قبل نحو عام، أطلقت الولايات المتحدة 59 صاروخ توماهوك على قاعدة الشعيرات وهي تلك القاعدة التي انطلقت منها طائرات النظام السوري لشن هجوم كيماوي على مدنيين في منطقة خان شيخون بريف منطقة إدلب، وها هي قوات الدول الثلاث «أمريكا وبريطانيا وفرنسا» تطلق ما بين 100-120 صاروخاً قبل أيام على دمشق وحمص لنفس الهدف وهو معاقبة النظام السوري على استخدامه للأسلحة الكيماوية في دوما بالغوطة الشرقية وتسببه بمقتل وإصابة عشرات السوريين.
قبل عام استبشر العرب خيراً وظنوا حسناً، بأن الضمير العالمي أخيراً «صحا»، واهتزت مشاعره الإنسانية تجاه الأوضاع المأساوية في سوريا وما خلفه النظام من قتلى ومشاهد مؤملة وبالذات في خان شيخون، وقد وصفت تلك المشاهد حينها بأنها تصعب على «الكافر»، لذلك كان الترحيب العربي بصواريخ «الهوك» كبيراً، وظن الكثير أن نظام بشار الأسد سيزول وسيتنفس الشعب السوري أخيراً «هواء نقياً» بعد ما خنقه «كيماوي بشار».
ولكن لم يحصل ذلك وتوقف العالم عن مواصلة «عدالته» في سوريا، وكأنه أراد من خلال صواريخ «توماهوك» أن يوصل رسالة عبر الولايات المتحدة التي أظنها فعلت، وكان المعني الأول فيها هي روسيا بالذات ثم إيران اللتين تساندان نظام بشار بكل قوة، وهذه الضربة أيضاً التي وجهتها قوات التحالف لا أظنها تختلف عن تلك السابقة، خاصة وأن رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أعلنت في مؤتمرها الصحافي الذي تلا الضربة العسكرية أن غارات قوات التحالف لم تستهدف إسقاط النظام السوري، ولكنها رداً على استخدامه للكيماوي في منطقة دوما.
بمعنى آخر، أن على من كان يأمل أن النظام السوري سيسقط وأن «الضمير العالمي» صحا بعد سباته بسبب كيماوي الأسد، فلا يأمل كثيراً، لأن هذا النظام باقٍ وأن قوات الدول الثلاث «أمريكا وبريطانيا وفرنسا»، لم تشن غاراتها وصواريخها من أجل إسقاط النظام السوري، ولكنها أرادت من وراء ذلك أن تكون هناك عملية «قرصة أذن» لهذا النظام حتى لا يعيد تكرار استخدامه للكيماوي، كما فعلت أمريكا قبل عام بصواريخها «توماهوك» التي أطلقتها بسبب كيماوي الأسد في خان شيخون، ويمكن للنظام أن يسفك دم الشعب السوري بأي أسلحة أخرى ولكن «الكيماوي ممنوع»، وهكذا تعلن الدول الثلاث استمرار نظام بشار الأسد في سوريا، وبالتالي استمرار معاناة الشعب السوري.
وأعتقد أن قوات الدول الثلاث لم تقم بتوجيه ضرباتها ضد سوريا من أجل الشعب السوري فقط، ولكن ربما كان هناك هدف واضح آخر، وهو تقليل سطوة الروس على سوريا، ومحاولة إبعادها عن المشهد السوري خاصة وأن روسيا استطاعت التوغل في سوريا كثيراً في الفترة الأخيرة، وهذا يفقد قوات الدول الثلاث هيبتها في المنطقة، ويصورها كمن لا رأي له فيها ولا مصلحة، لذلك حاول تحالف الدول الثلاث أن يزيل هذه الصورة التي ربما ارتسمت في مخيلة الكثير، وقام قبلها بأحداث تستدعي معها التوتر بينه وبين روسيا، وربما أبرزها محاولات اغتيال الجاسوس الروسي، ومواقف العديد من الدول التي أبدت غضبها من روسيا، وفي مقدمتها بريطانيا، وكذلك اللغة العدوانية التي لجأ إليها نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كل ما يتعلق بسوريا ضد دول الغرب وتحديداً الولايات المتحدة.
بقيت النتيجة واحدة، فالنظام السوري مستمر، واستوعب «قرصة الأذن» من الضربة الغربية، ولا أظنه يتراجع عن بطشه سواء بكيماوي أو غيره ضد الشعب السوري، وروسيا لم تصب قواتها المتواجدة في سوريا بأي ضرر، ولكن لا يمنع أن تتفوه -كعادتها- ببعض الجمل المعارضة لقوات الدول الثلاث، وكذلك سيفعل النظام الإيراني، بمعنى آخر أن النظام السوري سيبقى في طغيانه، وأشقاؤنا السوريون تستمر معاناتهم معه حتى إشعار آخر.
قبل عام استبشر العرب خيراً وظنوا حسناً، بأن الضمير العالمي أخيراً «صحا»، واهتزت مشاعره الإنسانية تجاه الأوضاع المأساوية في سوريا وما خلفه النظام من قتلى ومشاهد مؤملة وبالذات في خان شيخون، وقد وصفت تلك المشاهد حينها بأنها تصعب على «الكافر»، لذلك كان الترحيب العربي بصواريخ «الهوك» كبيراً، وظن الكثير أن نظام بشار الأسد سيزول وسيتنفس الشعب السوري أخيراً «هواء نقياً» بعد ما خنقه «كيماوي بشار».
ولكن لم يحصل ذلك وتوقف العالم عن مواصلة «عدالته» في سوريا، وكأنه أراد من خلال صواريخ «توماهوك» أن يوصل رسالة عبر الولايات المتحدة التي أظنها فعلت، وكان المعني الأول فيها هي روسيا بالذات ثم إيران اللتين تساندان نظام بشار بكل قوة، وهذه الضربة أيضاً التي وجهتها قوات التحالف لا أظنها تختلف عن تلك السابقة، خاصة وأن رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أعلنت في مؤتمرها الصحافي الذي تلا الضربة العسكرية أن غارات قوات التحالف لم تستهدف إسقاط النظام السوري، ولكنها رداً على استخدامه للكيماوي في منطقة دوما.
بمعنى آخر، أن على من كان يأمل أن النظام السوري سيسقط وأن «الضمير العالمي» صحا بعد سباته بسبب كيماوي الأسد، فلا يأمل كثيراً، لأن هذا النظام باقٍ وأن قوات الدول الثلاث «أمريكا وبريطانيا وفرنسا»، لم تشن غاراتها وصواريخها من أجل إسقاط النظام السوري، ولكنها أرادت من وراء ذلك أن تكون هناك عملية «قرصة أذن» لهذا النظام حتى لا يعيد تكرار استخدامه للكيماوي، كما فعلت أمريكا قبل عام بصواريخها «توماهوك» التي أطلقتها بسبب كيماوي الأسد في خان شيخون، ويمكن للنظام أن يسفك دم الشعب السوري بأي أسلحة أخرى ولكن «الكيماوي ممنوع»، وهكذا تعلن الدول الثلاث استمرار نظام بشار الأسد في سوريا، وبالتالي استمرار معاناة الشعب السوري.
وأعتقد أن قوات الدول الثلاث لم تقم بتوجيه ضرباتها ضد سوريا من أجل الشعب السوري فقط، ولكن ربما كان هناك هدف واضح آخر، وهو تقليل سطوة الروس على سوريا، ومحاولة إبعادها عن المشهد السوري خاصة وأن روسيا استطاعت التوغل في سوريا كثيراً في الفترة الأخيرة، وهذا يفقد قوات الدول الثلاث هيبتها في المنطقة، ويصورها كمن لا رأي له فيها ولا مصلحة، لذلك حاول تحالف الدول الثلاث أن يزيل هذه الصورة التي ربما ارتسمت في مخيلة الكثير، وقام قبلها بأحداث تستدعي معها التوتر بينه وبين روسيا، وربما أبرزها محاولات اغتيال الجاسوس الروسي، ومواقف العديد من الدول التي أبدت غضبها من روسيا، وفي مقدمتها بريطانيا، وكذلك اللغة العدوانية التي لجأ إليها نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كل ما يتعلق بسوريا ضد دول الغرب وتحديداً الولايات المتحدة.
بقيت النتيجة واحدة، فالنظام السوري مستمر، واستوعب «قرصة الأذن» من الضربة الغربية، ولا أظنه يتراجع عن بطشه سواء بكيماوي أو غيره ضد الشعب السوري، وروسيا لم تصب قواتها المتواجدة في سوريا بأي ضرر، ولكن لا يمنع أن تتفوه -كعادتها- ببعض الجمل المعارضة لقوات الدول الثلاث، وكذلك سيفعل النظام الإيراني، بمعنى آخر أن النظام السوري سيبقى في طغيانه، وأشقاؤنا السوريون تستمر معاناتهم معه حتى إشعار آخر.