منذ دراساتنا الأولى في الجغرافيا والتاريخ، تعلمنا كيف كان الموقع والخصائص الجغرافية لبلدان أو مناطق ما دافعاً رئيساً لتنافس الفواعل الإقليمية والدولية عليها، في سبيل نيل امتيازاتها وما تقدمه من هبات منشؤها موقع إستراتيجي أو مميزات جغرافية. ولطالما كانت منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط من المناطق المستهدفة في هذا السياق، الأمر الذي عني به علماء الجيوبوليتيك منذ أمد بعيد. ورغم تطور النظريات الجيوبوليتيكية في عصرنا الراهن، إلاَّ أن ثمة نظريات قديمة ما زال يعتد بها ويولي لها علماء الجيوبوليتيك أهمية خاصة ويعتبرونها مرجعاً قيماً، ومن بين تلك النظريات الهامة «نظرية القوى البحرية» لضابط البحرية والمؤرخ الأمريكي «ألفريد ماهان»، والتي تقوم على أن أول متطلبات اكتساب القوى العالمية تكمن في السيطرة على الطرق المائية والبحار، علاوةً على الممرات والمضايق الإستراتيجية. وهو الأمر الذي تسعى إيران لتحقيقه مؤخراً.
يقول «جيمس هولمز» المهتمّ بالأخبار الحربية والعسكرية: إن «السلطة التي تريد انتهاج سياسة خارجية مستقلة قوية يجب أن تحافظ على سلاح بحري قوي يتناسب مع أغراضها الوطنية» ولذلك اهتمت إيران ببناء قوتها البحرية ما حدا برئيس هيئة الأركان الإيرانية محمد باقري إلى التصريح بالقول: «تنازلنا عن قوتنا النووية ونحن نعوضها الآن ببناء قوة بحرية ستعطينا قيمة أكبر، أسطول عسكري في بحر عمان وأسطول آخر في المحيط الهندي، وبناء قواعد بحرية على سواحل أو جزر في كل من اليمن وسوريا، وتطوير قدرتنا الاستخباراتية العسكرية من خلال طائرات من دون طيار في امتداداتنا».
بإلقاء نظرة عن الحركة الإيرانية على الخريطة الجغرافية للمنطقة، نجد شمال إيران الذي يشرف على بحر قزوين وجنوبها الغربي على الخليج العربي وجنوبها الشرقي على خليج عمان المرتبط بدوره ببحر العرب، وبنت علاقات إستراتيجية مع دول جنوب إفريقيا المطلة على غرب البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وتسعى للسيطرة على المضيق من جانبه الشرقي أيضاً عبر اليمن، ولأنها تحظى بعلاقات مثمرة مع إسرائيل تكون قد أمنت شمال البحر الأحمر وكل من خليج العقبة وخليج السويس، إلى جانب الدور الإيراني في كل من سوريا ولبنان بما يمكنها من الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط. بهذا تكون إيران قد حققت أقصى مستوى ممكن من النفوذ البحري على هذا المستوى من الامتداد.
* اختلاج النبض:
لم تعد المسألة في تأمين الخليج العربي والبحر الأحمر وحسب، وإنما في الوصول إلى الدول المطلة على تلك الممرات المائية الهامة، وتأمينها من علاقات إستراتيجية ستلقي بعواصفها وشرورها على عموم المنطقة.
يقول «جيمس هولمز» المهتمّ بالأخبار الحربية والعسكرية: إن «السلطة التي تريد انتهاج سياسة خارجية مستقلة قوية يجب أن تحافظ على سلاح بحري قوي يتناسب مع أغراضها الوطنية» ولذلك اهتمت إيران ببناء قوتها البحرية ما حدا برئيس هيئة الأركان الإيرانية محمد باقري إلى التصريح بالقول: «تنازلنا عن قوتنا النووية ونحن نعوضها الآن ببناء قوة بحرية ستعطينا قيمة أكبر، أسطول عسكري في بحر عمان وأسطول آخر في المحيط الهندي، وبناء قواعد بحرية على سواحل أو جزر في كل من اليمن وسوريا، وتطوير قدرتنا الاستخباراتية العسكرية من خلال طائرات من دون طيار في امتداداتنا».
بإلقاء نظرة عن الحركة الإيرانية على الخريطة الجغرافية للمنطقة، نجد شمال إيران الذي يشرف على بحر قزوين وجنوبها الغربي على الخليج العربي وجنوبها الشرقي على خليج عمان المرتبط بدوره ببحر العرب، وبنت علاقات إستراتيجية مع دول جنوب إفريقيا المطلة على غرب البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وتسعى للسيطرة على المضيق من جانبه الشرقي أيضاً عبر اليمن، ولأنها تحظى بعلاقات مثمرة مع إسرائيل تكون قد أمنت شمال البحر الأحمر وكل من خليج العقبة وخليج السويس، إلى جانب الدور الإيراني في كل من سوريا ولبنان بما يمكنها من الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط. بهذا تكون إيران قد حققت أقصى مستوى ممكن من النفوذ البحري على هذا المستوى من الامتداد.
* اختلاج النبض:
لم تعد المسألة في تأمين الخليج العربي والبحر الأحمر وحسب، وإنما في الوصول إلى الدول المطلة على تلك الممرات المائية الهامة، وتأمينها من علاقات إستراتيجية ستلقي بعواصفها وشرورها على عموم المنطقة.