نجزم في الكثير من الأوقات أن إيران هي السبب الرئيس في الفوضى الحاصلة في الشرق الأوسط، وهي أداة مهمة في تأزيم الكثير من القضايا الإقليمية والدولية لما يحمله نظام الملالي من توجهات راديكالية يوظفها في الدين لتحقيق مآربه في المنطقة وبمساعدة دول عظمى.
فالعبث الإيراني الممتد شمالاً بالبنان إلى جنوباً في اليمن، وشرقاً من مملكة البحرين ووصولاً إلى أفريقيا يجب أن ينتهي بأي طريقة كانت، لأن استمراره كما أشرت في مقالات سابقة يعني انتحاراً حقيقياً للمنطقة وليس لإيران وحدها، فالسؤال المحوري الذي يدور في ذهن المشاهد والمتتبع العربي للأحداث الإقليمية، متى ينتهي العبث الإيراني في منطقة الشرق الأوسط؟
للإجابة على هذا التساؤل نحتاج إلى معرفة الأيديولوجية التي يعتمدها نظام الملالي في تعامله مع القضايا الإقليمية والدور الذي يقوم فيه، والحماية التي توفرها الدول المتحالفة معه، إضافة إلى النفوذ الذي يحظى به النظام في دول الشرق الأوسط.
الأيديولوجية التي يعتمدها نظام الملالي، هي أيديولوجية قائمة على تصدير الثورات وفق منهج ديني مستحدث لتحقيق أهداف سياسية معينة، وفي الوقت نفسه يعارض جميع من يخالفه، فهذا المنهج لا يضع أساسيات التسامح والتعايش مع الأديان طريقاً نحو تحقيق السلام، بل يعمل على التأزيم والتخريب وصناعة الفوضى أينما حل، فنحن هنا نخص منهج ولاية الفقيه بعيداً عن المناهج الدينية الأخرى للطائفة الشيعية الكريمة، وبالتالي فإن تلك الأيديولوجية وظفها نظام الملالي عبر قنوات اتصال كممثلين عن هذا المنهج في دور العبادة لنشر خطابات الكراهية والتطرف، أو عن طريق القنوات الفضائية المنتشرة في العالم، والتي تتيح للمتطرفين والمتآمرين نشر سمومهم في عقول جماهير هذا المنهج الفاسد.
في الوقت نفسه، تحظى إيران بخيرات كثيرة على مستوى الطاقة والزراعة وغيرها من الموارد، وهذا جعل الكثير من البلدان تطمع بأن تحصل على ذلك وبأرخص الأسعار العالمية، على الرغم من فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، ورغم الاتفاق النووي الذي جعل النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط أكثر شراسة من ذي قبل، فطرحت إيران تلك الموارد وخدماتها بعد هذا الاتفاق على دول تدعمها كروسيا وغيرها، وأدى هذا الأمر إلى تزايد إيرادات النظام وأسهم في تمويل العديد من الخلايا الإرهابية وعلى رأسها «حزب اللات» والحوثيون الذين يتغذون على خيرات إيران مقابل تجويع الشعب الإيراني، وكانت اللعبة الأكبر التي قادتها إيران في المنطقة هي جعل دويلة كقطر بأن تكون لاعباً خفياً في دعم الإرهاب، وكونت لها مجموعة من التحالفات تجعلها أكثر ثباتاً في مواقفها وتدخلاتها بالشأن العربي وخاصة في سوريا واليمن، حيث إن هذه التحالفات أجهضت قرارات دولية من خلال حق الفيتو.
كما أن لنظام الملالي نفوذاً في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن تغافله، فهو يلعب دوراً محورياً في تأزيم الشارع المحلي والإقليمي والدولي، فالفوضى في العراق ولبنان وسوريا هي فوضى نفوذ وليست الفوضى التي تخلق داخل الدولة، وهي تدخل سافر فيها مقابل الحفاظ على النفوذ لكسب المزيد من الأموال وتوظيفها في تحقيق الغاية الأكبر لدى نظام الملالي وهي السيطرة على الخليج العربي ومحاصرته بحزام من الأزمات.
وما تم استعراضه في المقال هي مقدمة للإجابة على تساؤل الشارع العربي، متى ينتهي العبث الإيراني في الشرق الأوسط؟ ففي الواقع إنه ليس عبثاً بقدر ما هي جرائم ترتكب في منطقة الشرق الأوسط، في ظل وجود من يخون بلاده وأرضه فإن هذا العبث لن ينتهي، فعند بقاء النظام بهيئته وبدعم مجموعة من الدول صاحبة النفوذ في القرارات الدولية سيبقى النظام على ما هو عليه، فاستخدام الأساليب العسكرية لضرب إيران له إيجابياته وسلبياته. وأؤكد هنا أن الحل العسكري لوقف العبث الإيراني من جهة الخليج العربي سيؤدي لمخاطر حتمية لاقتصاديات المنطقة، وأن الحل الأمثل هو تعاضد القوى الدولية في الضغط على نظام الملالي من أجل تغيير السلطة. فإحكام العقل والمنطق والصبر أمر حتمي يحمي الشعوب من حروب يمكن تفاديها، وألا نقع كأداة غربية لتنفيذ أجندتها في إضعاف الدول العربية والإسلامية وإشغالها بحروب تتوقف بسببها مشاريع التنمية والرفاه في هذه الدول. إن رؤية المملكة العربية السعودية في التركيز أكثر في الحل السلمي للقضية الفلسطينية واعتبار القدس عاصمة دولة فلسطين هو الأجدى كأولوية للدول العربية، فالعبث الإيراني، وهذا الأمر تعلمه الكثير من الدول، يتوقف في حالة واحدة، هو تخلي الدول صاحبة النفوذ في المؤسسات الدولية عن إيران.
