استكمالاً لحديثنا عن مركز الاتصال الوطني واللقاء الذي نظمه وزير الإعلام علي بن محمد الرميحي والمدير التنفيذي للمركز د.محمد بهزاد مع جمع من أعضاء السلطة التشريعية والصحافة مؤخراً، فإننا نؤكد أن سلاح الإعلام الجديد اليوم يتمثل في كيفية التعامل مع القالب الإخباري الأكثر تأثيراً والأسرع وصولاً وانتشاراً وهو القصة الإخبارية أو الإنسانية «الفيتشر»، فهو الأقرب اليوم وعادة ما تستخدمه المنظمات الحقوقية والمؤسسات الإعلامية الدولية كسلاح إعلامي في تعزيز الصورة النمطية لدول أو تشويه الصورة النمطية لدول أخرى.
أقرب مثال على هذا الكلام، أن كثيراً من المنظمات المشبوهة ودكاكين حقوق الإنسان جندت جهودها سنين طويلة مضت لتعزيز صورة نمطية مسيئة عن السعودية، واليوم ولله الحمد نرى أن مراكز الاتصال السعودية قد نجحت في تفنيد هذه التهم و»تأريخ» جهود المملكة العربية السعودية للقضاء على الإرهاب، أي أنها عملت وفق «نظرية عكس النقيض» أي تحويل قضايا مهاجمتها وفق هذه الصورة النمطية السلبية إلى قضايا دعمها وإثارة الفضول حول التجربة السعودية في دعم أمن المنطقة وخطواتها الدبلوماسية الكبيرة وتحركات قادتها.
كان ذلك التحدي الكبير الذي تواجهه السعودية وكانت تلك أزمة الصورة النمطية لديها، في مملكة البحرين تبدو مسألة أزمة الصورة النمطية معقدة أكثر، هناك حاجة أولاً لأن تكون الصورة النمطية عن البحرين في الداخل والخارج واحدة ومتطابقة، وأن تكون القصة البحرينية موحدة «كما تصل للجمهور الداخلي تصل للجمهور الخارجي» ومتى ما استطاع المركز تحقيق هذا الهدف الجبار والإيفاء بهذه المعادلة الصعبة للغاية متى ما استطاع وضع حجر الأساس لخارطة الاتصال البحريني الخارجي الذي من الممكن أن نبني عليه لاحقاً الكثير، فللأسف بعض شرائح الجمهور الداخلي لمملكة البحرين مغرر بها من قبل جهتين، الأولى عملاء إيران، والثانية جمهور مصنف على شريحة شرفاء البحرين، لكنه متأثر بخطابات تنظيم الحمدين قطر، الاتصالية المضللة وغير المباشرة والتي تستهدف خلق استياء عام من الدولة، وبث رسائل وشائعات مغرضة للتأثير على مسائل الولاء والهوية الوطنية، وبرأينا هذه أخطر الأدوات الاتصالية التي يقوم عليها أعداء البحرين، فإن كنا قد انتهينا من أزمتنا الأمنية لكن أزمة الصورة النمطية الداخلية والخارجية في البحرين لاتزال مستمرة.
ما يلفت الانتباه و»يبشر بالخير» عموماً أن أهداف مركز الاتصال الوطني هي «سرد القصة البحرينية، وبث الأمل والروح الإيجابية، والتفاف البحرينيين حول المصالح الوطنية، وتعزيز الثقة في المسيرة الإصلاحية، وتقوية البحرين كشريك متساوٍ فعال وملتزم في المنطقة، وتقوية مكانة البحرين كوجهة مزدهرة للسياحة والأعمال، وتدعيم مصداقية البحرين ومكانتها في المجتمع الدولي».
أهداف المركز الاتصالية هذه كلها عناوين لافتة للاهتمام وتدخل ضمن منهجية تعزيز التنمية الاتصالية والرقمية التي باتت اليوم أحد أعمدة تقدم الدول وتطورها، مسألة إنشاء مراكز الاتصال هذه وتسخير كافة الجهود لدعمها بالمناسبة لم تعد مسألة اختيارية أو ترفيهية للدول بل إجبارية، فمراكز الاتصال باتت اليوم أشبه بحصن الدولة الذي يقوي مكانتها وبنفس الوقت يحميها من أية هجمات إعلامية وحملات إلكترونية مضللة، مثل هذه المراكز اليوم تهتم بها الدول كما تهتم بجهاتها الأمنية والدفاعية الحساسة، فهي حصن دفاعي إلكتروني خطير إن أحسنا استغلاله وتوجيهه، كما أن الجسور التي تمدها هذه المراكز مع وكالات الأنباء والمؤسسات الصحافية والإعلامية الإقليمية والعالمية من خلال تزويدها بالأخبار والمعلومات الصحيحة والرد على أي تقارير مسيئة أو معلومات مغلوطة وتصحيحها، خطوات وقائية قبل أن تكون ترويجية أو تسويقية لصورة الدولة النمطية.
