يعرف جوزيف ناي أستاذ العلوم السياسية الأمريكي القوة الناعمة بأن يكون للدولة «قوة روحية ومعنوية من خلال ما تجسده من أفكار ومبادئ.. مما يؤدي بالآخرين إلى احترام أسلوبها والإعجاب به ثم اتباع مصادره». وأبرز أدوات القوة الناعمة هي الثقافة والفنون وسأضيف إليها الرياضة أيضاً.
وحسب ناي، بإمكان الثقافة والفنون أن تستخدما عوضاً عن السلاح والأموال في جذب الآخرين إلى الدولة ومفاهيمها. فتأثيرهما أكبر وأكثر إيجابية.
وبلا شك فإن مصر هي الأبرز عربياً في امتلاك أدوات القوة الناعمة حتى إنها جعلتنا ننسب كل ما ينتج فيها على أنه عربي يشملنا جميعاً ولا نخصه بها فقط.
ويكفي أنه بفنها العريق سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون وبصحافتها الجريئة والغنية بالمعلومات والتحقيقات المثيرة دخلت كل بيت عربي وأثرت فيه.
من منا لا يفهم اللهجة المصرية بل ويتقنها في كثير من الأحيان؟ من منا لا يعرف أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وعادل إمام وسمير غانم؟ سنفترض جدلاً أن الجيل الجديد لا يعرفهم، لكن من المؤكد أنه يتغنى بأغاني عمرو دياب ومحمد حماقي وشيرين ويشاهد أفلام أحمد حلمي ومحمد هنيدي.
مصر المائة مليون تضيف سنوياً فنانين وإعلاميين وموهوبين إلى قائمتها الطويلة من المبدعين المؤثرين في العالم العربي. فهي كنز لا ينضب مهما كانت الظروف صعبة والتحديات كثيرة.
وها نحن نشهد هذه الأيام صعود نجم لا مثيل له في سماء الكرة العالمية يلفت أنظار الأجانب قبل أنظارنا بمهاراته وأخلاقه العالية. محمد صلاح الذي جعلنا نتسمر أمام شاشات التلفزيون مع كل مباراة لنادي ليفربول الإنجليزي لنتابع فنه الكروي الساحر، مشروع هرم جديد، يضاف إلى أهرامات الجيزة في المستقبل القريب.
هذا «الفنان» ينتقل بقوة مصر الناعمة إلى آفاق العالمية، بحيث تزاحم شهرته الحالية شهرة أبوالهول الذي يتعنى له العالم من كل صوب ليلقوا لمحة على ثباته وشموخه وسط الصحراء. هو الرجل الذي بإمكانه أن يحدث فرقاً في نظرة العالم إلى العرب والمسلمين.
ومن مواقفه التي لا تنسى أنه صافح وحضن كل زملائه في فريقه السابق «نادي روما»، عندما شاءت مسابقة أبطال أوروبا أن يلتقي فريقه الحالي بالفريق السابق في مباراة كان هو بطلها دون منازع، مما دفع الإعلام الأوروبي إلى توثيق هذه الأخلاق الجميلة والحديث عنها بكل تقدير. ليس ذلك فحسب، بل أبى أن يعبر عن فرحته بتسجيله هدفين في مرمى «روما»، مراعياً شعور جماهيره وزملائه السابقين.
الشاب الذي فاز للتو بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي ويسير بثبات ليكون هداف الدوري، استطاع أن يقدم للعرب ما قدمه نجيب محفوظ وأحمد زويل الفائزان بجوائز «نوبل» من فخر واعتزاز وثقة كانوا في أمس الحاجة إليها.
أبحاث زويل يفهمها بضعة آلاف وروايات محفوظ قرأها بضعة ملايين لكن أهداف محمد صلاح شاهدها مئات الملايين وقد تصل إلى مليار إذا استمر بهذا المستوى الأخاذ. ويا ترى كم من أجنبي لا يعرف عنا شيئاً سوى ما يشاع عنا بأننا متعصبون ومتأخرون قد يجذبه صلاح إلى البحث والتعرف علينا بشكل أفضل؟
جماهير ليفربول تسمي الشاب العربي The Egyptian King ويقال إن بعضهم بدأ يعيد النظر حول الإسلام. فما فعله صلاح في عام واحد على ما يبدو أنه أفضل بكثير من أموالنا التي صرفت لسنوات على تحسين صورة العرب والمسلمين في العالم.
وحسب ناي، بإمكان الثقافة والفنون أن تستخدما عوضاً عن السلاح والأموال في جذب الآخرين إلى الدولة ومفاهيمها. فتأثيرهما أكبر وأكثر إيجابية.
وبلا شك فإن مصر هي الأبرز عربياً في امتلاك أدوات القوة الناعمة حتى إنها جعلتنا ننسب كل ما ينتج فيها على أنه عربي يشملنا جميعاً ولا نخصه بها فقط.
ويكفي أنه بفنها العريق سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون وبصحافتها الجريئة والغنية بالمعلومات والتحقيقات المثيرة دخلت كل بيت عربي وأثرت فيه.
من منا لا يفهم اللهجة المصرية بل ويتقنها في كثير من الأحيان؟ من منا لا يعرف أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وعادل إمام وسمير غانم؟ سنفترض جدلاً أن الجيل الجديد لا يعرفهم، لكن من المؤكد أنه يتغنى بأغاني عمرو دياب ومحمد حماقي وشيرين ويشاهد أفلام أحمد حلمي ومحمد هنيدي.
مصر المائة مليون تضيف سنوياً فنانين وإعلاميين وموهوبين إلى قائمتها الطويلة من المبدعين المؤثرين في العالم العربي. فهي كنز لا ينضب مهما كانت الظروف صعبة والتحديات كثيرة.
وها نحن نشهد هذه الأيام صعود نجم لا مثيل له في سماء الكرة العالمية يلفت أنظار الأجانب قبل أنظارنا بمهاراته وأخلاقه العالية. محمد صلاح الذي جعلنا نتسمر أمام شاشات التلفزيون مع كل مباراة لنادي ليفربول الإنجليزي لنتابع فنه الكروي الساحر، مشروع هرم جديد، يضاف إلى أهرامات الجيزة في المستقبل القريب.
هذا «الفنان» ينتقل بقوة مصر الناعمة إلى آفاق العالمية، بحيث تزاحم شهرته الحالية شهرة أبوالهول الذي يتعنى له العالم من كل صوب ليلقوا لمحة على ثباته وشموخه وسط الصحراء. هو الرجل الذي بإمكانه أن يحدث فرقاً في نظرة العالم إلى العرب والمسلمين.
ومن مواقفه التي لا تنسى أنه صافح وحضن كل زملائه في فريقه السابق «نادي روما»، عندما شاءت مسابقة أبطال أوروبا أن يلتقي فريقه الحالي بالفريق السابق في مباراة كان هو بطلها دون منازع، مما دفع الإعلام الأوروبي إلى توثيق هذه الأخلاق الجميلة والحديث عنها بكل تقدير. ليس ذلك فحسب، بل أبى أن يعبر عن فرحته بتسجيله هدفين في مرمى «روما»، مراعياً شعور جماهيره وزملائه السابقين.
الشاب الذي فاز للتو بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي ويسير بثبات ليكون هداف الدوري، استطاع أن يقدم للعرب ما قدمه نجيب محفوظ وأحمد زويل الفائزان بجوائز «نوبل» من فخر واعتزاز وثقة كانوا في أمس الحاجة إليها.
أبحاث زويل يفهمها بضعة آلاف وروايات محفوظ قرأها بضعة ملايين لكن أهداف محمد صلاح شاهدها مئات الملايين وقد تصل إلى مليار إذا استمر بهذا المستوى الأخاذ. ويا ترى كم من أجنبي لا يعرف عنا شيئاً سوى ما يشاع عنا بأننا متعصبون ومتأخرون قد يجذبه صلاح إلى البحث والتعرف علينا بشكل أفضل؟
جماهير ليفربول تسمي الشاب العربي The Egyptian King ويقال إن بعضهم بدأ يعيد النظر حول الإسلام. فما فعله صلاح في عام واحد على ما يبدو أنه أفضل بكثير من أموالنا التي صرفت لسنوات على تحسين صورة العرب والمسلمين في العالم.