لمَ تحتفي الشعوب بجيوشها؟ لأن شرف الانتساب لها عظيم، وفي بلد كالبحرين الصغيرة يكون لجيشها مكانة مضاعفة نظراً لحجم التهديدات والأطماع في هذه الجزيرة الصغيرة منذ قدم التاريخ، ورغم هذا الحجم الصغير جغرافياً لهذا البلد إلا أن لجيشها دوراً يفوق مساحتها وحدودها الجغرافية، فقد شارك جيشها في حرب تحرير الكويت وشارك في تحرير اليمن وشارك في حماية السفن العابرة للمياه الإقليمية في الخليج إبان الحرب العراقية الإيرانية وإبان غزو العراق وشارك في مهام إنسانية في أفغانستان والنيبال واليمن وسقط لنا الشهداء في معارك الكرامة، ألا يحق لنا إذاً أن نفخر بهذا الجبل الشامخ؟
هذا ما علينا تعزيزه وترسيخه وتعليمه لأبنائنا في مصانع السمات الشخصية للإنسان البحريني، وهذا ما يجب أن تقوم به مراكز تغذية الهوية الوطنية كمدارسنا وإعلامنا ومتاحفنا وآثارنا وتراثنا، فخر واعتزاز نعلمه للأجيال كمبدأ راسخ من مبادئ الوطنية وكعماد من أعمدة الهوية الوطنية، هو احتفاؤنا بجيشنا ومنحه المكانة التي تليق به في وجداننا. تغرس الشعوب في نفوس أبنائها احترام وتقدير كل ما يتعلق بالجيش الوطني من شعاره لقاداته، لجنوده ولكل رمز من رموزه بما فيهم آلياته ومنشآته وكل ما ينتسب له، تجعل له في نفوس الأبناء مكانة وتقديراً، فهنا مصانع الرجال، وهنا التضحية بالروح قسم يقسمه المنتمون لهذه المؤسسة، فلا أقل من أن يكون لدى الأبناء من شعب البحرين غرس في نفوسهم باحترام وتقدير تلك التضحيات الجسيمة. لذا تحتفي الشعوب بجيوشها كي تستحضر تلك المكانة في النفوس، كي يعلم كل مجند وضابط وآمر وحدة أن له في القلب مكاناً وفي العقل تقديراً، فلا يكون مجرد رقم عسكري بل هو سورنا وحصننا وقلعتنا الراسخة جذورها في هذه الأرض وأفرعها في ذاكرتنا الحية. لمَ يجب أن يتعلم أبناؤنا في مملكة البحرين كيف تأسس وبُنيَ جيشهم؟ لأننا جيل تعايش مع مراحل التأسيس ويعرف كيف كابد من أَسس «جيشاً» في دول لم يكن ليسمح لها إلا بقوات أمنية وحرس، والبناء من الصفر دائماً ما يكون قصة للنجاح تلهم الأجيال التي تلي جيل المؤسسين. لقد بنى جلالة الملك حمد بن عيسى عاهل البلاد جيشنا من الصفر عام 1968، وتلك مرحلة تحتاج لتوثيق فلمي مصور تحكي للأجيال كيف وضع جلالته النواة الأولى للجيش وكيف وضع دراسته في سانت هيرست على المحك حين أخذ العزم من أبيه المغفور له أمير البلاد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، ووجه نداء لشعبه فاستجاب الآلاف منهم حتى فاق العرضُ الطلبَ، وأسس أول مركز تدريب وبنى أول المنشآت، وأشرف بنفسه على برامج التدريب وفي الخامس من فبراير أي في مثل هذا اليوم من عام 1969 تخرجت الدفعة الأولى من نواة قوة دفاع البحرين لتشكل الكتيبة الأولى للمشاة عام 1970 أول كتيبة في قوة دفاع البحرين، ورفعت رايتها ثم تلتها دفعات ورايات، ثم توسع وكبر الجيش وتعددت ألويته، وها نحن اليوم نحتفل بالذكرى الخمسين على تأسيس جيشنا وقواتنا المسلحة.
