شدنا أنهن يتحدثن اللغة العربية الفصحى بطلاقة.. كانت إحداهن تناقش زميلاتها -اللواتي اعتقدنا أن أعمارهن لا بد أن تكون ما بين 15 إلى 17 سنة- بطلاقة دون تلعثم، كانت تناقش أفكارها وآراءها وتسترسل في الحديث بطريقة تحليلية عن كتاب حياة المسيح للكاتب عباس محمود العقاد!
تحلقن حول أستاذتهن أثناء فترة الاستراحة لملتقى صناعة النجاح الذي نظمته مدارس الإيمان مؤخراً للتحدث عن تجربتها المتميزة في مسابقة تحدي القراءة العربي وبمشاركة 350 من مديري المدارس والمسؤولين التربويين من البحرين وعدد من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقد بدا الحماس ظاهراً على وجوههن وهن يناقش مجموعة من سلسلة كتب «العقاد».. كانت مستوياتهن في طرح الأفكار والنقاش -بالنسبة لطالبات في المرحلة الإعدادية والثانوية مع تمسكهن طيلة النقاش الدائر بالتخاطب باللغة العربية الفصحى باسترسال عجيب دون كسور أو تلعثم- مذهلة وصادمة أمام ملتقيات ومنتديات طلابية كثيرة مرت علينا سنين طويلة ونحن نعاصر خلالها طلبة لا يتقنون اللغة العربية وإن تحدثوا بها فيكون ذلك مع كثير من الكسور ويمزجونها بالإنجليزية، بل كثير منهم يستخدم اللغة الإنجليزية بالكامل وإن خاطبتهم باللغة العربية ردوا عليك بالإنجليزية، فحتى في أحاديثهم العادية مع زملائهم بالمدرسة يبدون مرتبكين عندما يحاولون ترجمة ما يعنونه لأحدهم باللغة العربية والبحث عن كلمة عربية مرادفة للمعنى الذي يودون إيصاله.. طلاب فقراء جداً لغوياً!
الفتيات اللواتي بالمناسبة كن طالبات مدارس الإيمان التي فازت بالمركز الأول على مستوى 41 ألف مدرسة مشاركة على مستوى الوطن العربي في مسابقة «تحدي القراءة العربي» في دورته الثانية الذي يأتي ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية حيث ناقشن عدة كتب للعقاد ما يعكس شغفهن وحبهن الكبير للقراءة مما يؤكد أن مشروع «تحدي القراءة العربي» قد نجح في استقطاب الجيل العربي الناشئ للاهتمام باللغة العربية وإجادة نطقها من خلال قراءة الكتب العربية، كما أنه من جانب آخر عمل على تنمية المخزون الثقافي والفكري لديهم ليرتقوا أكثر بمستواهم الذي بدوره ينعكس على تحصيلهم الأكاديمي، فالقراءة تنمي مهارات الفهم والذكاء.
تمنينا وقتها أمام الثراء الثقافي واللغوي الذي طالعناه ومستوى النقد للكتب الذي يكشف عن مشروع نقاد ومحللين للمستقبل لو أن هذه الجلسة تكون جلسة تلفزيونية مصورة ولو أن تلفزيون البحرين ينسق مع هذه المدرسة في تنظيم حلقات تلفزيونية مصورة لجلسات مناقشة الكتب ونقدها مع وجود محكم لغوي يتابع معهم ما يجذب انتباه الشباب ويشجع على استقطابهم لهذه الجلسات ويثير الحماس لدى «أصحاب القهوة الساخنة كما يقال» -وهم يعتبرون فئة تهتم بقراءة الكتب وترتاد المقاهي للقراءة مع تصوير القهوة ومقتطفات من الكتب ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي والحديث عنها- كما من الممكن أن تكون هذه الحلقات على شكل مسابقات أشبه ببرامج المسابقات والمواهب العربية التي نشاهدها على بعض القنوات كل ذلك من باب أن تكون هذه الجهود استكمالاً لهذه المبادرة في التشجيع على القراءة وتنمية اللغة العربية، وتلك فكرة نتمنى لو تبادر وزارة الإعلام في مملكة البحرين أو معهد البحرين للتنمية السياسية أو القائمون على مشروع تحدي القراءة العربي في الإمارات العربية المتحدة وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بتبنيها، فالقراءة رياضة للفكر.
