القلق من اختفاء ملامح الهوية الوطنية البحرينية في مكانه. هذه الهوية التي تم تشكيلها في زمن الغوص والزراعة التي استطاعت أن تجمع الكل تحت مظلتها حتى إلى ما بعد اكتشاف النفط وقيام الدولة الحديثة، حيث تتعرض هذه الأيام إلى تحديات كبيرة تتلخص في ازدياد التمسك بالهوية العقائدية أو القبلية على حساب الهوية الوطنية وكثرة الوافدين و»المهاجرين» والعولمة.
والهوية الوطنية ببساطة هي الشعور بالانتماء إلى وطن واحد بلغته الجامعة وثقافته وتاريخه وحالته السياسية. هي الشعور بوجود اختلاف بيننا «نحن البحرينيون»، وهم «أي البلدان الأخرى».
وإذا بدأنا من آخر التحديات سنرى أنه مع شدة تأثير وسائل الإعلام بأنواعها على السلوكيات والأفكار وانتساب أعداد كبيرة للمدارس الخاصة وكثرة السفر للخارج لنيل العلم نجد بيننا من يفضل اللغة الأجنبية على اللغة الوطنية وهي العربية في حديثه وتعبيره. كما نلحظ تبنيه لثقافة عالمية جديدة غير الثقافة المحلية المعتادة هذا بالإضافة إلى تخليه عن ملابسه الوطنية مهرولاً تجاه الموضة الغربية. وبهذا يتمرد على الهوية الوطنية ويستبدلها بهوية خارجية.
هناك من يرى في هذا التصرف شكلاً من أشكال التمدن والرقي والخروج من أسوار بلد صغير جداً إلى عالم أكبر وأوسع. ويرون في إلغاء العربية وتجاهل العادات والتقاليد ورمي الغترة والعقال «أو الدفة للنساء» أمراً حسناً ومحاولة لتشكيل ما يعرف «بالمواطن العالمي»، الذي يملك المهارات الحياتية للتأقلم في الغرب والشرق في آن واحد.
لا بأس في ذلك إذا كان هناك توازن بين تشرب الفكر الغربي والمحافظة على أدنى ملامح الهوية الوطنية لكن ما يحصل عند البعض منا هو رفض تام لكل ما هو بحريني وتعويضه بكل ما هو أجنبي وغربي وبذلك تضعف الهوية الوطنية وتتخلخل.
ثاني التحديات يكمن في تعرض الهوية الوطنية إلى منافسة وتدخل من قبل هويات تنتمي إلى بلدان ومجتمعات أخرى. فالوافدون والمهاجرون يساعد تواجدهم على نشر عاداتهم وفكرهم ولو ببطء في المجتمع مما يؤدي إلى تغيير في ملامح الهوية الوطنية بلا شك.
عملية دمج المهاجر في بوتقة الهوية الوطنية أمر في غاية الصعوبة ولم تنجح محاولات الدول الغربية على سبيل المثال في ذلك على الرغم من توفيرهم للمهاجرين كل المستندات الثبوتية والحقوق وفرص العيش الكريمة في دولهم. حيث يعانون من انتماء المهاجرين إلى بلدانهم الأولى ولم يغير كرم الحكومات الغربية ومرونتها في ذلك شيئاً.
أما التمسك بالهوية العقائدية على حساب الهوية الوطنية فهذا أمر عانت منه البحرين لسنوات ومازال موجوداً ولو أنه أقل ظهوراً هذه الأيام. وقد عزز ذلك انفصاليون رفضوا مقومات الهوية الوطنية وأرادوا استبدالها بهوية دينية. كانت ومازالت هذه التوجهات من أخطر ما تتعرض له الهوية الوطنية بالتأكيد.
يوازي هذا الحال الانفصالي تمسك مستحدث بالهوية القبلية البدوية عند البعض أكثر من الهوية الوطنية، ولنا في محاولات تقليد أبناء بعض العائلات عندنا لأبناء عمومتهم من القبائل في الدول الشقيقة المجاورة من ناحية الكلام واللباس وحتى الفكر أكبر مثال. فشهدنا تفاخراً مبالغاً فيه بالأصل والفصل وغرابة في الألفاظ واستيراداً واضحاً للمظهر. هذا الأمر سخر منه الكثير نظراً لتعديه الواضح على الهوية الوطنية السائدة.
إذن، التحديات كبيرة لإبقاء الهوية الوطنية واستمراريتها في ظل هذه الظروف. وأعتقد أن تعزيزها لا يكمن فقط في استنهاض ذكريات الغوص أو إقامة المهرجانات التراثية أو عرض الأغاني الوطنية فهي لا تؤثر كثيراً في الجيل الحالي سواء كانوا «متفرنجين» أو مهاجرين أو حتى ممن ينظرون إلى العقيدة على أنها هويتهم الأهم.
الموضوع أكبر وأصعب من ذلك وعلينا قبل ذلك أن نتفق على ملامح الهوية الوطنية الحديثة بحيث نضع كل التحديات المذكورة في عين الاعتبار. فالهوية الوطنية تشكلها اللغة والدين والثقافة والتاريخ المشترك والملبس وإعادة التركيز عليهم يحتاج إلى جهود وتعاون مؤسسات الدولة خاصة المعنية بالإعلام والتربية والثقافة والشباب. والبدء يكون بحملة إعلامية مدروسة تستمر لسنوات تعزز الهوية الوطنية بأساليب مبتكرة وتتواجد في جميع الفعاليات.
