يا ليت كان بالإمكان استراق السمع لما دار بين الرئيس الأمريكي ترامب ووزير خارجيته الجديد مايكل بومبيو قبل جولة الأخير الأسبوع الماضي في الشرق الأوسط، وماذا قال له رئيسه تحديداً حول الأزمة الخليجية! وما الذي غير أولويتها في جدوله وهو الذي أوضح قبل أن يمضِي 48 ساعة على تعيينه وحلفه اليمين الدستورية أن الأزمة الخليجية هي أحد أكبر متاعبه، لقد عاد بومبيو لبلاده ولم يطرح حلاً لمتاعبه، رغم أن من الدوافع:
- الرئيس ترامب يتحرك الآن في وضع أفضل لبحث الأزمة فقد تحرّر من الضغوط والعراقيل التي كانت في وزارة الخارجية ويجري سلسلة من اللقاءات والاتصالات مع الخليجيين لتنفيذ رؤيته.
- حل الأزمة الخليجية مصلحة أمريكية فالمزيد من التنسيق بين دول الخليج الست مع واشنطن هو البنية الأساسية التي أقيمت عليها العلاقات بين الطرفين لعقود طويلة، وعدم استمرار التنسيق يعني اهتزاز تلك القاعدة.
أما تفسيرات غياب حل للأزمة فمنها:
- يدفعنا التفاؤل للقول بحل سري قريب، فقد لاحظ المراقب الخليجي فجاجة حرب التسريبات في الأزمة الخليجية، وكيف أن سرية الاتفاقات في الشرق الأوسط غير محترمة بشكل عام، ولأنه بقدر ما تبقي المعلومات عن سير حل الأزمة سرية بقدر ما يسهلها حلها، فنرجح أن هناك طبخة بمكونات أمريكية يجري الإعداد لها لتقدم في طبق الوساطة الكويتية.
- أما الجانب الموحش، فهو القول إن التحرك الأمريكي لم ينجح ولم يكن هناك مشروع أصلاً لحل الأزمة الخليجية، لأن واشنطن قصرت في إعادة الدفء إلى العلاقات الأمريكية الخليجية جراء تصريحات الرئيس الأمريكي إننا «لن تصمد أسبوعاً من دون الحماية الأمريكية»، وإنه يريد ضخ الأموال من الخليجيين في تركيز فج على الاعتبار المادي في التعاطي مع قضايا المنطقة.
- فشل النقاشات المتورمة في النواة الصلبة من المستشارين الكهول حول وزير الخارجية الأمريكي الجديد من تقديم مسار واضح له لحل الأزمة الخليجية، فالمقاربة الأمريكية للأزمة الخليجية تتسم بالارتجال والغموض أصلاً، وهي عراقيل بنيوية تبدد جهود الوساطة من واشنطن. ولكي تحل واشنطن الأزمة الخليجية أمريكياً عليها أن تحل الأزمة الأمريكية نفسها بتحرير وزارة الخارجية من استراتيجية مرتبكة ساهمت في تراجع الدور الأمريكي في الخليج وسوريا وفي مواجهة الصين وروسيا.
- أما السبب الأرجح فهو أن عدم طرح حل للأزمة الخليجية أمريكياً ناتجٌ عن إدراك بومبيو ببساطة أن هناك قضية أكثر أهمية في جولته يجب التركيز عليها، وهي أزمة الطموح النووي الإيراني. وإلغاء اتفاق 5+1 أو تعديله.
* بالعجمي الفصيح:
تجبرنا زيارة بومبيو للمنطقة على قراءة توقفه في عمان وتل أبيب، حيث نراهن على طرح دور وساطة للأردن في الأزمة الخليجية فالملك عبدالله وبفعل علاقته بالنخبة الحاكمة في الخليج أهل للمهمة. أما البديل التقرب الصهيوني عبر تعويم الأزمة وتهميشها بالهجوم المسلح على إيران مما يوحد الخليجيين.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
{{ article.visit_count }}
- الرئيس ترامب يتحرك الآن في وضع أفضل لبحث الأزمة فقد تحرّر من الضغوط والعراقيل التي كانت في وزارة الخارجية ويجري سلسلة من اللقاءات والاتصالات مع الخليجيين لتنفيذ رؤيته.
- حل الأزمة الخليجية مصلحة أمريكية فالمزيد من التنسيق بين دول الخليج الست مع واشنطن هو البنية الأساسية التي أقيمت عليها العلاقات بين الطرفين لعقود طويلة، وعدم استمرار التنسيق يعني اهتزاز تلك القاعدة.
أما تفسيرات غياب حل للأزمة فمنها:
- يدفعنا التفاؤل للقول بحل سري قريب، فقد لاحظ المراقب الخليجي فجاجة حرب التسريبات في الأزمة الخليجية، وكيف أن سرية الاتفاقات في الشرق الأوسط غير محترمة بشكل عام، ولأنه بقدر ما تبقي المعلومات عن سير حل الأزمة سرية بقدر ما يسهلها حلها، فنرجح أن هناك طبخة بمكونات أمريكية يجري الإعداد لها لتقدم في طبق الوساطة الكويتية.
- أما الجانب الموحش، فهو القول إن التحرك الأمريكي لم ينجح ولم يكن هناك مشروع أصلاً لحل الأزمة الخليجية، لأن واشنطن قصرت في إعادة الدفء إلى العلاقات الأمريكية الخليجية جراء تصريحات الرئيس الأمريكي إننا «لن تصمد أسبوعاً من دون الحماية الأمريكية»، وإنه يريد ضخ الأموال من الخليجيين في تركيز فج على الاعتبار المادي في التعاطي مع قضايا المنطقة.
- فشل النقاشات المتورمة في النواة الصلبة من المستشارين الكهول حول وزير الخارجية الأمريكي الجديد من تقديم مسار واضح له لحل الأزمة الخليجية، فالمقاربة الأمريكية للأزمة الخليجية تتسم بالارتجال والغموض أصلاً، وهي عراقيل بنيوية تبدد جهود الوساطة من واشنطن. ولكي تحل واشنطن الأزمة الخليجية أمريكياً عليها أن تحل الأزمة الأمريكية نفسها بتحرير وزارة الخارجية من استراتيجية مرتبكة ساهمت في تراجع الدور الأمريكي في الخليج وسوريا وفي مواجهة الصين وروسيا.
- أما السبب الأرجح فهو أن عدم طرح حل للأزمة الخليجية أمريكياً ناتجٌ عن إدراك بومبيو ببساطة أن هناك قضية أكثر أهمية في جولته يجب التركيز عليها، وهي أزمة الطموح النووي الإيراني. وإلغاء اتفاق 5+1 أو تعديله.
* بالعجمي الفصيح:
تجبرنا زيارة بومبيو للمنطقة على قراءة توقفه في عمان وتل أبيب، حيث نراهن على طرح دور وساطة للأردن في الأزمة الخليجية فالملك عبدالله وبفعل علاقته بالنخبة الحاكمة في الخليج أهل للمهمة. أما البديل التقرب الصهيوني عبر تعويم الأزمة وتهميشها بالهجوم المسلح على إيران مما يوحد الخليجيين.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج