بدأت أول حزمة عقوبات اقتصادية أمريكية على إيران، واتضحت الرؤية بأن تلك العقوبات قد تخنق نظام الملالي في التواصل مع الأعوان والحلفاء، حتى باتت إيران أمام مفترق طرق قد تجعل المنطقة على صفيح ساخن من الأحداث في الأيام المقبلة، ما يطرح تساؤلاً مهماً حول تداعيات الحزمة الأولى من العقوبات الاقتصادية على إيران؟
للإجابة على هذا التساؤل، علينا التيقن جيداً أن تلك العقوبات هدفها هو الضغط على إيران للقبول باتفاق نووي جديد، يحد من امتلاكها للسلاح النووي وعدم التدخل في شؤون الدول المجاورة لها ووقف دعمها للإرهاب، فتداعيات الحزمة الأولى على المنطقة يمكن تلخيصها كالتالي:
أولاً: منطقة الخليج العربي تمر في مرحلة تغيير كبرى في مجال العلاقات الدولية، فتلك المرحلة تتطلب التنسيق الكامل بين دول الخليج العربي ما عدا قطر طبعاً، من أجل توحيد الرؤى في الملفات الكبرى على رأسها الملف الإيراني والسوري واليمني، فأمريكا على موعد مهم مع دول الخليج قبل تنفيذ الحزمة الثانية من العقوبات على إيران للتوصل لنتائج إيجابية في لم الصف ومحاربة طهران.
ثانياً: حماية المصالح الأمريكية هي هدف رئيسي لأي إدارة للبيت الأبيض، ولا يمكن التنازل عنها أو المساس بها، وخاصة أن الكبرياء الأمريكي كأقوى دولة بالعالم قد انهز هذا الكيان أكثر من مرة بسبب إيران، حيث إن الحلفاء قدموا أكثر من دليل على عدم مقدرة هذا الكيان الكبير على كبح جماح الأطماع الإيرانية في المنطقة، وأن عدم إيقاف تلك الأطماع دليل على استمرار التحالف الإيراني الأمريكي ما لم يكن هناك تغير في الموقف ومحاربته، فمع تغيير تلك الإدارة وجدت أن إيران استغلت التحالف الخفي لتنفيذ أجنداتها بشكل يخالف ما تم الاتفاق عليه، وعملت على جعل تلك الغنائم من العراق لتطوير برنامجها النووي وصناعة الأسلحة، في المقابل فإن الحزمة الأولى تهدف لضرب الاقتصاد الإيراني بلا رحمة، وجعل فكرة تطوير ذلك البرنامج في طريق صعب جداً، ومن هنا ستعمل إيران قدر المستطاع للضغط أكثر على روسيا لإيجاد حل لما تمر به من عقوبات تنهار بها المنظومة العسكرية الإيرانية، في المقابل فإن الإدارة الأمريكية قد وضعت ضمن أجنداتها ضرورة التنسيق مع موسكو وتحذير الروس من أي تعاطف مع النظام الإيراني.
ثالثاً: أن يكون هناك حرب في منطقة الخليج العربي بسبب تنفيذ الحزمة الأولى للعقوبات الأمريكية على إيران هو أمر مستبعد جداً، ولكن ستكون هناك حرب على التنظيمات الإرهابية التابعة لإيران والتي ستستأنف أعمالها في الأيام المقبلة كأسلوب ضغط على حلفاء أمريكا، وهو أمر معتاد على المنطقة وخاصة في لبنان من قبل حزب اللات بقيادة حسن نصر الله، ولعل تلك التنظيمات ومنها الحوثية قد قاربت نهايتها فإنها لن تتردد باستخدام كل ترسانتها من الأسلحة للدفاع عن نفسها قبل أن تنكشف أو يقضى عليها، ومن هنا نؤكد بأن الخطر الإيراني لن ينتهي مع حزمة العقوبات الأولى في ظل تواجد تلك التنظيمات النشطة أو النائمة.
رابعاً: من أهم تداعيات تلك العقوبات الأمريكية على المنطقة هو اختناق قطر حليفة إيران، فبات النظام القطري محاصراً بتلك العقوبات بشكل غير مباشر، فأي مساعدة قطرية للنظام الإيراني ستطيح بتميم، ومن هنا أوضحت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب أن الأزمة القطرية صغيرة جداً مقارنة بمحاربة المد الإيراني بالمنطقة، وستكون قطر تحت المجهر الأمريكي في حال وردت إليها معلومات تفيد بعدم التزام الدوحة ببنود تلك العقوبات أو أن تبدي تعاونها أو تعاطفها مع النظام الإيراني.
وبالتالي المنطقة ستشهد حراكاً دبلوماسياً مهماً في الأيام المقبلة، فتداعيات العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران هي جاءت لتغيير السلوك الإيراني في المنطقة، وفي حال عدم خضوع إيران للشروط الأمريكية بتوقيع عقد اتفاق نووي جديد ووقف برامجها في التسلح ووقف دعمها للكيانات الإرهابية فان حزمة العقوبات الثانية هي الحل الأمثل قبل الدخول في الحل الصعب وهو شر لا بد منه وسيكون المجتمع الدولي على موعد لإعلان أمريكي مهم وهو تنفيذ ضربات عسكرية نوعية ضد المنشآت العسكرية في إيران.
