رائدة جداً فكرة أن يتبنى معالي وزير الداخلية إنشاء لجنة لتعزيز الولاء الوطني، ورائد جداً اختيار نخبة من أبناء البحرين من مختلف التخصصات لبدء عمل هذه اللجنة التي وُضعت لها محاور رئيسة بغية الوصول إلى هدفها الواضح وهو إشاعة الولاء والهوية البحرينية في مملكة البحرين.
كتبت سابقاً وعبرت عبر هذه المساحة البسيطة عن رأيي المتواضع حول هويتنا المحلية وعن وجوب أن تقوم كل جهة من الجهات الرسمية والمدنية بلعب دور من أجل تعزيز مبدأ الولاء والهوية الوطنية.
وعرجت في مقال سابق على تعريف الهوية الوطنية والتي يقصد بها «مجموع السمات والخصائص المشتركة التي تميز أمةً أو مجتمعاً أو وطناً معيناً عن غيره، يعتزّ بها وتشكل جوهر وجوده وشخصيته المتميزة»، وطرحت تساؤلاً مفتوحاً حول «ما هي السمات التي تميز «البحرينيين»؟ وهل ما زالت هذه السمات موجودة؟ لا سيما في ظل وجود تغيرات ديمغرافية لا يجب أن ننكرها أو نتبرأ منها؟
البحرين منذ قديم الزمان دولة منفتحة، متنوعة، تعايش أهلها وتمازجوا وأفرزوا لنا نسيجاً متناغماً يحمل سمات معينة يتميز بها أهل البحرين من «الطيبة والكرم، والثقافة العالية، والرقي الأخلاقي والحضاري»، وأعتقد أن التنوع جزء من هوية البحرين، وإن من يعتبر التغيرات الديمغرافية الجديدة «شيء جديد» هو إنسان لم يتعمق في تاريخ البحرين، ولكن!! هناك فكر جديد، فكر إقصائي لدى «البعض» للأسف، الذي يرى من نفسه «أصيلاً» ويرى غيره من المواطنين «مواطنين جدداً».. ولا أعتقد أن المشكلة في المسميات بقدر ما هي في «الفكر الاقصائي»، الذي يحاول أن يقصي الآخر ويبعده عن المشهد باعتباره جزءاً حديثاً ولا ينتمي إلى جسد البحرين بصلة!! ليس هذا فحسب، بل إنه يُنفر الجزء الجديد من الاختلاط والامتزاج معه لخلق تكامل صحي للمجتمع.
ولكي أوضح الصورة أقرب، فلنتخيل طفلاً عاش على أرض هذه المملكة الطيبة والمرحبة بالجميع، وكبر هذا الطفل في كنف والديه من «مكتسبي شرف الجنسية البحرينية»، وعندما وصل الطفل إلى عمر معين وبدأ الاختلاط بالجيران والأصدقاء، قالوا له إنك «مجنس»، وعندما ذهب إلى المدرسة ذكره زملاؤه بأنه «مجنس»، وعندما بدأ بمحاولة الكلام «باللهجة البحرينية» قالوا له: «لا تحاول.. فأنت مجنس».. وعندما تفوق أو حقق منجزاً، ترك الناس المنجز وتحدثوا عن «أصله.. وأنه مجنس»، وعندما كبر أكثر وراح يخطب بنت جيرانهم فقيل له «أنت مو من مواخذينا .. فانت مجنس»!! وتستمر قصة هذا الشخص الذي بدأ يشعر لسنوات بأنه كالعضو الذي يرفض الجسم تقبله!!
أسمع بصورة شبه يومية عن ممارسات دخيلة على مجتمعاتنا، ومثلي مثل غيري، انزعج لبعض التصرفات التي لا تتوافق مع سمات المجتمع البحريني، وكم آمل أن يتسع صدر كل فرد وكل مؤسسة لأن تقوم بدورها في محاولة احتواء هؤلاء وتصحيح هذه المفاهيم لديهم، وكم أتمنى أن تكون هناك قوانين أكثر وضوحاً تقدم لكل وافد لبلادنا البحرين سواء أكان ضمن خانة مكتسبي شرف الجنسية البحرينية أو من ضمن الوافدين المؤقتين الذين بلا شك سيقضون عدداً من السنوات في العمل والتكسب في البحرين، وكم آمل ألا نخجل أو ندفن رأسنا في التراب وأن نتنكر لدراسة الوضع الراهن بصورة واقعية وعلمية وعملية.. فذاك الصغير الذي ذكرت لكم مثاله.. إذا كبر وشعر بأنه منبوذ من مجتمعه سيصبح بلا شك فريسة سهلة لأي جهة تخاطب وده وولاء وتدعوه للانتماء لها.
