صاحب فكرة مشروع «قناة سلوى» أو «قناة محمد بن زايد» كما سماها البعض الآخر يستحق الأوسكار عليها، فهي الفكرة الأكثر جهنمية في التاريخ المعاصر.
بصراحة لم تخطر على بال أحد لكنها فكرة قابلة للتطبيق وتفتح الممر المائي للمملكة العربية السعودية وتمكنها من اتقاء شر ما يأتي من هذه الجزيرة.
ثم إن فكرة بناء قاعدة عسكرية في الجزء السعودي المتبقي مما «اتقطع» فكرة جهنمية هي الأخرى ولكنها تجعل من أي أحلام طوباوية لأي دولة تريد أن تمتطي من جعل نفسه مطية كهذه الدولة، يجعلها تفكر مرتين من محاذاة قاعدة عسكرية سعودية.
بغض النظر عن الكلفة العالية لتنفيذ مشروع كهذا كعائق يحول بينها وبين تنفيذها، كما لمح البعض، إلا أن مجرد احتمال تنفيذها يشكل سابقة تاريخية وجغرافية على حد سواء، وفي النهاية دعك من تنفيذها من عدمه، إلا أن وجود الفكرة بحد ذاتها مرعبة لقطر، فهي تحيلها من دولة تقع على شبه جزيرة إلى دولة تقع على جزيرة وتقلص من حدودها المائية فلا تترك لها إلا منفذاً شمالياً، وتجعل ارتباطها بالبر كما كانت منذ نشأتها مرهوناً بموافقة المملكة العربية السعودية، إنها فكرة تعزل قطر عن تاريخها وجغرافيتها السابقة.
العزلة الأكبر والتي تؤلمنا حقاً هي عزلة الشعب القطري الشقيق عن محيطة الخليجي، عزلة تقيده في حله وترحاله عنا، عزلة أرغمت دولنا عليها وما كان بودنا أن تحدث، عزلة اجتماعية أكثر منها عزلة مرور أو حراك، بعد أن حول نظام الحمدين الجواز القطري وثيقة يمنحها لنقل الإرهابيين إلى دولنا. بعد فكرة حفر القناة العزلة زادت حتى قبل التنفيذ لأن القربة والعلاقات الاجتماعية والقناعة بأننا الخليجيين شعب واحد كانت تزيح الحدود المصطنعة بيننا، فإن انتفت هذه القناعة وحلت محلها الشكوك وعدم الثقة فإن تلك الحدود تصبح جدراناً عازلة حتى لو لم تبنى.
وبهذه الفكرة الجهنمية التي لم تخطر على بال القطريين أبداً أرادت المملكة العربية السعودية أن تذكر قطر بواقعها الجغرافي الذي تجاهلته، وبحدودها وحجمها السياسي قبل حجمها الجغرافي.
فإن كانت قطر تناشد العالم وتطالبهم بالضغط على دول التحالف لوقف المقاطعة، فماذا ستفعل الآن؟ إنها اليوم ستناشد العالم لمنع السعودية من تنفيذ مشروعها، والقراران «المقاطعة ومشروع القناة» حق تمارسه السعودية على سيادة أرضها وليس لأحد أن يمنعها.
ولا ندري ما الذي سيتفتق عنه ذهن عزمي بشارة الآن لوقف المارد السعودي من التمدد قوة وعظمة؟ بعد أن فشلت مليارات الدولارات في إفساد صورته لدى المجتمع الدولي، فحدث العكس، وبعد أن فشلت تلك المليارات في الضغط عليها للتراجع عن قرار المقاطعة؟ هل ستنجح في منعها من شق القناة؟
{{ article.visit_count }}
بصراحة لم تخطر على بال أحد لكنها فكرة قابلة للتطبيق وتفتح الممر المائي للمملكة العربية السعودية وتمكنها من اتقاء شر ما يأتي من هذه الجزيرة.
ثم إن فكرة بناء قاعدة عسكرية في الجزء السعودي المتبقي مما «اتقطع» فكرة جهنمية هي الأخرى ولكنها تجعل من أي أحلام طوباوية لأي دولة تريد أن تمتطي من جعل نفسه مطية كهذه الدولة، يجعلها تفكر مرتين من محاذاة قاعدة عسكرية سعودية.
بغض النظر عن الكلفة العالية لتنفيذ مشروع كهذا كعائق يحول بينها وبين تنفيذها، كما لمح البعض، إلا أن مجرد احتمال تنفيذها يشكل سابقة تاريخية وجغرافية على حد سواء، وفي النهاية دعك من تنفيذها من عدمه، إلا أن وجود الفكرة بحد ذاتها مرعبة لقطر، فهي تحيلها من دولة تقع على شبه جزيرة إلى دولة تقع على جزيرة وتقلص من حدودها المائية فلا تترك لها إلا منفذاً شمالياً، وتجعل ارتباطها بالبر كما كانت منذ نشأتها مرهوناً بموافقة المملكة العربية السعودية، إنها فكرة تعزل قطر عن تاريخها وجغرافيتها السابقة.
العزلة الأكبر والتي تؤلمنا حقاً هي عزلة الشعب القطري الشقيق عن محيطة الخليجي، عزلة تقيده في حله وترحاله عنا، عزلة أرغمت دولنا عليها وما كان بودنا أن تحدث، عزلة اجتماعية أكثر منها عزلة مرور أو حراك، بعد أن حول نظام الحمدين الجواز القطري وثيقة يمنحها لنقل الإرهابيين إلى دولنا. بعد فكرة حفر القناة العزلة زادت حتى قبل التنفيذ لأن القربة والعلاقات الاجتماعية والقناعة بأننا الخليجيين شعب واحد كانت تزيح الحدود المصطنعة بيننا، فإن انتفت هذه القناعة وحلت محلها الشكوك وعدم الثقة فإن تلك الحدود تصبح جدراناً عازلة حتى لو لم تبنى.
وبهذه الفكرة الجهنمية التي لم تخطر على بال القطريين أبداً أرادت المملكة العربية السعودية أن تذكر قطر بواقعها الجغرافي الذي تجاهلته، وبحدودها وحجمها السياسي قبل حجمها الجغرافي.
فإن كانت قطر تناشد العالم وتطالبهم بالضغط على دول التحالف لوقف المقاطعة، فماذا ستفعل الآن؟ إنها اليوم ستناشد العالم لمنع السعودية من تنفيذ مشروعها، والقراران «المقاطعة ومشروع القناة» حق تمارسه السعودية على سيادة أرضها وليس لأحد أن يمنعها.
ولا ندري ما الذي سيتفتق عنه ذهن عزمي بشارة الآن لوقف المارد السعودي من التمدد قوة وعظمة؟ بعد أن فشلت مليارات الدولارات في إفساد صورته لدى المجتمع الدولي، فحدث العكس، وبعد أن فشلت تلك المليارات في الضغط عليها للتراجع عن قرار المقاطعة؟ هل ستنجح في منعها من شق القناة؟