تمكين الانقلابيين للوصول لأهدافهم لسدة الحكم وليس لدعم الاستقرار في البحرين.
الحديث عن مقابلة حمد بن جاسم وما تحمله من تناقضات لا ينتهي، ولتحليل المقابلة التي امتدت على مدار ساعتين على الصعيد السياسي فقد كان تركيز البرنامج على محور المملكة العربية السعودية أكثر من أي دولة أخرى، وأصر على أن إيران دولة صديقة، واستصغر العقول في خليجنا العربي، وفي نهاية المطاف المقابلة لم تضف أي جديد للأزمة بل على العكس أكدت أن النظام القطري مستمر في أيديولوجيته في تحريف المواقف وتأزيمها وليس هناك نية لحل أزمته مع الأشقاء، فحمد بن جاسم «زاد الطين بلة».