مركز الاتصال الوطني الذي يأتي لتوحيد الخطاب الإعلامي الحكومي وإبرازه محلياً وخارجياً من خلال تعميق الشراكة بين الأجهزة الرسمية والمؤسسات الوطنية والانفتاح على وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية ورصد وتحليل الأخبار والبيانات وإيجاد حلقة وصل بين الإعلام المحلي والعالمي في نشر الحقائق والمعلومات، ونقول إن مملكة البحرين فعلاً بحاجة إلى إيجاد شبكة اتصالية داخلية منظمة تعمل على توحيد خطاباتها الإعلامية الحكومية وبثها للخارج بسرعة تسابق الضوء خاصة خلال الأزمات ومد الجمهور الداخلي، أي المواطنين والمقيمين، بكافة المعلومات التي من شأنها أن تعزز تدعيم هذه الخطابات ونشرها على مستوى لا انتهاء له في الفضاء الإلكتروني.
من العناوين اللافتة كذلك، أن المركز يسعى لتدعيم دوره كعنصر أساس في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره وإطلاع الرأي العام المحلي والعالمي على حقائق الإنجازات التنموية والحضارية الشاملة والمتواصلة، وهذه الأهداف لها أبعاد أمنية هامة تتعلق بالأمن القومي وسيادة الدولة والحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي البحريني، ولعل تجربة الفوضى الإلكترونية مؤخراً خير دليل على أهمية تفعيل هذه الأهداف، فالتحدي الذي تواجهه البحرين وستظل تواجهه دائماً هو إدارة الاتصال في أوقات الأزمات وكيفية قيادة دفة الاتصال إلى بر النجاح وتحويل أي أزمة تختلق لصالحنا، فلعل ما تفضل به المدير التنفيذي للمركز د.بهزاد يؤكد ذلك حينما قال: عندما ينشر خبر مسيء للبحرين ثم يتم التواصل معهم ومدهم بالحقائق ويغيرونه، فهنا الاتصال يكون تأثيره أقوى ويلفت النظر أسرع، لذا فالتحدي القائم هو القدرة على الاستمرار وتقوية التفاعل مع الإعلام الخارجي.
نؤمن كما أن هناك فرصاً ضائعة لم تستغل للترويج عن القصة البحرينية الواقعية هناك فرص ثمينة قادمة ستأتي، وأن أزمة البحرين الأمنية على مساوئها إلا أننا سنستطيع يوماً استغلالها في تطبيق «نظرية عكس النقيض» معها وجعل القصة البحرينية القادمة التي تروج عنا هي قصة نجاح البحرينيين في الالتفاف حول المصالح الوطنية والانتصار على أعداء البحرين.
أقرب مثال على هذا الكلام، أن كثيراً من المنظمات المشبوهة ودكاكين حقوق الإنسان جندت جهودها سنين طويلة مضت لتعزيز صورة نمطية مسيئة عن السعودية، واليوم ولله الحمد نرى أن مراكز الاتصال السعودية قد نجحت في تفنيد هذه التهم و»تأريخ» جهود المملكة العربية السعودية للقضاء على الإرهاب، أي أنها عملت وفق «نظرية عكس النقيض» أي تحويل قضايا مهاجمتها وفق هذه الصورة النمطية السلبية إلى قضايا دعمها وإثارة الفضول حول التجربة السعودية في دعم أمن المنطقة وخطواتها الدبلوماسية الكبيرة وتحركات قادتها.
كان ذلك التحدي الكبير الذي تواجهه السعودية وكانت تلك أزمة الصورة النمطية لديها، في مملكة البحرين تبدو مسألة أزمة الصورة النمطية معقدة أكثر، هناك حاجة أولاً لأن تكون الصورة النمطية عن البحرين في الداخل والخارج واحدة ومتطابقة، وأن تكون القصة البحرينية موحدة «كما تصل للجمهور الداخلي تصل للجمهور الخارجي» ومتى ما استطاع المركز تحقيق هذا الهدف الجبار والإيفاء بهذه المعادلة الصعبة للغاية متى ما استطاع وضع حجر الأساس لخارطة الاتصال البحريني الخارجي الذي من الممكن أن نبني عليه لاحقاً الكثير، فللأسف بعض شرائح الجمهور الداخلي لمملكة البحرين مغرر بها من قبل جهتين، الأولى عملاء إيران، والثانية جمهور مصنف على شريحة شرفاء البحرين، لكنه متأثر بخطابات تنظيم الحمدين قطر، الاتصالية المضللة وغير المباشرة والتي تستهدف خلق استياء عام من الدولة، وبث رسائل وشائعات مغرضة للتأثير على مسائل الولاء والهوية الوطنية، وبرأينا هذه أخطر الأدوات الاتصالية التي يقوم عليها أعداء البحرين، فإن كنا قد انتهينا من أزمتنا الأمنية لكن أزمة الصورة النمطية الداخلية والخارجية في البحرين لاتزال مستمرة.