والهوية الوطنية ببساطة هي الشعور بالانتماء إلى وطن واحد بلغته الجامعة وثقافته وتاريخه وحالته السياسية. هي الشعور بوجود اختلاف بيننا «نحن البحرينيون»، وهم «أي البلدان الأخرى».
وإذا بدأنا من آخر التحديات سنرى أنه مع شدة تأثير وسائل الإعلام بأنواعها على السلوكيات والأفكار وانتساب أعداد كبيرة للمدارس الخاصة وكثرة السفر للخارج لنيل العلم نجد بيننا من يفضل اللغة الأجنبية على اللغة الوطنية وهي العربية في حديثه وتعبيره. كما نلحظ تبنيه لثقافة عالمية جديدة غير الثقافة المحلية المعتادة هذا بالإضافة إلى تخليه عن ملابسه الوطنية مهرولاً تجاه الموضة الغربية. وبهذا يتمرد على الهوية الوطنية ويستبدلها بهوية خارجية.
هناك من يرى في هذا التصرف شكلاً من أشكال التمدن والرقي والخروج من أسوار بلد صغير جداً إلى عالم أكبر وأوسع. ويرون في إلغاء العربية وتجاهل العادات والتقاليد ورمي الغترة والعقال «أو الدفة للنساء» أمراً حسناً ومحاولة لتشكيل ما يعرف «بالمواطن العالمي»، الذي يملك المهارات الحياتية للتأقلم في الغرب والشرق في آن واحد.
لا بأس في ذلك إذا كان هناك توازن بين تشرب الفكر الغربي والمحافظة على أدنى ملامح الهوية الوطنية لكن ما يحصل عند البعض منا هو رفض تام لكل ما هو بحريني وتعويضه بكل ما هو أجنبي وغربي وبذلك تضعف الهوية الوطنية وتتخلخل.
ثاني التحديات يكمن في تعرض الهوية الوطنية إلى منافسة وتدخل من قبل هويات تنتمي إلى بلدان ومجتمعات أخرى. فالوافدون والمهاجرون يساعد تواجدهم على نشر عاداتهم وفكرهم ولو ببطء في المجتمع مما يؤدي إلى تغيير في ملامح الهوية الوطنية بلا شك.
عملية دمج المهاجر في بوتقة الهوية الوطنية أمر في غاية الصعوبة ولم تنجح محاولات الدول الغربية على سبيل المثال في ذلك على الرغم من توفيرهم للمهاجرين كل المستندات الثبوتية والحقوق وفرص العيش الكريمة في دولهم. حيث يعانون من انتماء المهاجرين إلى بلدانهم الأولى ولم يغير كرم الحكومات الغربية ومرونتها في ذلك شيئاً.
أما التمسك بالهوية العقائدية على حساب الهوية الوطنية فهذا أمر عانت منه البحرين لسنوات ومازال موجوداً ولو أنه أقل ظهوراً هذه الأيام. وقد عزز ذلك انفصاليون رفضوا مقومات الهوية الوطنية وأرادوا استبدالها بهوية دينية. كانت ومازالت هذه التوجهات من أخطر ما تتعرض له الهوية الوطنية بالتأكيد.
يوازي هذا الحال الانفصالي تمسك مستحدث بالهوية القبلية البدوية عند البعض أكثر من الهوية الوطنية، ولنا في محاولات تقليد أبناء بعض العائلات عندنا لأبناء عمومتهم من القبائل في الدول الشقيقة المجاورة من ناحية الكلام واللباس وحتى الفكر أكبر مثال. فشهدنا تفاخراً مبالغاً فيه بالأصل والفصل وغرابة في الألفاظ واستيراداً واضحاً للمظهر. هذا الأمر سخر منه الكثير نظراً لتعديه الواضح على الهوية الوطنية السائدة.
إذن، التحديات كبيرة لإبقاء الهوية الوطنية واستمراريتها في ظل هذه الظروف. وأعتقد أن تعزيزها لا يكمن فقط في استنهاض ذكريات الغوص أو إقامة المهرجانات التراثية أو عرض الأغاني الوطنية فهي لا تؤثر كثيراً في الجيل الحالي سواء كانوا «متفرنجين» أو مهاجرين أو حتى ممن ينظرون إلى العقيدة على أنها هويتهم الأهم.
الموضوع أكبر وأصعب من ذلك وعلينا قبل ذلك أن نتفق على ملامح الهوية الوطنية الحديثة بحيث نضع كل التحديات المذكورة في عين الاعتبار. فالهوية الوطنية تشكلها اللغة والدين والثقافة والتاريخ المشترك والملبس وإعادة التركيز عليهم يحتاج إلى جهود وتعاون مؤسسات الدولة خاصة المعنية بالإعلام والتربية والثقافة والشباب. والبدء يكون بحملة إعلامية مدروسة تستمر لسنوات تعزز الهوية الوطنية بأساليب مبتكرة وتتواجد في جميع الفعاليات.