دفعاً لشبهة القرب من إيران وتسويقاً لقدراتهم قبل النفس الأخير أسالت «داعش» في يونيو 2017 الدماء على قبر آية الله الخميني، ومجلس الشورى، فما كان من الحرس الثوري إلا اتهام الخليج بتصدير ذلك العمل، فاستبشر المرجفون بقيام الحرب. وقبل أيام أدان البيت الأبيض الهجمات الصاروخية الحوثية على السعودية، لكون هذه الأنظمة الصاروخية لم تكن موجودة في اليمن قبل الصراع، بل إيرانية من طراز «قيام»، وقد يقرأ ذلك بأنه دعم أمريكي للرياض للدخول في صراع مسلح مع طهران. لكن من يعرف آلية صنع القرار السعودي يعرف أنها لا تنقاد لتحريض واشنطن، كما يدعم ذلك تصريح للأمير محمد بن سلمان من أن السعودية تحتفظ بحق الرد على إيران بالشكل والوقت المناسبين. فما قابلية الصدام المباشر بين الخليج وإيران؟
- صحيح أن إيران تفضل طموحاتها الإقليمية أكثر من رفاهية شعبها، لكن النظام يرغب في الاستفادة من جميع مزايا رفع العقوبات. وخير مؤكد لذلك فوز روحاني مرتين تحت شعار «سياسة الانفتاح» مع العالم. ورغم وجود قوى عابرة للسلطات، إلا أن الدستوري الإيراني يحد من صلاحيات السلطات فيما يتعلق بشن حرب، كما أن روحاني وهو صاحب أقرب سلطة لاتخاذ ذلك القرار ليس صاحب مزاج مقاتل، بل أقرب لمزاج امتصاص الضربات. فالحرب قد تعري النظام أمام شعب يعاني في وقت السلم، ومازال يلعق جراح الحرب العراقية الإيرانية.
- تعاني دول مجلس التعاون من ارتباك سياسي جراء الهزة العنيفة التي أحدثتها الأزمة الخليجية، كما لا تمتلك دول الخليج عسكرياً قدرة الحرب على جبهتين، وقد أظهرت حرب اليمن تقاعس دول عربية كثيرة عن الزج بقواتها لنصرة الشرعية اليمنية لتطبيق المبادرة الخليجية، مما يجعل خيار المواجهات المباشرة مع إيران أقل قابلية. أما على المستوى الدولي فيقلق صانع القرار السياسي الخليجي تكرر سيناريو «إيران-غيت»، فلعاب الأوروبيين مازال يسيل طمعاً في حصاد عقود «الاتفاق النووي 5+1» الاقتصادية مع طهران، والدعم الغربي لدول الخليج لو حدث فلن يخلو من الثغرات التي سيتسلل منها تجار الحرب من الحلفاء الغربيين أنفسهم لتزويد إيران بالعتاد كسيناريو»إيران –غيت». كما ستعاني دول الخليج من مجابهة المكملات الاستراتيجية والهياكل العسكرية والميليشيات التي تتبع إيران أكثر من مواجهة إيران نفسها.
* بالعجمي الفصيح:
لكثرة تكرار محلل خليجي منفعل لمفردات ترامب التي تشيطن إيران، متكئ على تمني «كيسنجر» أن «الحرب العالمية الثالثة على الأبواب وإيران ستكون هي ضربة البداية»، صارت الحرب على الأبواب في خيالهم وفي ذهن بعض العامة جراء هذا الشحن. لكن في تقديرنا أن ممارسة طرفي الأزمة للتصعيد على مدى 35 عاماً قد حول المماحكات الإيرانية الخليجية إلى أمر واقع وجزء من المشهد الإقليمي، وقابلية الصدام ليست عالية للأسباب الإيرانية والخليجية، بل حتى الأمريكية، والدنيا سهود ومهود.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
- صحيح أن إيران تفضل طموحاتها الإقليمية أكثر من رفاهية شعبها، لكن النظام يرغب في الاستفادة من جميع مزايا رفع العقوبات. وخير مؤكد لذلك فوز روحاني مرتين تحت شعار «سياسة الانفتاح» مع العالم. ورغم وجود قوى عابرة للسلطات، إلا أن الدستوري الإيراني يحد من صلاحيات السلطات فيما يتعلق بشن حرب، كما أن روحاني وهو صاحب أقرب سلطة لاتخاذ ذلك القرار ليس صاحب مزاج مقاتل، بل أقرب لمزاج امتصاص الضربات. فالحرب قد تعري النظام أمام شعب يعاني في وقت السلم، ومازال يلعق جراح الحرب العراقية الإيرانية.
- تعاني دول مجلس التعاون من ارتباك سياسي جراء الهزة العنيفة التي أحدثتها الأزمة الخليجية، كما لا تمتلك دول الخليج عسكرياً قدرة الحرب على جبهتين، وقد أظهرت حرب اليمن تقاعس دول عربية كثيرة عن الزج بقواتها لنصرة الشرعية اليمنية لتطبيق المبادرة الخليجية، مما يجعل خيار المواجهات المباشرة مع إيران أقل قابلية. أما على المستوى الدولي فيقلق صانع القرار السياسي الخليجي تكرر سيناريو «إيران-غيت»، فلعاب الأوروبيين مازال يسيل طمعاً في حصاد عقود «الاتفاق النووي 5+1» الاقتصادية مع طهران، والدعم الغربي لدول الخليج لو حدث فلن يخلو من الثغرات التي سيتسلل منها تجار الحرب من الحلفاء الغربيين أنفسهم لتزويد إيران بالعتاد كسيناريو»إيران –غيت». كما ستعاني دول الخليج من مجابهة المكملات الاستراتيجية والهياكل العسكرية والميليشيات التي تتبع إيران أكثر من مواجهة إيران نفسها.
* بالعجمي الفصيح:
لكثرة تكرار محلل خليجي منفعل لمفردات ترامب التي تشيطن إيران، متكئ على تمني «كيسنجر» أن «الحرب العالمية الثالثة على الأبواب وإيران ستكون هي ضربة البداية»، صارت الحرب على الأبواب في خيالهم وفي ذهن بعض العامة جراء هذا الشحن. لكن في تقديرنا أن ممارسة طرفي الأزمة للتصعيد على مدى 35 عاماً قد حول المماحكات الإيرانية الخليجية إلى أمر واقع وجزء من المشهد الإقليمي، وقابلية الصدام ليست عالية للأسباب الإيرانية والخليجية، بل حتى الأمريكية، والدنيا سهود ومهود.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج