إيقاع الأحداث من حولنا بات سريعاً وصادماً.. ما بين زلزال يضرب الحدود العراقية الإيرانية وكأن الكرة الأرضية ملت من جرائم إيران في العراق فقررت فك ارتباط العراق العربي بإيران الصفوية الإرهابية والانفصال عنها جغرافياً طالما لم يفلح العرب في فصلها عنها سياسياً وأمنياً!وما بين صاروخ حوثي إرهابي يود استهداف عاصمة السعودية الرياض بعد إعلان رئيس وزراء لبنان سعد الحريري استقالته من دولة أخذ «حزب الله» الإرهابي ينخر في أساسها وعماد بيتها ويشوه واجهتها العربية أمام العالم، ومن ثم تحرك إرهابي سريع لحرق أنابيب النفط في البحرين عل وعسى ينجحون في إشاعة نوع من الفوضى الأمنية وتوجيه الأنظار والاهتمام نحو البحرين بدلاً من لبنان.هناك أيضاً التحرك نحو عقد اجتماع طارئ يوم الأحد المقبل لوزراء خارجية الدول العربية بناء على طلب المملكة العربية السعودية لبحث انتهاكات إيران في المنطقة العربية وما تعرضت له السعودية من إرهاب حوثي المظهر إيراني الجوهر إلى جانب العمل الإرهابي التخريبي في مملكة البحرين بالإضافة إلى ما تقوم به إيران في المنطقة العربية من إجرام ليس في المنطقة العربية فحسب بل في العالم بأسره، كل هذه المتغيرات والأحداث الإقليمية السريعة الإيقاع من حولنا تنذر بأن المنطقة على حافة حرب -لا سمح الله- وأن مسلسل الحزم الذي طال اليمن قد يطول لبنان فيتبادر إلينا إعلان عاصفة الحزم على «حزب الله» الإرهابي بشرط ألا تكون العاصفة عربية الشأن هذه المرة إنما تأتي على قالب تحالف دولي للقضاء على «حزب الله» الإرهابي.السعودية عموماً لم تعلن بصراحة عن نية إطلاق «عاصفة حزم» على «حزب الله» الإرهابي حتى يومنا هذا رغم أن وزير خارجية السعودية عادل الجبير قد وجه كلاماً شديد اللهجة وهو يصرح لإحدى القنوات الأمريكية مؤخراً وقد لمح إلى أن مسألة الحرب على «حزب الله» الإرهابي قضية دولية لا عربية ونقتطف من كلماته «نحن نقول على العالم أن يتأكد أننا صنفنا «حزب الله» منظمة إرهابية، وعلى العالم اتخاذ إجراءات ضد هذا الحزب للحد من أنشطته، وصدهم في أي مكان يتحركون فيه، الشعب اللبناني يخضع لسيطرة الحزب، وعلينا أن نجد وسيلة لمساعدة الشعب اللبناني على الخروج من قبضة الحزب».وعندما نأتي إلى مسألة حرق أنابيب النفط في البحرين لإشاعة الفوضى الأمنية فإننا نجد أن الهدف هو إيصال رسالة مفادها أن ذراع «حزب الله» اللبناني في البحرين موجود وأن الخلايا النائمة من الممكن أن تتحرك في حال محاولة ضرب الخلية الأم في لبنان، وهو أمر واضح لمن يتابع تفاصيل حراك الإرهاب الإيراني في المنطقة ويعود إلى تاريخ استهداف أنابيب وحقول وخزانات النفط في المنطقة العربية ككل!الحريري عندما علق على صاروخ الحوثيين للرياض ذكر أن هناك فريقاً لبنانياً يعمل في اليمن و»حزب الله» اللبناني أراد أن يوصل رسالة للرياض والحريري أن هناك فريقاً لبنانياً يعمل في البحرين أيضاً!إذن هذا يوصل رسالة مفادها أن مملكة البحرين ستكون مستهدفة أمنياً وعلى موعد لإعلان حالة الطوارئ كما حصل في أزمة البحرين الأمنية 2011 في حال التحرك نحو «حزب الله» الإرهابي في لبنان مثلما تم استهداف جنوب المملكة العربية السعودية بالصواريخ عندما تم التحرك للقضاء على ذراع إيران في اليمن «الحوثيين».تاريخ المنطقة العربية بالعموم يشهد أن أي دولة تحاول ضرب دولة أخرى أمنياً واقتصادياً وإضعافها بالصراعات فغالباً ما يكون وجه ذلك هو استهداف أنابيب وحقول النفط وحرقها أو الاستيلاء عليها بالكامل، ففي حرب الكويت على سبيل المثال وعندما اقتربت ساعة تحرير الكويت من العدوان العراقي الغاشم تم استهداف وحرق آبار النفط، تلك الجريمة الكبيرة التي سببت خسائر اقتصادية وبيئية كارثية وأربكت منطقة الخليج العربي ككل، حيث تم حرق الآبار في مارس 1991 ولم يتم الانتهاء من هذه الكارثة إلا في نوفمبر 1991 حيث تم إطفاء آخر بئر نفط، وعلى ما يبدو أن أذرع «حزب الله» اللبناني في البحرين أرادوا تكرار السيناريو وهم يجدون مشروع تأسيس دولة إرهابية داخل الدولة الأم «البحرين» يتلاشى وتكرار التجربة اللبنانية في البحرين قد بدأ يهدم بالكامل لإشغال البحرين ومعها دول الخليج العربي بموضوع أنابيب النفط كما انشغلت الكويت بعد تحريرها من العراق!وللحديث بقية..