وهذه دعوة للتفكر أتركها للسادة الكرام، أعضاء هذه اللجنة الرائدة للتفكر فيها وإدراجها على قائمة مهامهم التي سيقومون بها بنجاح واقتدار بإذن الله وبفضل مساندة الجميع لهم.
كتبت سابقاً وعبرت عبر هذه المساحة البسيطة عن رأيي المتواضع حول هويتنا المحلية وعن وجوب أن تقوم كل جهة من الجهات الرسمية والمدنية بلعب دور من أجل تعزيز مبدأ الولاء والهوية الوطنية.
وعرجت في مقال سابق على تعريف الهوية الوطنية والتي يقصد بها «مجموع السمات والخصائص المشتركة التي تميز أمةً أو مجتمعاً أو وطناً معيناً عن غيره، يعتزّ بها وتشكل جوهر وجوده وشخصيته المتميزة»، وطرحت تساؤلاً مفتوحاً حول «ما هي السمات التي تميز «البحرينيين»؟ وهل ما زالت هذه السمات موجودة؟ لا سيما في ظل وجود تغيرات ديمغرافية لا يجب أن ننكرها أو نتبرأ منها؟
البحرين منذ قديم الزمان دولة منفتحة، متنوعة، تعايش أهلها وتمازجوا وأفرزوا لنا نسيجاً متناغماً يحمل سمات معينة يتميز بها أهل البحرين من «الطيبة والكرم، والثقافة العالية، والرقي الأخلاقي والحضاري»، وأعتقد أن التنوع جزء من هوية البحرين، وإن من يعتبر التغيرات الديمغرافية الجديدة «شيء جديد» هو إنسان لم يتعمق في تاريخ البحرين، ولكن!! هناك فكر جديد، فكر إقصائي لدى «البعض» للأسف، الذي يرى من نفسه «أصيلاً» ويرى غيره من المواطنين «مواطنين جدداً».. ولا أعتقد أن المشكلة في المسميات بقدر ما هي في «الفكر الاقصائي»، الذي يحاول أن يقصي الآخر ويبعده عن المشهد باعتباره جزءاً حديثاً ولا ينتمي إلى جسد البحرين بصلة!! ليس هذا فحسب، بل إنه يُنفر الجزء الجديد من الاختلاط والامتزاج معه لخلق تكامل صحي للمجتمع.
ولكي أوضح الصورة أقرب، فلنتخيل طفلاً عاش على أرض هذه المملكة الطيبة والمرحبة بالجميع، وكبر هذا الطفل في كنف والديه من «مكتسبي شرف الجنسية البحرينية»، وعندما وصل الطفل إلى عمر معين وبدأ الاختلاط بالجيران والأصدقاء، قالوا له إنك «مجنس»، وعندما ذهب إلى المدرسة ذكره زملاؤه بأنه «مجنس»، وعندما بدأ بمحاولة الكلام «باللهجة البحرينية» قالوا له: «لا تحاول.. فأنت مجنس».. وعندما تفوق أو حقق منجزاً، ترك الناس المنجز وتحدثوا عن «أصله.. وأنه مجنس»، وعندما كبر أكثر وراح يخطب بنت جيرانهم فقيل له «أنت مو من مواخذينا .. فانت مجنس»!! وتستمر قصة هذا الشخص الذي بدأ يشعر لسنوات بأنه كالعضو الذي يرفض الجسم تقبله!!
أسمع بصورة شبه يومية عن ممارسات دخيلة على مجتمعاتنا، ومثلي مثل غيري، انزعج لبعض التصرفات التي لا تتوافق مع سمات المجتمع البحريني، وكم آمل أن يتسع صدر كل فرد وكل مؤسسة لأن تقوم بدورها في محاولة احتواء هؤلاء وتصحيح هذه المفاهيم لديهم، وكم أتمنى أن تكون هناك قوانين أكثر وضوحاً تقدم لكل وافد لبلادنا البحرين سواء أكان ضمن خانة مكتسبي شرف الجنسية البحرينية أو من ضمن الوافدين المؤقتين الذين بلا شك سيقضون عدداً من السنوات في العمل والتكسب في البحرين، وكم آمل ألا نخجل أو ندفن رأسنا في التراب وأن نتنكر لدراسة الوضع الراهن بصورة واقعية وعلمية وعملية.. فذاك الصغير الذي ذكرت لكم مثاله.. إذا كبر وشعر بأنه منبوذ من مجتمعه سيصبح بلا شك فريسة سهلة لأي جهة تخاطب وده وولاء وتدعوه للانتماء لها.
وهذه دعوة للتفكر أتركها للسادة الكرام، أعضاء هذه اللجنة الرائدة للتفكر فيها وإدراجها على قائمة مهامهم التي سيقومون بها بنجاح واقتدار بإذن الله وبفضل مساندة الجميع لهم.