نستكمل في الجزء الثاني من المقال حديثنا عما قدمه الخبير السياحي ورئيس هيئة تنشيط السياحة السابق بجمهورية مصر العربية سيد موسى خلال جلسة «السياحة مكون من مكونات القوى الناعمة ضمن بند صناعة السياحة «خصائص ومقومات»»، ضمن جلسات المؤتمر الدولي الذي نظمته مشكورة جامعة فاروس في الإسكندرية بجمهورية مصر الشقيقة مؤخراً تحت عنوان «ريادة الأعمال في صناعة السياحة والضيافة والتراث في مصر - رؤية مستقبلية للتنمية المستدامة «.
سيد موسى لفت خلال الجلسة التي قدمها إلى مسألة في غاية الأهمية فيما يخص قطاعات السياحة في دولنا العربية حينما قال: «السياحة في مصر تحتاج إلى النهوض من خلال استهداف السوق السياحي الخارجي وليس انتظار السائح حتى يزورنا وكأن رقبتنا معلقة به، ثم لماذا لا نهتم بمسألة تعزيز السياحة الداخلية كما نهتم مع السائح الأجنبي؟ هناك أيضاً مسألة «لايف ستايل» أي نمط حياة الشعب المصري، فالأسرة المصرية أولويات الإنفاق لديها التعليم والسكن ومصطلح الفسحة والسياحة مصطلح ليس مفهوماً لديهم رغم أن عوائد الهواتف المحمولة في مصر تقدر بـ60 مليار جنيه والدروس الخصوصية تبلغ 40 مليار جنيه أي إن هناك 100 مليار جنيه تعتبر من تكاليف دخل الأسرة المصرية ضائعة في الكلام بدلاً من أن تتجه نحو السياحة! لا بد أن تكون السياحة جزءاً من «لايف ستايل « نمط حياة العائلة المصرية وكذلك العربية، ولا بد أن تتغير أوجه الإنفاق سنوياً فنحن نبخل على السائح الداخلي ونعتقد أنه جاء ليفسد المنشأة السياحية، بدلاً من أن نهتم به ونهتم باستقطابه وجذبه لنا.. للأسف لدينا هواية جلد الذات وأن نرى أنفسنا وكأننا خارج نطاق البشر، رغم أن السياحة الداخلية في وقت من الأوقات تفوقت على دخلنا من السياحة الخارجية، لذا لا بد أن نهتم بمسألة تعديل مستوى الدخول وأن يتغير مستوانا الثقافي.
سيد موسى عندما لفت إلى مسألة التعامل مع المواطن السائح والتي يجب أن تكون مثل التعامل مع السائح الأجنبي فهو هنا يشير إلى أهمية اهتمام القائمين على قطاعات السياحة بدولنا والتركيز على تعزيز السياحة العائلية الداخلية، وهذا ما تحتاج إليه اليوم الدول العربية ككل أمام محاولات الخلايا الإرهابية هدم أوجه التنمية والاقتصاد فيها، وهذا يأتي أولاً من تغيير نمط حياة الشعب نفسه بحيث يكون جزءاً من نمط الحياة يتجه نحو الاهتمام بـ«الفسحة» والترفيه العائلي الداخلي فلدينا من المقومات الجغرافية والثقافية على سبيل المثال في عدد من الدول العربية ما يتفوق من ناحية الجمال والجو الخلاب على بعض الدول الأوروبية وبدلاً من أن يتجه جزء من مدخول الأسرة العربية نحو السياحة الخارجية لا بد من توجيهه نحو المنشآت السياحية في دولنا، أقله أن يتجه السائح الخليجي والعربي إلى بلد عربي بدلاً من بلد أجنبي!
لذا الحاجة تفرض نفسها اليوم إلى إيجاد تنسيق مشترك بين قطاعات السياحة في دولنا العربية أمام ما تتعرض له من حملات ممنهجة تستهدف ضرب سياحة واقتصاد الدول بالأخص مصر الشقيقة فزيادة العمليات الإرهابية في مصر مؤخراً وفي هذا الوقت من السنة تحديداً والذي تنشط فيه عادة سياحة مصر يأتي على أمل تكرار سيناريو الربيع العربي المدمر وإعادة مشاهد الفوضى الأمنية بين الشعب المصري الشقيق.
وإن كانت هناك نية جادة في اقتحام الأسواق السياحية الخارجية واستهدافها فهذا لا يأتي عن طريق تكرار ونسخ المنتجات الوفيرة فيها إنما من خلال ابتكار منتجات سياحية مميزة وجديدة على الأسواق تعود للبلد المصدر نفسه والسائح الأجنبي مهما كرر زيارته لدولنا، فهو بالتأكيد لن ينفق مثلما ينفق المواطن السائح مع عائلته شهرياً إن استطعنا النجاح في تعزيز السياحة الداخلية لدى المواطنين بحيث يتجه جزء من المدخول الشهري نحو الإنفاق الداخلي للسياحة، لذا فتغيير وجهة التركيز باستقطاب السياح المواطنين بدلاً من السياح الأجانب هو ما نحتاج إلى العمل عليه اليوم.
كما إن هناك حاجة إلى تعزيز مفهوم المواطن السائح وجذبه عن طريق تقديم العديد من المزايا السياحية له من قبل المنشآت والشركات السياحية التي محال أن يحصل عليها خارج بلده، فهذا الأمر من شأنه إنعاش السوق السياحي والاقتصادي داخل البلد بدلاً من أن يتجه إنفاقه إلى السوق السياحي والاقتصادي لدولة أخرى، وهناك أيضاً مسألة التركيز على منتجات سياحية تعود إلى ثقافة الوطن نفسه عوضاً عن أن تكون سياحة الأسواق لدينا سياحة مقتبسه من الأسواق العالمية، بحيث تضم المنتجات والسلع التي تعود لمحلات تجارية معروفة وذات علامة تجارية متوافرة في كل دول العالم، فالمنتج السياحي عندما يكون متشابهاً في كل دولة بالأخص في المجمعات التجارية فهذا يعني خسارة السائح الذي يهتم بسياحة الأسواق والمجمعات التجارية التي تقدم منتجات تعود إلى ثقافة البلد وما يشتهر به.. ألم يقل الخبير السياحي أ. محمد موسى: «السياحة عبارة عن مجموعة ذكريات ولا بد أن نرسخ لدى السائح ذكرى حلوة»؟
{{ article.visit_count }}
سيد موسى لفت خلال الجلسة التي قدمها إلى مسألة في غاية الأهمية فيما يخص قطاعات السياحة في دولنا العربية حينما قال: «السياحة في مصر تحتاج إلى النهوض من خلال استهداف السوق السياحي الخارجي وليس انتظار السائح حتى يزورنا وكأن رقبتنا معلقة به، ثم لماذا لا نهتم بمسألة تعزيز السياحة الداخلية كما نهتم مع السائح الأجنبي؟ هناك أيضاً مسألة «لايف ستايل» أي نمط حياة الشعب المصري، فالأسرة المصرية أولويات الإنفاق لديها التعليم والسكن ومصطلح الفسحة والسياحة مصطلح ليس مفهوماً لديهم رغم أن عوائد الهواتف المحمولة في مصر تقدر بـ60 مليار جنيه والدروس الخصوصية تبلغ 40 مليار جنيه أي إن هناك 100 مليار جنيه تعتبر من تكاليف دخل الأسرة المصرية ضائعة في الكلام بدلاً من أن تتجه نحو السياحة! لا بد أن تكون السياحة جزءاً من «لايف ستايل « نمط حياة العائلة المصرية وكذلك العربية، ولا بد أن تتغير أوجه الإنفاق سنوياً فنحن نبخل على السائح الداخلي ونعتقد أنه جاء ليفسد المنشأة السياحية، بدلاً من أن نهتم به ونهتم باستقطابه وجذبه لنا.. للأسف لدينا هواية جلد الذات وأن نرى أنفسنا وكأننا خارج نطاق البشر، رغم أن السياحة الداخلية في وقت من الأوقات تفوقت على دخلنا من السياحة الخارجية، لذا لا بد أن نهتم بمسألة تعديل مستوى الدخول وأن يتغير مستوانا الثقافي.
