الزيارة التاريخية التي قام بها ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لجمهورية مصر العربية ولقاؤه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مطلع هذا الشهر، كان لها انعكاسها الإيجابي على نطاق واسع من الشعوب العربية، وارتياح عام لما تمخض عن تلكم الزيارة، والتي امتدت لثلاثة أيام، من اتفاقيات وتفاهمات اقتصادية وسياسية هامة سوف تؤتي ثمارها خيراً ونماءً على البلدين والمنطقة العربية والإسلامية.
أوجه شبه عديدة تجمع بين الزعيمين السيسي والأمير محمد بن سلمان، وأفكار متقاربة تشكل صفات كل منهما، فكلاهما ذو شخصية قوية وقيادية فذة تؤمن بالقومية العربية وحتمية الوحدة لمجابهة الأخطار المحدقة بالأمة، وكلاهما يسعى لرفعة بلاده وتطورها بعزيمة لا تلين وإصرار لا يفتر، وكلاهما لا تأخذه في الحق لومة لائم ولا يتردد في اتخاذ القرارات الصعبة والعلاج المر ما دام فيه خير البلاد والعباد، لذا فلا عجب إذا ما كانت لقاءات الزعيمين محط أنظار الجميع وتطلعات قلوبهم وتعلق عليها آمالهم، لما فيه خير الأمتين العربية والإسلامية، فالسعودية ومصر جناحا الأمة وأمنها القومي. اقتصادياً، شهدت الزيارة توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، شملت إنشاء العديد من المدن والمنتجعات السياحية والواجهات البحرية، كذلك إنشاء صندوق استثماري سعودي مصري بقيمة 10 مليارات دولار يهدف إلى خلق العديد من مناطق الجذب السياحية في مشروع «نيوم» بالتعاون مع الأردن، مما سينعكس إيجاباً في تنشيط الاقتصاد وخلق العديد من فرص العمل في البلدان صاحبة المشروع بصورة خاصة والمنطقة بصورة عامة.
سياسياً، جدد الزعيمان التزامهما الكامل بالعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي ومنع التدخلات الإقليمية في شؤون الدول العربية ومجابهة الإرهاب والفكر المنحرف بقوة وحسم، والعمل على نشر الإسلام الوسطي الذي يقبل الآخر ويتعايش معه وينفتح عليه. كذلك أكد الزعيمان على حرصهما على صون الأراضي العربية والعمل على حل المشاكل في جميع الدول العربية التي أصابها التمزق والانهيار وذلك عن طريق العمل الدبلوماسي الدؤوب لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء للتوصل لصيغة توافقية تضمن المحافظة على مؤسسات الدولة وإعادة ترميم ما تهدم منها حفاظاً على الدم العربي ووحدة الأراضي والعمل لاحقاً على إعادة توطين اللاجئين الذين شردتهم الحروب والأطماع الإقليمية في خيرات بلادهم ومكتسباتهم.
وتبقى فلسطين هي قضية العرب الأولى والشغل الشاغل في أي قلب يخفق بالعروبة، لذا فقد جدد الزعيمان ثبات موقفهما على أن الحل للقضية الفلسطينية هو المبادرة العربية للسلام التي أطلقها العاهل السعودي الراحل، المغفور له، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، عام 2002 والتي تدعو إلى قيام دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين والانسحاب الإسرائيلي من هضبة الجولان المحتلة. كما عبر الزعيمان عن رفضهما لقرار الإدارة الأمريكية مؤخراً بنقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، ودعا الزعيمان إلى أن يتم التعامل مع مسألة القدس حسب القوانين والقرارات الدولية الصادرة بشأنها.
إن لقاء الأمير محمد بن سلمان بالرئيس السيسي في هذا التوقيت الهام، وتطابق وجهات النظر في العديد من الملفات السياسية الساخنة يبشر بأن تتم حلحلة العديد منها خلال الفترة القادمة، وذلك لما للبلدين من ثقل إقليمي وعالمي قادر على التواصل مع مختلف الأطراف من أجل الوصول إلى صيغ سياسية تُنهي حالة الاقتتال الدائر حالياً من أجل إعادة بناء اللحمة العربية والتصدي لما يُحاك لها من مؤامرات تستهدف النيل من شعوبها واستنزاف مواردها وتثبيط عزمها على التطور والارتقاء بمجتمعاتها. ولا شك في أن القمة العربية القادمة في الرياض في أبريل المقبل سوف تشهد ضخ دماء جديدة في الجسم العربي المنهك وسوف تكتب شهادة وفاة مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تنادي به وتعمل له الأنظمة التي لا تريد لهذه الأمة خيراً ونماءً.
