هل جربت يوماً متعة تأمل الأشياء من حولك؟ في عام 2011 وأثناء حديث مع مصور أجنبي مقيم بالبحرين وهو يطلعني على فيديو قام بتصويره عن الطيور في مملكة البحرين وقد بهرنا وقتها بالطبيعة الجميلة التي لم يخطر ببالنا أنها موجودة عندنا.
قال لي: أتدرين ما هي مشكلتكم في البحرين؟ الكل يخرج من منزله مهرولاً، نظام السرعة والاستعجال لديكم في كل شيء، نادر جداً من يتأمل وهو خارج من منزله ما حوله ليرى طبيعة مناطق البحرين والنعم التي فيها، هناك المئات من الطيور والنباتات والجغرافيا الجميلة التي تنعم بها البحرين لكن.. باختصار لا أحد ينظر ويلتفت حوله!
«1» تعلم من فلسفة النخل، كيف تكون أعلى بكثير من أن يطالك الآخرون، كيف تكون بارزاً.. واضحاً.. باسقاً وفي نفس الوقت بعيداً عن أن تطالك إساءاتهم وحجارتهم، صعب جداً تسلقك، الأصعب أن يتسلقك أحد ولا تسقطه طبيعة جذعك الصعبة والوعرة، ثمارك مرتفعة وظاهرة للكل، جمالك في علوك، في بعدك عن أراضيهم، في تجنبك لملامسة الأدنى والقرب من الأسفل، في فلسفة ارتفاعك عن الأرض ووجهتك ممتدة نحو السماء!
كن شامخاً دائماً كما النخل لكن لا تنسى أن هذا الشموخ يأتي بسبب صلابة جذورك في الأرض وثباتك!
«2» لتكن لك إشراقة في الحياة مختلفة عن الآخرين، كن مختلفاً عن الأشياء من حولك، لا تبعث النور لنفسك فحسب إنما لتمد الآخرين من حولك بالنور وتبدد ظلامهم كما تفعل الشمس للقمر، لا تكن نجماً عابراً ولا ترض أن يكون دورك في الحياة كما النجوم المنثورة في رداء السماء، لا ترض إلا أن تكون شمساً تتوسط عنان السماء وتمد الجميع بنورها وتنبت الحياة قل لنفسك دائماً: أنا شمس عندما يحاول الآخرون إهدائي الظلام وأنا سماء عندما ينشغل الآخرون بالقاع!
«3» هل تأمل أحدنا يوماً كيف أن البالون يكون جميل الشكل رغم فراغه وأن أكثر ما يفزعنا منه هو لحظة وصوت انفجاره ليتلاشى في دقائق فنكتشف أنه لا شيء! شكسبير كتب يوماً: لو أن الله يرزقني ابناً سأركز أن تكون البالون أكثر ألعابه وأشتريه له باستمرار فالبالون يعلمه الكثير من فنون الحياة، يعلمه فناء ما بين يديه في لحظة، وفقدانه يمكن أن يكون بلا مبرر أو سبب، وسيفهم أن المجاملة والمديح الكاذب وتعظيم الأشخاص للمصلحة يشبه النفخ الزائد في البالون، وفي النهاية سينفجر في وجهه وسيؤذي نفسه بنفسه، أذكر أحدهم وهو يقول: أحياناً يرى الناس البعض كبيراً.. كبيراً جداً فيما الحقيقة أنه لا شيء، هو من الداخل أتفه من التافه، علينا ونحن نتأمل البالونات الجميلة الملونة من حولنا أن نطرح على أنفسنا هذا السؤال: كم إنساناً مر بي على هيئة بالون؟
«4» الظلام في حياتك أعجوبة فهو الدافع لقوة لم تعهد أن تمتلكها يوماً، الظلام المحيط بك سر نجاحك فالعتمة من حولك هي من تكشف نور شخصيتك وتبرز وجودك وملامح صلابتك، الظلام نعمة لمن فهم خفاياه وعرف كيف يستغله ويحوله في حياته من عتمة إلى انتصار على العتمة!
وحدهم الذين خالطوا أناساً شديدي السواد والعتمة الروحية يدركون أن الظلام الدامس لا يخيف.. إن هذا السواد نقطة في بحر مما مر عليهم وعاصروه، هؤلاء يتآلفون مع هدوء الليالي وسكونها ويتصالحون مع سواد الدنيا لأنهم يدركون أسراره وفطرة وجوده وحكمة خلق الله له، فالدنيا صراع بين النور والظلام وهذا الصراع لن ينتهي ما دامت الحياة مستمرة، من حفر من ظلام أيامه نجاحاً وانتصاراً ليس كمن عاش طيلة حياته مرفهاً في النور، من عاصر الظلام وتعايش معه ليس كمن عاش حياته مرافقاً للنور!