فالعبث الإيراني الممتد شمالاً بالبنان إلى جنوباً في اليمن، وشرقاً من مملكة البحرين ووصولاً إلى أفريقيا يجب أن ينتهي بأي طريقة كانت، لأن استمراره كما أشرت في مقالات سابقة يعني انتحاراً حقيقياً للمنطقة وليس لإيران وحدها، فالسؤال المحوري الذي يدور في ذهن المشاهد والمتتبع العربي للأحداث الإقليمية، متى ينتهي العبث الإيراني في منطقة الشرق الأوسط؟
للإجابة على هذا التساؤل نحتاج إلى معرفة الأيديولوجية التي يعتمدها نظام الملالي في تعامله مع القضايا الإقليمية والدور الذي يقوم فيه، والحماية التي توفرها الدول المتحالفة معه، إضافة إلى النفوذ الذي يحظى به النظام في دول الشرق الأوسط.
الأيديولوجية التي يعتمدها نظام الملالي، هي أيديولوجية قائمة على تصدير الثورات وفق منهج ديني مستحدث لتحقيق أهداف سياسية معينة، وفي الوقت نفسه يعارض جميع من يخالفه، فهذا المنهج لا يضع أساسيات التسامح والتعايش مع الأديان طريقاً نحو تحقيق السلام، بل يعمل على التأزيم والتخريب وصناعة الفوضى أينما حل، فنحن هنا نخص منهج ولاية الفقيه بعيداً عن المناهج الدينية الأخرى للطائفة الشيعية الكريمة، وبالتالي فإن تلك الأيديولوجية وظفها نظام الملالي عبر قنوات اتصال كممثلين عن هذا المنهج في دور العبادة لنشر خطابات الكراهية والتطرف، أو عن طريق القنوات الفضائية المنتشرة في العالم، والتي تتيح للمتطرفين والمتآمرين نشر سمومهم في عقول جماهير هذا المنهج الفاسد.
في الوقت نفسه، تحظى إيران بخيرات كثيرة على مستوى الطاقة والزراعة وغيرها من الموارد، وهذا جعل الكثير من البلدان تطمع بأن تحصل على ذلك وبأرخص الأسعار العالمية، على الرغم من فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، ورغم الاتفاق النووي الذي جعل النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط أكثر شراسة من ذي قبل، فطرحت إيران تلك الموارد وخدماتها بعد هذا الاتفاق على دول تدعمها كروسيا وغيرها، وأدى هذا الأمر إلى تزايد إيرادات النظام وأسهم في تمويل العديد من الخلايا الإرهابية وعلى رأسها «حزب اللات» والحوثيون الذين يتغذون على خيرات إيران مقابل تجويع الشعب الإيراني، وكانت اللعبة الأكبر التي قادتها إيران في المنطقة هي جعل دويلة كقطر بأن تكون لاعباً خفياً في دعم الإرهاب، وكونت لها مجموعة من التحالفات تجعلها أكثر ثباتاً في مواقفها وتدخلاتها بالشأن العربي وخاصة في سوريا واليمن، حيث إن هذه التحالفات أجهضت قرارات دولية من خلال حق الفيتو.
كما أن لنظام الملالي نفوذاً في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن تغافله، فهو يلعب دوراً محورياً في تأزيم الشارع المحلي والإقليمي والدولي، فالفوضى في العراق ولبنان وسوريا هي فوضى نفوذ وليست الفوضى التي تخلق داخل الدولة، وهي تدخل سافر فيها مقابل الحفاظ على النفوذ لكسب المزيد من الأموال وتوظيفها في تحقيق الغاية الأكبر لدى نظام الملالي وهي السيطرة على الخليج العربي ومحاصرته بحزام من الأزمات.
وما تم استعراضه في المقال هي مقدمة للإجابة على تساؤل الشارع العربي، متى ينتهي العبث الإيراني في الشرق الأوسط؟ ففي الواقع إنه ليس عبثاً بقدر ما هي جرائم ترتكب في منطقة الشرق الأوسط، في ظل وجود من يخون بلاده وأرضه فإن هذا العبث لن ينتهي، فعند بقاء النظام بهيئته وبدعم مجموعة من الدول صاحبة النفوذ في القرارات الدولية سيبقى النظام على ما هو عليه، فاستخدام الأساليب العسكرية لضرب إيران له إيجابياته وسلبياته. وأؤكد هنا أن الحل العسكري لوقف العبث الإيراني من جهة الخليج العربي سيؤدي لمخاطر حتمية لاقتصاديات المنطقة، وأن الحل الأمثل هو تعاضد القوى الدولية في الضغط على نظام الملالي من أجل تغيير السلطة. فإحكام العقل والمنطق والصبر أمر حتمي يحمي الشعوب من حروب يمكن تفاديها، وألا نقع كأداة غربية لتنفيذ أجندتها في إضعاف الدول العربية والإسلامية وإشغالها بحروب تتوقف بسببها مشاريع التنمية والرفاه في هذه الدول. إن رؤية المملكة العربية السعودية في التركيز أكثر في الحل السلمي للقضية الفلسطينية واعتبار القدس عاصمة دولة فلسطين هو الأجدى كأولوية للدول العربية، فالعبث الإيراني، وهذا الأمر تعلمه الكثير من الدول، يتوقف في حالة واحدة، هو تخلي الدول صاحبة النفوذ في المؤسسات الدولية عن إيران.