تقوم السلطات البريطانية بتحركات متزايدة لمراقبة الأنشطة المتعلقة بتمويل الإرهاب، حيث يخضع كل من سعيد الشهابي وسيد أحمد الوداعي لتحقيقات تجريها وحدة التحقيقات المالية الوطنية لمكافحة الإرهاب.
تركز التحقيقات على مؤسستين يديرهما الشهابي، هما «دار الحكمة» و«مؤسسة أبرار الإسلامية»، واللتان من المؤكد أن لهما صلات بنظام ولاية الفقيه، صلات بجماعات مدعومة من إيران.
وقد أُحيلت القضية إلى وحدة مكافحة الإرهاب لمراجعة الأدلة وتحديد مدى ضرورة فتح تحقيق رسمي. وليتذكر البحرينيون عندما قدم الشهابي رسالة مصورة خلال فعالية نظمتها «جمعية الوفاء»، الجناح السياسي لـ«كتائب الأشتر»، وهي جماعة بحرينية مصنفة إرهابياً من قبل المملكة المتحدة والولايات المتحدة. الرسالة تضمنت إشادة بعمليات الجماعة المسلحة ودعماً علنياً للتحركات الإرهابية التي تستهدف البحرين.
كتائب الأشتر تعمل تحت توجيهات مباشرة من الحرس الثوري الإيراني. وتُتهم بتنفيذ عدة هجمات إرهابية ضد قوات الأمن والمنشآت الحيوية في المملكة.
أما سيد أحمد الوداعي، فيُعد شخصية بارزة في النشاط المعارض المدعوم من إيران، وسبق أن تورط في حادثة اعتداء في مايو الماضي على معارضين للنظام الإيراني في لندن، ما أدى إلى إصابة أحد الضحايا بجروح خطيرة. ويُتهم الوداعي بصلاته بجماعات مصنفة إرهابياً، مثل حزب الله وحركة حماس، إضافة إلى دعمه العلني لجمعية الوفاء وكتائب الأشتر.
تعيش مجموعات في لندن حياة مريحة، مدعومة بتمويلات غير واضحة، وتعمل بشكل علني على الإساءة إلى البحرين عبر قنوات إعلامية ومنصات حقوقية. هؤلاء الأفراد، يتلقون دعماً مستمراً. السؤال الذي يطرح نفسه: من يدفع مكافآتهم؟ كيف يعيشون بهذا المستوى من الرفاهية؟ وما هي الجهات التي تدعم أنشطتهم؟
في ظل هذه التطورات، يُثير صمت «رابطة الصحافة البحرينية»، التي تتخذ من لندن مقراً لها، تساؤلات حول موقفها من التحقيقات الجارية مع الشهابي والوداعي. اللافت أن عباس بوصفوان، عضو مجلس إدارة الرابطة، نشر كتاباً بعنوان «عالم الإسلاميين: مذكرات سعيد الشهابي»، مسلطاً الضوء على علاقاته الوثيقة بإيران والحرس الثوري وقاسم سليماني.
تم نشر الكتاب عبر دار «لندن للطباعة والنشر»، لكن لم تُكشف تفاصيل حول تكلفة الطباعة أو الجهات التي دفعت لنشره. وهذا يفتح باب التساؤل حول كم دفعوا لطباعة هذا الكتاب؟ ومن الذي مول نشر هذه السيرة؟ويبرز الكتاب علاقة شهابي بشخصيات إيرانية وعراقية بارزة.
تشير تقارير إلى أن مؤسسات مثل «دار الحكمة» و«أبرار الإسلامية» تمتلك أصولاً مالية ضخمة، حيث تبلغ أصول الأولى نحو 4 ملايين جنيه إسترليني، بينما تتجاوز أصول الثانية 16 مليون جنيه. يُعتقد أن هذه المؤسسات تتلقى دعماً إيرانياً مباشراً أو غير مباشر، ما يفتح الباب أمام تكهنات بشأن إمكانية توسيع التحقيقات لتشمل أنشطتها.
تُركز سكوتلاند يارد على ملاحقة الشبكات التي تروج للتطرف أو تموله، مع تصاعد الدعوات الأوروبية لمحاسبة المؤسسات التي تعمل للنظام الإيراني وهل تعتبر هذه خلايا نائمة في بريطانيا.. ومع استمرار التحقيقات، قد تجد رابطة الصحافة البحرينية نفسها قريباً في دائرة الضوء.
صمت الرابطة، التي تدعي دفاعها عن حرية التعبير، هو أكبر دليل على أنها تعمل من أجل مآرب وقضايا خبيثة، في إطار تخطيط ممنهج للإساءة إلى البحرين ورموزها.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستبقى التحقيقات محصورة في سعيد الشهابي وسيد الوداعي، أم أن مؤسسات وشخصيات أخرى ستدخل قريباً ضمن دائرة المساءلة؟