{{ article.visit_count }}
للإجابة على هذا التساؤل، علينا التيقن جيداً أن تلك العقوبات هدفها هو الضغط على إيران للقبول باتفاق نووي جديد، يحد من امتلاكها للسلاح النووي وعدم التدخل في شؤون الدول المجاورة لها ووقف دعمها للإرهاب، فتداعيات الحزمة الأولى على المنطقة يمكن تلخيصها كالتالي:
أولاً: منطقة الخليج العربي تمر في مرحلة تغيير كبرى في مجال العلاقات الدولية، فتلك المرحلة تتطلب التنسيق الكامل بين دول الخليج العربي ما عدا قطر طبعاً، من أجل توحيد الرؤى في الملفات الكبرى على رأسها الملف الإيراني والسوري واليمني، فأمريكا على موعد مهم مع دول الخليج قبل تنفيذ الحزمة الثانية من العقوبات على إيران للتوصل لنتائج إيجابية في لم الصف ومحاربة طهران.
ثانياً: حماية المصالح الأمريكية هي هدف رئيسي لأي إدارة للبيت الأبيض، ولا يمكن التنازل عنها أو المساس بها، وخاصة أن الكبرياء الأمريكي كأقوى دولة بالعالم قد انهز هذا الكيان أكثر من مرة بسبب إيران، حيث إن الحلفاء قدموا أكثر من دليل على عدم مقدرة هذا الكيان الكبير على كبح جماح الأطماع الإيرانية في المنطقة، وأن عدم إيقاف تلك الأطماع دليل على استمرار التحالف الإيراني الأمريكي ما لم يكن هناك تغير في الموقف ومحاربته، فمع تغيير تلك الإدارة وجدت أن إيران استغلت التحالف الخفي لتنفيذ أجنداتها بشكل يخالف ما تم الاتفاق عليه، وعملت على جعل تلك الغنائم من العراق لتطوير برنامجها النووي وصناعة الأسلحة، في المقابل فإن الحزمة الأولى تهدف لضرب الاقتصاد الإيراني بلا رحمة، وجعل فكرة تطوير ذلك البرنامج في طريق صعب جداً، ومن هنا ستعمل إيران قدر المستطاع للضغط أكثر على روسيا لإيجاد حل لما تمر به من عقوبات تنهار بها المنظومة العسكرية الإيرانية، في المقابل فإن الإدارة الأمريكية قد وضعت ضمن أجنداتها ضرورة التنسيق مع موسكو وتحذير الروس من أي تعاطف مع النظام الإيراني.
ثالثاً: أن يكون هناك حرب في منطقة الخليج العربي بسبب تنفيذ الحزمة الأولى للعقوبات الأمريكية على إيران هو أمر مستبعد جداً، ولكن ستكون هناك حرب على التنظيمات الإرهابية التابعة لإيران والتي ستستأنف أعمالها في الأيام المقبلة كأسلوب ضغط على حلفاء أمريكا، وهو أمر معتاد على المنطقة وخاصة في لبنان من قبل حزب اللات بقيادة حسن نصر الله، ولعل تلك التنظيمات ومنها الحوثية قد قاربت نهايتها فإنها لن تتردد باستخدام كل ترسانتها من الأسلحة للدفاع عن نفسها قبل أن تنكشف أو يقضى عليها، ومن هنا نؤكد بأن الخطر الإيراني لن ينتهي مع حزمة العقوبات الأولى في ظل تواجد تلك التنظيمات النشطة أو النائمة.
رابعاً: من أهم تداعيات تلك العقوبات الأمريكية على المنطقة هو اختناق قطر حليفة إيران، فبات النظام القطري محاصراً بتلك العقوبات بشكل غير مباشر، فأي مساعدة قطرية للنظام الإيراني ستطيح بتميم، ومن هنا أوضحت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب أن الأزمة القطرية صغيرة جداً مقارنة بمحاربة المد الإيراني بالمنطقة، وستكون قطر تحت المجهر الأمريكي في حال وردت إليها معلومات تفيد بعدم التزام الدوحة ببنود تلك العقوبات أو أن تبدي تعاونها أو تعاطفها مع النظام الإيراني.
وبالتالي المنطقة ستشهد حراكاً دبلوماسياً مهماً في الأيام المقبلة، فتداعيات العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران هي جاءت لتغيير السلوك الإيراني في المنطقة، وفي حال عدم خضوع إيران للشروط الأمريكية بتوقيع عقد اتفاق نووي جديد ووقف برامجها في التسلح ووقف دعمها للكيانات الإرهابية فان حزمة العقوبات الثانية هي الحل الأمثل قبل الدخول في الحل الصعب وهو شر لا بد منه وسيكون المجتمع الدولي على موعد لإعلان أمريكي مهم وهو تنفيذ ضربات عسكرية نوعية ضد المنشآت العسكرية في إيران.