تشرفت بتلبية دعوة مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة لحضور مؤتمر «حكم آل خليفة في شبه جزيرة قطر: التاريخ والسيادة»، والذي حاضر فيه نخبة من الأكاديميين والمثقفين والباحثين، وكانت فرصة مناسبة لمعرفة جوانب إضافية في تاريخ البحرين القديم والمعاصر، ولا أنسى في هذا الصدد أن أتوجه للشكر لرئيس مجلس أمناء المركز الشيخ الدكتور عبدالله بن أحمد آل خليفة والذي لم يتردد في لحظة بدعوة أهل الاختصاص والمهتمين وما لفت انتباهي هو تواجد فئة الشباب الذين يمثلون بذرة الجيل القادم وهي لفتة تستحق الثناء.
في بداية الأمر في خضم جلسات المؤتمر تردد لي سؤال في ذهني بعد أن كشفت الوثائق أن شبه جزيرة قطر يحكمها آل خليفة قبل أن تتآمر عليهم القوى الغربية للقيام بأعمال عدائية على الزبارة وسلب حقوق القاطنين فيها، فهل من حق آل خليفة استرداد شبه الجزيرة وضمها إلى البحرين في ظل استمرار النظام القطري في تآمره على النظام الخليفي الحاكم في مملكة البحرين؟.
في المدارس السياسية هناك اتفاق وإجماع على أن السياسة يمكن أن تفعل كل شيء ولكنها لا تستطيع تغيير التاريخ، وفي هذه الحالة سعى النظام القطري بعد أن حصد ثروته من الغاز الطبيعي الذي استغله في تحقيق غاياته في طمس التاريخ عبر التآمر على آل خليفة الذين هم حكام جزيرة شبه قطر وذلك بهدف أن يمحو الماضي المخيب لهم بدلاً من مد اليد والتعاضد مع الأشقاء في دول الخليج العربي لنهضة الشعوب وازدهارها وباتوا الذيل المسرطن في منطقة الشرق الأوسط.
فالعدوان على الزبارة في عام 1937 وفشت الديبل عام 1986 والتدخل في الشأن المحلي لمملكة البحرين ودعم الانقلابيين في أزمة 2011 وتمويل العمليات الإرهابية في البحرين هو امتداد تاريخي وجيني ينتقل للنظام القطري، فليس مستغرباً ممن ينقلب على والده ويكون عاقاً له بأن يبيع كل المبادئ والقيم العربية والإسلامية، فحمد بن جاسم وحمد بن خليفة شكلا ثنائياً إرهابياً فريداً من نوعه بالمنطقة وتبادلا الأدوار في الربيع العربي حتى أن وصل بهم الحال بأن يدمروا مدناً ويقتلوا أبرياء ويشردوا أسراً مقابل تحقيق مكاسب استراتيجية تآمرية على العرب والخليج العربي بالتحديد.
ومن هنا يظهر جلياً أن استمرار النظام القطري في نهجه لا يمكن السكوت عنه أو تغافله بل مواجهته بالحقائق، فشبه الجزيرة القطرية هي امتداد لحكم آل خليفة ولا يمكن إغفال ذلك بأي شكل من الأشكال، فمملكة البحرين على الرغم من أحقيتها في شبه جزيرة قطر إلا أنها ارتأت عدم التصعيد، وضبط النفس، والسعي وراء لم الشمل، ولكن على ما يبدو أن النظام القطري لا يملك هذه الخصال، فهو يمثل المدرسة الإسرائيلية في السياسة، القائمة على صناعة الفوضى والوهم والهروب من الماضي، فلا إسرائيل لها دولة كما أن قطر ليست دولة فهي شبه جزيرة تابعة لحكم آل خليفة، وأن القبائل الموجودة بالدوحة يعلمون ذلك جيداً.
