بعد مرور ستة أشهر على قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، وقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حينها أن قطر تدعم الإرهاب وتموله، رغم أن هذه التصريحات لم تعجب قيادات السياسة الخارجية الأمريكية حتى بدأت مسيرة الواسطات من قبل إدارة واشنطن غير أنها لم تأتِ ثمارها إلى يومنا هذا في إيجاد الحل.
التساؤل المطروح لدى الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، ماذا تريد أمريكا من الأزمة القطرية؟ الإجابة على ذلك تحتاج إلى مجلدات لحجم الأهداف والاستراتيجيات التي تقوم بها أمريكا في عملية المفاوضات وسياستها الخارجية المختلفة، فمهما تعدد الرؤساء، فأمريكا تريد من الأزمة القطرية الاستمرار حول التصعيد وليس التهدئة كما تظن الإدارة القطرية.
لو لاحظنا الدول المقاطعة ذهبت نحو تهدئة ترسانة الإعلام قليلاً والتركيز حول ملفات أكثر أهمية، فأمريكا كلما تصعد الدول المقاطعة لقطر تستنفر أجهزتها بوزارة الخارجية، وتبدأ الدبلوماسية المكوكية بالتحرك وهي تعلم جيداً أن مهما تعددت خبراتها التفاوضية، فالدول المقاطعة لها من الحنكة التي تجعلها بموقف القوة لما لها من صلابة في المواقف وتأثير على مجريات الأحداث.
قد كانت الضربة الأولى من الدول المقاطعة، لأمريكا، عندما بدأت بتجاهل وزير خارجيتها الذي بدأ كمفاوض نحو ضمان المصالح الأمريكية بألا تتضرر ولا ينحرف مشروعهم عن مساره في تقسيم منطقة الخليج العربي، إلا أنه صدم بصلابة المواقف ودراية الدول الثلاث خاصة بهذا المشروع بعين الواعي وعدم ترك المجال للواسطات الأمريكية في حل الخلاف من دون تنفيذ المطالب الـ13 التي من شأنها أن تقضي على أحلام أمريكا في مشروعها التقسيمي في الخليج.
الصدمة الثانية ولعلها موجعة، هي الرهان حول الخليج العربي من دون دولة قطر، فجاءت أمريكا في زيارتها إلى الدوحة والرياض والكويت فاتجهت نحو إيضاح الموقف الأمريكي من الأزمة الذي بدأ مؤيداً ومن ثم ذهب إلى أبعد من ذلك، حتى اتضحت رؤيته بشكل واضح بأن اللوبي الصهيوني هو من يدير السياسات الخارجية الأمريكية، فبدلاً من نقل قاعدة العديد حسب ما ألمح إلى ذلك من أمريكا وتحول ذلك الموقف إلى توثيق التعاون مع القوات التركية في الأراضي القطرية وإقامة تدريبات مشتركة، فوضعت الدول المقاطعة ذلك في الحسبان في عملية المفاوضات مع أمريكا، فهي تفاوض مع اللوبي الصهيوني وتعاونه مع أحزاب الشر «ولي الفقيه والإخوان المسلمين»، وليس مع ترامب، وبالتالي أيقنت أمريكا بأن أوراقها قد كشفت وبات عليها أن تلملم الأوراق مرة ثانية من أجل حفظ ماء الوجه، وبحركة مفاجئة ضغطت الدول المقاطعة بطرح ملف إيران وتجاوزاتها على الساحة الدولية، ورمت أمريكا بورقتها الأخيرة وهي إعلان القدس عاصمة إسرائيل لحماية هذا اللوبي من أن يهدم في المنطقة ويزول مخطط التقسيم.
أما الصدمة الثالثة وهي في طور الإعداد من قبل الدول المقاطعة، فهي تعمل حالياً على إنهاء تواجد الحوثيين باليمن وعزل التمويل القطري للجماعات المتطرفة في شمال أفريقيا وحزب الشيطان في لبنان ليتم جعل الصدمة لدى اللوبي الصهيوني أكثر وقعاً عندما يتم الإعلان رسمياً بإفشال المشروع التقسيمي للخليج العربي، وهذا الأمر سيكون مرهوناً بالدرجة الأولى في الإطاحة بإيران وفي نفس الوقت غلق المساعي التركية الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين عبر تمكين الأحزاب المعتدلة والفئات الصامتة في كلا البلدين بأن يكون لهم كلمة للمجتمع الدولي وفضح تلك السياسات وإحراج أنظمتهم الفاسدة بمجال السياسات الخارجية.
خلاصة الموضوع، أن أمريكا تريد من قطر أن تستمر على منهجها في دعم الإرهاب وتوثيق علاقاتها أكثر بإيران وتركيا قدر المستطاع حتى لا تفقد بوصلة مشروعها، والدول المقاطعة منتبهة إلى هذا الأمر جيداً، والعمل على إقصاء النظام القطري الحالي من الدوحة قد يكون صعباً لكن ليس مستحيلاً، عندما تكون المصالح الأمريكية في انهيار وإيران تغرق أكثر في الظلمات، لن يكون السبيل الوحيد حينها سوى التضحية بتميم ومن خلفه.
التساؤل المطروح لدى الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، ماذا تريد أمريكا من الأزمة القطرية؟ الإجابة على ذلك تحتاج إلى مجلدات لحجم الأهداف والاستراتيجيات التي تقوم بها أمريكا في عملية المفاوضات وسياستها الخارجية المختلفة، فمهما تعدد الرؤساء، فأمريكا تريد من الأزمة القطرية الاستمرار حول التصعيد وليس التهدئة كما تظن الإدارة القطرية.
لو لاحظنا الدول المقاطعة ذهبت نحو تهدئة ترسانة الإعلام قليلاً والتركيز حول ملفات أكثر أهمية، فأمريكا كلما تصعد الدول المقاطعة لقطر تستنفر أجهزتها بوزارة الخارجية، وتبدأ الدبلوماسية المكوكية بالتحرك وهي تعلم جيداً أن مهما تعددت خبراتها التفاوضية، فالدول المقاطعة لها من الحنكة التي تجعلها بموقف القوة لما لها من صلابة في المواقف وتأثير على مجريات الأحداث.
قد كانت الضربة الأولى من الدول المقاطعة، لأمريكا، عندما بدأت بتجاهل وزير خارجيتها الذي بدأ كمفاوض نحو ضمان المصالح الأمريكية بألا تتضرر ولا ينحرف مشروعهم عن مساره في تقسيم منطقة الخليج العربي، إلا أنه صدم بصلابة المواقف ودراية الدول الثلاث خاصة بهذا المشروع بعين الواعي وعدم ترك المجال للواسطات الأمريكية في حل الخلاف من دون تنفيذ المطالب الـ13 التي من شأنها أن تقضي على أحلام أمريكا في مشروعها التقسيمي في الخليج.
الصدمة الثانية ولعلها موجعة، هي الرهان حول الخليج العربي من دون دولة قطر، فجاءت أمريكا في زيارتها إلى الدوحة والرياض والكويت فاتجهت نحو إيضاح الموقف الأمريكي من الأزمة الذي بدأ مؤيداً ومن ثم ذهب إلى أبعد من ذلك، حتى اتضحت رؤيته بشكل واضح بأن اللوبي الصهيوني هو من يدير السياسات الخارجية الأمريكية، فبدلاً من نقل قاعدة العديد حسب ما ألمح إلى ذلك من أمريكا وتحول ذلك الموقف إلى توثيق التعاون مع القوات التركية في الأراضي القطرية وإقامة تدريبات مشتركة، فوضعت الدول المقاطعة ذلك في الحسبان في عملية المفاوضات مع أمريكا، فهي تفاوض مع اللوبي الصهيوني وتعاونه مع أحزاب الشر «ولي الفقيه والإخوان المسلمين»، وليس مع ترامب، وبالتالي أيقنت أمريكا بأن أوراقها قد كشفت وبات عليها أن تلملم الأوراق مرة ثانية من أجل حفظ ماء الوجه، وبحركة مفاجئة ضغطت الدول المقاطعة بطرح ملف إيران وتجاوزاتها على الساحة الدولية، ورمت أمريكا بورقتها الأخيرة وهي إعلان القدس عاصمة إسرائيل لحماية هذا اللوبي من أن يهدم في المنطقة ويزول مخطط التقسيم.
أما الصدمة الثالثة وهي في طور الإعداد من قبل الدول المقاطعة، فهي تعمل حالياً على إنهاء تواجد الحوثيين باليمن وعزل التمويل القطري للجماعات المتطرفة في شمال أفريقيا وحزب الشيطان في لبنان ليتم جعل الصدمة لدى اللوبي الصهيوني أكثر وقعاً عندما يتم الإعلان رسمياً بإفشال المشروع التقسيمي للخليج العربي، وهذا الأمر سيكون مرهوناً بالدرجة الأولى في الإطاحة بإيران وفي نفس الوقت غلق المساعي التركية الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين عبر تمكين الأحزاب المعتدلة والفئات الصامتة في كلا البلدين بأن يكون لهم كلمة للمجتمع الدولي وفضح تلك السياسات وإحراج أنظمتهم الفاسدة بمجال السياسات الخارجية.
خلاصة الموضوع، أن أمريكا تريد من قطر أن تستمر على منهجها في دعم الإرهاب وتوثيق علاقاتها أكثر بإيران وتركيا قدر المستطاع حتى لا تفقد بوصلة مشروعها، والدول المقاطعة منتبهة إلى هذا الأمر جيداً، والعمل على إقصاء النظام القطري الحالي من الدوحة قد يكون صعباً لكن ليس مستحيلاً، عندما تكون المصالح الأمريكية في انهيار وإيران تغرق أكثر في الظلمات، لن يكون السبيل الوحيد حينها سوى التضحية بتميم ومن خلفه.