ما يلفت الانتباه و»يبشر بالخير» عموماً أن أهداف مركز الاتصال الوطني هي «سرد القصة البحرينية، وبث الأمل والروح الإيجابية، والتفاف البحرينيين حول المصالح الوطنية، وتعزيز الثقة في المسيرة الإصلاحية، وتقوية البحرين كشريك متساوٍ فعال وملتزم في المنطقة، وتقوية مكانة البحرين كوجهة مزدهرة للسياحة والأعمال، وتدعيم مصداقية البحرين ومكانتها في المجتمع الدولي».
أهداف المركز الاتصالية هذه كلها عناوين لافتة للاهتمام وتدخل ضمن منهجية تعزيز التنمية الاتصالية والرقمية التي باتت اليوم أحد أعمدة تقدم الدول وتطورها، مسألة إنشاء مراكز الاتصال هذه وتسخير كافة الجهود لدعمها بالمناسبة لم تعد مسألة اختيارية أو ترفيهية للدول بل إجبارية، فمراكز الاتصال باتت اليوم أشبه بحصن الدولة الذي يقوي مكانتها وبنفس الوقت يحميها من أية هجمات إعلامية وحملات إلكترونية مضللة، مثل هذه المراكز اليوم تهتم بها الدول كما تهتم بجهاتها الأمنية والدفاعية الحساسة، فهي حصن دفاعي إلكتروني خطير إن أحسنا استغلاله وتوجيهه، كما أن الجسور التي تمدها هذه المراكز مع وكالات الأنباء والمؤسسات الصحافية والإعلامية الإقليمية والعالمية من خلال تزويدها بالأخبار والمعلومات الصحيحة والرد على أي تقارير مسيئة أو معلومات مغلوطة وتصحيحها، خطوات وقائية قبل أن تكون ترويجية أو تسويقية لصورة الدولة النمطية.
مركز الاتصال الوطني الذي يأتي لتوحيد الخطاب الإعلامي الحكومي وإبرازه محلياً وخارجياً من خلال تعميق الشراكة بين الأجهزة الرسمية والمؤسسات الوطنية والانفتاح على وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية ورصد وتحليل الأخبار والبيانات وإيجاد حلقة وصل بين الإعلام المحلي والعالمي في نشر الحقائق والمعلومات، ونقول إن مملكة البحرين فعلاً بحاجة إلى إيجاد شبكة اتصالية داخلية منظمة تعمل على توحيد خطاباتها الإعلامية الحكومية وبثها للخارج بسرعة تسابق الضوء خاصة خلال الأزمات ومد الجمهور الداخلي، أي المواطنين والمقيمين، بكافة المعلومات التي من شأنها أن تعزز تدعيم هذه الخطابات ونشرها على مستوى لا انتهاء له في الفضاء الإلكتروني.
من العناوين اللافتة كذلك، أن المركز يسعى لتدعيم دوره كعنصر أساس في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره وإطلاع الرأي العام المحلي والعالمي على حقائق الإنجازات التنموية والحضارية الشاملة والمتواصلة، وهذه الأهداف لها أبعاد أمنية هامة تتعلق بالأمن القومي وسيادة الدولة والحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي البحريني، ولعل تجربة الفوضى الإلكترونية مؤخراً خير دليل على أهمية تفعيل هذه الأهداف، فالتحدي الذي تواجهه البحرين وستظل تواجهه دائماً هو إدارة الاتصال في أوقات الأزمات وكيفية قيادة دفة الاتصال إلى بر النجاح وتحويل أي أزمة تختلق لصالحنا، فلعل ما تفضل به المدير التنفيذي للمركز د.بهزاد يؤكد ذلك حينما قال: عندما ينشر خبر مسيء للبحرين ثم يتم التواصل معهم ومدهم بالحقائق ويغيرونه، فهنا الاتصال يكون تأثيره أقوى ويلفت النظر أسرع، لذا فالتحدي القائم هو القدرة على الاستمرار وتقوية التفاعل مع الإعلام الخارجي.
نؤمن كما أن هناك فرصاً ضائعة لم تستغل للترويج عن القصة البحرينية الواقعية هناك فرص ثمينة قادمة ستأتي، وأن أزمة البحرين الأمنية على مساوئها إلا أننا سنستطيع يوماً استغلالها في تطبيق «نظرية عكس النقيض» معها وجعل القصة البحرينية القادمة التي تروج عنا هي قصة نجاح البحرينيين في الالتفاف حول المصالح الوطنية والانتصار على أعداء البحرين.