دعوة غريبة تلك التي وجهها نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع القطري خالد العطية بضرورة الحوار الشامل بين دول المنطقة وإيران لإنهاء الصراع والحروب، ومكمن الغرابة فيها هو توقيت هذه الدعوة في ظل الظروف الصعبة والسيئة التي تمر بها حالياً، وأيضاً الجهة التي يرغب العطية بالتحاور معها وهي إيران ونظامها المتزمت.
دول المنطقة وتحديداً الخليج العربي لم تكن أبداً ضد الجلوس على مائدة الحوار مع النظام الإيراني، حيث أقيمت هذه الحوارات في أكثر من مناسبة، ولكنها لم تأتِ بفائدة، فلا يمكن الدخول في حوار ومفاوضات مع نظام يستهدف أمن واستقرار المنطقة ويسعى جاهداً للسيطرة عليها ومد نفوذه فيها بأي وسيلة كانت ويضع ذلك ضمن أولوياته وأجنداته مثل النظام الإيراني، بل إن هذه النوعية من الحوارات هي مضيعة للوقت، حتى لو خرجت دول المنطقة بإمكانية التفاهم مع إيران والتوصل إلى نقاط مشتركة معها، فإن هذا النظام لا يلتزم فيها مستقبلاً، هو سرعان ما يخل بالاتفاقات والتفاهمات التي قد نخرج بها من هذا الحوار.
دعوة العطية التي صرح بها لموقع إيراني ونقلتها إحدى صحف بلاده، تذكرني بسؤال وجه لولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في أحد لقاءاته التلفزيونية حول إمكانية الحوار مع إيران، حيث قال سموه «كيف أتحاور مع نظام لديه قناعة بأن نظامه قائم على أيديولوجية متطرفة منصوص عليها في دستوره وفي وصية الخميني بأن يسيطر على العالم الإسلامي وينشر مذهبه إلى أن يظهر المهدي المنتظر.. كيف أتفاهم مع هكذا نظام؟»، «انتهى».
ثم إن العطية يدرك أن دول الخليج العربي جربت الحوار مع النظام الإيراني في بداية التسعينات بعد تحرير الكويت، وكان هاشمي رفسنجاني هو رئيس النظام آنذاك، ولقد ظن الجميع أن إيران قد تقبل بالحوار الحضاري وأن التفاهم معها ليس مستحيلاً، ولكن سرعان ما نسف هذا النظام مسألة حسن الظن فيه بمجرد تغير الرئيس، لتعود إيران إلى سابق عهدها في طمعها بالمنطقة، ولا غرابة في ذلك، فإذا كان دستور هذا النظام يجيز لها السيطرة على المنطقة باسم المذهب فكيف يمكن التوصل إلى سلام واستقرار معه؟ ثم إن هؤلاء الرؤساء المتعاقبين ليسوا سوى أداة بيد المرشد الأعلى لأنه هو المتحكم الحقيقي في إيران.
إذا كانت قطر ترى في الحوار مع إيران فرصاً لإقامة سلام دائم في المنطقة، فلماذا لم تقم إيران بمبادرات حقيقية تتعلق بإنهاء الخلاف بين قطر ودول الخليج العربي الثلاث المقاطعة؟ فقطر وإيران تعلمان صعوبة إقامة أي حوار في ظل الظروف الحالية بسبب المقاطعة، إلا إذا عاد النظام القطري لرشده، وأنهى بنفسه تلك القطيعة التي تسبب بها، ولكننا نعلم أنه لا توجد بوادر استجابة من قطر التي لاتزال معاندة، بل إنها تعمل على تصعيد هذه المقاطعة والدخول بها إلى نفق مظلم، فلا يمكن مع ذلك كله أن يأتي العطية بهذه الدعوة التي لا تتناسب والظروف الحالية التي تمر بها المنطقة.
