يرمز الهدهد إلى العمل الاستخباري ويوضع رأس الهدهد في شعار وحدات الاستخبارات في بعض الدول العربية، ففي القرآن الكريم نجد شروط العمل الاستخباري في سورة النمل حين قام هدهد سليمان بعمل استخباري متقن عن مملكة سبأ. وحين هبت «عاصفة الحزم» ولقناعتنا أنه حين تكون عسكرياً خليجياً يعني أن تكون من أهل النظر لا من أهل المشاهدة حيال الأحداث العسكرية التي تشارك بها القوات الخليجية في اليمن فقد كتبنا في 6 سبتمبر 2015 تحت عنوان «قواعد الاشتباك مع صاروخ غادر» بعد حادث معسكر صافر بمأرب واستشهاد 45 إماراتياً، و5 بحرينيين، و32 يمنياً، و10 سعوديين خلاصات تضمنت تنبيهاً مباشراً أن «قصور الاستطلاع والمخابرات تكمن في عدم تعويضنا لإهمال التحليل للقدرات في الجوار الإقليمي لسنوات عدة. ومما يثقل الأمر علينا أن التفوق الجوي للتحالف العربي كان من المفروض أن يحرم العدو من كافة أشكال الاستطلاع، فنحن نملك وسائل معالجة أفضل ونظام رصد للمعركة متفوقاً مقارنة بالعدو». ثم عدنا في 2 نوفمبر 2016 وتحت عنوان «أين تتجه المرحلة الباليستية بعد مكة!» إلى «ضرورة تجاوز القصور الذي يمنع قوات التحالف العربي من تكبيل صواريخ قوات العدو الصالحوثية بالعمل الاستخباري الجاد على الأرض وليس الصور الجوية فقط، فالصواريخ كما تعلمنا من «عاصفة الصحراء»، تقتل بالعمل البري والقوات الخاصة». ولو عدنا لهدهد سليمان في مقياس العمل الاستخباري سنلاحظ أن الهدهد لم يكن مكلفاً بواجب مهمة اليمن ولكن إحساسه بالمسؤولية دفعه للمبادرة، فجمع المعلومات وعاد سريعاً، وأرسلها بلغة الطير السرية، ثم قدم توصيته. فلو طبقت المعايير التي وردت في قصة هدهد سليمان فسنكتشف قصور عملنا الاستخباري. فالمطلوب في اليمن عمل استخباري مضنٍ برجال على الأرض لرصد تحرّكات الحوثيين، والاطلاع على نواياهم، وتقدير نقاط قوّة وحداتهم وضعفها، ثم التحرّك بشكل استباقي، لحرمان العدو من عنصر المفاجأة، ولعل أكثر المعلومات المطلوبة هي المتعلقة بالصواريخ الباليستية كما أشرنا في التوصية قبل عامين، ثم معابر تسليح الحوثيين، وخططهم لمهاجمة جهدنا البحري.
ولا ننكر أن التحالف العربي قد نجز منذ أسابيع قليلة معركة استخبارات ناجحة تم خلالها استهداف قادة الحوثيين، وتحقيق اختراق واسع مكّن من تدمير دوائر اتخاذ القرار، وجعل تحرّكاتهم مكشوفة، وهي إنجازات للتحالف العربي مستحقة جراء التفوّق الاستخباراتي التكنولوجي، بالإضافة إلى البيئة الصديقة لهم ضمن مجاميع سكان اليمن غير المعادية الناقمة على الحوثة.
* بالعجمي الفصيح:
نثمن بالتقدير جهود الاستخبارات العسكرية الخليجية التي اخترقت وشلت حركة الحوثيين بإلغاء أنشطة قادتهم، لكن الجهد الاستخباري لرجالنا مازال قاصراً طالما مازلنا نرى غطرسة صاروخ باليستي غادر يطير من سبأ خفية على الهدهد، وصاروخ آخر يغرق سفينة في البحر الأحمر، وسلاح نوعي يجد طريقة للحوثة، فعودة الهدهد لأرض سبأ واجب بناء على القاعدة العسكرية الأصولية التي تقول إن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
ولا ننكر أن التحالف العربي قد نجز منذ أسابيع قليلة معركة استخبارات ناجحة تم خلالها استهداف قادة الحوثيين، وتحقيق اختراق واسع مكّن من تدمير دوائر اتخاذ القرار، وجعل تحرّكاتهم مكشوفة، وهي إنجازات للتحالف العربي مستحقة جراء التفوّق الاستخباراتي التكنولوجي، بالإضافة إلى البيئة الصديقة لهم ضمن مجاميع سكان اليمن غير المعادية الناقمة على الحوثة.
* بالعجمي الفصيح:
نثمن بالتقدير جهود الاستخبارات العسكرية الخليجية التي اخترقت وشلت حركة الحوثيين بإلغاء أنشطة قادتهم، لكن الجهد الاستخباري لرجالنا مازال قاصراً طالما مازلنا نرى غطرسة صاروخ باليستي غادر يطير من سبأ خفية على الهدهد، وصاروخ آخر يغرق سفينة في البحر الأحمر، وسلاح نوعي يجد طريقة للحوثة، فعودة الهدهد لأرض سبأ واجب بناء على القاعدة العسكرية الأصولية التي تقول إن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج