وأخيراً.. خرج لنا من الإيرانيين من يتحدث بعقل ومنطقية واعتدال وواقعية، وبالرغم من أنه سفير سابق في طهران لدى الصين إلا أن حديثه الصحافي لم يخلُ من المصداقية التي نادراً ما نلاحظها لدى المسؤولين الإيرانيين.
الحديث هنا عن السفير حسين ملائك الذي أجرى موقع «خبر أونلاين» الإيراني حواراً معه مؤخراً، تطرق من خلاله إلى المشهد السياسي الحالي في المنطقة من الأزمة الخليجية، وعلاقة بلاده بالدوحة، وإشادته بالدور السعودي وانتقاده لسياسة بلاده مع السعودية، وهذه التصريحات أعتبرها شخصياً نادرة بحدوثها خاصة من دبلوماسي وسفير سابق كان يمثل النظام الإيراني. السفير ملائك أوضح أن حجم التبادل التجاري ارتفع بين بلاده والدوحة منذ مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة للإرهاب الأخيرة في يونيو الماضي، حيث ارتفعت الصادرات الإيرانية إلى قطر لتسجل 60 مليون دولار منذ المقاطعة الخليجية لهذا البلد، ليصل حجم التبادل التجاري في الأشهر الستة الأخيرة إلى 180 مليون دولار، بعدما كان 120 مليون دولار في العام الماضي.
ولكنه أكد أن هذا الارتفاع في حجم الصادرات لا يصل لمستوى الخسائر التي تكبدتها إيران جراء سياسة قطر في سوريا والعراق، حتى لو وصل المبلغ إلى 200 مليون دولار، وبالتالي، نستنتج من هذا الحديث للسفير ملائك، أن إيران لن ترضى عن قطر مهما بلغ حجم التقارب التجاري، ومهما دفعت الدوحة لطهران، فنظام هذه الأخيرة لن ينسى «خسائره» في سوريا والعراق جراء سياسة الدوحة في هذين البلدين، لذلك الدوحة إن أرادت الاستمرار في علاقاتها مع طهران فعليها أن تزيد من «فاتورتها» إلى أن ترضى عنها إيران، وذلك «تعويضاً» عن تلك الخسائر، وبالمناسبة إيران لن يرضيها شيء خاصة مع العرب إلا خضوعهم وخنوعهم لها، والاستسلام لأطماعها، واستلام زمام أمورهم، فهل النظام القطري يرضى بذلك؟
ليس هذا فحسب، بل إن هذا السفير ملائك ذهب إلى أبعد من ذلك، عندما أكد أن وقوف إيران مع قطر هدفه التغلغل إلى دول الخليج، من خلال إيجاد موطئ قدم لها عن طريق الدوحة، وهذا ما سبق وأن حذرت منه دول الخليج العربي النظام القطري الذي يكابر ويعاند بل ووصل به الأمر إلى أن وصف إيران بـ«الشريفة»، وها هي نوايا إيران التي لا تخفى على الجميع تظهر بشكل علني بعد هذه التصريحات لهذا السفير السابق الذي طالب نظام بلاده بفتح حوار مع السعودية، بدلاً من وقوفه مع نظيره القطري الذي وصف هذا الوقوف بـ«غير المنطقي».
مشكلة النظام في قطر أن ردود أفعاله متهورة وغير مدروسة ولا تتصف ببعد النظر والحكمة، وهذا ليس وليد المقاطعة بل هي عادة هذا النظام منذ القدم منذ أزمة حوار في منتصف الثمانينات، وأزمة احتلال الكويت، وخلافاته مع السعودية وما يتعلق بالحدود البرية، وغيرها مما لا يسع المجال لذكره هنا، وها هو يكرر نفس الأخطاء وبنفس التهور وربما أشد عندما يلقي بنفسه في تهلكة النظام الإيراني، ويرتمي في حضن طهران، الذي يعلم هو ونعلم نحن ما هي حجم الأطماع الإيرانية في منطقتنا الخليجية، وهوسه الكبير في السيطرة عليها، وإحياء زمن «كسرى» الذي لن يعود، وإذا كانت بعض الدول الخليجية تعاني من وجود طابور خامس تابع لإيران، فإن قطر لم يكن لديها مثل هذا الطابور من قبل، ولكن في هذا الوقت فإيران لا تحتاجه لأنها موجودة «رسمياً» في قلب الدوحة منذ بداية الأزمة الخليجية من خلال حرسها الثوري الذي جلبه النظام القطري لحمايته.
على قطر أن تدرك ما هي مقبلة عليه، فإيران لن تجلب لها إلا الدمار، ونظامها لا يحشر أنفه في دولة إلا جلب البؤس لها ولشعبها، والأمثلة أمامنا موجودة في العراق واليمن ولبنان وسوريا، فما بالكم إن وجهت «الدعوة الرسمية» لإيران بحشر أنفها في قطر، فكيف سيكون حال شعبها الذي بالتأكيد لا نرضى له الشقاء؟!