إن كان العطية يريد أن يمارس دور» حمامة السلام» ويرغب في تقريب وجهات النظر بين إيران ودول المنطقة، فحري به أن يمارس هذا الدور مع دولته، ويسعى إلى إزالة الخلاف بينها وبين دول المقاطعة، فنحن كخليجيين تهمنا قطر وعودتها للحضن الخليجي مرة أخرى أكثر من الحوار مع النظام الإيراني الذي لا نرى منه أي بوادر للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة، فلايزال هذا النظام يتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ولايزال يحرض من هم في الداخل على أنظمة دولهم تحت مسميات واهية مثل المقاومة والممانعة، ولايزال يهرب الأسلحة للإرهابيين، ويشن حروباً على العرب، ويعيث فساداً في الأرض ويسعى إلى خرابها، بل إن البلاد نفسها لم تسلم من هذا النظام الذي يقمع شعبه بكل عنف ودون إنسانية لمجرد مطالبة الشعب بحقه للعيش بكرامة، فهل يصلح الحوار مع هذا النظام، رغم كل ذلك؟
دول المنطقة وتحديداً الخليج العربي لم تكن أبداً ضد الجلوس على مائدة الحوار مع النظام الإيراني، حيث أقيمت هذه الحوارات في أكثر من مناسبة، ولكنها لم تأتِ بفائدة، فلا يمكن الدخول في حوار ومفاوضات مع نظام يستهدف أمن واستقرار المنطقة ويسعى جاهداً للسيطرة عليها ومد نفوذه فيها بأي وسيلة كانت ويضع ذلك ضمن أولوياته وأجنداته مثل النظام الإيراني، بل إن هذه النوعية من الحوارات هي مضيعة للوقت، حتى لو خرجت دول المنطقة بإمكانية التفاهم مع إيران والتوصل إلى نقاط مشتركة معها، فإن هذا النظام لا يلتزم فيها مستقبلاً، هو سرعان ما يخل بالاتفاقات والتفاهمات التي قد نخرج بها من هذا الحوار.
دعوة العطية التي صرح بها لموقع إيراني ونقلتها إحدى صحف بلاده، تذكرني بسؤال وجه لولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في أحد لقاءاته التلفزيونية حول إمكانية الحوار مع إيران، حيث قال سموه «كيف أتحاور مع نظام لديه قناعة بأن نظامه قائم على أيديولوجية متطرفة منصوص عليها في دستوره وفي وصية الخميني بأن يسيطر على العالم الإسلامي وينشر مذهبه إلى أن يظهر المهدي المنتظر.. كيف أتفاهم مع هكذا نظام؟»، «انتهى».
ثم إن العطية يدرك أن دول الخليج العربي جربت الحوار مع النظام الإيراني في بداية التسعينات بعد تحرير الكويت، وكان هاشمي رفسنجاني هو رئيس النظام آنذاك، ولقد ظن الجميع أن إيران قد تقبل بالحوار الحضاري وأن التفاهم معها ليس مستحيلاً، ولكن سرعان ما نسف هذا النظام مسألة حسن الظن فيه بمجرد تغير الرئيس، لتعود إيران إلى سابق عهدها في طمعها بالمنطقة، ولا غرابة في ذلك، فإذا كان دستور هذا النظام يجيز لها السيطرة على المنطقة باسم المذهب فكيف يمكن التوصل إلى سلام واستقرار معه؟ ثم إن هؤلاء الرؤساء المتعاقبين ليسوا سوى أداة بيد المرشد الأعلى لأنه هو المتحكم الحقيقي في إيران.
إذا كانت قطر ترى في الحوار مع إيران فرصاً لإقامة سلام دائم في المنطقة، فلماذا لم تقم إيران بمبادرات حقيقية تتعلق بإنهاء الخلاف بين قطر ودول الخليج العربي الثلاث المقاطعة؟ فقطر وإيران تعلمان صعوبة إقامة أي حوار في ظل الظروف الحالية بسبب المقاطعة، إلا إذا عاد النظام القطري لرشده، وأنهى بنفسه تلك القطيعة التي تسبب بها، ولكننا نعلم أنه لا توجد بوادر استجابة من قطر التي لاتزال معاندة، بل إنها تعمل على تصعيد هذه المقاطعة والدخول بها إلى نفق مظلم، فلا يمكن مع ذلك كله أن يأتي العطية بهذه الدعوة التي لا تتناسب والظروف الحالية التي تمر بها المنطقة.
إن كان العطية يريد أن يمارس دور» حمامة السلام» ويرغب في تقريب وجهات النظر بين إيران ودول المنطقة، فحري به أن يمارس هذا الدور مع دولته، ويسعى إلى إزالة الخلاف بينها وبين دول المقاطعة، فنحن كخليجيين تهمنا قطر وعودتها للحضن الخليجي مرة أخرى أكثر من الحوار مع النظام الإيراني الذي لا نرى منه أي بوادر للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة، فلايزال هذا النظام يتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ولايزال يحرض من هم في الداخل على أنظمة دولهم تحت مسميات واهية مثل المقاومة والممانعة، ولايزال يهرب الأسلحة للإرهابيين، ويشن حروباً على العرب، ويعيث فساداً في الأرض ويسعى إلى خرابها، بل إن البلاد نفسها لم تسلم من هذا النظام الذي يقمع شعبه بكل عنف ودون إنسانية لمجرد مطالبة الشعب بحقه للعيش بكرامة، فهل يصلح الحوار مع هذا النظام، رغم كل ذلك؟