سيد موسى عندما لفت إلى مسألة التعامل مع المواطن السائح والتي يجب أن تكون مثل التعامل مع السائح الأجنبي فهو هنا يشير إلى أهمية اهتمام القائمين على قطاعات السياحة بدولنا والتركيز على تعزيز السياحة العائلية الداخلية، وهذا ما تحتاج إليه اليوم الدول العربية ككل أمام محاولات الخلايا الإرهابية هدم أوجه التنمية والاقتصاد فيها، وهذا يأتي أولاً من تغيير نمط حياة الشعب نفسه بحيث يكون جزءاً من نمط الحياة يتجه نحو الاهتمام بـ«الفسحة» والترفيه العائلي الداخلي فلدينا من المقومات الجغرافية والثقافية على سبيل المثال في عدد من الدول العربية ما يتفوق من ناحية الجمال والجو الخلاب على بعض الدول الأوروبية وبدلاً من أن يتجه جزء من مدخول الأسرة العربية نحو السياحة الخارجية لا بد من توجيهه نحو المنشآت السياحية في دولنا، أقله أن يتجه السائح الخليجي والعربي إلى بلد عربي بدلاً من بلد أجنبي!
لذا الحاجة تفرض نفسها اليوم إلى إيجاد تنسيق مشترك بين قطاعات السياحة في دولنا العربية أمام ما تتعرض له من حملات ممنهجة تستهدف ضرب سياحة واقتصاد الدول بالأخص مصر الشقيقة فزيادة العمليات الإرهابية في مصر مؤخراً وفي هذا الوقت من السنة تحديداً والذي تنشط فيه عادة سياحة مصر يأتي على أمل تكرار سيناريو الربيع العربي المدمر وإعادة مشاهد الفوضى الأمنية بين الشعب المصري الشقيق.
وإن كانت هناك نية جادة في اقتحام الأسواق السياحية الخارجية واستهدافها فهذا لا يأتي عن طريق تكرار ونسخ المنتجات الوفيرة فيها إنما من خلال ابتكار منتجات سياحية مميزة وجديدة على الأسواق تعود للبلد المصدر نفسه والسائح الأجنبي مهما كرر زيارته لدولنا، فهو بالتأكيد لن ينفق مثلما ينفق المواطن السائح مع عائلته شهرياً إن استطعنا النجاح في تعزيز السياحة الداخلية لدى المواطنين بحيث يتجه جزء من المدخول الشهري نحو الإنفاق الداخلي للسياحة، لذا فتغيير وجهة التركيز باستقطاب السياح المواطنين بدلاً من السياح الأجانب هو ما نحتاج إلى العمل عليه اليوم.
كما إن هناك حاجة إلى تعزيز مفهوم المواطن السائح وجذبه عن طريق تقديم العديد من المزايا السياحية له من قبل المنشآت والشركات السياحية التي محال أن يحصل عليها خارج بلده، فهذا الأمر من شأنه إنعاش السوق السياحي والاقتصادي داخل البلد بدلاً من أن يتجه إنفاقه إلى السوق السياحي والاقتصادي لدولة أخرى، وهناك أيضاً مسألة التركيز على منتجات سياحية تعود إلى ثقافة الوطن نفسه عوضاً عن أن تكون سياحة الأسواق لدينا سياحة مقتبسه من الأسواق العالمية، بحيث تضم المنتجات والسلع التي تعود لمحلات تجارية معروفة وذات علامة تجارية متوافرة في كل دول العالم، فالمنتج السياحي عندما يكون متشابهاً في كل دولة بالأخص في المجمعات التجارية فهذا يعني خسارة السائح الذي يهتم بسياحة الأسواق والمجمعات التجارية التي تقدم منتجات تعود إلى ثقافة البلد وما يشتهر به.. ألم يقل الخبير السياحي أ. محمد موسى: «السياحة عبارة عن مجموعة ذكريات ولا بد أن نرسخ لدى السائح ذكرى حلوة»؟