مع بداية الأزمة الأمنية عام 2011، شدد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، خلال لقائنا مع سموه ضمن وفد من الشباب الناشطين والإعلاميين، على أن «القلم مسؤولية وواجب للدفاع عن وطنك البحرين وهذا وقتكم لتأكيد موقف الشعب البحريني الحقيقي»، واليوم، ونحن نتشرّف بلقائه منذ أيام ضمن عدد من النخب الفكرية والثقافية ونشطاء التواصل الاجتماعي، يؤكد لنا أهمية تسخير الكلمة للتقريب لا التفريق. كان يوماً مميزاً ذاك الذي نلتقي فيه بمن قهر أعداء البحرين، وظل كالجبل شامخاً مواصلاً في سيرته المضيئة وعطائه للبحرين وأهلها، محطماً مؤامراتهم بحنكة قائد وفراسة حكيم، لنسمع منه نصائح غالية لخدمة الوطن وتشريف اسم البحرين إلكترونياً. فقد تحدّث صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء خلال مجلسه العامر بكلام صريح للغاية، ويحمل الكثير من الحقائق والنصائح لمن قلبه على البحرين ويهتم أن يقدم البحرين على كل مصالحه وتوجهاته، لأن «البحرين أولاً». ومما تفضل به سموه في البداية: « إن هناك من يستغل الكثير من الأمور للعمل ضد مسيرة التنمية، وكفانا تجارب، فقد مرّت علينا أمور كثيرة تعلمنا منها وتصدينا لكثير من المواقف التي حاولت إيجاد التفرقة، فأنتم تعرفون مواقف شعب البحرين، هذا الشعب الحساس القوي الذي يقف دائماً مع قيادته، ونحن ضد الاستبداد والتسلط في الرأي». ومما قاله أيضاً: «عملت مع والدي -رحمه الله- وتعلّمت منه الكثير، فقد علمني أساس العلاقة القائمة بين الناس، ونشأنا على المحبة وتربينا عليها والمغفور له بإذنه الأمير عيسى، وكذلك جلالة الملك حمد حفظه الله اليوم يتبع خطى أبيه وجده الذين حملونا المسؤولية تجاه الناس، فأعطيناهم ولاءنا وخدمتنا لهذا الوطن، لذا يسيئنا اليوم من يحاول أو يعمل عكس ما نتمناه وضد ما علمنا إياه آباؤنا تجاه هذا الوطن ولا يمثل أخلاق وقيم وعادات المجتمع البحريني، ويجب ألا نتركه، ولن أقول ما يصح إلا الصحيح، إنما سأقول «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، وعلينا أن نتعلم ممن سبقنا من أهلنا أهل البحرين، وألا نترك مجالاً لمن يحاول أن يثير الفرقة أو يغير هوية المجتمع البحريني المحافظ على أخلاقه وقيمه». كما قال سموه للناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي: «يجب علينا أن نتحمل جميعنا المسؤولية، ولا بد أن يقوم كل شخص بدوره واحنا لكم سند.. خليفة بن سلمان منكم وإليكم». كلام سموه بهذه النبرة القريبة من الشباب، وتأكيد اهتمامه أنه على متابعة لكل ما يطرح في وسائل التواصل الاجتماعي -التي تعد اليوم منابر إعلامية من قضايا وآراء وأنه يتم الأخذ بكل ما يطرح- جاء لأجل حث الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بالالتزام بالقيم والأخلاق البحرينية المعروفة عن شعب مملكة البحرين، والابتعاد عن كل ما يسيء لعاداتنا وتقاليدنا وقيمنا ويشذ عن نهج حكام وشعب مملكة البحرين، فخدمة البحرين لا تقتصر على مجال معين، فحتى في الفضاء الإلكتروني لا بد أن يتم الالتزام بتمثيل البحرين خير تمثيل أمام هذا الفضاء الشاسع الذي تطّلع عليه كل شعوب العالم. فالبحريني