نقولها من جديد ومرة أخرى لكل الناس، كل عام وأنتم بألف بخير، وجعل الله أيامكم كلها أعياداً. وتقبل الله أعمال وطاعة كل حجاج بيت الله الحرام.كلنا يعلم أن أعيادنا نحن المسلمون فرصة لا تعوَّض لتصحيح أوضاعنا مع أنفسنا ومع الآخرين. هي فرصة ذهبية سنوية لا تفوَّت لترميم علاقاتنا ببعضنا البعض، وهي فرصة ذهبية لإزالة شوائب كل الخلافات الإنسانية والعائلية المتأصِّلة والمتجذرة والعالقة في نفوسنا وأذهاننا وذاكرتنا.العيد ليس للضحك واللعب ولبس الجديد فقط، وإنما هي مناسبة روحية ليصلح الأخ علاقته بأخيه والصديق بصديقه وأن يصلح الجار علاقته مع جاره الآخر. العيد مناسبة لتعزيز روابط المحبة والأخوة وإذابة كل المشاحنات والخلافات بين أفراد الأسرة والحي وبقية أركان المجتمع، فمن يعي ويفهم ما يمكن أن يفعله العيد من سحر في النفوس لما فوته الإنسان في أمور لا ترتقي لمستوى الإصلاح بين الناس.رسالة أو «مسج» أو مصافحة أو عناق يوم العيد تعتبر كلها سلوكيات كفيلة في أن تعيد الحياة الإنسانية المتوترة بين الأفراد والأسر إلى حالتها الطبيعية، ولهذا فإن العقلاء ينتظرون يوم العيد ليقوموا بتذويب الحواجز النفسية من دواخلهم لأجل أن يتصالحوا مع كل مختلف، ويرمموا علاقاتهم بشكل أفضل وأجمل وأكمل مما كانت عليه من قبل، لأن العيد في انطلاقته الروحية كمناسبة إسلامية خالصة تفرض علينا أن نستحضر طهارة الإسلام ونقاء مفاهيمه التي تحثنا دائماً وأبداً على المصالحة وألا نحمل الأغلال في صدورنا لفترات طويلة، فيأتي يوم العيد ليذكرنا بالحب والمحبة والأخوة والصداقة والقرابة وأهمية صلة الرحم وبر الوالدين وزيارة الأهل والأقارب، ولو نظرنا لها بطريقة شمولية واعية لوجدناها كلها مفاهيم اجتماعية وأسرية وتربوية ناهضة، فلا مجال للإنسان المسلم أن يتنصل منها أبداً وإلا فهو يتنصل من دينه الذي أرشده للحب دون البغض وللمودة دون البغضاء.فلنصحح في يوم العيد مسارات علاقاتنا الأخوية والأسرية والإنسانية بطريقة راقية، ولنجعل من العيد محطة موسمية لتقييم ذواتنا وأنفسنا وتجاربنا الاجتماعية للحصول على أكبر الفوائد من يوم هو عند الله عظيم وعند من قمنا بظلمه وإهانته كبير. لهذا فلنجعل من العيد منطلقاً للتقارب بيننا على أساس الرحمة والحب والخير والمودة. وكل عام وأنتم بخير.
{{ article.visit_count }}