سيدي الرئيس؛ لقد أهلتك مثابرتك الدائمة لتلمس متطلبات شعبك للفوز فألف مبروك. فقد شهد خصومك أنه لم تحقق شخصية سياسية في العقود السابقة النجاح الذي حققته خلال تحدٍ انتخابي جرى في مناخ صعب. وكما يرى العديد من المراقبين فهذا النجاح شأن يمسنا بدرجة ما بعد أن تقمصت أنقرة أدواراً إقليمية تدخل في دوائرها المنطقة الخليجية.
في صبيحة اليوم التالي للانتخابات صرنا أمام ثلاث صور تغلب على المشهد التركي في عيون المراقب الخليجي. فقد قيل إن مشكلة فهم السياسة الخارجية ليس بعدم توافر المعلومات، ولكن في عدم القدرة على تصنيف المعلومات المتاحة. والمعلومات المتاحة تقول إن كل زعماء الخليج هنؤوكم بالفوز. نتمنى أن يعني ذلك لكم شيئاً بعد أن ارتفعتم فوق نواقص المماحكات السياسية. ثم تظهر الفرحة العارمة في الصورة الثانية لأنكم رفضتم نقل السفارة الأمريكية للقدس، ثم استدعاء سفيركم في واشنطن، والتصعيد القوي ضد الصهاينة بعد ارتكابهم مجازر حدود غزة، تبعها طرد سفيرهم. ثم قيادة منظمة التعاون الإسلامي لدعم الفلسطينيين. لقد تَبنيتم سياسات تثلج الصدر تجاه القضية الفلسطينية وكان لها صدى إيجابي لدى الشعوب الخليجية، كما يثلج صدورنا تطابق وجهات النظر مع دول الخليج، حيال ما يجري في سوريا، في ميادين المعارك وفي احتضان المهجرين. كما يفرحهم فوزكم لجهودكم في حل الأزمة الخليجية بدعم الوساطة الكويتية أو لجهودكم في الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي.
سيدي الرئيس كثيراً ما يقال عن توحش نظرية المؤامرة في العقل الجمعي العربي، لكن دخولكم في دوامة علاقات مع العرب، تتراوح بين الصداقة والتحدي يدفعنا للتوجس. كاهتمامكم بما يجري في شمال سوريا أكثر مما يجري في جنوبها. وتوظيفكم التصعيد ضد الأكراد في التقرب من الأصوات القومية لاستمرار العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني، واحتلال أرض عربية في جبل قنديل بكردستان العراق. ويزيد الطين بلة أن نهجكم سوف يصبح أكثر صرامة مع الملاحظات المخالفة، فأنت تؤمن أن عقل تركيا مع أوروبا وقلبها مع الشرق، وهو قلب عامر برغبة زعامة العالم الإسلامي السني لتوازن بين الضلعين الصهيوني والإيراني دون اعتبار لمنطقية أن تكون قيادة المكون السني عربية مما يجعلك تتحدى عواصم عربية كبرى.
بالعجمي الفصيح
سيدي الرئيس سأنهي معك انطلاقاً من خطاب فوزك من شرفة مقر حزب العدالة والتنمية من أن تركيا ستكون إلى جانب جميع المظلومين في شتى بقاع الأرض وستكون صوت من لا صوت له. أليس في ذلك تكرار لمفردات طهران. وخطر انهيار لجاذبية النموذج التركي قد يفقده بريقه لدى العرب.فأساس العلاقات الإيجابية هو عدم التدخل في الشأن الداخلي وما جرى في تركيا كان يجب أن يبقى شأناً داخلياً، والمواطنة على أساس الوطن، وليس على أسس حزبية عقائدية.. مبروك ونتمنى لكم التوفيق.
{{ article.visit_count }}
في صبيحة اليوم التالي للانتخابات صرنا أمام ثلاث صور تغلب على المشهد التركي في عيون المراقب الخليجي. فقد قيل إن مشكلة فهم السياسة الخارجية ليس بعدم توافر المعلومات، ولكن في عدم القدرة على تصنيف المعلومات المتاحة. والمعلومات المتاحة تقول إن كل زعماء الخليج هنؤوكم بالفوز. نتمنى أن يعني ذلك لكم شيئاً بعد أن ارتفعتم فوق نواقص المماحكات السياسية. ثم تظهر الفرحة العارمة في الصورة الثانية لأنكم رفضتم نقل السفارة الأمريكية للقدس، ثم استدعاء سفيركم في واشنطن، والتصعيد القوي ضد الصهاينة بعد ارتكابهم مجازر حدود غزة، تبعها طرد سفيرهم. ثم قيادة منظمة التعاون الإسلامي لدعم الفلسطينيين. لقد تَبنيتم سياسات تثلج الصدر تجاه القضية الفلسطينية وكان لها صدى إيجابي لدى الشعوب الخليجية، كما يثلج صدورنا تطابق وجهات النظر مع دول الخليج، حيال ما يجري في سوريا، في ميادين المعارك وفي احتضان المهجرين. كما يفرحهم فوزكم لجهودكم في حل الأزمة الخليجية بدعم الوساطة الكويتية أو لجهودكم في الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي.
سيدي الرئيس كثيراً ما يقال عن توحش نظرية المؤامرة في العقل الجمعي العربي، لكن دخولكم في دوامة علاقات مع العرب، تتراوح بين الصداقة والتحدي يدفعنا للتوجس. كاهتمامكم بما يجري في شمال سوريا أكثر مما يجري في جنوبها. وتوظيفكم التصعيد ضد الأكراد في التقرب من الأصوات القومية لاستمرار العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني، واحتلال أرض عربية في جبل قنديل بكردستان العراق. ويزيد الطين بلة أن نهجكم سوف يصبح أكثر صرامة مع الملاحظات المخالفة، فأنت تؤمن أن عقل تركيا مع أوروبا وقلبها مع الشرق، وهو قلب عامر برغبة زعامة العالم الإسلامي السني لتوازن بين الضلعين الصهيوني والإيراني دون اعتبار لمنطقية أن تكون قيادة المكون السني عربية مما يجعلك تتحدى عواصم عربية كبرى.
بالعجمي الفصيح
سيدي الرئيس سأنهي معك انطلاقاً من خطاب فوزك من شرفة مقر حزب العدالة والتنمية من أن تركيا ستكون إلى جانب جميع المظلومين في شتى بقاع الأرض وستكون صوت من لا صوت له. أليس في ذلك تكرار لمفردات طهران. وخطر انهيار لجاذبية النموذج التركي قد يفقده بريقه لدى العرب.فأساس العلاقات الإيجابية هو عدم التدخل في الشأن الداخلي وما جرى في تركيا كان يجب أن يبقى شأناً داخلياً، والمواطنة على أساس الوطن، وليس على أسس حزبية عقائدية.. مبروك ونتمنى لكم التوفيق.