كنا نستمتع وقتها بحلقة النقاش الدائرة بين الطالبات ونحن نستحضر بالمقابل كمية التعليقات والانتقادات التي نشاهدها على مواقع التواصل الاجتماعي واللغة الإنجليزية المعربة التي يتداولها عادة الشباب المراهقون الذين يديرون الكثير من حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، هؤلاء الشباب لا يختلفون عن الطالبات من ناحية الفئات العمرية والمراحل الدراسية فيما عدا أنهم لم يجدوا بيئة تنمي لغتهم العربية وتوجه طاقاتهم الإلكترونية نحو المسار الصحيح ليتحول الاهتمام من المواضيع السخيفة، والتي عادة تتداول أخبار الفن السطحية وفضائح مشاهير «السوشيال ميديا» وحياتهم السطحية والشكلية المليئة بالترويج للكماليات وحب المظاهر، للنقاش حول مستويات عالية من الأدب والثقافة والكتب إلكترونياً وتسخر طاقتهم في حب الانتقاد والتواصل نحو مسارات فكرية راقية والأهم من ذلك باللغة العربية الفصحى التي تعزز هويتهم العربية وانتماءهم العربي!
مثل هذه الجلسات تستقطب أنظار العالم نحو القدرات والطاقات التي يمتلكها شبابنا العربي وتبرز ثراءهم الثقافي واللغوي وتوجد للوطن جيلاً متسلحاً بالعلم والثقافة قادراً على التحليل والنقد البناء الهادف وطرح الآراء والأفكار حول مختلف القضايا الفكرية والثقافية والوطنية، كما أنها تخدم مضمون الطرح على مواقع التواصل الاجتماعي وتحتاج لمن يدعم فكرة الترويج الإلكتروني لها، فمشروع تحدي القراءة العربي من المشاريع الاستثمارية للعرب لتنمية لغة الضاد، ونقصد بالترويج الإلكتروني مسألة نشرها إلكترونياً على المواقع الإلكترونية وإطلاق حسابات لها على مواقع التواصل الاجتماعي شرط أن تتداول بطريقة وأسلوب يواكبان متطلبات واهتمامات الشباب مما يساهم في تحسين مستوى مضمون ما يتوافر على مواقع التواصل الاجتماعي وإنهاء عهد فرضية «الجمهور عاوز كده!».
ومن يدري لعلنا نلمح يوماً «فاشنيستا لغة الضاد»، و«بلوغر»، مدون الكتب والثقافة العربية حيث يهتمون باستعراض أحدث الكتب وأكثرها تأثيراً ومناقشتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وللحديث بقية..
تحلقن حول أستاذتهن أثناء فترة الاستراحة لملتقى صناعة النجاح الذي نظمته مدارس الإيمان مؤخراً للتحدث عن تجربتها المتميزة في مسابقة تحدي القراءة العربي وبمشاركة 350 من مديري المدارس والمسؤولين التربويين من البحرين وعدد من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقد بدا الحماس ظاهراً على وجوههن وهن يناقش مجموعة من سلسلة كتب «العقاد».. كانت مستوياتهن في طرح الأفكار والنقاش -بالنسبة لطالبات في المرحلة الإعدادية والثانوية مع تمسكهن طيلة النقاش الدائر بالتخاطب باللغة العربية الفصحى باسترسال عجيب دون كسور أو تلعثم- مذهلة وصادمة أمام ملتقيات ومنتديات طلابية كثيرة مرت علينا سنين طويلة ونحن نعاصر خلالها طلبة لا يتقنون اللغة العربية وإن تحدثوا بها فيكون ذلك مع كثير من الكسور ويمزجونها بالإنجليزية، بل كثير منهم يستخدم اللغة الإنجليزية بالكامل وإن خاطبتهم باللغة العربية ردوا عليك بالإنجليزية، فحتى في أحاديثهم العادية مع زملائهم بالمدرسة يبدون مرتبكين عندما يحاولون ترجمة ما يعنونه لأحدهم باللغة العربية والبحث عن كلمة عربية مرادفة للمعنى الذي يودون إيصاله.. طلاب فقراء جداً لغوياً!
الفتيات اللواتي بالمناسبة كن طالبات مدارس الإيمان التي فازت بالمركز الأول على مستوى 41 ألف مدرسة مشاركة على مستوى الوطن العربي في مسابقة «تحدي القراءة العربي» في دورته الثانية الذي يأتي ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية حيث ناقشن عدة كتب للعقاد ما يعكس شغفهن وحبهن الكبير للقراءة مما يؤكد أن مشروع «تحدي القراءة العربي» قد نجح في استقطاب الجيل العربي الناشئ للاهتمام باللغة العربية وإجادة نطقها من خلال قراءة الكتب العربية، كما أنه من جانب آخر عمل على تنمية المخزون الثقافي والفكري لديهم ليرتقوا أكثر بمستواهم الذي بدوره ينعكس على تحصيلهم الأكاديمي، فالقراءة تنمي مهارات الفهم والذكاء.