يقول الشاعر ابن نباتة المصري المولود في العصر المملوكي عام 1287م والمتوفى عام 1366م.
أقبلت يا ملك الشجاعة والندى
والجيش محمر الإهاب شريق
فكأنما الدنيا بجودك روضة
وكأن جيشك للشقيق شقيق
{{ article.visit_count }}
هذا ما علينا تعزيزه وترسيخه وتعليمه لأبنائنا في مصانع السمات الشخصية للإنسان البحريني، وهذا ما يجب أن تقوم به مراكز تغذية الهوية الوطنية كمدارسنا وإعلامنا ومتاحفنا وآثارنا وتراثنا، فخر واعتزاز نعلمه للأجيال كمبدأ راسخ من مبادئ الوطنية وكعماد من أعمدة الهوية الوطنية، هو احتفاؤنا بجيشنا ومنحه المكانة التي تليق به في وجداننا. تغرس الشعوب في نفوس أبنائها احترام وتقدير كل ما يتعلق بالجيش الوطني من شعاره لقاداته، لجنوده ولكل رمز من رموزه بما فيهم آلياته ومنشآته وكل ما ينتسب له، تجعل له في نفوس الأبناء مكانة وتقديراً، فهنا مصانع الرجال، وهنا التضحية بالروح قسم يقسمه المنتمون لهذه المؤسسة، فلا أقل من أن يكون لدى الأبناء من شعب البحرين غرس في نفوسهم باحترام وتقدير تلك التضحيات الجسيمة. لذا تحتفي الشعوب بجيوشها كي تستحضر تلك المكانة في النفوس، كي يعلم كل مجند وضابط وآمر وحدة أن له في القلب مكاناً وفي العقل تقديراً، فلا يكون مجرد رقم عسكري بل هو سورنا وحصننا وقلعتنا الراسخة جذورها في هذه الأرض وأفرعها في ذاكرتنا الحية. لمَ يجب أن يتعلم أبناؤنا في مملكة البحرين كيف تأسس وبُنيَ جيشهم؟ لأننا جيل تعايش مع مراحل التأسيس ويعرف كيف كابد من أَسس «جيشاً» في دول لم يكن ليسمح لها إلا بقوات أمنية وحرس، والبناء من الصفر دائماً ما يكون قصة للنجاح تلهم الأجيال التي تلي جيل المؤسسين. لقد بنى جلالة الملك حمد بن عيسى عاهل البلاد جيشنا من الصفر عام 1968، وتلك مرحلة تحتاج لتوثيق فلمي مصور تحكي للأجيال كيف وضع جلالته النواة الأولى للجيش وكيف وضع دراسته في سانت هيرست على المحك حين أخذ العزم من أبيه المغفور له أمير البلاد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، ووجه نداء لشعبه فاستجاب الآلاف منهم حتى فاق العرضُ الطلبَ، وأسس أول مركز تدريب وبنى أول المنشآت، وأشرف بنفسه على برامج التدريب وفي الخامس من فبراير أي في مثل هذا اليوم من عام 1969 تخرجت الدفعة الأولى من نواة قوة دفاع البحرين لتشكل الكتيبة الأولى للمشاة عام 1970 أول كتيبة في قوة دفاع البحرين، ورفعت رايتها ثم تلتها دفعات ورايات، ثم توسع وكبر الجيش وتعددت ألويته، وها نحن اليوم نحتفل بالذكرى الخمسين على تأسيس جيشنا وقواتنا المسلحة.
يقول الشاعر ابن نباتة المصري المولود في العصر المملوكي عام 1287م والمتوفى عام 1366م.
أقبلت يا ملك الشجاعة والندى
والجيش محمر الإهاب شريق
فكأنما الدنيا بجودك روضة
وكأن جيشك للشقيق شقيق