عادت إيران من جديد لتطرح مشروعها الذي أعلنته مراراً وخلال السنوات الماضية وهو إقامة «امبراطورية إيران الكبرى»، ذلك الحلم المزعوم الذي تحاول إيران الترويج له مستغلة الصمت الدولي على مختلف أعمالها الدنيئة في الشرق الأوسط، وحتى إن كانت هناك ردود أفعال فلا تصل إلى حد يمكن معها لجم هذا النظام وإيقافه عند حده.
بالأمس خرج علينا حسن رحيم بور أزغدي عضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية الإيرانية من خلال قناة «أفق» التابعة للنظام الإيراني وتحدث عن رغبة نظامه في إقامة «إمبراطورية إيران الكبرى» بعد أن أصبحت دول ومناطق تحت سيطرة إيران وهي العراق وسوريا واليمن ولبنان وغزة وأفغانستان، مؤكداً أن إيران تتدخل في كل الدول حتى ولو اقتضى الأمر حمل السلاح وإرساله من أجل توسيع ما أسماه أزغدي بـ«النفوذ الإسلامي».
ما قاله هذا البائس أزغدي ذكرنا بزميله علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني قبل ثلاث سنوات عندما طرح نفس الموضوع بشأن إمبراطورية بلاده وعاصمتها بغداد عبر وكالة أنباء «ايسنا»، ويأتي تصريح يونسي كتأكيد على ما قاله وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل رحمه الله خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأمريكي الأسبق جون كيري، والذي أكد خلاله أن «إيران تسيطر على العراق»، ضارباً مثلاً بعملية تكريت التي نفذتها آنذاك القوات العراقية بمعية الميليشيات الشيعية وقوات إيرانية يتقدمها قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني.
النظام الإيراني يعلم جيداً أن التقية السياسية التي كان يمارسها لم تعد لها فائدة الآن، فهو نظام مكشوفة أهدافه واستراتيجياته في المنطقة للجميع، لذلك فلا مناص له سوى اللعب على المكشوف، خاصة وأن المجتمع الدولي يعلم عن تلك الأهداف، ولكن ردود فعله لم تصل بعد لدرجة إيقافها والدليل استمرار نظام بشار الأسد في سوريا، وعبث «حزب الله» في لبنان، ومثله الحوثي في اليمن، ولو كان المجتمع الدولي جاداً في إحلال السلام والأمن في المنطقة لاختفت هذه الأنظمة والأحزاب التي تعد أذرع إيران لتنفيذ أجنداتها في المنطقة.
إن حلم الإمبراطورية الإيرانية الكبرى ينسف كل ما ادعاه وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف على هامش منتدى «فالداي» للحوار في موسكو قبل أيام قليلة عندما أكد عدم الإمكان لأي بلد في الخليج أن يفرض هيمنته على المنطقة، وهذا القول يناقض حلم «الإمبراطورية» التي تحلم إيران فيها، والتي -بالتأكيد- لا يمكن إقامتها بدون هيمنة.
هذا التخبط والتناقض الإيراني قد يعود لسبب آخر وهو شعور النظام الإيراني بالضعف بسبب استمرار ثورة الشعب الإيراني، بالرغم من نجاح النظام بعض الشيء في الحد من انتشارها إعلامياً بعد منعه الإنترنت وإغلاق كافة وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن هذه الثورة لاتزال مستمرة ونيرانها لم تطفأ بعد، وهذا هو تفسير مهدي عقبائي عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بباريس، الذي أكد قبل أيام أن النظام الإيراني يعيش في رعب وخوف من النتائج التي تحققها الانتفاضة الشعبية في إيران، وأن هذا النظام يلجأ لمثل هذه التصاريح -بشأن إقامة إمبراطورية كبرى- لأنه يريد الظهور بالمظهر القوي أمام الجميع.
وقد أتفق مع هذا التفسير، ولكن لا يمنع ذلك من إدانة مثل هذه التصريحات الرعناء التي ينطق بها مسؤولون إيرانيون بين فترة وأخرى، وأرجو من الدول الخليجية والعربية ممارسة المزيد من الضغط على المجتمع الدولي والدول الكبرى للتحرك بجدية أكبر ضد النظام الإيراني عبر الدفع بوسائل عديدة قد تحد من تعدي هذا النظام على المنطقة مثل فرض المزيد من العقوبات بأنواعها خاصة السياسية والعسكرية والاقتصادية، وإظهار الدعم الدولي للمقاومة الإيرانية الداخلية وتمكينها، واستغلال كافة الأحداث الدولية لتوجيه المزيد من التهم المدعومة بالأدلة ضد توجه إيران في المنطقة ونواياها المستقبلية بشأنها، والتسليط الإعلامي على تلك النوايا الخبيثة من خلال حملات إعلامية عالمية ومكثفة، فمن يريد بناء إمبراطورية في هذا الزمن فهناك ثمن كبير لا بد من أن يدفعه، وإيران تعيش حالياً مرحلة الإفلاس في كل شيء، ولكن المفلس دائماً يكابر خاصة إذا كان يعيش على أمجاد ماضٍ سحيق مثل إعادة الإمبراطورية الإيرانية أو الفارسية على وجه الدقة.
بالأمس خرج علينا حسن رحيم بور أزغدي عضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية الإيرانية من خلال قناة «أفق» التابعة للنظام الإيراني وتحدث عن رغبة نظامه في إقامة «إمبراطورية إيران الكبرى» بعد أن أصبحت دول ومناطق تحت سيطرة إيران وهي العراق وسوريا واليمن ولبنان وغزة وأفغانستان، مؤكداً أن إيران تتدخل في كل الدول حتى ولو اقتضى الأمر حمل السلاح وإرساله من أجل توسيع ما أسماه أزغدي بـ«النفوذ الإسلامي».
ما قاله هذا البائس أزغدي ذكرنا بزميله علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني قبل ثلاث سنوات عندما طرح نفس الموضوع بشأن إمبراطورية بلاده وعاصمتها بغداد عبر وكالة أنباء «ايسنا»، ويأتي تصريح يونسي كتأكيد على ما قاله وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل رحمه الله خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأمريكي الأسبق جون كيري، والذي أكد خلاله أن «إيران تسيطر على العراق»، ضارباً مثلاً بعملية تكريت التي نفذتها آنذاك القوات العراقية بمعية الميليشيات الشيعية وقوات إيرانية يتقدمها قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني.
النظام الإيراني يعلم جيداً أن التقية السياسية التي كان يمارسها لم تعد لها فائدة الآن، فهو نظام مكشوفة أهدافه واستراتيجياته في المنطقة للجميع، لذلك فلا مناص له سوى اللعب على المكشوف، خاصة وأن المجتمع الدولي يعلم عن تلك الأهداف، ولكن ردود فعله لم تصل بعد لدرجة إيقافها والدليل استمرار نظام بشار الأسد في سوريا، وعبث «حزب الله» في لبنان، ومثله الحوثي في اليمن، ولو كان المجتمع الدولي جاداً في إحلال السلام والأمن في المنطقة لاختفت هذه الأنظمة والأحزاب التي تعد أذرع إيران لتنفيذ أجنداتها في المنطقة.
إن حلم الإمبراطورية الإيرانية الكبرى ينسف كل ما ادعاه وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف على هامش منتدى «فالداي» للحوار في موسكو قبل أيام قليلة عندما أكد عدم الإمكان لأي بلد في الخليج أن يفرض هيمنته على المنطقة، وهذا القول يناقض حلم «الإمبراطورية» التي تحلم إيران فيها، والتي -بالتأكيد- لا يمكن إقامتها بدون هيمنة.
هذا التخبط والتناقض الإيراني قد يعود لسبب آخر وهو شعور النظام الإيراني بالضعف بسبب استمرار ثورة الشعب الإيراني، بالرغم من نجاح النظام بعض الشيء في الحد من انتشارها إعلامياً بعد منعه الإنترنت وإغلاق كافة وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن هذه الثورة لاتزال مستمرة ونيرانها لم تطفأ بعد، وهذا هو تفسير مهدي عقبائي عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بباريس، الذي أكد قبل أيام أن النظام الإيراني يعيش في رعب وخوف من النتائج التي تحققها الانتفاضة الشعبية في إيران، وأن هذا النظام يلجأ لمثل هذه التصاريح -بشأن إقامة إمبراطورية كبرى- لأنه يريد الظهور بالمظهر القوي أمام الجميع.
وقد أتفق مع هذا التفسير، ولكن لا يمنع ذلك من إدانة مثل هذه التصريحات الرعناء التي ينطق بها مسؤولون إيرانيون بين فترة وأخرى، وأرجو من الدول الخليجية والعربية ممارسة المزيد من الضغط على المجتمع الدولي والدول الكبرى للتحرك بجدية أكبر ضد النظام الإيراني عبر الدفع بوسائل عديدة قد تحد من تعدي هذا النظام على المنطقة مثل فرض المزيد من العقوبات بأنواعها خاصة السياسية والعسكرية والاقتصادية، وإظهار الدعم الدولي للمقاومة الإيرانية الداخلية وتمكينها، واستغلال كافة الأحداث الدولية لتوجيه المزيد من التهم المدعومة بالأدلة ضد توجه إيران في المنطقة ونواياها المستقبلية بشأنها، والتسليط الإعلامي على تلك النوايا الخبيثة من خلال حملات إعلامية عالمية ومكثفة، فمن يريد بناء إمبراطورية في هذا الزمن فهناك ثمن كبير لا بد من أن يدفعه، وإيران تعيش حالياً مرحلة الإفلاس في كل شيء، ولكن المفلس دائماً يكابر خاصة إذا كان يعيش على أمجاد ماضٍ سحيق مثل إعادة الإمبراطورية الإيرانية أو الفارسية على وجه الدقة.