في فبراير الماضي كنت في مؤتمر في بيروت، وصادف أن تحدثت مع بعض الخليجيين لأكتشف أن الكثير منهم موجود خارج موسم السياحة لبيع عقاره بسبب الغلاء و»حزب الله» وأسباب لبنانية كثيرة أخرى، ولم ينتظر أحد طرح سؤالي عن البديل، فقد كانت تركيا هي الجواب والبديل الآمن والأرخص والأجمل، وبعد نزول أسعار السفر بالطيران صارت تركيا هي الأسهل.
لبنان حين يهجره الخليجيون وتنهار الليرة اللبنانية بسبب نتائج الانتخابات التي أعادت «حزب الله» للواجهة وأسباب أخرى لم يقرع فيه أحد جرس الخطر، بل إن اللبنانيين أنفسهم لم يعقدوا مؤتمراً ليدعوا الخليجيين ويسألوهم «ليش عم تفلوا» بل إن موضوع هجرة أصحاب العقارات الخليجيين لم يطرح حينما اتجهت أنظار الشارع اللبناني إلى مؤتمر باريس 4 أو كما يعرف بمؤتمر «سيدر» في أبريل 2018، بل تركزت كما جرى في المؤتمرات الثلاثة السابقة على وعود في الهواء تتحدث عن توفير قروض ومساعدات لتخطي الأزمة التي تعيشها البلاد بدل ما يمكن أن يحفز السائح الخليجي لعدم بيع عقاره في لبنان. أما الخليجي فقد تصرف كرجل أعمال متناسياً جزءاً من ذاكرته في جبال وسواحل وشوارع لبنان، وقبل ذلك كله عروبة لبنان وحاجته لوقفة شهامة. نقول ذلك بعد حملة التعاطف منقطعة النظير بعد تعرض الليرة التركية لتراجع حاد ومفاجئ، أمام العملات الصعبة وخاصة أمام الدولار، مما جعل المحبين لتركيا من الخليجيين يشعرون بالقلق والخوف، والخشية على مستقبل تركيا، ومستقبلهم الذي ارتبط بهذه البلاد، سواء كان بسبب منظر طبيعي للبحر أو الخضرة في شقة في بورصة أو بسبب حب سياسة رجب طيب أردوغان. وبعكس موقفهم من الحالة اللبنانية جعل القلق والخوف على جمهورية تركيا الشقيقة، بعض المتعاطفين يشنون حوارات وحروباً تويترية ضروساً لدعم الليرة التركية على صفحات التواصل الاجتماعي، مركزين ومشددين على نظرية المؤامرة الصهيونية والإمبريالية والغربية والكافرة على اقتصاد تركيا. ومع تقديرنا للغيرة الإسلامية الأخوية مع أنقرة إلا أن العالم كلة يمر بأزمة اقتصادية، ونحن في الخليج مع الارتفاع الأخير لأسعار النفط بالكاد نخرج من أزمة اقتصادية خليجية نحمد الله أنه تمت إدارتها بعقلانية. وعليه ولكونها أزمة اقتصادية لذا نراهن على قدرة فريق أردوغان على تجاوزها وهم من قلب حسابات الاقتصاد التركي من الخسائر إلى الأرباح في عقد واحد.
* بالعجمي الفصيح:
نثمن التعاطف مع بلد مثل تركيا يتعرض لتحدٍ جاد، لكن يجب أن يكون موقفنا الأعلى من الشعبي وأقل من الرسمي على وسائط التواصل الاجتماعي حاملاً للهم العربي في لبنان بأن يكون للبنان قدر من الحملات العربية العاطفية الشعبية التي تقف مع تركيا، فأنقرة جزء من عالمنا الإسلامي ونتمنى لها الخير، لكن لبنان جزء من عروبتنا، ولسنا في باب المفاضلة بين الطرفين لكن نعتب على أن تحظى أنقرة بما لم تحظ به بيروت.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
لبنان حين يهجره الخليجيون وتنهار الليرة اللبنانية بسبب نتائج الانتخابات التي أعادت «حزب الله» للواجهة وأسباب أخرى لم يقرع فيه أحد جرس الخطر، بل إن اللبنانيين أنفسهم لم يعقدوا مؤتمراً ليدعوا الخليجيين ويسألوهم «ليش عم تفلوا» بل إن موضوع هجرة أصحاب العقارات الخليجيين لم يطرح حينما اتجهت أنظار الشارع اللبناني إلى مؤتمر باريس 4 أو كما يعرف بمؤتمر «سيدر» في أبريل 2018، بل تركزت كما جرى في المؤتمرات الثلاثة السابقة على وعود في الهواء تتحدث عن توفير قروض ومساعدات لتخطي الأزمة التي تعيشها البلاد بدل ما يمكن أن يحفز السائح الخليجي لعدم بيع عقاره في لبنان. أما الخليجي فقد تصرف كرجل أعمال متناسياً جزءاً من ذاكرته في جبال وسواحل وشوارع لبنان، وقبل ذلك كله عروبة لبنان وحاجته لوقفة شهامة. نقول ذلك بعد حملة التعاطف منقطعة النظير بعد تعرض الليرة التركية لتراجع حاد ومفاجئ، أمام العملات الصعبة وخاصة أمام الدولار، مما جعل المحبين لتركيا من الخليجيين يشعرون بالقلق والخوف، والخشية على مستقبل تركيا، ومستقبلهم الذي ارتبط بهذه البلاد، سواء كان بسبب منظر طبيعي للبحر أو الخضرة في شقة في بورصة أو بسبب حب سياسة رجب طيب أردوغان. وبعكس موقفهم من الحالة اللبنانية جعل القلق والخوف على جمهورية تركيا الشقيقة، بعض المتعاطفين يشنون حوارات وحروباً تويترية ضروساً لدعم الليرة التركية على صفحات التواصل الاجتماعي، مركزين ومشددين على نظرية المؤامرة الصهيونية والإمبريالية والغربية والكافرة على اقتصاد تركيا. ومع تقديرنا للغيرة الإسلامية الأخوية مع أنقرة إلا أن العالم كلة يمر بأزمة اقتصادية، ونحن في الخليج مع الارتفاع الأخير لأسعار النفط بالكاد نخرج من أزمة اقتصادية خليجية نحمد الله أنه تمت إدارتها بعقلانية. وعليه ولكونها أزمة اقتصادية لذا نراهن على قدرة فريق أردوغان على تجاوزها وهم من قلب حسابات الاقتصاد التركي من الخسائر إلى الأرباح في عقد واحد.
* بالعجمي الفصيح:
نثمن التعاطف مع بلد مثل تركيا يتعرض لتحدٍ جاد، لكن يجب أن يكون موقفنا الأعلى من الشعبي وأقل من الرسمي على وسائط التواصل الاجتماعي حاملاً للهم العربي في لبنان بأن يكون للبنان قدر من الحملات العربية العاطفية الشعبية التي تقف مع تركيا، فأنقرة جزء من عالمنا الإسلامي ونتمنى لها الخير، لكن لبنان جزء من عروبتنا، ولسنا في باب المفاضلة بين الطرفين لكن نعتب على أن تحظى أنقرة بما لم تحظ به بيروت.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج