يجب أن نعرف أن إيران ليست دولة طبيعية بالمفهوم المتعارف عليه للدول، ولا يغرنا أعضاء من حكومتها يتحدثون اللغة الإنجليزية أو أن لديهم جناحاً يسمى معتدلاً، فلإيران نظام لا يعترف بالمواثيق والعهود الدولية ولا يعترف بالحدود السيادية التي بينه وبين الآخرين، النظام الإيراني لديه مشروع استيطاني يظن أنه مدعوم إلهياً، قائم على تصدير ثورته ضد الأنظمة التي لا تدين له بالولاء وذلك أساس عقائدي دستورها قائم عليه، وليس عنصراً هامشياً في بنائها السياسي، لذلك فإن أي حراك دبلوماسياً كان أو ثقافياً أو دينياً أو عسكرياً بين إيران وبين أي دولة أخرى فإنه يصب ويخدم مشروعها ويمتثل لدستورها.
لا تعتقد أي دولة تقيم مع إيران أي نوع من أنواع العلاقات الدبلوماسية أو الثقافية أو التجارية أنها تتعامل مع أعراف دولية متفق عليها، بل عليها أن تتوقع أن إيران ستستخدم أي حراك خارج حدودها مع أي دولة لخدمة مشروعها الاستعماري، وما الدول التي توقع معها اتفاقيات أو تتبادل معها أي نوع من العلاقات إلا محطة وجسر تستخدمها إيران للتمدد عبرها خدمة للمشروع الفارسي.
حين قطعت المملكة المغربية علاقتها مع إيران عام 2009 تضامناً مع جريمة ارتكبتها إيران في حق البحرين بتدخلها في شأنها الداخلي، بعث الملك محمد السادس رسالة إلى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة قال له فيها إنه «من منطلق الأواصر المتينة للأخوة الصادقة والتضامن الفاعل، والإيمان الراسخ بالمصير المشترك بين مملكتينا الشقيقتين، نعرب لجلالتكم عن انشغالنا البالغ بالتصريحات المريبة والخطيرة، التي صدرت في الآونة الأخيرة، عن بعض الدوائر الإيرانية التي حاولت المساس بحرمة وسيادة مملكة البحرين الشقيقة، وبقدسية سلامتها الإقليمية والترابية».
واعتبر الملك محمد السادس في ذات الرسالة التي نقلتها وكالة المغرب العربي للأنباء أن التصريحات الإيرانية «العبثية تتعارض، بصفة قطعية وكلية، مع مبادئ وقواعد القانون الدولي، وكذا مع قيم التساكن، وحسن الجوار، التي تحثنا عليها ديانتنا الإسلامية السمحة».
وفي مايو 2011 بين وزير الخارجية المغربي حين ذاك الطيب الفاسي الفهري أن أسباب قطع العلاقة، إلى جانب التضامن مع البحرين، هو محاولة إيران التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية أيضاً، فقال «قطعنا العلاقات مع إيران منذ سنتين تقريباً بعد محاولاتها للتدخل في شؤوننا، فالمغرب بلد موحد دينياً وشعبياً، وليس لدينا شيعة». ورداً على سؤال عما إذا كانت إيران تشكل «عبئاً» على أمن المنطقة، أجاب الفهري «لا شك في ذلك، (...) لا نؤيد الحوار مع أي جار مهما كانت أهميته إذا لم يكن مشروطاً ومسبوقاً بعدم التدخل في الشؤون الداخلية».
وهذه هي حقيقة إيران لا تعترف بالسيادة لأي دولة، العالم أرض مشاع بالنسبة للعقيدة الفارسية مادام «تصدير الثورة» مبدأ قائماً لدى هذا النظام.
ثم بعد سبع سنوات عادت العلاقات الإيرانية المغربية من جديد عام 2016 وتم تبادل السفراء، وكانت المغرب تأمل أن تكون إيران قد تعلمت الدرس ولن تفكر في التدخل في الشأن المغربي أو التدخل في الخلافات المغربية الجزائرية، أو مساندة الجزائر في موقفها من الصحراء الغربية ضدها، لكن إيران ليست دولة طبيعية كما قلنا إيران دولة ذات مشروع توسعي خطواتها مدروسة تصب في هذا الاتجاه وتحالفاتها كلها قائمة لخدمة مشروعها، وسواء أقامت علاقة دبلوماسية أم لم تقم علاقة فموقفها واحد أي أرض هي أرض مشاع لتصدير ثورتها.
فلم تمضِ سنتان على عودة العلاقات إلا وأكملت إيران مشروعها الذي توقف لسنتين، ولا كان درساً تم تلقينها لها لمدة سبع سنوات.
ليس حباً في الجزائر ولا ولهاً بأهل الصحراء الكبرى بل هو مشروع يهدف إلى إسقاط الأنظمة العربية الواحدة تلو الأخرى بما فيها الجزائر أوصلت إيران الأسلحة لمنظمات إرهابية هناك..
فعلاقتها بالجزائر أو ببعض الأحزاب في تونس أو المغرب مبنية على القدر الذي تخدم به هذه الأحزاب الأجندة الإيرانية لمد نفوذها في الشمال الأفريقي وقد كانت في أوجها مع مصر إبان حكم مرسي الذي فتح لها أبوابها، لذلك بقي لها أن تصل في نفوذها إلى المحيط الأطلسي، أن تنفذ إلى المغرب وهي تعمل عملاً دؤوباً إما بفتح مراكز التشيع أو عبر التحالفات مع أحزاب سياسية في المغرب العربي، وعبر عميلها اللبناني أوصلت إلى العمق الجزائري السلاح وزودت جبهات محظورة في المغرب به ومنه صواريخ باليستية إيرانية.
لذلك فإن أي دولة تعتقد أنها تتعامل مع إيران بالأعراف الدولية والتقاليد المتعارف عليها فإنها مخطئة وسرعان ما ستندم عليها.
لا تعتقد أي دولة تقيم مع إيران أي نوع من أنواع العلاقات الدبلوماسية أو الثقافية أو التجارية أنها تتعامل مع أعراف دولية متفق عليها، بل عليها أن تتوقع أن إيران ستستخدم أي حراك خارج حدودها مع أي دولة لخدمة مشروعها الاستعماري، وما الدول التي توقع معها اتفاقيات أو تتبادل معها أي نوع من العلاقات إلا محطة وجسر تستخدمها إيران للتمدد عبرها خدمة للمشروع الفارسي.
حين قطعت المملكة المغربية علاقتها مع إيران عام 2009 تضامناً مع جريمة ارتكبتها إيران في حق البحرين بتدخلها في شأنها الداخلي، بعث الملك محمد السادس رسالة إلى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة قال له فيها إنه «من منطلق الأواصر المتينة للأخوة الصادقة والتضامن الفاعل، والإيمان الراسخ بالمصير المشترك بين مملكتينا الشقيقتين، نعرب لجلالتكم عن انشغالنا البالغ بالتصريحات المريبة والخطيرة، التي صدرت في الآونة الأخيرة، عن بعض الدوائر الإيرانية التي حاولت المساس بحرمة وسيادة مملكة البحرين الشقيقة، وبقدسية سلامتها الإقليمية والترابية».
واعتبر الملك محمد السادس في ذات الرسالة التي نقلتها وكالة المغرب العربي للأنباء أن التصريحات الإيرانية «العبثية تتعارض، بصفة قطعية وكلية، مع مبادئ وقواعد القانون الدولي، وكذا مع قيم التساكن، وحسن الجوار، التي تحثنا عليها ديانتنا الإسلامية السمحة».
وفي مايو 2011 بين وزير الخارجية المغربي حين ذاك الطيب الفاسي الفهري أن أسباب قطع العلاقة، إلى جانب التضامن مع البحرين، هو محاولة إيران التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية أيضاً، فقال «قطعنا العلاقات مع إيران منذ سنتين تقريباً بعد محاولاتها للتدخل في شؤوننا، فالمغرب بلد موحد دينياً وشعبياً، وليس لدينا شيعة». ورداً على سؤال عما إذا كانت إيران تشكل «عبئاً» على أمن المنطقة، أجاب الفهري «لا شك في ذلك، (...) لا نؤيد الحوار مع أي جار مهما كانت أهميته إذا لم يكن مشروطاً ومسبوقاً بعدم التدخل في الشؤون الداخلية».
وهذه هي حقيقة إيران لا تعترف بالسيادة لأي دولة، العالم أرض مشاع بالنسبة للعقيدة الفارسية مادام «تصدير الثورة» مبدأ قائماً لدى هذا النظام.
ثم بعد سبع سنوات عادت العلاقات الإيرانية المغربية من جديد عام 2016 وتم تبادل السفراء، وكانت المغرب تأمل أن تكون إيران قد تعلمت الدرس ولن تفكر في التدخل في الشأن المغربي أو التدخل في الخلافات المغربية الجزائرية، أو مساندة الجزائر في موقفها من الصحراء الغربية ضدها، لكن إيران ليست دولة طبيعية كما قلنا إيران دولة ذات مشروع توسعي خطواتها مدروسة تصب في هذا الاتجاه وتحالفاتها كلها قائمة لخدمة مشروعها، وسواء أقامت علاقة دبلوماسية أم لم تقم علاقة فموقفها واحد أي أرض هي أرض مشاع لتصدير ثورتها.
فلم تمضِ سنتان على عودة العلاقات إلا وأكملت إيران مشروعها الذي توقف لسنتين، ولا كان درساً تم تلقينها لها لمدة سبع سنوات.
ليس حباً في الجزائر ولا ولهاً بأهل الصحراء الكبرى بل هو مشروع يهدف إلى إسقاط الأنظمة العربية الواحدة تلو الأخرى بما فيها الجزائر أوصلت إيران الأسلحة لمنظمات إرهابية هناك..
فعلاقتها بالجزائر أو ببعض الأحزاب في تونس أو المغرب مبنية على القدر الذي تخدم به هذه الأحزاب الأجندة الإيرانية لمد نفوذها في الشمال الأفريقي وقد كانت في أوجها مع مصر إبان حكم مرسي الذي فتح لها أبوابها، لذلك بقي لها أن تصل في نفوذها إلى المحيط الأطلسي، أن تنفذ إلى المغرب وهي تعمل عملاً دؤوباً إما بفتح مراكز التشيع أو عبر التحالفات مع أحزاب سياسية في المغرب العربي، وعبر عميلها اللبناني أوصلت إلى العمق الجزائري السلاح وزودت جبهات محظورة في المغرب به ومنه صواريخ باليستية إيرانية.
لذلك فإن أي دولة تعتقد أنها تتعامل مع إيران بالأعراف الدولية والتقاليد المتعارف عليها فإنها مخطئة وسرعان ما ستندم عليها.