يجب أن يكمل دور ما سار عليه شعب البحرين منذ عهد الأجداد في احترام الآخرين، وعدم التسلط والاستبداد بالرأي، وتفعيل الحوار البناء أمام من يحاولون تشويه سمعة وأخلاقيات المواطن البحريني بإيجاد الفرقة وإثارة النعرات، حتى وصل الأمر إلى القذف في الأعراض والطعن في الشرف وهدم المنازل وتحشيد الجموع لأجل النيل ممن لا يرضخ لتوجهاتهم، فهناك من انغمس في عالم التكسّب «مادياً» من سوق الصراعات الحاصلة لأجل تجنيد مجموعاته و»شلته التي تقدم مصالحها على مصلحة الوطن ووحدة الشعب» لمن يدفع أكثر!. بل وصل الأمر للبعض إلى محاولات شن حروب نفسية خطيرة ومدمرة على أي شخص ينشط في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك عند شعورهم أنه بات منافساً لهم أو سيسحب البساط منهم، خاصة إن كان يعمل بدون مقابل مثلهم، فهو «يعريهم ويكشف ترزّقهم وزيف مبادئهم» أمام من يدفع لهم، حتى ابتعد الكثير من المغردين الوطنيين عن هذه الساحة جرّاء المشاكل والمؤامرات التي جاءت لهم، والابتزاز بالتشهير بهم، وتأليف القصص عليهم، ورميهم بأبشع الألفاظ والمصطلحات السوقية، وشن حملات حتى يتوقف عن عطائه واجتهاده بالدفاع عن البحرين وطرح القضايا، وحتى اضطرت الكثير من المغردات خاصة للجوء إلى عدم الظهور بأسمائهن الحقيقية أو التغريد تحت هوية مغرد رجل!! فهناك من تمادى لدرجة المرض ولحد التسلل إلى حياة هذا الناشط الشخصية والمهنية وإيذائه على هذين المستويين حتى يترك الساحة لهم، وهذا أمر مؤسف لم نكن لنعهده قبل عدة سنوات! هناك أيضاً من كونه يعمل في موقع وظيفي قد لا يسمح له أن يظهر باسمه وشخصيته الحقيقية أخذ يستهدف، وفق «عقد النقص وعدم إثبات الذات والرضا» وجرّاء فشله الدراسي أو المهني أو الشخصي، من يراه ناجحاً في هذه المجالات لدرجة مراقبته في كل شؤون حياته الخاصة والعامة، ومحاولة النيل منه والتسبب له بالمشاكل بأي طريقة كانت رغبة في جعله فاشلاً مثله!. هناك حاجة لضبط مثل هذه المجموعات الخفية التي باتت كالوباء، والتي كشفت لنا عن أمراض نفسية عند البعض ما كنا لنعرفها إلا بتصرفاتهم المؤذية، وهناك حاجة لمحاسبة من يمولهم ويدفع لهم لأجل إلحاق الضرر بالآخرين، وتلميع شخوص معينة، ومحاربة كل من لا يؤيدهم ويسير على نهجهم غير الأخلاقي ومصطلحاتهم السوقية، فساحة البحرين الإلكترونية يجب أن تكون ملكاً للجميع ولمصلحة البحرين أولاً، ويجب الدفاع عنها، لا أن تكون محتكرة من قبل من لا يودون أن ينشط ويتكلم غيرهم، ومن شوهوا صورة شعب البحرين إلكترونياً ويعملون «السبع العجايب وما لا يخطر على فكر إبليس حتى» لإيذاء الآخرين واستهدافهم!* إحساس عابر:خلال أزمة البحرين 2011، ورغم أن وقت لقائنا بسمو رئيس الوزراء انتهى ونحن نهم بالسلام على سموه لتوديعه، وقف سموه لأكثر من ساعة يستمع إلينا كشباب ويتعرّف على ما في خواطرنا، ومن الكلمات التي لا ننساه لسموه حينما قلنا له «هناك خطوط حمراء في الصحافة تمنعنا من أن نتقدم أكثر ونوضح حقائق البحرين»، فقال لنا سموه مبتسماً «الخطوط الحمراء في الصحافة اجعلوها خضراء». شكراً الأمير خليفة بن سلمان، لأنك أخضر العطاء دائماً للشباب.