عودة التسعيني مهاتير محمد إلى رئاسة الوزراء في ماليزيا تقدم درساً للإصرار والتحدي ومقاومة الخصوم يكاد يكون الأبرز والأكثر إثارة على مستوى العالم. فهذا الرجل الذي خرج رسمياً من الحكم قبل 15 عاماً -لكنه ظل نشطاً في الحياة السياسية خلف الكواليس- أبى أن يكون رجلاً عجوزاً لا تأثير له.
نعلم أن نهضة ماليزيا الحديثة جاءت على يديه، فهو منذ استلامه زمام القيادة في 1981 استطاع أن يحول البلد الزراعي البسيط الإمكانيات إلى معجزة اقتصادية وصناعية آسيوية لا يستهان بها. ومع إنجازاته العديدة على صعيد التنمية في بلاده، صنع لنفسه مجداً كبيراً ألقى بظلاله على كل من جاؤوا بعده لدرجة أن الماليزيين أعادوا انتخابه الأسبوع الماضي في محاولة على ما يبدو للعودة إلى الماضي الجميل ولاستنهاض العزيمة بعد تراجعها.
ولعل أبرز ما يذكره الماليزيون أن مهاتير نجح في معالجة الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالنمور الآسيوية في التسعينات بأسلوب مخالف عن توصيات صندوق النقد الدولي. فمع اشتداد الأزمة أوصى الصندوق -كعادته- بخفض الإنفاق الحكومي فوراً ورفع الفائدة وهذا ما فعلته ماليزيا فعلاً لكن النتائج جاءت وخيمة. لذلك تدخل مهاتير وعارض هذه السياسة التي كان يقودها نائبه في رئاسة الوزراء فزاد الإنفاق الحكومي وربط العملة الماليزية بالدولار متحدياً توصيات صندوق النقد الدولي. وقد أثمرت سياسة مهاتير في خروج ماليزيا من الأزمة الاقتصادية بشكل أسرع بكثير من بقية الدول.
الغرب كان ينظر إلى مهاتير بشيء من الريبة والقلق، فهو من خلال فترة رئاسته للوزراء لماليزيا التي امتدت 22 عاماً كان عنيداً في الرضوخ إلى دعوات فتح الأسواق والعولمة بل كان شرساً في دفاعه عن دول العالم الثالث وأحقيتها في تنمية اقتصادياتها دون تدخلات غربية.
وكان يزعج الغرب أيضاً تفرده بالسلطة بعد أن قضى على خصومه، حيث كان رجلاً قوياً لا يسمح لأحد بمنافسته على موقعه كرئيس للوزراء. حيث أبعد منافسه الأول أنور إبراهيم الذي كان نائباً له بعد أن علم بطموحه في الفوز برئاسة الوزراء وذلك من خلال توجيه اتهامات جنسية له جعلته خارج العمل السياسي. وعندما فرض على مهاتير مغادرة موقعه في 2002 نتيجة ضغوط دولية، ماطل في الخروج لمدة عام كامل حتى هيأ موقع الرئاسة لزميله عبدالله بداوي.
عالم السياسة مليء بالمؤامرات والمكائد وقد عاشها مهاتير بل ومارسها كلها دون كلل أو تراجع. والواضح أن الرجل الذي بدأ حياته طبيباً، ثم انتقل إلى ساحة السياسة كنائب برلماني ثم رئيساً لحزب ثم رئيساً للوزراء يستمتع بأجواء هذا العالم الصعب والمرهق.
وطالما الرجل يستمتع في عمله فإن مهمة إعادة ماليزيا إلى مكانتها التي صنعها هو كمركز مالي وتجاري وصناعي في شرق آسيا لن تكون مستحيلة حتى لو كان عمره تسعين أو مائة.
نعلم أن نهضة ماليزيا الحديثة جاءت على يديه، فهو منذ استلامه زمام القيادة في 1981 استطاع أن يحول البلد الزراعي البسيط الإمكانيات إلى معجزة اقتصادية وصناعية آسيوية لا يستهان بها. ومع إنجازاته العديدة على صعيد التنمية في بلاده، صنع لنفسه مجداً كبيراً ألقى بظلاله على كل من جاؤوا بعده لدرجة أن الماليزيين أعادوا انتخابه الأسبوع الماضي في محاولة على ما يبدو للعودة إلى الماضي الجميل ولاستنهاض العزيمة بعد تراجعها.
ولعل أبرز ما يذكره الماليزيون أن مهاتير نجح في معالجة الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالنمور الآسيوية في التسعينات بأسلوب مخالف عن توصيات صندوق النقد الدولي. فمع اشتداد الأزمة أوصى الصندوق -كعادته- بخفض الإنفاق الحكومي فوراً ورفع الفائدة وهذا ما فعلته ماليزيا فعلاً لكن النتائج جاءت وخيمة. لذلك تدخل مهاتير وعارض هذه السياسة التي كان يقودها نائبه في رئاسة الوزراء فزاد الإنفاق الحكومي وربط العملة الماليزية بالدولار متحدياً توصيات صندوق النقد الدولي. وقد أثمرت سياسة مهاتير في خروج ماليزيا من الأزمة الاقتصادية بشكل أسرع بكثير من بقية الدول.
الغرب كان ينظر إلى مهاتير بشيء من الريبة والقلق، فهو من خلال فترة رئاسته للوزراء لماليزيا التي امتدت 22 عاماً كان عنيداً في الرضوخ إلى دعوات فتح الأسواق والعولمة بل كان شرساً في دفاعه عن دول العالم الثالث وأحقيتها في تنمية اقتصادياتها دون تدخلات غربية.
وكان يزعج الغرب أيضاً تفرده بالسلطة بعد أن قضى على خصومه، حيث كان رجلاً قوياً لا يسمح لأحد بمنافسته على موقعه كرئيس للوزراء. حيث أبعد منافسه الأول أنور إبراهيم الذي كان نائباً له بعد أن علم بطموحه في الفوز برئاسة الوزراء وذلك من خلال توجيه اتهامات جنسية له جعلته خارج العمل السياسي. وعندما فرض على مهاتير مغادرة موقعه في 2002 نتيجة ضغوط دولية، ماطل في الخروج لمدة عام كامل حتى هيأ موقع الرئاسة لزميله عبدالله بداوي.
عالم السياسة مليء بالمؤامرات والمكائد وقد عاشها مهاتير بل ومارسها كلها دون كلل أو تراجع. والواضح أن الرجل الذي بدأ حياته طبيباً، ثم انتقل إلى ساحة السياسة كنائب برلماني ثم رئيساً لحزب ثم رئيساً للوزراء يستمتع بأجواء هذا العالم الصعب والمرهق.
وطالما الرجل يستمتع في عمله فإن مهمة إعادة ماليزيا إلى مكانتها التي صنعها هو كمركز مالي وتجاري وصناعي في شرق آسيا لن تكون مستحيلة حتى لو كان عمره تسعين أو مائة.