{{ article.visit_count }}
الحديث هنا عن السفير حسين ملائك الذي أجرى موقع «خبر أونلاين» الإيراني حواراً معه مؤخراً، تطرق من خلاله إلى المشهد السياسي الحالي في المنطقة من الأزمة الخليجية، وعلاقة بلاده بالدوحة، وإشادته بالدور السعودي وانتقاده لسياسة بلاده مع السعودية، وهذه التصريحات أعتبرها شخصياً نادرة بحدوثها خاصة من دبلوماسي وسفير سابق كان يمثل النظام الإيراني. السفير ملائك أوضح أن حجم التبادل التجاري ارتفع بين بلاده والدوحة منذ مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة للإرهاب الأخيرة في يونيو الماضي، حيث ارتفعت الصادرات الإيرانية إلى قطر لتسجل 60 مليون دولار منذ المقاطعة الخليجية لهذا البلد، ليصل حجم التبادل التجاري في الأشهر الستة الأخيرة إلى 180 مليون دولار، بعدما كان 120 مليون دولار في العام الماضي.
ولكنه أكد أن هذا الارتفاع في حجم الصادرات لا يصل لمستوى الخسائر التي تكبدتها إيران جراء سياسة قطر في سوريا والعراق، حتى لو وصل المبلغ إلى 200 مليون دولار، وبالتالي، نستنتج من هذا الحديث للسفير ملائك، أن إيران لن ترضى عن قطر مهما بلغ حجم التقارب التجاري، ومهما دفعت الدوحة لطهران، فنظام هذه الأخيرة لن ينسى «خسائره» في سوريا والعراق جراء سياسة الدوحة في هذين البلدين، لذلك الدوحة إن أرادت الاستمرار في علاقاتها مع طهران فعليها أن تزيد من «فاتورتها» إلى أن ترضى عنها إيران، وذلك «تعويضاً» عن تلك الخسائر، وبالمناسبة إيران لن يرضيها شيء خاصة مع العرب إلا خضوعهم وخنوعهم لها، والاستسلام لأطماعها، واستلام زمام أمورهم، فهل النظام القطري يرضى بذلك؟
ليس هذا فحسب، بل إن هذا السفير ملائك ذهب إلى أبعد من ذلك، عندما أكد أن وقوف إيران مع قطر هدفه التغلغل إلى دول الخليج، من خلال إيجاد موطئ قدم لها عن طريق الدوحة، وهذا ما سبق وأن حذرت منه دول الخليج العربي النظام القطري الذي يكابر ويعاند بل ووصل به الأمر إلى أن وصف إيران بـ«الشريفة»، وها هي نوايا إيران التي لا تخفى على الجميع تظهر بشكل علني بعد هذه التصريحات لهذا السفير السابق الذي طالب نظام بلاده بفتح حوار مع السعودية، بدلاً من وقوفه مع نظيره القطري الذي وصف هذا الوقوف بـ«غير المنطقي».
مشكلة النظام في قطر أن ردود أفعاله متهورة وغير مدروسة ولا تتصف ببعد النظر والحكمة، وهذا ليس وليد المقاطعة بل هي عادة هذا النظام منذ القدم منذ أزمة حوار في منتصف الثمانينات، وأزمة احتلال الكويت، وخلافاته مع السعودية وما يتعلق بالحدود البرية، وغيرها مما لا يسع المجال لذكره هنا، وها هو يكرر نفس الأخطاء وبنفس التهور وربما أشد عندما يلقي بنفسه في تهلكة النظام الإيراني، ويرتمي في حضن طهران، الذي يعلم هو ونعلم نحن ما هي حجم الأطماع الإيرانية في منطقتنا الخليجية، وهوسه الكبير في السيطرة عليها، وإحياء زمن «كسرى» الذي لن يعود، وإذا كانت بعض الدول الخليجية تعاني من وجود طابور خامس تابع لإيران، فإن قطر لم يكن لديها مثل هذا الطابور من قبل، ولكن في هذا الوقت فإيران لا تحتاجه لأنها موجودة «رسمياً» في قلب الدوحة منذ بداية الأزمة الخليجية من خلال حرسها الثوري الذي جلبه النظام القطري لحمايته.
على قطر أن تدرك ما هي مقبلة عليه، فإيران لن تجلب لها إلا الدمار، ونظامها لا يحشر أنفه في دولة إلا جلب البؤس لها ولشعبها، والأمثلة أمامنا موجودة في العراق واليمن ولبنان وسوريا، فما بالكم إن وجهت «الدعوة الرسمية» لإيران بحشر أنفها في قطر، فكيف سيكون حال شعبها الذي بالتأكيد لا نرضى له الشقاء؟!