في الخلافات الخليجية السابقة كان شرطي الوقار والموضوعية خطين لا تنازل عنهما، وقد يقول البعض أن لكل خلاف ظروفه، وفي ذلك حق. لكن من سوء طالعنا أن الخليجيين قد اختلفوا دون أن يعوا أنهم اختاروا لألفية الجديدة المسماة بقرن الحروب الإلكترونية. لقد جند طرفا الأزمة المخترقين والمغردين والمتفرغين لرصد ما يكتب. والتقسيمات متشعبة ومتشابهة ومتداخلة ومن الممكن أن يكون هناك شخص واحد يقوم بأكثر من عمل ويندرج تحت أكثر من تصنيف. ولكون قابلية الاختراق في الخليج عالية فقط نشط الهاكرز في الأزمة، فمن الهاكر الأسود المفسد Black Hat Hacker إلى المتجسس Spy Hacker لجمع معلومات أو إتلافها. وكيف لا ينشطون والانتخابات الأمريكية نفسها اختُرقت وحدث تلاعب في البيانات، لذا اخترق القراصنة وكالات الأنباء والبريد الإلكتروني والقنوات التلفزيونية الخليجية وتم نشر وثائق تحريض وبيانات تأجيج. أما مغردو الأزمة فقد قاموا بنشر الشائعات وإعادة تغريدها وترويجها، يحيطونها دوماً بلغة سوقية بلهجة محلية حادة، وأحياناً تكون فصحى مبتذلة في الهجوم وطرح الآراء حول تغريدات الخصم، وظهر لديهم إفراط في استخدام روابط خارجية قبيحة في تغريداتهم ووسوم عديدة لنشر سمومهم على نطاق أوسع، كما ويحرص مغرد الأزمة على أن يعبر عن رأيه بغضب فكل ما سيكتبه سيكون تحت متابعة من يدفع له، لذا يلجأ لشراء أعداد متابعين وهمية، مادام المعيار هو التسابق لنيل أكبر عدد من المتابعين، بل وتفريغ سرية أخرى للكتابة بحسابات وهمية ويمكن وصفهم براحة ضمير بالمغردين المرتزقة، كما يضم الجيش الإلكتروني نوعاً ثالثاً متفرغين لرصد ما يكتب وإعداد إحصائيات يومية لحرب القوائم السوداء عبر تتبع مصدر كل تغريدة أو مشاركة، حيث لا تخلو سرية العار هذه من تصفية حسابات سابقة للأزمة الخليجية نفسها.
* بالعجمي الفصيح:
كان معظم المقاتلين العرب القادمين إلى جبهات القتال في أفغانستان مطلع الثمانينات يفتقرون إلى الخبرة وبعضهم يلمس السلاح لأول مرة، فشعروا بالصغر مقارنة بالأفغان والسوفيت، ثم انتهت الحرب دون أن يكملوا النقص في وجدانهم التعبوي. ولتكملة ذلك النقص، ولعدم توفر «معزب» بنفس الكرم سيعود منتسبو الجيوش الإلكترونية بعد الأزمة الخليجية لمهاجمة بلدانهم نفسها، حيث لن يبقى إلا ظهور «بن لادن الإلكتروني» لتأسيس الجبهة العالمية للجهاد السيبيري للهجوم أولاً على أهداف خليجية، لينجم عنها لاحقاً ما يسمى بالحرب على الإرهاب الإلكتروني الخليجي.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
* بالعجمي الفصيح:
كان معظم المقاتلين العرب القادمين إلى جبهات القتال في أفغانستان مطلع الثمانينات يفتقرون إلى الخبرة وبعضهم يلمس السلاح لأول مرة، فشعروا بالصغر مقارنة بالأفغان والسوفيت، ثم انتهت الحرب دون أن يكملوا النقص في وجدانهم التعبوي. ولتكملة ذلك النقص، ولعدم توفر «معزب» بنفس الكرم سيعود منتسبو الجيوش الإلكترونية بعد الأزمة الخليجية لمهاجمة بلدانهم نفسها، حيث لن يبقى إلا ظهور «بن لادن الإلكتروني» لتأسيس الجبهة العالمية للجهاد السيبيري للهجوم أولاً على أهداف خليجية، لينجم عنها لاحقاً ما يسمى بالحرب على الإرهاب الإلكتروني الخليجي.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج