جملة رددها الأطفال بعفوية «لشيلة» دعا فيها الرادود للسفر لأداء شعيرة «الزيارة» لكربلاء، وبدأها بعبارة مليت من البحرين يمه عطيني جوازي بسافر للحسين، وانتشر الفيديو في وسائل التواصل الاجتماعي ولنا تعليق.
لن أقف أو أمر ولن أعتراض على أي شعيرة دينية ولم ولن أطالب بمنعها، ذلك شأن عقائدي نحترم معتنقيه احترامنا لكل العقائد ولا علاقة له بموضوعنا بتاتاً، ولو أن هذه الشيلة قيلت في إعلان عن السفر إلى «دزني لاند» لما اختلف موقفنا، فليست وجهة السفر موضوعنا، بل موضوعنا يتركز في ما نلقنه عن «الوطن» لأبنائنا ودوره في تعزيز الهوية الوطنية والانتماء أو العكس، دوره في الانسلاخ من الهوية الوطنية.
موضوعي ينحصر فقط بالرابط الذهني الذي يرسخ عند الأطفال بين البحرين والملل في هذه الشيلة، مقابل الرابط الذي يرسخ بين المدينة العراقية والسعادة، واعتبار جواز السفر مجرد وسيلة للانتقال من المدينة المملة إلى المدينة الفرحة.
نقف أمام هذا الغرس عند الأطفال في الوقت الذي تقوم فيه الدولة في البحرين بمشاريع تعمل على تعزيز الانتماء والمواطنة واحترام الرمزيات الوطنية كجواز السفر وغيرها مثل الدستور ووثيقة الميثاق وكصور القيادة وغيرها، مشاريع تهدف لبناء مواطنة حقيقية لبناء إنسان يفخر بوطنه ويعتز به ويراه جميلاً، ويحترم رمزياته، لا لنخلق مواطنين إمعات يمجدون القيادات بشكل عبودي، بل لنخلق حساً وطنياً يفاخر الإنسان بانتمائه لهذه الأرض، ويحترم عقدها ودستورها ويعتز فيه بكل ما تحمله هذه الأرض من معانٍ.
هذه المشاريع أعلنت عنها وزارة الداخلية وأعلنت عنها وزارة الإعلام وأعلنت عنها وزارة التربية والتعليم وغيرها من المؤسسات كالشباب والرياضة وكذلك مدت مؤسسات المجتمع المدني يدها ومعها الأوقاف السنية والجعفرية، وجميعهم يعملون على تقوية الانتماء الوطني والهوية الوطنية، وبانتظار التجاوب من المواطنين أفراداً ومؤسسات أن يقدموا مساهماتهم، فتأتي مثل هذه الممارسات لتقطع الطريق أمام الغرس السليم لتربط الطفل بين كل ما هو سلبي وبلده، وبين كل ما هو إيجابي وبلد آخر!!
وأول سؤال يتبادر للذهن هل يعلم هذا الطفل الذي يردد هذه الشيلة بفرح ويحفظها عن ظهر قلب، ما تمنحه المدينة الأخرى «السعيدة» التي يود الذهاب إليها وما تمنحه البحرين «المملة» لمواطنيها من خدمات تعليمية أو صحية أو إسكانية أو ضمان اجتماعي أو مواصلات أو أو أو؟ أي المواطنين أسعد؟
لو خير الرادود نفسه أو من ألّف الشيلة أو من رددها وغرسها في نفوس الأطفال، لو خيروه بين مواطنة بحرينية يتشرف بحمل جواز سفرها، أو مواطنة لأي مدينة أخرى يتنازل فيها عن جوازه فمن سيختار؟ فإن اختار غيرها فليتفضل، فالبحرين تحمي حرية للتنقل غير محدودة بتاتاً.
لم يقل أحد إن البحرين مدينة الأحلام والسعادة الوردية، ولكننا أمام معارك يخوضها العالم كله لا البحرين فحسب تحارب من أجل مد جذور الأجيال الصغيرة في تربتها حتى لا يتخطفها طيور الظلام هنا وهناك، أجيال تتشبث في تربتها تتغنى بعروقها وأصالتها وجمالها، وفي ظل ما ممرنا به نحن بحاجة إلى عدم التهاون في كل ما يعترض مشاريع الانتماء والهوية.
البحرين بحاجة لتفعيل أداتين لتعزيز الانتماء والهوية البحرينية، أولها التوعية والكلمة الطيبة لمن يتصرف بحسن نية دون إدراك ويسارع لتصحيح خطئه، وثانيها القانون والحزم لمن يصر على تفريغ البحريني من حسه الوطني والإساءة لهويته، فتلك جريمة لا تغتفر عند جميع دول العالم، وانظروا ماذا يفعلون في فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأمريكا حين يتعلق الأمر بالهوية والانتماء ورمزياتها.
لن أقف أو أمر ولن أعتراض على أي شعيرة دينية ولم ولن أطالب بمنعها، ذلك شأن عقائدي نحترم معتنقيه احترامنا لكل العقائد ولا علاقة له بموضوعنا بتاتاً، ولو أن هذه الشيلة قيلت في إعلان عن السفر إلى «دزني لاند» لما اختلف موقفنا، فليست وجهة السفر موضوعنا، بل موضوعنا يتركز في ما نلقنه عن «الوطن» لأبنائنا ودوره في تعزيز الهوية الوطنية والانتماء أو العكس، دوره في الانسلاخ من الهوية الوطنية.
موضوعي ينحصر فقط بالرابط الذهني الذي يرسخ عند الأطفال بين البحرين والملل في هذه الشيلة، مقابل الرابط الذي يرسخ بين المدينة العراقية والسعادة، واعتبار جواز السفر مجرد وسيلة للانتقال من المدينة المملة إلى المدينة الفرحة.
نقف أمام هذا الغرس عند الأطفال في الوقت الذي تقوم فيه الدولة في البحرين بمشاريع تعمل على تعزيز الانتماء والمواطنة واحترام الرمزيات الوطنية كجواز السفر وغيرها مثل الدستور ووثيقة الميثاق وكصور القيادة وغيرها، مشاريع تهدف لبناء مواطنة حقيقية لبناء إنسان يفخر بوطنه ويعتز به ويراه جميلاً، ويحترم رمزياته، لا لنخلق مواطنين إمعات يمجدون القيادات بشكل عبودي، بل لنخلق حساً وطنياً يفاخر الإنسان بانتمائه لهذه الأرض، ويحترم عقدها ودستورها ويعتز فيه بكل ما تحمله هذه الأرض من معانٍ.
هذه المشاريع أعلنت عنها وزارة الداخلية وأعلنت عنها وزارة الإعلام وأعلنت عنها وزارة التربية والتعليم وغيرها من المؤسسات كالشباب والرياضة وكذلك مدت مؤسسات المجتمع المدني يدها ومعها الأوقاف السنية والجعفرية، وجميعهم يعملون على تقوية الانتماء الوطني والهوية الوطنية، وبانتظار التجاوب من المواطنين أفراداً ومؤسسات أن يقدموا مساهماتهم، فتأتي مثل هذه الممارسات لتقطع الطريق أمام الغرس السليم لتربط الطفل بين كل ما هو سلبي وبلده، وبين كل ما هو إيجابي وبلد آخر!!
وأول سؤال يتبادر للذهن هل يعلم هذا الطفل الذي يردد هذه الشيلة بفرح ويحفظها عن ظهر قلب، ما تمنحه المدينة الأخرى «السعيدة» التي يود الذهاب إليها وما تمنحه البحرين «المملة» لمواطنيها من خدمات تعليمية أو صحية أو إسكانية أو ضمان اجتماعي أو مواصلات أو أو أو؟ أي المواطنين أسعد؟
لو خير الرادود نفسه أو من ألّف الشيلة أو من رددها وغرسها في نفوس الأطفال، لو خيروه بين مواطنة بحرينية يتشرف بحمل جواز سفرها، أو مواطنة لأي مدينة أخرى يتنازل فيها عن جوازه فمن سيختار؟ فإن اختار غيرها فليتفضل، فالبحرين تحمي حرية للتنقل غير محدودة بتاتاً.
لم يقل أحد إن البحرين مدينة الأحلام والسعادة الوردية، ولكننا أمام معارك يخوضها العالم كله لا البحرين فحسب تحارب من أجل مد جذور الأجيال الصغيرة في تربتها حتى لا يتخطفها طيور الظلام هنا وهناك، أجيال تتشبث في تربتها تتغنى بعروقها وأصالتها وجمالها، وفي ظل ما ممرنا به نحن بحاجة إلى عدم التهاون في كل ما يعترض مشاريع الانتماء والهوية.
البحرين بحاجة لتفعيل أداتين لتعزيز الانتماء والهوية البحرينية، أولها التوعية والكلمة الطيبة لمن يتصرف بحسن نية دون إدراك ويسارع لتصحيح خطئه، وثانيها القانون والحزم لمن يصر على تفريغ البحريني من حسه الوطني والإساءة لهويته، فتلك جريمة لا تغتفر عند جميع دول العالم، وانظروا ماذا يفعلون في فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأمريكا حين يتعلق الأمر بالهوية والانتماء ورمزياتها.