أختم مقالي هذا بمقولة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى التي تلخص تاريخ شبه جزيرة قطر حينما قال «نحن أعرف بشعب قطر، هم أهلنا وأصدقاؤنا وهم شعبنا قبل حكم آل ثاني»، فاسترداد قطر إلى البحرين ليس حلماً بل هو حقيقة، ولكن البحرين بقيادتها وشعبها لا يسعون إلى الفوضى والعداء، فشعارنا هو السلام والتسامح ولم الشمل على الكلمة الواحدة، فقلوب أهل البحرين لا تحمل الضغينة على أحد، وهذا لا يعني التنازل على شبه جزيرة قطر، فلا نعلم الأيام القادمة ماذا يخبئ لنا القدر؟!
{{ article.visit_count }}
في بداية الأمر في خضم جلسات المؤتمر تردد لي سؤال في ذهني بعد أن كشفت الوثائق أن شبه جزيرة قطر يحكمها آل خليفة قبل أن تتآمر عليهم القوى الغربية للقيام بأعمال عدائية على الزبارة وسلب حقوق القاطنين فيها، فهل من حق آل خليفة استرداد شبه الجزيرة وضمها إلى البحرين في ظل استمرار النظام القطري في تآمره على النظام الخليفي الحاكم في مملكة البحرين؟.
في المدارس السياسية هناك اتفاق وإجماع على أن السياسة يمكن أن تفعل كل شيء ولكنها لا تستطيع تغيير التاريخ، وفي هذه الحالة سعى النظام القطري بعد أن حصد ثروته من الغاز الطبيعي الذي استغله في تحقيق غاياته في طمس التاريخ عبر التآمر على آل خليفة الذين هم حكام جزيرة شبه قطر وذلك بهدف أن يمحو الماضي المخيب لهم بدلاً من مد اليد والتعاضد مع الأشقاء في دول الخليج العربي لنهضة الشعوب وازدهارها وباتوا الذيل المسرطن في منطقة الشرق الأوسط.
فالعدوان على الزبارة في عام 1937 وفشت الديبل عام 1986 والتدخل في الشأن المحلي لمملكة البحرين ودعم الانقلابيين في أزمة 2011 وتمويل العمليات الإرهابية في البحرين هو امتداد تاريخي وجيني ينتقل للنظام القطري، فليس مستغرباً ممن ينقلب على والده ويكون عاقاً له بأن يبيع كل المبادئ والقيم العربية والإسلامية، فحمد بن جاسم وحمد بن خليفة شكلا ثنائياً إرهابياً فريداً من نوعه بالمنطقة وتبادلا الأدوار في الربيع العربي حتى أن وصل بهم الحال بأن يدمروا مدناً ويقتلوا أبرياء ويشردوا أسراً مقابل تحقيق مكاسب استراتيجية تآمرية على العرب والخليج العربي بالتحديد.
ومن هنا يظهر جلياً أن استمرار النظام القطري في نهجه لا يمكن السكوت عنه أو تغافله بل مواجهته بالحقائق، فشبه الجزيرة القطرية هي امتداد لحكم آل خليفة ولا يمكن إغفال ذلك بأي شكل من الأشكال، فمملكة البحرين على الرغم من أحقيتها في شبه جزيرة قطر إلا أنها ارتأت عدم التصعيد، وضبط النفس، والسعي وراء لم الشمل، ولكن على ما يبدو أن النظام القطري لا يملك هذه الخصال، فهو يمثل المدرسة الإسرائيلية في السياسة، القائمة على صناعة الفوضى والوهم والهروب من الماضي، فلا إسرائيل لها دولة كما أن قطر ليست دولة فهي شبه جزيرة تابعة لحكم آل خليفة، وأن القبائل الموجودة بالدوحة يعلمون ذلك جيداً.
أختم مقالي هذا بمقولة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى التي تلخص تاريخ شبه جزيرة قطر حينما قال «نحن أعرف بشعب قطر، هم أهلنا وأصدقاؤنا وهم شعبنا قبل حكم آل ثاني»، فاسترداد قطر إلى البحرين ليس حلماً بل هو حقيقة، ولكن البحرين بقيادتها وشعبها لا يسعون إلى الفوضى والعداء، فشعارنا هو السلام والتسامح ولم الشمل على الكلمة الواحدة، فقلوب أهل البحرين لا تحمل الضغينة على أحد، وهذا لا يعني التنازل على شبه جزيرة قطر، فلا نعلم الأيام القادمة ماذا يخبئ لنا القدر؟!