لم أستغرب كثيراً سلوك «سوريا الأسد» في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن أوضاع أقلية الروهينغا المسلمة، عندما اعترضت على مشروع قرار قدمته منظمة التعاون الإسلامي يطالب بورما بإنهاء حملتها العسكرية وتعيين مبعوث خاص بشأن الأزمة والسماح بدخول وعودة كافة اللاجئين ومنح حقوق المواطنة للأقلية المسلمة.
وقد حاز مشروع القرار الذي قدمته منظمة التعاون الإسلامي على موافقة 122 دولة وامتناع 24 دولة عن التصويت فيما اعترضت 10 دول على القرار، هي الصين وروسيا وكمبوديا ولاوس والفلبين وفيتنام وبيلاروسيا وزيمبابوي وبورما وسوريا. والملاحظ أن «سوريا الأسد والعروبة» كانت هي الدولة العربية والإسلامية الوحيدة بين الدول العشر التي رفضت القرار!
ويبدو أن نظام الأسد لم ولن يعبأ بنزوح مئات الآلاف من الأقلية المسلمة المضطهدة من ولاية راخين في بورما إلى بنغلادش وماليزيا وإندونيسيا وغيرها من الدول المجاورة هرباً من عمليات التطهير العرقي التي يمارسها جيش بورما ضدهم. ولم يبال الأسد بتحذير الأمم المتحدة من أن ربع الأطفال دون سن الخامسة من اللاجئين الروهينغا المسلمين الذين فروا من بورما إلى بنغلادش يعانون مستويات سوء تغذية باتت تمثل تهديداً لحياتهم، وأنهم لا يتلقون الحد الأدنى المقبول من الغذاء.
وليس غريباً على من قصف شعبه بالأسلحة الكيميائية وارتبك مجازر ومذابح ضد المدنيين، ودفع الملايين إلى النزوح داخل وخارج سوريا، ألا يهتم بأمر ضعفاء المسلمين، فيكون له موقف إنساني يسجله له التاريخ، وهو من قبل بكرسي الحكم على جثث مئات الآلاف من العرب والمسلمين!!
سيبقى الأسد رهينة لكل من إيران وروسيا، وليس أدل على ذلك من الموقف الأخير الذي تعرض له رئيس النظام السوري بداية الشهر الجاري خلال استقباله نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة حميميم السورية التي تضم قوات روسية، حينما ظهر عسكري روسي وهو يمد يده ليمنع الأسد من اللحاق ببوتين، قبل مغادرته سوريا في الزيارة القصيرة التي قام بها للمنطقة وشملت مصر وتركيا.
بل إن ما زاد من مرارة الأمر لدى مؤيدي الأسد أنه فشل في محاولة زيارة القاعدة العسكرية في حميميم، ولم يسمح له، بل سمح له فقط بالاطلاع على الجزء المدني منها، بعدما قسم الروس القاعدة إلى جزأين، عسكري ومدني، وفقاً لتقارير ووسائل إعلام غربية.
بين الموقفين – في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي قاعدة حميميم في سوريا - يظهر للجميع، كيف بدا الأسد، ضعيفاً ذليلاً، وكأنه مندوب لحكم موسكو في شبه دولة تابعة لروسيا، وكيف لا، والطيران الروسي وخبراؤه هم من حسموا معارك كثيرة لصالح نظام الأسد سواء ضد المعارضة المعتدلة، والجيش السوري الحر، أو ضد المتطرفين من «النصرة» و»داعش»، وغيرها من الحركات المتشددة.
* وقفة:
لعل أكثر ما يثير الحنق، أن يخرج علينا مؤيدي نظام دمشق، بعد كل هذا الذي يحدث، ليتحدثوا عن «أسد العروبة»، و«محور المقاومة والممانعة»، في بلد ضاق أهلها ذرعاً من التبعية للكرملين ونظام «ولاية الفقيه»، بعدما سيطروا على مقدرات البلاد والعباد، تحت غطاء الحرب ضد تنظيم الدولة «داعش»، والقضاء على الإرهابيين في سوريا!!
وقد حاز مشروع القرار الذي قدمته منظمة التعاون الإسلامي على موافقة 122 دولة وامتناع 24 دولة عن التصويت فيما اعترضت 10 دول على القرار، هي الصين وروسيا وكمبوديا ولاوس والفلبين وفيتنام وبيلاروسيا وزيمبابوي وبورما وسوريا. والملاحظ أن «سوريا الأسد والعروبة» كانت هي الدولة العربية والإسلامية الوحيدة بين الدول العشر التي رفضت القرار!
ويبدو أن نظام الأسد لم ولن يعبأ بنزوح مئات الآلاف من الأقلية المسلمة المضطهدة من ولاية راخين في بورما إلى بنغلادش وماليزيا وإندونيسيا وغيرها من الدول المجاورة هرباً من عمليات التطهير العرقي التي يمارسها جيش بورما ضدهم. ولم يبال الأسد بتحذير الأمم المتحدة من أن ربع الأطفال دون سن الخامسة من اللاجئين الروهينغا المسلمين الذين فروا من بورما إلى بنغلادش يعانون مستويات سوء تغذية باتت تمثل تهديداً لحياتهم، وأنهم لا يتلقون الحد الأدنى المقبول من الغذاء.
وليس غريباً على من قصف شعبه بالأسلحة الكيميائية وارتبك مجازر ومذابح ضد المدنيين، ودفع الملايين إلى النزوح داخل وخارج سوريا، ألا يهتم بأمر ضعفاء المسلمين، فيكون له موقف إنساني يسجله له التاريخ، وهو من قبل بكرسي الحكم على جثث مئات الآلاف من العرب والمسلمين!!
سيبقى الأسد رهينة لكل من إيران وروسيا، وليس أدل على ذلك من الموقف الأخير الذي تعرض له رئيس النظام السوري بداية الشهر الجاري خلال استقباله نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة حميميم السورية التي تضم قوات روسية، حينما ظهر عسكري روسي وهو يمد يده ليمنع الأسد من اللحاق ببوتين، قبل مغادرته سوريا في الزيارة القصيرة التي قام بها للمنطقة وشملت مصر وتركيا.
بل إن ما زاد من مرارة الأمر لدى مؤيدي الأسد أنه فشل في محاولة زيارة القاعدة العسكرية في حميميم، ولم يسمح له، بل سمح له فقط بالاطلاع على الجزء المدني منها، بعدما قسم الروس القاعدة إلى جزأين، عسكري ومدني، وفقاً لتقارير ووسائل إعلام غربية.
بين الموقفين – في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي قاعدة حميميم في سوريا - يظهر للجميع، كيف بدا الأسد، ضعيفاً ذليلاً، وكأنه مندوب لحكم موسكو في شبه دولة تابعة لروسيا، وكيف لا، والطيران الروسي وخبراؤه هم من حسموا معارك كثيرة لصالح نظام الأسد سواء ضد المعارضة المعتدلة، والجيش السوري الحر، أو ضد المتطرفين من «النصرة» و»داعش»، وغيرها من الحركات المتشددة.
* وقفة:
لعل أكثر ما يثير الحنق، أن يخرج علينا مؤيدي نظام دمشق، بعد كل هذا الذي يحدث، ليتحدثوا عن «أسد العروبة»، و«محور المقاومة والممانعة»، في بلد ضاق أهلها ذرعاً من التبعية للكرملين ونظام «ولاية الفقيه»، بعدما سيطروا على مقدرات البلاد والعباد، تحت غطاء الحرب ضد تنظيم الدولة «داعش»، والقضاء على الإرهابيين في سوريا!!