تمنينا وقتها أمام الثراء الثقافي واللغوي الذي طالعناه ومستوى النقد للكتب الذي يكشف عن مشروع نقاد ومحللين للمستقبل لو أن هذه الجلسة تكون جلسة تلفزيونية مصورة ولو أن تلفزيون البحرين ينسق مع هذه المدرسة في تنظيم حلقات تلفزيونية مصورة لجلسات مناقشة الكتب ونقدها مع وجود محكم لغوي يتابع معهم ما يجذب انتباه الشباب ويشجع على استقطابهم لهذه الجلسات ويثير الحماس لدى «أصحاب القهوة الساخنة كما يقال» -وهم يعتبرون فئة تهتم بقراءة الكتب وترتاد المقاهي للقراءة مع تصوير القهوة ومقتطفات من الكتب ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي والحديث عنها- كما من الممكن أن تكون هذه الحلقات على شكل مسابقات أشبه ببرامج المسابقات والمواهب العربية التي نشاهدها على بعض القنوات كل ذلك من باب أن تكون هذه الجهود استكمالاً لهذه المبادرة في التشجيع على القراءة وتنمية اللغة العربية، وتلك فكرة نتمنى لو تبادر وزارة الإعلام في مملكة البحرين أو معهد البحرين للتنمية السياسية أو القائمون على مشروع تحدي القراءة العربي في الإمارات العربية المتحدة وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بتبنيها، فالقراءة رياضة للفكر.
كنا نستمتع وقتها بحلقة النقاش الدائرة بين الطالبات ونحن نستحضر بالمقابل كمية التعليقات والانتقادات التي نشاهدها على مواقع التواصل الاجتماعي واللغة الإنجليزية المعربة التي يتداولها عادة الشباب المراهقون الذين يديرون الكثير من حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، هؤلاء الشباب لا يختلفون عن الطالبات من ناحية الفئات العمرية والمراحل الدراسية فيما عدا أنهم لم يجدوا بيئة تنمي لغتهم العربية وتوجه طاقاتهم الإلكترونية نحو المسار الصحيح ليتحول الاهتمام من المواضيع السخيفة، والتي عادة تتداول أخبار الفن السطحية وفضائح مشاهير «السوشيال ميديا» وحياتهم السطحية والشكلية المليئة بالترويج للكماليات وحب المظاهر، للنقاش حول مستويات عالية من الأدب والثقافة والكتب إلكترونياً وتسخر طاقتهم في حب الانتقاد والتواصل نحو مسارات فكرية راقية والأهم من ذلك باللغة العربية الفصحى التي تعزز هويتهم العربية وانتماءهم العربي!
مثل هذه الجلسات تستقطب أنظار العالم نحو القدرات والطاقات التي يمتلكها شبابنا العربي وتبرز ثراءهم الثقافي واللغوي وتوجد للوطن جيلاً متسلحاً بالعلم والثقافة قادراً على التحليل والنقد البناء الهادف وطرح الآراء والأفكار حول مختلف القضايا الفكرية والثقافية والوطنية، كما أنها تخدم مضمون الطرح على مواقع التواصل الاجتماعي وتحتاج لمن يدعم فكرة الترويج الإلكتروني لها، فمشروع تحدي القراءة العربي من المشاريع الاستثمارية للعرب لتنمية لغة الضاد، ونقصد بالترويج الإلكتروني مسألة نشرها إلكترونياً على المواقع الإلكترونية وإطلاق حسابات لها على مواقع التواصل الاجتماعي شرط أن تتداول بطريقة وأسلوب يواكبان متطلبات واهتمامات الشباب مما يساهم في تحسين مستوى مضمون ما يتوافر على مواقع التواصل الاجتماعي وإنهاء عهد فرضية «الجمهور عاوز كده!».
ومن يدري لعلنا نلمح يوماً «فاشنيستا لغة الضاد»، و«بلوغر»، مدون الكتب والثقافة العربية حيث يهتمون باستعراض أحدث الكتب وأكثرها تأثيراً ومناقشتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وللحديث بقية..