كانت جالسة بجانبي على طاولة الاجتماعات تعد تقريرها. لفت انتباهي أنها تلبس الساعة في يدها اليمنى! ركزت.. هي أيضاً تكتب باليمين وليست عسراء «تكتب باليد اليسرى». قلت لها متعجبة: أنت تلبسين ساعتك في يدك اليمنى! أجابت: عادي... ألبسها في اليمين، في اليسار، ما تفرق عندي. أعجبني منطقها البسيط، وتوقفت برهة وتساءلت. لماذا نحن نلبس الساعة في اليد اليسرى؟ ولماذا نتمسك بهذا التقليد ولا نحيد عنه إلا في حالة من يعتمدون على يدهم اليسرى؟
في تاريخ صناعة الساعات بدأت الساعات الأوتوماتيكية الشخصية، بساعات الجيب متعددة الأحجام والأشكال. ثم اخترعت ساعة اليد كنوع من المجوهرات سواراً لأيادي النساء، وبقي الرجال يستخدمون ساعات الجيب. ويقال إن أحد الطيارين العسكريين طلب من صديقه مصمم الساعات الشهير «لويس كارتييه» أن يصمم له ساعة تناسب رحلاته وتكون أفضل من ساعات الجيب. فصمم له أول ساعة يد رجالية تصلح للاستخدام العملي. وقد ارتداها في يده اليسرى لسهولة النظر إليها حين يكون حاملاً سلاحه في يده اليمنى. ثم شاع استخدام ساعات اليد في الجيوش في الحرب العالمية الأولى، وحظيت بشعبية كبيرة.
إذن الحرب هي من أطلقت الساعة في اليد اليسرى تكريماً للسلاح الذي تنشغل به اليد اليمنى! ثم تقول الروايات إن صناعة ساعات اليد فضلت وضعها في اليد اليسرى حماية للساعة من كثرة المهام التي تتولاها اليد اليمنى، والتي قد ينتهي بالساعة إلى التهشم والتلف لو أنها انخرطت مع اليد اليمنى في تلك المهام. وترك الاستثناء لذوي اليد العسراء «المعتمدين على اليد اليسرى»، حيث تنقلب عندهم الآية في اعتمادهم على تركيز المهام في اليد اليسرى.
ماذا لو تجاوزنا أسباب «تهشم ساعة اليد وتلفها»، وكنا في وضع لا يستدعي قيام اليد اليمنى بمهامها الثقيلة؟ هل بانتفاء العلة يمكننا أن نلبس الساعة في اليد اليمنى؟ إذا فعلناها سوف نبدو في بداية الأمر ملفتين للنظر وغريبين، وسيتوقع البعض أننا من ذوي اليد العسراء. ولكن بإمكاننا ألا نهتم وأن نجيب بتلقائية عن حريتنا الشخصية في لبس الساعة في أي يد نختار. غير أننا تعودنا النمطية، واعتدنا التساوي مع الآخرين، خصوصاً في القضايا «الشكلية». ونحن في سيرنا خلف الثوابت «غير الثابتة» قليلاً ما نطرح السؤال «لماذا؟»، و»ايش معنى؟»، وكثيراً ما تكون إجابة «هو هكذا لأنه هكذا»، مرضية ومقنعة لنا.
وليس موقع يد الساعة أمراً ذا شأن، ولكنه كناية عن مسائل صغيرة نجهلها ومع ذلك نلتزم بها ونحافظ عليها ونتوارثها. وهذا ليس من باب الالتزام بالنظام. ولكن هو تقيد بالأنماط الأكثر ثباتاً من النظام. وعليه فقد قررت أن ألبس الساعة في أي يد أختار. وأن أنوع في لبسها بين اليد اليمنى أو اليسرى. من أجل تغيير نمط لا دلالة له في واقع استخدامي الحالي.
في تاريخ صناعة الساعات بدأت الساعات الأوتوماتيكية الشخصية، بساعات الجيب متعددة الأحجام والأشكال. ثم اخترعت ساعة اليد كنوع من المجوهرات سواراً لأيادي النساء، وبقي الرجال يستخدمون ساعات الجيب. ويقال إن أحد الطيارين العسكريين طلب من صديقه مصمم الساعات الشهير «لويس كارتييه» أن يصمم له ساعة تناسب رحلاته وتكون أفضل من ساعات الجيب. فصمم له أول ساعة يد رجالية تصلح للاستخدام العملي. وقد ارتداها في يده اليسرى لسهولة النظر إليها حين يكون حاملاً سلاحه في يده اليمنى. ثم شاع استخدام ساعات اليد في الجيوش في الحرب العالمية الأولى، وحظيت بشعبية كبيرة.
إذن الحرب هي من أطلقت الساعة في اليد اليسرى تكريماً للسلاح الذي تنشغل به اليد اليمنى! ثم تقول الروايات إن صناعة ساعات اليد فضلت وضعها في اليد اليسرى حماية للساعة من كثرة المهام التي تتولاها اليد اليمنى، والتي قد ينتهي بالساعة إلى التهشم والتلف لو أنها انخرطت مع اليد اليمنى في تلك المهام. وترك الاستثناء لذوي اليد العسراء «المعتمدين على اليد اليسرى»، حيث تنقلب عندهم الآية في اعتمادهم على تركيز المهام في اليد اليسرى.
ماذا لو تجاوزنا أسباب «تهشم ساعة اليد وتلفها»، وكنا في وضع لا يستدعي قيام اليد اليمنى بمهامها الثقيلة؟ هل بانتفاء العلة يمكننا أن نلبس الساعة في اليد اليمنى؟ إذا فعلناها سوف نبدو في بداية الأمر ملفتين للنظر وغريبين، وسيتوقع البعض أننا من ذوي اليد العسراء. ولكن بإمكاننا ألا نهتم وأن نجيب بتلقائية عن حريتنا الشخصية في لبس الساعة في أي يد نختار. غير أننا تعودنا النمطية، واعتدنا التساوي مع الآخرين، خصوصاً في القضايا «الشكلية». ونحن في سيرنا خلف الثوابت «غير الثابتة» قليلاً ما نطرح السؤال «لماذا؟»، و»ايش معنى؟»، وكثيراً ما تكون إجابة «هو هكذا لأنه هكذا»، مرضية ومقنعة لنا.
وليس موقع يد الساعة أمراً ذا شأن، ولكنه كناية عن مسائل صغيرة نجهلها ومع ذلك نلتزم بها ونحافظ عليها ونتوارثها. وهذا ليس من باب الالتزام بالنظام. ولكن هو تقيد بالأنماط الأكثر ثباتاً من النظام. وعليه فقد قررت أن ألبس الساعة في أي يد أختار. وأن أنوع في لبسها بين اليد اليمنى أو اليسرى. من أجل تغيير نمط لا دلالة له في واقع استخدامي الحالي.