من خاض حروباً بعيدة عن الأضواء وفي ليالي العتمة ليس كمن حصد نجاحات حروبه برفاهية الوضوح وسهولة الوصول.. أشد العداوات هي من تأتيك وتخرج لك من الظلام.. كائنات الظلام ليست مثل الكائنات التي من الممكن أن تصادفها خلال صباحاتك.. الأقدار المظلمة هي من تصنع شخصاً لا يهزم وهي من تجلد الروح فتغيرها نحو الاعتماد على الإضاءة الذاتية والاكتفاء، الأقدار المظلمة هي من توجد شخصاً كما الشمس الكل يستمد نوره منه، لا يوجد ظلام من الممكن أن يتسرب إلى داخلك إلا إذا أردت، ولا يوجد ظلام من الممكن أن يطفئك إلا برغبتك، فروحك كما السفينة والظلام في حياتك كما البحر، إياك ألا تنتبه إلى غدره وإياك أن تهمل الحذر من ألا يتسرب إليك ويداخلك.
حربك الحقيقية في هذا الكون ليست مع تتالي الليل والنهار وتعاقبهما ومرور الزمن بك، إنما مع امتزاج صباحات سعادتك وإنجازاتك مع ليالي الإخفاقات وظلام اليأس، تعلم أن الظلام أحياناً فسحة للروح وسكون جسدك، محطة للانزواء وتجديد الطاقة، الظلام في حياتك قد يأتي بشكل أنت لم تختاره، لكن بيدك أن تتركه من حولك مستمراً أو تنهيه بإضاءتك!
العيش تحت الأضواء جميل ومن متطلبات حياة الوجاهة والشهرة، لكن العيش ما بين الظلام والإضاءة أكثر جمالاً ومتعة لمن تعرف على سر الحياة.
نحن ندين لمن أهدونا الظلام، ولمن تركونا في الظلام، ولمن دفعونا إلى الظلام.. وحدهم هؤلاء من جعلونا نتجاوز مرحلة الخوف من الظلام والاضطراب من السواد الدامس، كيف ننتصر ونخرج من نفقه الحالك بعد أن توقعوا ضياعنا في متاهاته وموتنا البطيء معه.. لقد جعلونا نتعلم ونتقن كيف نتعامل معه وكيف نكون خصوماً أقوياء له مقابل أشخاص قد تمضي بهم الحياة كلها دون أن يتعرفوا إليه ويتقنوا مهارات التعامل معه.
قال لي: أتدرين ما هي مشكلتكم في البحرين؟ الكل يخرج من منزله مهرولاً، نظام السرعة والاستعجال لديكم في كل شيء، نادر جداً من يتأمل وهو خارج من منزله ما حوله ليرى طبيعة مناطق البحرين والنعم التي فيها، هناك المئات من الطيور والنباتات والجغرافيا الجميلة التي تنعم بها البحرين لكن.. باختصار لا أحد ينظر ويلتفت حوله!
«1» تعلم من فلسفة النخل، كيف تكون أعلى بكثير من أن يطالك الآخرون، كيف تكون بارزاً.. واضحاً.. باسقاً وفي نفس الوقت بعيداً عن أن تطالك إساءاتهم وحجارتهم، صعب جداً تسلقك، الأصعب أن يتسلقك أحد ولا تسقطه طبيعة جذعك الصعبة والوعرة، ثمارك مرتفعة وظاهرة للكل، جمالك في علوك، في بعدك عن أراضيهم، في تجنبك لملامسة الأدنى والقرب من الأسفل، في فلسفة ارتفاعك عن الأرض ووجهتك ممتدة نحو السماء!
كن شامخاً دائماً كما النخل لكن لا تنسى أن هذا الشموخ يأتي بسبب صلابة جذورك في الأرض وثباتك!
«2» لتكن لك إشراقة في الحياة مختلفة عن الآخرين، كن مختلفاً عن الأشياء من حولك، لا تبعث النور لنفسك فحسب إنما لتمد الآخرين من حولك بالنور وتبدد ظلامهم كما تفعل الشمس للقمر، لا تكن نجماً عابراً ولا ترض أن يكون دورك في الحياة كما النجوم المنثورة في رداء السماء، لا ترض إلا أن تكون شمساً تتوسط عنان السماء وتمد الجميع بنورها وتنبت الحياة قل لنفسك دائماً: أنا شمس عندما يحاول الآخرون إهدائي الظلام وأنا سماء عندما ينشغل الآخرون بالقاع!
«3» هل تأمل أحدنا يوماً كيف أن البالون يكون جميل الشكل رغم فراغه وأن أكثر ما يفزعنا منه هو لحظة وصوت انفجاره ليتلاشى في دقائق فنكتشف أنه لا شيء! شكسبير كتب يوماً: لو أن الله يرزقني ابناً سأركز أن تكون البالون أكثر ألعابه وأشتريه له باستمرار فالبالون يعلمه الكثير من فنون الحياة، يعلمه فناء ما بين يديه في لحظة، وفقدانه يمكن أن يكون بلا مبرر أو سبب، وسيفهم أن المجاملة والمديح الكاذب وتعظيم الأشخاص للمصلحة يشبه النفخ الزائد في البالون، وفي النهاية سينفجر في وجهه وسيؤذي نفسه بنفسه، أذكر أحدهم وهو يقول: أحياناً يرى الناس البعض كبيراً.. كبيراً جداً فيما الحقيقة أنه لا شيء، هو من الداخل أتفه من التافه، علينا ونحن نتأمل البالونات الجميلة الملونة من حولنا أن نطرح على أنفسنا هذا السؤال: كم إنساناً مر بي على هيئة بالون؟
«4» الظلام في حياتك أعجوبة فهو الدافع لقوة لم تعهد أن تمتلكها يوماً، الظلام المحيط بك سر نجاحك فالعتمة من حولك هي من تكشف نور شخصيتك وتبرز وجودك وملامح صلابتك، الظلام نعمة لمن فهم خفاياه وعرف كيف يستغله ويحوله في حياته من عتمة إلى انتصار على العتمة!
وحدهم الذين خالطوا أناساً شديدي السواد والعتمة الروحية يدركون أن الظلام الدامس لا يخيف.. إن هذا السواد نقطة في بحر مما مر عليهم وعاصروه، هؤلاء يتآلفون مع هدوء الليالي وسكونها ويتصالحون مع سواد الدنيا لأنهم يدركون أسراره وفطرة وجوده وحكمة خلق الله له، فالدنيا صراع بين النور والظلام وهذا الصراع لن ينتهي ما دامت الحياة مستمرة، من حفر من ظلام أيامه نجاحاً وانتصاراً ليس كمن عاش طيلة حياته مرفهاً في النور، من عاصر الظلام وتعايش معه ليس كمن عاش حياته مرافقاً للنور!
من خاض حروباً بعيدة عن الأضواء وفي ليالي العتمة ليس كمن حصد نجاحات حروبه برفاهية الوضوح وسهولة الوصول.. أشد العداوات هي من تأتيك وتخرج لك من الظلام.. كائنات الظلام ليست مثل الكائنات التي من الممكن أن تصادفها خلال صباحاتك.. الأقدار المظلمة هي من تصنع شخصاً لا يهزم وهي من تجلد الروح فتغيرها نحو الاعتماد على الإضاءة الذاتية والاكتفاء، الأقدار المظلمة هي من توجد شخصاً كما الشمس الكل يستمد نوره منه، لا يوجد ظلام من الممكن أن يتسرب إلى داخلك إلا إذا أردت، ولا يوجد ظلام من الممكن أن يطفئك إلا برغبتك، فروحك كما السفينة والظلام في حياتك كما البحر، إياك ألا تنتبه إلى غدره وإياك أن تهمل الحذر من ألا يتسرب إليك ويداخلك.
حربك الحقيقية في هذا الكون ليست مع تتالي الليل والنهار وتعاقبهما ومرور الزمن بك، إنما مع امتزاج صباحات سعادتك وإنجازاتك مع ليالي الإخفاقات وظلام اليأس، تعلم أن الظلام أحياناً فسحة للروح وسكون جسدك، محطة للانزواء وتجديد الطاقة، الظلام في حياتك قد يأتي بشكل أنت لم تختاره، لكن بيدك أن تتركه من حولك مستمراً أو تنهيه بإضاءتك!
العيش تحت الأضواء جميل ومن متطلبات حياة الوجاهة والشهرة، لكن العيش ما بين الظلام والإضاءة أكثر جمالاً ومتعة لمن تعرف على سر الحياة.
نحن ندين لمن أهدونا الظلام، ولمن تركونا في الظلام، ولمن دفعونا إلى الظلام.. وحدهم هؤلاء من جعلونا نتجاوز مرحلة الخوف من الظلام والاضطراب من السواد الدامس، كيف ننتصر ونخرج من نفقه الحالك بعد أن توقعوا ضياعنا في متاهاته وموتنا البطيء معه.. لقد جعلونا نتعلم ونتقن كيف نتعامل معه وكيف نكون خصوماً أقوياء له مقابل أشخاص قد تمضي بهم الحياة كلها دون أن يتعرفوا إليه ويتقنوا مهارات التعامل معه.