{{ article.visit_count }}
أوجه شبه عديدة تجمع بين الزعيمين السيسي والأمير محمد بن سلمان، وأفكار متقاربة تشكل صفات كل منهما، فكلاهما ذو شخصية قوية وقيادية فذة تؤمن بالقومية العربية وحتمية الوحدة لمجابهة الأخطار المحدقة بالأمة، وكلاهما يسعى لرفعة بلاده وتطورها بعزيمة لا تلين وإصرار لا يفتر، وكلاهما لا تأخذه في الحق لومة لائم ولا يتردد في اتخاذ القرارات الصعبة والعلاج المر ما دام فيه خير البلاد والعباد، لذا فلا عجب إذا ما كانت لقاءات الزعيمين محط أنظار الجميع وتطلعات قلوبهم وتعلق عليها آمالهم، لما فيه خير الأمتين العربية والإسلامية، فالسعودية ومصر جناحا الأمة وأمنها القومي. اقتصادياً، شهدت الزيارة توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، شملت إنشاء العديد من المدن والمنتجعات السياحية والواجهات البحرية، كذلك إنشاء صندوق استثماري سعودي مصري بقيمة 10 مليارات دولار يهدف إلى خلق العديد من مناطق الجذب السياحية في مشروع «نيوم» بالتعاون مع الأردن، مما سينعكس إيجاباً في تنشيط الاقتصاد وخلق العديد من فرص العمل في البلدان صاحبة المشروع بصورة خاصة والمنطقة بصورة عامة.
سياسياً، جدد الزعيمان التزامهما الكامل بالعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي ومنع التدخلات الإقليمية في شؤون الدول العربية ومجابهة الإرهاب والفكر المنحرف بقوة وحسم، والعمل على نشر الإسلام الوسطي الذي يقبل الآخر ويتعايش معه وينفتح عليه. كذلك أكد الزعيمان على حرصهما على صون الأراضي العربية والعمل على حل المشاكل في جميع الدول العربية التي أصابها التمزق والانهيار وذلك عن طريق العمل الدبلوماسي الدؤوب لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء للتوصل لصيغة توافقية تضمن المحافظة على مؤسسات الدولة وإعادة ترميم ما تهدم منها حفاظاً على الدم العربي ووحدة الأراضي والعمل لاحقاً على إعادة توطين اللاجئين الذين شردتهم الحروب والأطماع الإقليمية في خيرات بلادهم ومكتسباتهم.
وتبقى فلسطين هي قضية العرب الأولى والشغل الشاغل في أي قلب يخفق بالعروبة، لذا فقد جدد الزعيمان ثبات موقفهما على أن الحل للقضية الفلسطينية هو المبادرة العربية للسلام التي أطلقها العاهل السعودي الراحل، المغفور له، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، عام 2002 والتي تدعو إلى قيام دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين والانسحاب الإسرائيلي من هضبة الجولان المحتلة. كما عبر الزعيمان عن رفضهما لقرار الإدارة الأمريكية مؤخراً بنقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، ودعا الزعيمان إلى أن يتم التعامل مع مسألة القدس حسب القوانين والقرارات الدولية الصادرة بشأنها.
إن لقاء الأمير محمد بن سلمان بالرئيس السيسي في هذا التوقيت الهام، وتطابق وجهات النظر في العديد من الملفات السياسية الساخنة يبشر بأن تتم حلحلة العديد منها خلال الفترة القادمة، وذلك لما للبلدين من ثقل إقليمي وعالمي قادر على التواصل مع مختلف الأطراف من أجل الوصول إلى صيغ سياسية تُنهي حالة الاقتتال الدائر حالياً من أجل إعادة بناء اللحمة العربية والتصدي لما يُحاك لها من مؤامرات تستهدف النيل من شعوبها واستنزاف مواردها وتثبيط عزمها على التطور والارتقاء بمجتمعاتها. ولا شك في أن القمة العربية القادمة في الرياض في أبريل المقبل سوف تشهد ضخ دماء جديدة في الجسم العربي المنهك وسوف تكتب شهادة وفاة مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تنادي به وتعمل له الأنظمة التي لا تريد لهذه الأمة خيراً ونماءً.